الاخوه الافاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه اول مشاركه لى معكم..
وهى بخصوص موضوع كثيرا ما شغلنى وسألت فيه كثيرا من مشايخى.. وحيرنى كثيرا
خصوصا فى تلك الاوقات التى كانت تزيد فيها تبعات الالتزام على عاتق المرء
وأجد اناسا يتحملون كل الاعباء وأخرون يتنصلون من كل المسئوليات..
لازلت أذكر تلك المواقف التى كنا نجلس فيها نرتب العمل الجماعى بحيث يكون
هناك درس اسبوعى بعد العشاء فى المسجد سيلقيه واحدا منا تلو الاخر بالتناوب
اسبوع بعد اسبوع.. ثم تفاجأ بأحد الحضور - من الاخوة - يقول لك.. ((أنا
ما انفعش فى الموضوع ده.. خلى الدروس لفلان وفلان)) ودوما كان التنصل من
مسئوليات كثيره بحجة (( انا ما انفعش فى الدور ده شوف فلان وفلان))
الخلاصه اذن..
كيف استطاع الصحابة رضوان الله عليهم أن يتحولوا فى أيام قلائل فى حساب
الزمن من كفار جفاة شداد غلاظ الى افضل جيل عرفته البشريه.. حدث عنهم ولا
حرج..
كان يجلس الواحد منهم مع النبى فيقول.. ((ءالله عليك الله أرسلك فيقول نعم
فيقول ء الله فرض عليك خمس صلوات... )) الى نهاية اسئلته.. ثم ينطلق عنه
بعد ان اسلم ويقول له ((وانا رسولك الى قومى))!!! ماذا فى جعبة هذا الذى
اسلم حديثا حتى يحدث به قومه.. والواحد منا فى الاسلام من اكثر من ثلاثين
عاما ولا يعرف ان يلقى كلمه فى مجلس صغير من 10 أفراد او ان يحدث سائق
ميكروباص ليطفىء الاغانى!!!!
كيف كان الواحد منهم على اختلاف طبائعهم ونشأتهم وحسبهم ونسبهم.. شديدا فى
موطن الشده.. لينا فى موطن اللين.. لبيبا إذا ما دعى الى استخدام عقله..
فصيحا اذا ما خطب.. شاعرا اذا ما أنشد.. مغوارا اذا ما شمرت الحرب عن ساق..
ولم نسمع أنا أحدا منهم نصبه رسول الله منصبا فقال.. لا أصلح لذلك!!!!
وترى الواحد منا لديه مكتبه تسد عين الشمس.. ولديه ألف حجه يقدما ليبرر موقفه فى عدم اعتلائه المنبر او اعطاء درس فى مسجد أو ..
وليس هذا فحسب.. بل عندما رفعت الغمامه وسنحت الفرصه للتمثيل السياسى أما
التيارات الدينيه.. سمعنا مئات الحجج .. حتى انا كثيرا من رفقائنا تحولوا
عن المنهج السلفى النقى الى السلفيه المدخليه اذ وجدوا فيها بغيتهم..
وليست الامثله فى الصحابه فقط ..فلك أن تتخيل كيف التزم ابن حزم فى العقد
الثالث من عمره وفى غضون سنوات قليله يبلغ الامامه فى الدين مع انه ولد
وتربى فى بيت الاماره وفى فمه ملعقة من ذهب كما قال عن نفسه فى مناظرته مع
ابى الوليد!!!!
للاسف قد تجد الواحد منا يتقلب بين الملزمين ليل نهار ويصول ويجول فى الكتب
وكتاب الله.. لكنه لا يتخطى أسوار نفسه قيد شعره.. وشتان بين أن تأتي يوم
القيامة فرداً، وبين أن تأتي أمةً، بين أن تسعى لذاتك، بين أن تسعى لأسرتك
فقط، وبين أن تسعى لهداية الخلق، لذلك الإنسان حينما يسعى لهداية الخلق,
يعظم في عين الله عز وجل..

عذرا فقد اطلت عليكم.. لكن رجاءا من كل من لديه تفسير منطقى للتحول العجيب
فى حياة هؤلاء الاعلام - وهو ما عجزنا نحن عنه - أن يقدمه لى جزاكم الله
خيرا