جــزاكـِ الله خير ونفع بكـِ طرح قيم أثابكـِ الله ودي
يهتم
الوالدان بما يحتاجه طلفهما من حاجيات وكماليات حيث يذهبان للتسوق وشراء
كل ما يطلبه حتى يشعرانه بالراحة وكى لا ينقصه شيء داخل المدرسة وهما
سعيدان بذلك معتقدين أن هذا كل شيء، لكن يشعران بالصدمة عندما يعود الطفل
من المدرسة ومعه العديد من الشكاوى التي من أخطرها كراهيته للمعلم الذي
يدرس له بالفصل وهذا شيء يقلق الوالدين بشدة. حيث
تمثل العملية التعليمية أكثر جوانب الحياة أهمية بالنسبة للأبناء والآباء
على حد سواء، فلكي تتم على أكمل وجه وتحقق ثمارها المرجوة لابد أن تكون
العلاقة بين التلميذ ومعلمه في أفضل صورة تتسم بالتواصل والحب، وقبل أن
نقدم أفضل النصائح التي قدمها الخبراء للوالدين للتعامل مع هذه المشكلة يجب تذكير أنفسنا بما سنفعل من خلال الأسئلة التالية: - ماذا عليك أن تفعلي إذا لم يتقبل طفلك أستاذه؟ - هل عليك الاتصال بالمسئول أم الجلوس معه داخل الصف؟ - اعتبارها مشكلة طفولية تقليدية وتركها جانبا وعدم إعطائها اهتماما؟ - كتابة ملحوظة لتعنيف المعلم؟ - الاندفاع لمكتب المدير لتقديم شكوى ضد المعلم؟ بدلا
من كل ما سبق يجب إعطاء المشكلة اهتماماً خاصاً مع التفكير العميق قبل
اتخاذ أي إجراء أو الإقدام على أي تصرف، لأن المشاعر السلبية التي يكنها
الطفل لأستاذه يمكن أن يكون لها عدد من الجذور التي أدت إلى وجودها. فقد
تبدأ بسبب درجة سيئة يحصل عليها الطالب في اختبار ما أو تصل إلى موقف أكثر
خطورة يمكن أن يعيق عملية التعلم نفسها، لكن لا يمكن العلم والتأكد إلا
بعد اتباع بعض الخطوات البسيطة والقيام ببعض التحقيقات بنفسك. وهنا 6 خطوات على جميع الآباء اتخاذها من أجل المعالجة الفعالة للاتهامات التي يوجهها طفلهم لأستاذه.
1- توقع المشكلة:
في
مرحلة معينة يرجع معظم الأطفال من المدرسة وهم يشكون أنهم لا يحبون
معلميهم، وقد حدث ذلك معنا جميعا ونحن في مثل عمرهم وبعد مرور الوقت نكتشف
أن المعلم لم يكن شخصاً سيئاً على الإطلاق.
لذلك
لا يجب أن يندهش الوالدان عند سماع هذه الشكاوى الأولى من أبنائهما، فمن
الطبيعي جدا بالنسبة للأطفال أن يشعروا بنوع من الإحباط نحو معلميهم خلال
عامهم الدراسي.
المهم أن:
- يبقى الوالدان في هدوء.
- عدم القفز إلى أي استنتاجات.
- عدم اتخاذ أي إجراء أو عمل ما قبل أن يقدم الطفل شكواه لتقوم بدراستها بشكل متأنٍ.
أفضل رد أولي يقوم به الوالدان هو:
- الهدوء والاستماع للشكوى والاطمئنان.
- مزيد من التقرب إلى الطفل خلال الأيام المقبلة لمعرفة إذا كانت المشكلة سبب الشكوى تتقلص أم تزداد سوءاً.
- إذا اختفت المشكلة فهذا شيء عظيم وإذا لم تختفِ، فهذا هو الوقت المناسب للقيام بالخطوة التالية ووضع خطة لحلها مهما كانت.
2- تجنب الغضب الذي يفقد السيطرة على النفس:
لا
يعني عودة طفلك من المدرسة حاملا معه كماً من الشكاوى ضد معلمه أن على
الوالدين الإمساك بالهاتف والمطالبة بنقله من الفصل الموجود به، فأفضل
طريقة للتصرف هي التحلي بالصبر.
لأن
شكوى الطفل قد تكون نتاج يوم سيء مر عليه، مثل معاناته من إحباط بسبب
اختبار صعب أو كثرة المهام المدرسية أو التعرض للإحراج بسبب قيام المعلم
بالنداء عليه أمام الفصل.
لكن
إذا لاحظ الوالدان استمرار نفس الشكاوي والتأكد من وجودها فعلا فعليهما
اتخاذ بعض الإجراءات، وفي هذه الحالة لا يجب التسرع في الاتصال بمدير
المدرسة وطلب نقل الطفل في فصل آخر مع معلم جديد، وهذا لأن في ذلك رسالة
ذات أثر سلبي على الطفل تجعل منه شخصاً اعتمادياً على الغير في حين أن عليه
التعرف على أنواع الناس وكيفية التكيف الذاتي معهم.
مع
الحرص على عدم انتقاد المعلم أو التحدث معه بطريقة مسيئة أمام الطفل، لأن
هذا النقد سيظل انطباعاً سيئاً لدى الطفل عن المعلم طوال العام الدراسي حتى
لو اختفت المشكلات في خلال يوم أو اثنين.
3- الوصول إلى أصل المشكلة:
إذا
عاد طفلك للبيت وأخبرك أنه يكره معلمه، لكن لا تعلمين ماذا يعني حقا بهذه
الشكوى، عليك حينها التوغل إلى أصل المشكلة فهذا ضروري جدا لإيجاد الحل،
كما أن توجيه أسئلة تحتوي على كلمة "لماذا" لن تفيد كثيرا في البحث عن الحل
وبدلا منها يجب استخدام كلمة "ماذا".
كما يجب الجلوس مع الطفل وتوجيه هذه الأسئلة له:
- ما الذي يفعله المعلم ويشعرك بالخوف أو القلق؟
- ماذا حاولت أن تفعل لحل هذه المشكلة؟
- ماذا على المعلم أن يفعل لتحسين الموقف؟
- ماذا يقول الأطفال الذين يشعرون بالسعادة مع هذا المعلم عنه؟
سوف
تساعدك إجابة طفلك عن الأسئلة السابقة في معرفة إذا كانت هذه مشكلة يعاني
منها طفلك وحده أم أنها تتعلق فعلا بشخصية المعلم وطريقته في التعامل داخل
الفصل.
هذا
لأن الوصول إلى قلب المشكلة أو أصلها يعتبر الطريقة الوحيدة للبدء في حلها
بطريقة فعالة، ومعرفة هل هذه المشكلة نتاج صراع شخصي مع المعلم يشعر الطفل
أن هذا المعلم غير عادل أو صارم لدرجة القسوة؟ أو تشعر ابنك أنه لن ينجح
بسبب توقعات المعلم به؟
فقد يكتشف الوالدان أنها ليست مشكلة تتعلق بالمعلم، وبدلا من ذلك هي مجرد انعكاس لمشكلات أخرى يمر بها الطفل في المدرسة منها:
- اضطرابات في تكوين صداقات بالمدرسة.
- يعاني من مشكلة في التعلم.
- يتعرض للتخويف.
فهو
في هذه الحالة يحول ما يشعر به من إحباط إلى عملية إسقاطية يصورها في
مشكلة مع معلمه، وعندما يكتشف الوالدان المشكلة الحقيقية سوف يتمكنا من
إيجاد الحلول المناسبة.
معرفة رأي زملاء الطفل وأبائهم عن هذا المعلم:
عندما
يأتي الطفل بمشكلة من الطبيعي أن يقتنع الوالدان بها ومحاولة تحسينها في
أٌقرب وقت ممكن، ومع ذلك من أفضل طرق التأكد من كلام الطفل هو معرفة ما
يحدث حقيقة داخل الفصل ووجهة نظر باقي التلاميذ عن نفس المعلم وكذلك التعرف
على نظرة الآباء والأمهات الآخرين عنه.
فبدلا
من مواجهة الأمر على ظاهره أو تجاهله تماما يفضل التحدث إلى بعض الآباء
الآخرين لمعرفة إذا كان يعاني أطفالهم من مشكلات تشبه مشكلة الطفل، فمثلا
إذا اتفقت شكوى طفلك مع ما تسمعه من آراء الأطفال زملائه فيجب حينها اتخاذ
خطوات، وإذا لم تتفق فيجب عليك القيام بمزيد من التحقق قبل التعامل مع
المعلم.
اتخاذ الخطوات التالية:
- الاستماع لزملاء وأصدقاء طفلك داخل المدرسة وكذلك لأبائهم.
-
مقابلة المعلم بعد انتهاء اليوم الدراسي للتعرف على توقعاته عن تلاميذه
والتعرف على طريقته في التعامل لاستنتاج كيفية تفاعله مع التلاميذ وكيفية
إدارة الفصل.
- يمكن الانتظار خارج الفصل لأخذ الطفل بعد انتهاء الحصة حتى تتعرف على مدى العلاقة بينه وبين المعلم.
- عدم التهور في تكوين استنتاجات أو اتخاذ إجراءات قبل التحدث مع جميع جوانب أو أطراف المشكلة.
5- تحديد موعد لمقابلة المعلم:
إذا
استمرت شكوى طفلك لمدة أسبوع على الأقل فقد يكون هذا هو الوقت المناسب
لتحديد مقابلة مع المعلم، خاصة إذا لاحظت تغيرا مفاجئاً في سلوك الطفل، ومن
هذه التغيرات ما يلي:
- يعاني من التوتر.
- الارتباط المرضي بوالديه.
- اضطرابات في النوم.
- مشكلات عاطفية وجسدية.
- يبدأ في رفض الذهاب إلى المدرسة.
في
هذه الحالة يجب الدعوة إلى مقابلة في أسرع وقت ممكن، ورغم أن مواجهة الأمر
وجها لوجه ليس من قمة الأشياء التي تتطلعين لها على قائمتك لا تنتظري،
وأفضل طريقة هنا هي الحذر والاستماع إلى وجهة نظر المعلم، حيث تبدئين
المقابلة بطريقة إيجابية عن طريق شرح المشكلة بإيجاز وطرح الحقائق كما
تعرفينها أو كما وصلها لك طفلك.
وبمجرد
توضيح الأمر اطلبي من المعلم إخبارك بما يمكن لكما القيام به لحل المشكلة،
وأخبريه أنك على استعداد للعمل معه وليس ضده لبذل الجهد من أجل تحقيق
النتائج المطلوبة مع العلم أن الأطفال تتصرف بشكل مختلف في المواقف
المختلفة.
سيكون
من المفيد لطفلك حضور المقابلة مع المعلم إذا كان في سن يسمح له بذلك ويعي
ما تتناقشون به، والسماح له بالمشاركة في الحوار، والتوضيح للمعلم أن
الهدف من المقابلة هو دعم الطفل وأن عليه المحاولة والعمل بنفسه.
وعندما
تلاحظين تفاعل المعلم مع طفلك هل اكتشفت وجود مشاعر إيجابية واهتمام معين؟
هل يشعر طفلك بمزيد من القلق أم من الاسترخاء؟ الهدف من هذه المقابلة هي
معرفة إذا كان هناك قدرة للتواصل والنقاش بين طفلك ومعلمه للتوصل إلى حل
إيجابي.
وأخبري
طفلك قبل المقابلة أنه قد لا يمكن نقله من فصل لآخر، حتى يقتنع أن التوصل
لحل المشكلة مع المعلم هو أفضل وسيلة وأن من المرجح أنه سيبقى في نفس الفصل
حتى نهاية العام الدراسي.
6- اللجوء إلى سلطة عليا داخل المدرسة:
عندما
تجربين كل الطرق السابقة ولا تؤتي ثمارها لدرجة تشعرك باليأس عليك إدخال
المختص من إدراة المدرسة العليا سواء كان مدير المدرسة، الوكيل، الأخصائي
النفسي أو الاجتماعي وهذا مهم حتى تضعي حداً لتصرفات المعلم.
كوني
هادئة وقولي مشكلتك من وجه نظر واقعية، وقد يفضل توضيح المشكلة كتابيا مع
ذكر ما قمت به من مجهود لحل تلك المشكلة مثل مقابلتك مع المعلم، وإذا فشلت
تلك المحاولة أدخلي طرفاً ثالثاً وهكذا، وضعي في اعتبارك أن هناك احتمالية
نقل طفلك من مدرسة إلى أخرى إذا لم تجدي من يساعدك في حل المشكلة لأن وجود
الطفل في بيئة تعليمية صحية آمنة من أهم العناصر التي يجب توفرها في
المدرسة من أجل النمو والتعلم الفعال للطفل.
ومثلها مثل أي مشكلة تواجه الوالدين فإن مفتاح النجاح في التوصل للحل هو الصبر، ولا تنسي أنك معلمة الطفل خارج المدرسة.