المزايدون تحت ظلال الهزيمة
المزايدون تحت ظلال الهزيمة!!
لم يجد العلمانيون والليبراليون دوراً يقومون به بعد تجرعهم الهزيمة الساحقة في الانتخابات الأخيرة، ومعاناتهم من صعق المفاجأة برفض معظم فئات الشعب لطرحهم الأعوج سوى القيام بالعديد من تمثيليات المزايدة على كل ما يتم طرحه في مجلس الشعب من موضوعات!!
حيث اتخذوا خطاً بقول (لا) على كل ما يُجمع عليه السواد الأعظم من المجلس بـ (نعم) وقول (نعم) على كل ما يُجمع عليه المجلس بـ (لا)!!
معتقدين بذلك أنهم سوف يتمكنون من إيصال رسالة إلى عامة الشعب مفادها، أننا وطنيون فوق مستوى الوطنية!!ومخلصون فوق معاني الإخلاص!! ومعارضون فوق حدود المعارضة!! ولكن لا يدرك هؤلاء المساكين أن مشهدهم المخزي قد آل بهم في نهاية المطاف إلى أن رسخ صورتهم لدى العامة في صورة واحدة فقط، ألا وهي : أنهم مزعجون فوق مستوى الإزعاج!! بل إن شئت فقل : أنهم نباحون فوق مستوى نباح الكلاب!!
ومن العجيب أنهم يحاولون استغباء الناس أو جذبهم أرضاً لمستوى تفكيرهم المتدني، حين يحتجون في خضم اعتراضاتهم التي لا تتوقف بحجج واهية؛ تمثل بالفعل حقيقة الحماقة في عقر دارها!!
وكمثال : اعتراضوا على حصول الكتلة الإسلامية على الأغلبية!! قائلين : أرأيتم أيها الناس، لقد استولوا على الأغلبية، تماماً كما فعل الحزب الوطني!!
وكأن معايير الديموبطيخية التي
كانوا ينادون بها، والتي تدعو لاحترام رأي الشعب، وأحقية أي حزب في الحصول
على الأغلبية إذا نال تأييد عامة الشعب، أصبحت لا تمثل لهم أن مرجعية
تُذكر!! بعدما صدَّعوا رؤسنا بالدفاع عن مبادئها والدعوة إليها صباح مساء!!
كما تجدهم يحاولون من خلال تصريحاتهم بين الحين والآخر - بعد تلك الانتكاسة المخزية في الانتخابات - الإيحاء بأن الحكومة الحقيقية، ليست مجلس الشعب!! وإنما تتمثل في هذا الجمع المتشاكس الذي لا تجمعه رؤيا ولا توحده كلمة!! سواء كانوا في ميدان التحرير أو أمام وزارة الداخلية أو هنا أو هناك!!
المهم أن البرلمان الذي ذهب لانتخابة 60% من شعب مصر، أصبح ما بين يوم وليلة لا قيمة له ولا اعتبار!! وهذا بالطبع لأنه قد فضحهم وعرى سوءتهم أمام الناس، من خلال التأكيد على أن أطروحاتهم الهزيلة؛ لم تجد من يؤيدها من شرائح الشعب المصري!!
وحين لا يجدوا جديداً من الأحداث؛ للتعليق عليه بتعليقاتهم السخيفة!! تجدهم يواصلون نباحهم من خلال اختلاق الأخبار الكاذبة التي ينسبونها بين الحين والآخر إلى الكتلة الإسلامية في البرلمان؛ كنوع من استعداء عامة الشعب عليهم، مما يستهلك بالفعل وقت وجهد أعضاء تلك الكتلة في الرد على تلك الادعاءات السخيفة وتكذيبها، بدلاً من أن يتركوا لهم المجال لبذل هذا الجهد وذلك الوقت في مصلحة الشعب المصري، الذي يدعون زوراً حرصهم على مصلحته!!
وختاماً . . لا أدرى إلى متى سيواصلون تصديع رؤوسنا بهذا العويل وهذا النباح؟!
ولكن ما يمكنني بالفعل تأكيده، هو أن كل هذا الابتذال وتلك المزايدات المبالغ فيها، إنما هي ردة فعل طبيعية عادة ما تصدر من الحمقى كنتيجة تلقائية على ما نالهم من خزي وعار تحت ظلال الهزيمة!!