يــا صاحبــــــي كـــــن لطيـــــفاً ولا تكــن كذلك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم يا صاحبي كن لطيفاً ولا تكن كذلك ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) الحوجة هي التي أوجدت ذاك التمايز بتلك الملابس الرسمية .. وهي ضرورة لتحديد جهة محايدة تراعي المصلحة العامة .. وفي العالم المتحضر فإن الذي يلبس ذلك الزي الرسمي هو في خدمة أفراد المجتمع .. وهو عادة أقرب إلى قلوب الناس بلطافته وحسن أخلاقه .. وحرصه دائماً على أنه سند متواجد تحت الطلب .. وأنه يجتهد ليكون صديقاً وليس خصماً .. وتلك صورة مغايرة لها في الكثير من مجتمعاتنا .. ومع الأسف الشديد رجل القانون العادي لدينا في معظم البلاد العربية يوجد دائماً بحماسة حاجزاً ( حائطاً ) يمثل الجفاء بينه وبين المواطن .. وذلك بتصرفاته التي تعني أنه في موقع من يملك السلطة في كفه .. ويجب أن يهاب ويجب أن يصول ويجول كما يشاء مادام يلبس ذلك الزي .. وما دام في جيبه تلك البطاقة .. ومن الملاحظات التي تجدر الإشارة إليها أن الرتب العسكرية كلما تعالت كان أصحابها في رقة الأخلاق وحسن المعاملة إذا كانوا في الصورة .. بعكس الأفراد من رجال الأمن أصحاب الرتب الصغيرة فهم الذين يشوهون الصورة .. وهم الذين عادة يتعاملون مباشرة مع الجمهور .. ويا ليت كان العكس هو الصحيح .. ونحن لا نطلق الأحكام جزافاً ونرميها دون تحفظات فهناك أقليات من رجال الأمن العاديين الذين يتعاملون بأخلاقيات جيدة ولكن مع الأسف هم يمثلون قلة في مجتمعاتنا .. أما السواد الأعظم فيحمل تلك الصورة القاتمة عن ذلك العسكري ألذي يعطي لنفسه صورة السلطة المتسلطة المتعجرفة .. والذي يستغل جهل بعض الجمهور لحقوقه القانونية المدنية .. فيبدأ في النهر والزجر والأمر والتقديم والتأخير وقد يمارس الضرب كما يشاء .. والشخص الذي يتجرأ ويحاول أن يتعامل بمجريات الحقوق المتاحة له فهو يعتبر في عالم الشرطة في الكثير من دول العالم الثالث إنساناً متمرداً يستحق علقة ساخنة إذا لم تكن أمام الناس والشهود تكون ملزمة في أعماق زنزانات الحراسة وأروقة الشرطة .. وبعيدة من أعين الرتب الكبيرة .. وكم وكم سمعنا من تلك الأمثلة .. أما الضرب أثناء التحقيقات فحدث ولا حرج .. وخاصة إذا أبدى المتهم ولو كان بريئاً نوعاً من التأفف أو عدم الرضا .. وفي العالم المتحضر حتى ذلك المتهم الثابت جريمته لا يمكن أن تناله الأذى بحجة إثبات مكانة رجل القانون وهيبته وحيث يجب أن يعرف مع من يتعامل .
وفي النهاية بغض النظر عن سلسلة إرهاصات مركبات النقص التي يعاني منها البعض من رجال الأمن فإن النظرة للموضوع يجب أن تكون بأخلاقياتنا الإسلامية تلك التي تلزم أن نكون في درجات من الأخوة والمعاملة الحسنة الكريمة .. والتي تفترض أن تفوق تلك المتواجدة في مجتمعات غير إسلامية ولكنها تحترم حقوق الإنسان .. وفي النهاية رجل الأمن هو ذلك الأخ او ذلك الابن أو ذلك الأب .
وسنوات الخبرة في مجال العلاقات بين السلطات في الدول العربية والجمهور يجب أن تكون أخذت حقها بكفاية لتتحول إلى مرحلة تمحو تلك الصورة القاتمة القائمة حالياً إلى مرحلة فيها احترام الطرفين بمقدار الخدمات التي تقدم وليس بمقدار الهيبة التي تمثله الملابس الرسمية أو البطاقات التي تحاكي الكروت الحمراء لحكام كرة القدم .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد