::مــــــــــــد إيـــــــدك يــا بــنــى أدم .. ده أخــــــــــــوك::بقلم أبو عمر
الحمد لله
وبعد
قال الله تعالى
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ )
قال الإمام القرطبي
:قوله تعالى: (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ)
أي قلوبهم متحدة في التواد والتحاب والتعاطف.
قال الإمام بن الجوزي :
قوله تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
بعض } أي : بعضهم يوالي بعضاً ، فهم يد واحدة ، يأمرون بالإيمان ،
وينهون عن الكفر
وقال الله تعالى
{ والعصر * إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ
الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ
بالصبر }
قال الشيخ الجزائري
{ وتواصوا بالحق } : أي أوصى بعضهم بعضا
باعتقاد الحق وقوله والعمل به .
{ وتواصوا بالصبر } : أي اوصى بعضهم بعضا
بالصبر على اعتقاد الحق وقوله والعمل به
وفى الأية :وجوب التواصي بالحق والتواصي بالصبر بين المسلمين .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما جاء في الصحيح: "المؤمن للمؤمن كالبنان يشد بعضه
بعضا" وشبك بين أصابعه
وفي الصحيح أيضا: "مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالحمى والسهر"
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت
الدواب والفراش يقعن فيه وأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه). وعن جابر
مثله، وقال: (وأنتم تفلتون من يدي).
قال العلماء الحجزة للسراويل، والمعقد للإزار، فإذا أراد الرجل إمساك من
يخاف سقوطه أخذ بذلك الموضع منه. وهذا مثل لاجتهاد نبينا عليه الصلاة
والسلام في نجاتنا، وحرصه على تخلصنا من الهلكات التي بين أيدينا، فهو أولى
بنا من أنفسنا، ولجهلنا بقدر ذلك وغلبة شهواتنا علينا وظفر عدونا اللعين
بناصرنا أحقر من الفراش وأذل من الفراش، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم! (الإمام القرطبي)
وقال الإمام بن حجر (وفيه إشارة إلى ان الإنسان
إلى النذير أحوج منه إلى البشير لان جبلته مائلة إلى الحظ العاجل دون الحظ
الأجل وفي الحديث ما كان فيه صلى الله عليه و سلم من الرأفة والرحمة والحرص
على نجاة الأمة كما قال تعالى حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)إنتهى
قلت : ولابد أن يكون للمسلم من هذا الحرص نصيب
.. فيخاف على إخوانه ويحرص على نجاتهم
ومن هذه المقدمة أدخل للموضوع
أخى الحبيب .. الأخت الفاضلة
قرأتم فيما تقدم عن ماهية العلاقة بين المسلمين
وعلمتم أنها قائمة على الحب والود والنصح والنصرة والحرص على النفع
فهل قام أحد مننا بمقتضى هذه العلاقة ؟
ولا أقول ذلك تقليلا وإنما تذكيرا ودعوة .. نصح ومحبة
وحتى لا يتشعب منى الموضوع فأشرق وأغرب
فأنا إنما أريد الكلام عن نقطة محددة ومعينة
ألا وهى ... المتساقطون على الطريق
نعم ... هل تفقدهم .. هل سألت عنهم
أغلبنا يرى يوميا أن بعض إخوانه تراجع عن إلتزامه قليلا أو كثيرا
الأخت قد ترى من أخواتها من فرطت فى إلتزامها
فقد ترى الأخ صاحب اللحية الوفيرة . قام بحلق لحيته
وقد تراه ترك الجماعة ... وقد تراه صاحب السىء والشرير
وقد ترى الأخت المنتفبة تخلع النقاب وتستبدله بالذى هو أدنى
وعندى من هذه العينة ما أستطيع أن أقصه للغد وبعده وإنا لله وإنا إليه
راجعون
ولكن الغريب فى الأمر ... هو نحن ... نعم والله
نحن نساهم فى ضياعهم ... وأنا أعي ما أقول
ولعل هذا الموقف يوضح لكم وجهة نظري
(التزم معنا وكان صاحب همة فى الطلب وأطلق لحيته وقصر ثوبه و......و....
وكانت علاقتى به عادية جدا ... كما يقولون سلام سلام
وفجأة خلع ثوبه وحلق لحيته ورجع القهقرى
فكان يمر من أمامى ... ويدير وجهه الجانب الأخر
فأنادى عليه بإسمه وألقي عليه السلام ... فيرد وينصرف
وتكرر هذا الموقف ... ثم رأيته يمر ويلقي هو علي أنا السلام
ومرة بعد مرة ... إستوقنى وسألنى ... لم تسلم علي ؟؟
قلت له لآنك أخي المسلم
قال وأنا مش أخوهم برضو ؟
قلت من هم ؟
قال : أنا أخطأت وتسرعت وتراجعت فوجدت إخوة الأمس كلهم إنقلبوا علي ورمونى
بأبصارهم وبألسنة حداد أشحة على الخير
يديرون وجههم منى ... ينظرون إلي نظرة دون
ليه كده ؟
قلت له : أعذرهم ... زعلانيين عليك ... ولم أجد غيرها
وأنا أسألكم .... ليه كده
ليه لو واحد سقط مننا .. لا نمد له أيدينا
مد إيدك يا أخى ... ده أخوك
لو سقط فى بئر ... أتخرجه أم تتركه وتقول له .. أنت غلطان مش تبص كويس
قدامك ؟
أكيد ستخرجه ... والعتاب له وقته
لماذا تركته يسقط ...
مد إيدك يا بنى أدم ... ده أخوك
والحديث بقية إن شاء الله تعالى
منقول