حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #1موضوع: خطبة بعنوان: أهمية إستغلال الإجازة الصيفية الأحد أكتوبر 14, 2012 2:29 pm | |
| خطبة بعنوان: أهمية إستغلال الإجازة الصيفية
(الخطبة الأولى) , عباد الله إننا نستقبل في هذه الأيام الإجازةَ الصيفية وذلك بعد إمضاء عام دراسي كامل في الجد والمذاكرة, والبذل والتحصيل على تفاوُت في الهمم, وتباين في العزائم، عباد الله والسؤال الذي يطرحُ نفسه في هذه الأيام ما الذي ينبغي على طالب العلم والمسلم الجادِّ أن يفعله في هذه الإجازة المقبلة, , أيناسب عبادَ الله أيناسِبُ أو يليق بالمسلم أن يتركها تذهب وتضيع دون أن يغتنمها في الخير, ودون أن يتزوّد فيها بزاد التّقوى؟, وهل أيام الإجازة عباد الله ليست معدودة في حياة الإنسان وعمره فيتركها تذهب وتنصرم بدون تحصيل لفائدة أو اغتنام لها في طاعة أو خير؟ أَأَيامُ الإجازة عبادَ الله ليست لطلب العلم وتحصيل للإيمان وتزود بزاد التقوى والصلاح والخير؟ معاشر المؤمنين إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية, في النعيم المقيم, أو العذاب الأليم وهو يمر مر السّحاب. لم يزل الليل والنهار سريعِيْن في نقص الأعمار وتقريب الآجال، صَحِبَا قبلنا قوم نوح وعاد وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا فأصبح الجميع قد قدموا على ربهم ووردوا على أعمالهم وتصرمت أعمارهم وبقي الليل والنهار غضين جديدين في أُمَمٍ بعدهم ﴿وهو الذي جَعَل الليلَ والنهارَ خِلفَةً لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شُكُورًا﴾ [الفرقان، الآية:62] ينبغي للمسلم عباد الله , أن يتخذ من مرور الليالي والأيام عبرة وعظة, فإن الليل والنهار يُبلِيان كل جديد, ويُقَرِّبان كل بعيد, ويطويان الأعمار, ويشيبان الصغار, ويفنيان الكبار, وهذا كله مشعر بتولي الدنيا وإقبال الآخرة, قال علي رضي الله عنه: " إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة, ولكل منهما بَنُون, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولا عمل". قال ابن مسعود رضي الله عنه:"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه, نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" وهذا من شدة حرصه على الوقت رضي الله عنه وهذا شأن السلف عموما قال الحسن البصري رحمه الله: "أدركت قوما كانوا على أوقاتهم أشدُّ منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم" ولهذا عباد الله فإن من أمضى يومه في غير حق قضاه, أو فرض أداه, أو مجد أثَّله, أو حمد حصله, أو خير أسّسه, أو علم اقتبسه, فقد ظلم يومه, فقد ظلم يومه" إن الليالي والأيام عباد الله هي رأس مال الإنسان في هذه الحياة، ربحها الجنة وخسرانها النار, السَنَةُ شجرة, والشهور فروعها, والأيام أغصانها, والساعات أوراقها, والأنفاس ثمارها, فمن كانت أنفاسه عباد الله في طاعة الله , فثمرة شجرته طيبة مباركة, ومن كانت أنفاسه في معصية الله فثمرتها مُرٌّ وحنظل. عباد الله لقد تكاثرت النصوص عن النبي في بيان أهمية الوقت والحث على اغتنامه والتحذير من إضاعته وبيان أن العبد مسئول عنه يوم القيامة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك" وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل به". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" قال بعض أهل العلم: إن من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط. ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون, لأن الفراغ يعقُبُه الشغل, والصحة يعقبها السَّقَم, ومما يؤثر عن السلف عباد الله قولهم: من علامة المقْتِ إضاعة الوقت. بل قال ابن القيم رحمه الله: "إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها". بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ،ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ماتسمعون وأستغفرالله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب ، فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
(الخطبة الثانية) الحمد لله عظيم الإحسان, واسع الفضل والجود والامتنان, أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: عباد الله فاتقوا الله تعالى ثم اعلموا رحمكم الله أن الإجازة الصيفية فرصة مباركة ووقت سانح للجميع لاغتنام هذا الوقت فيما يرضي الله وما يقرب منه سبحانه من سديد الأعمال وصالح الأقوال, وإن من أهم ما ينبغي علينا عباد الله, ونحن نستقبل هذه الإجازة, أن ننوي نية صادقة , وأن نعزم عزيمة أكيدة, على استعمال هذه الإجازة في طاعة الله, وأن نحذر عباد الله من أن ننوي نوايا غيرَ طيِّبَة نمضي فيها أيام هذه الإجازة, وإن الله جل وعلا إذا علم من عبده صدق نيته وصلاح همته وتمام رغبته, يسر له الخير وفتح له أبوابه, وهيأ له سبله, والتوفيق بيد الله وحده. عباد الله وإن مما تغتنم به هذه الإجازة حفظ القرآن الكريم وتحصيلُ العلم النافع,ومن نعمة الله علينا ما يُعقد في أيام الإجازة من الدّورات العلمية النافعة, التي يقوم بها أهل العلم وطلابه, ولهذا عباد الله ينبغي على الآباء وأولياء الأمور أن يشجِّعوا أبناءهم وأن يأخذوا بأيديهم وأن يحفّزوهم في المشاركة في هذه الدورات فينبغي على ولي الأمر أن يطالع برامج هذه الدورات وأن يشجع ابنه وأن يتابعه وأن يضع له الحوافز والمشجِّعات ليُحصِّل خيرا ويغتنم غنيمة عظيمة وإني أهمس في أذنك أيها الأب فأقول ناصحا ومذكرا إن جلوس ابنك في حلق العلم ومجالس الذكر ورياضهن النافعة ينعكس عليك وعلى بيتك بالخير والبركة وتكون قد اتقيت الله بابنك حيث دللته إلى الخير وهيأت له سبله وفتحت له أبوابه, ليحصل من العلم الذي هو زاده حقيقة في هذه الحياة, ليمشي في حياته على بصيرة ونور من الله يعلم دينه ويعلم كيف يطيع ربه ويعلم كيف يَبَرُّ أباه وأمه, ويعلم كيف يقوم بحقوق عباد الله كل ذلك لا يحصل إلا بالجلوس في مجالس العلم وخير مجالس العلم عباد الله المساجد. ونسأل الله جل وعلا أن يصلح أبناءنا وبناتنا وأن ينشئهم على الخير وأن يجعلهم أبناء بارين صالحين وأن يأخذهم إلى صراطه المستقيم وأن يعيذهم من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن والكيس عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني |
|