خُلق إفشاء السلام
إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد
فسلم عليهم إذا لقيتهم وابتسم في وجوههم، وكن سباقًا لهذا الخير يزرع الله محبتك
في قلوب الناس وييسر لك طريقًا إلى الجنة، كما قال النبي :
"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء
إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".(مسلم)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته
وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه
و إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم.
أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه" (السيوطى)
وأما رد السلام ففيه قول النبي : «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ :«إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ
فَحَمِدَ اللَّهَ فشمته وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» [رواه البخاري ومسلم]
وقال :«السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم
فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره
إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم» [رواه البزار].
وعد النبي رد السلام من حق الطريق قال صلى الله عليه وسلم :
«إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ». فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا؟ قَالَ :
«فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا». قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ :«غَضُّ الْبَصَرِ
وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ» [البخاري ومسلم].
و عن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:«أفشوا السلام تسلموا» [ابن حبان].
وهو تحية أهل الجنة في الجنة: قال الله عز وجل عن أهل الجنة
{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب]
و: {لاَيَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلام} [الواقعة]
و: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم].
ثمرات إفشاء السلام
1- في إفشائه أجر كبير :
ثبت عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله:
«من قال: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون،
حسنة ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة» [رواه الطبراني]
2- السلام سبب للبركة:
إذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛
فإن ذلك من أعظم أسباب البركة. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله:
"يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك". (رواه الترمذى)
3- إفشاء السلام سبب لعلو المسلمين:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
قال رسول الله : "أفشوا السلام كي تعلوا". (رواه الطبرانى)
قال المناوي رحمه الله :" أي يرتفع شأنكم فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم
فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه . وأراد الرفعة عند الله". إن الذي يبدا الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله كما أخبر بذلك
النبي : "إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام".[رواه أبو داود والترمذي]
وقال في عون المعبود:"قال الطيبي: أي أقرب الناس من المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام
5- إفشاء السلام خير الأعمال:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلاً سأل رسول الله:
أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [رواه البخاري ومسلم]
6- سبب لمغفرة الذنوب:
لقول نبينا :«إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام ، وحسن الكلام» [الطبراني] .
7- من موجبات الجنة:
ففي حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :«يا أيها الناس، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل
والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي].
وسأل أبو شريح رضي الله عنه رسول الله فقال :
أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال :«طيب الكلام ، وبذل السلام ، وإطعام الطعام»
[رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه]
www.nourislamna.com