نفى
الالوهية عن غير الله واثباتها لله وحده هو معنى لا إله إلا الله ، تلك
الكلمة التى قامت من اجلها السموات والرض وخلق من اجلها الخلق وارسلت الرسل
بدين واحد، قال تعالى:(وما ارسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحى انه لا إله إلا أنا فاعبدون)..؛(فلا تصح كلمة الاديان ،بل الدين واحد ولكن الشرائع تختلف)..
قال تعالى عن نوح عليه السلام :(ولقد أرسلنا نوحاً الى قومه فقال ياقوم أعبدوا الله مالكم من إله غيره) الاعراف
وقال تعالى عن هود علي السلام :(وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) الاعراف
وقال تعالى عن صالح عليه السلام :(وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال ياقوم اعبدو الله مالكم من اله غيره) هود
وقال تعالى عن شعيب عليه السلام :(وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم أعبدو الله مالكم من اله غيره) هود
وقال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم :(الر*كتابٌ أحكمت اياته ثم فصِّلت من لدن حكيمٍ خبير الا تعبدو إلا الله) هود
وقال تعالى عن الرسل مجتمعين :(ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واْجتنبوا الطاغوت)النحل
ولعظيم هذه الكلمة وجلالها ولأن الله لايقبل من اتى بخلافها اعتقادا وقولا وعملا أمرنا الله بمعرفتها قال تعالى :(فأعلم انه لا إله إلا الله) محمد ، وقال عليه الصلاة والسلام :( من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة) صحيح الجامع
والمخلص ؛هو الذى يعتقدها بقلبه، ويفهمها بعقله ،ويعمل بها بجوارحه ، ويدعو إليها قبل غيرها.
فالتوحيد
هو إفراد الله بالعبادة والكفر بكل ما هو دونه من الطواغيت وسلامة
الإعتقاد من الشرك المنافى للتوحيد قولاً وعملاً ، قال إبن رجب :الإله هو
الذى يطاع ولا يعصى هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاءً وتوكلاً عليه
وسؤالاً منه ودعاءً له ،ولا يصلح هذا كله إلا لله عزوجل فمن أشرك مخلوقاً
فى شىءٍ من هذه الامور التى هى من خصائص الإله كان ذلك قدحاً فى إخلاصه فى
قوله :لا إله الا الله، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب مافيه من ذلك.
إنتهى
وسنتناول
فى العدد القادم إنشاء الله الشرك وانواعة والوسائل المؤدية اليه ،وكما
قال القائل :عرفت الشر لا للشرِ لكن لتوقيه ومن لا يعرف الخيَر من الشرِ
يقعْ فيه.