فقدان الشهية عند الأطفال.. كيف نتفاداه؟
ابني
يمتنع عن تناول الطعام، وشهيته ضعيفة، حاولت معه بكافة الطرق، لكن دون
جدوى".. عبارة كثيرا ما نسمعها تتردد على لسان الكثيرات من الأمهات، اللائي
يبدين قلقهن وانزعاجهن من رفض أبنائهن تناول الطعام، ويتزايد هذا الشعور
لديهن عندما يلجأن للمقارنة بين أطفالهن وأطفال آخرين في نفس سنهم،
ويختلفون عنهم في الحجم.
ويعد
فقدان الشهية لدى الأطفال من أكثر المشكلات التي تؤرق الوالدين، وتجعلهما
دائميْ الشكوى، سواء للأهل والأقارب أو للأطباء على مرأى ومسمع من الطفل،
الأمر الذي حذر منه الأطباء، واعتبروه من أهم أسباب زيادة فقدان الشهية عند
الطفل، لأن هذا التصرف، الذي تقوم به الأم يزيد من عناد الطفل ويجعله أكثر
إصرارا على موقفه.
ويعرف
الأطباء فقدان الشهية بأنه حالة اضطراب في الأكل، ينتج عنه رفض شديد
لتناول الطعام، مما يسبب نقصا كبيرا في الوزن والطاقة الأساسية في الجسم،
مما قد يتسبب في توقف كثير من أجهزة الجسم التي تنقصها الطاقة، والتي
يكتسبها الجسم من خلال التغذية والبروتينات، مشيرين إلى أن الإناث هن
الأكثر تضررا من هذه المشكلة.
أنواع ثلاثة
وأشار الأطباء إلى أن هناك ثلاثة أنواع من فقدان الشهية الذي يصيب الطفل وهي:
- فقدان الشهية الحاد:
وهو
فقدان مؤقت للشهية، ويحدث في أغلب الأحوال مع وجود الالتهابات الفيروسية
والبكتيرية المختلفة، وكذلك التهابات وتقرحات الفم واللسان، وأثناء فترة
التسنين، أي مع بداية ظهور الأسنان للطفل، مشيرين إلى أنه عادة ما تعود
شهية الطفل إلى طبيعتها بزوال السبب، وأن هذه المجموعة لا تحتاج إلى فاتح
للشهية.
- فقدان الشهية الفسيولوجي المزمن:
ويحدث
للأطفال من سن سنة إلى 6 سنوات، حيث يلاحظ الأبوان أن الطفل لم يعد يأكل
نفس كمية الطعام المعتاد عليها، مرجعين السبب إلى أن السعرات الحرارية التي
يحتاجها الطفل في هذه السن تقل عن السنة الأولى من العمر، وهو ما لا يعيه
الأبوان، مما يجعلهما يصران على إطعام الطفل عنوة، مما يزيد رفض الطفل
للطعام، فالأطفال في هذا السن يكون نموهم العقلي والجسماني متناسبين مع
أعمارهم، ويمكن معرفة ذلك من منحنيات وجداول الطول والوزن بالنسبة للعمر.
- فقدان الشهية العضوي المزمن:
حيث
يكون فقدان الشهية مصاحبا لأمراض مزمنة، مثل الالتهابات الفيروسية
والبكتيرية، والالتهابات الروماتيزمية، وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى
والكبد المزمنة، وكذلك العيوب الخلقية بالقلب والمخ.
فقدان الشهية.. لماذا؟
وأرجع
الأطباء سبب فقدان الشهية عند الأطفال إلى إصابتهم ببعض الاضطرابات
النفسية، مثل: القلق، الخوف، والحزن، والذي يؤثر على مركز الشبع في المخ،
أو تناولهم لكميات كبيرة من المواد السكرية مثل الحلويات، أو عدم تمتع
الطفل بوقت كاف من الراحة وممارسة الرياضة، وإصرار الأم على إعطاء الطفل
كمًا معينًا من الطعام قد يفقده شهيته، أو عدم انتظام مواعيد تناول الطفل
للطعام، وإصابة الطفل ببعض الديدان والطفيليات في الجهاز الهضمي.
فيما
أرجعه آخرون إلى عدم شعور الطفل بالسعادة، وطريقة معاملة الأم للطفل، سواء
من خلال التدليل الزائد أو القسوة والعنف، فقد يكون رفض الطفل للطعام حيلة
دفاعية لا شعورية لكسب الاهتمام، أو للتعبير عن نفوره من بعض الظروف
المحيطة كوجود مولود جديد أو علاقة أسرية غير مستقرة، ومحبة الطفل أو كرهه
لأصناف الطعام التي تقدمها له الأم، وارتباط الطعام في ذهن الطفل بحادث
أليم، أو حرص الوالدين على أن يتبع الطفل آداب المائدة كما يمارسونها، أو
إصابة الطفل بالأنيميا.
وحذر
الأطباء من لجوء الأم لبعض السلوكيات الخطأ، والتي من شأنها أن تزيد من
عناد الطفل وتجعله يرفض الطعام منها، استخدام أسلوب التهديد والترغيب،
والذي يأتي في معظم الأحيان بنتيجة عكسية، وإظهار الأم قلقها وشكواها
الدائمة أمام الطفل.
وفيما
يتعلق بكيفية معرفة الأم بأن فقد طفلها لشهيته أمر طبيعي أو مرضي، تقول
الدكتورة صباح عمار - المدرس بكلية التمريض جامعة حلوان-: من المتعارف عليه
أن الطفل في العمر ما بين سنة إلى 5 سنوات، لا يكتسب وزناَ مثلما اكتسب في
السنة الأولى، وبالتالي لا يحتاج إلى نفس كمية الغذاء في السنة الأولى،
لذلك يكون لديهم ضعف شهية طبيعي، وإذا كانت طاقة الطفل ونشاطه في الحد
الطبيعي، ونموه طبيعي، فهو طفل طبيعي، ولا يحتاج إلى علاج. بحسب "اليوم
السابع".
خطوات علاجية
وعن
طريقة علاج فقدان الشهية عند الطفل يقول الدكتور طلعت سالم - استشاري طب
الأطفال وحديثي الولادة، وعضو الجمعية المصرية لصحة الطفل -: يعتمد علاج
فقدان الشهية على حسب حالة الطفل، فيجب معرفة السبب أولا ومعالجته، فإذا
كان مرضاً عضويا يتم إعطاء العلاج المناسب للمريض، أما إذا كان سببا نفسيا
فيتم معالجته من خلال الطبيب المختص، وقد يلجأ الطبيب إلى إعطاء الطفل
الأدوية الفاتحة للشهية
وقدم
الأطباء مجموعه من النصائح التي تستطيع الأم من خلالها معالجة فقدان
الشهية عند الطفل منها: عدم إرغامه على تناول الطعام، فلكل طفل قدرته
الخاصة، ومراعاة ميوله فيما يقدم له من طعام، ومحاولة خلق جو من السعادة له
أثناء تناوله الطعام، حتى لا يأكل وهو في حالة غضب ويرتبط الطعام في ذهنه
بالحزن، وعدم الشكوى للأهل أو الأقارب من قلة تناوله الطعام في حضوره، لأن
هذا سيشعره بالاهتمام ويجعله يتمادى في ذلك، وعدم تقديم الحلوى للطفل بين
الوجبات أو قبل تناول الطعام بفترة قصيرة، وألا تلجأ الأم لإعطاء الطفل
أدوية تؤثر عليه بالسلب.
كما
أشار آخرون إلى أن إعطاء الأم الفرصة لطفلها لتناول الطعام بمفرده قد
يساعد في تشجيعه على تناول الطعام، وأن عليها ألا تقدم أنواعا مختلفة من
الأطعمة للطفل في سن مبكرة، وعليها مراعاة أن يقدم الطعام للطفل بشكل جذاب
يفتح شهيته، مشيرين إلى أنه من الأفضل ألا يتناول الطفل طعامه بمفرده، بل
تجعله يتناول طعامه مع الأطفال الآخرين.
رسالة الاسلام