معاني رمضان كيف ننقلها لصغارنا ؟؟
معاني رمضان كيف ننقلها لصغارنا ؟؟
سلام نجم الدين الشرابي
عند اقتراب
شهر رمضان شاهدنا أبناؤنا ونحن نتنقل في الأسواق بين متجر وآخر لنتزود
بمختلف الأطعمة والمشروبات!! ومنذ بداية الشهر وإلى الآن لم يجدونا إلا
بالمطبخ ونحن نجهز الولائم ونعد ما لذ وطاب من أطباق رئيسية ومقبلات
وحلويات فضلا عن العصائر والمشروبات!! وهكذا حتى تأتي العشر الأواخر
لنعود للأسواق مرة أخرى لشراء ثياب العيد..
لن نفاجأ بعدها إذا
سألنا أولادنا عن شهر رمضان فأجابونا بأنه شهر التسوق والتنوع في
الأطعمة، فذلك ما غرسناه فيهم.. وهذا ما سيغرسونه في أطفالهم.. لأنه غدا
نمط حياة يبدأ بحلول شهر رمضان وينتهي بانتهائه..
أين دور الأم هنا.. وكيف تستطيع أن تعرف أبناءها المعنى الحقيقي لهذا الشهر الكريم؟؟ وكيف لها أن تزرع حب رمضان في نفوس أطفالها؟؟
حول كيفية نقل الصورة الحقيقية لشهر رمضان للأبناء تنصح الداعية "نورة لبان" الأمهات بما يلي:
- دعيهم يستشعرون عظمة
رمضان من خلال ما تقومين به من عبادات، فمن المهم أن تقومي في فترة صيامك
بالتهليل والتكبير والتسبيح بصوت عال، مع الإكثار من سماع القرآن ليسمعه
أولادك معك.
- علميهم أن هناك نوعان
من الصيام: صيام عن الأكل والشرب وهو للأسف ما نعلمه لأولادنا فقط ونسعى
لتعويدهم عليه، وننسى النوع الثاني وهو صيام الجوارح؛ فالعين تصوم عن
رؤية المنكر، والأذن تصوم عن سماع ما يغضب الله، واللسان يصوم عن قول
الغيبة والنميمة.. ومن الأمهات من تمنع أولادها حتى عن النوع الأول من
الصيام خوفاً على صحتهم، وكيف لها أن تخاف على أطفالها وهم في شهر
البركة! علينا أن لا نخاف عليهم فالصيام مفيد للصحة طالما أن السن يسمح
بذلك وطالما انك تهتمين بإفطارهم وسحورهم.
- عودي أطفالك التعجيل بالفطور والاستيقاظ عند السحور وتأخيره.
- علميهم الركون إلى
الهدوء عند اللحظات الأولى من الإفطار، حيث يتحول المنزل عند الكثير من
الناس إلى ساحة هوجاء في لحظات الفطور التي تعتبر من أجمل اللحظات عند
الصائم. اشعري وأشعريهم بفرحة الإفطار والركون إلى الدعاء بهدوء وسكينة..
أدعي بصوت عال ليعرفوا أن هذا وقت الدعاء.. وهو وقت إجابة واحرصي أن لا
يقتصر دعاءك على رغباتك في الدنيا بل ادعي أن يعتقك الله من النار ويدخلك
الجنة.
- أحي سنة السحور وأيقظي أبنائك ليتسحروا ولا تقولي مساكين النوم لهم أفضل عوديهم فذاك واجبك.
- أخبريهم أن شهر رمضان
فرصة ليغير كل منا طريقته في الحياة وأنه ليس من الصعب أن يغير الإنسان
مسلكه فأكبر دليل على أن الإنسان لديه قابلية للتغيير هو رمضان حيث تتغير
فيه أخلاقنا وطباعنا، وتخف فيه حدة انفعالاتنا، فلنستغل هذه القابلية في
تغيير الطباع غير المحمودة في أنفسنا، ولا ننسى أن آيات الصوم جاءت قبل
آيات الجهاد، ذلك أن المسلمين إن لم ينجحوا في مجاهدة أنفسهم لن ينجحوا
في الجهاد.
- لا تعتمدي على ذاكرتك
وضعي دفتراً خاصاً لك ولعائلتك سجلي فيه الأيام التي أفطرتها أو أفطرها
ابنك أو ابنتك في رمضان جراء عارض صحي أو عذر شرعي لأن هذا يبقى في
ذمتك.... واحرصي بعد انتهاء رمضان أن يصوموا ما فاتهم ولا بأس أن تصومي
معهم وإن قضيت ما عليك لتعينيهم وتشجعيهم..
وافعلي كما فعلت إحدى
الأمهات الصالحات عندما داس ولدها رجلاً بسيارته خطأً فوجب عليه صيام
شهرين متتالين، فصامت الأم مع ولدها هذين الشهرين خشية أن لا يصبر ولدها
على صيامهما.
- لا تكتفي باصطحاب
أولادك إلى التسوق أو إلى الأماكن التي تسرهم، بل اصحبيهم معك إلى زيارة
مريض واخبريهم أن يحتسبوا الأجر فيها وإن لم يشعروا بالسعادة في هذه
الزيارة.
- أخبريهم أن أبواب
الجنة تفتح في رمضان، قولي بصوت عال أمامهم اللهم إني أسألك العفو
والعافية ليشعرا الأطفال بمواسم الخير فالداعية هو الشخص الذي يسلك السلوك
القويم.
- اجلسي مع أولادك وادعي
بصوت عال واستغفري في وقت السحور ليعرفوا أهمية الدعاء، علميهم الدعاء
الصحيح فآية الدعاء جاءت وسط آيات الصوم وقولي بصوت عال "ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار"
تنشأ لديهم عادة الدعاء.. واخبريهم أن الدعاء مستجاب في هذا الوقت.
- رددي وبصوت عال هذا الدعاء " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني" حتى يرددها أبنائك معك خاصة ونحن الآن في العشر الأواخر
لنفعل ذلك حتى يتذكرنا
أولادنا في رمضان خارج حدود المطبخ والمتاجر والأسواق، ونكون في ذاكرتهم
كأم ذلك الشاب الذي سافر إلى أمريكا وحل عليه شهر رمضان ففاض به الحنين
لها، فروى لأصدقائه افتقاده إلى صوت تهليلاتها وتكبيراتها ودعائها في هذا
الشهر الفضيل