أفضل دولة عربية
أفضل دولة عربية
بقلم عبدالواحدهزاع فرحان الشرعبي
كثرت الأرقام التي يتفاخربها البعض و يتناقلها عبر الصحف والمجلات والمنتديات ومواقع التعارف:
أفضل دولة عربية من حيث المناهج التعليمية - أفضل دولة عربية من حيث الثقافة -أفضل دولة عربية من حيث السياسة - أفضل الجامعات العربية من حيث التصنيف العالمي- أفضل جيش عربي - أفضل شعب عربي - أفضل منتخب عربي - أفضل شاعر عربي - أفضل أديب عربي - أفضل ناقد عربي - أفضل سياسي عربي - أفضل دولة اقتصادية عربية – أفضل مخترع عربي .
أفضل .. أفضل .. أفضل... كل هذه الأفضليات إذا ماقورنت بالواقع الذي تعيشه الشعوب العربية نجد أنها عبارة عن واقع أليم ، فالضعف والخور والشعور بالنقص يولد فينا حب التفاخر والتعالي والتعالم والحقد على بعضنا البعض بحثا ً عن الذات .
وتجد بعضهم ينادي بالتفاؤل ، ولكن أي تفاؤل يتحدث عنه هؤلاء وقد مزقت الأمة إلى دويلات ومذاهب وأفكار وصاركل شخص يحقد على الآخر ، التفاؤل ياهؤلاء إنما تنبعث روحه من المنبع العذب ، من العقيدة السليمة البعيدة عن الآراء الشخصية والميولات الفكرية والأطروحات العقلية والسفسفات الجدلية والتوجهات الغربية .
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها :
أين موقعنا نحن العرب من خارطة العالم ؟
إن كنا نحن الأفضل فلماذا تسلط علينا الأعداء ؟
إن كنا نحن الأقوى فلماذا لم تحرر فلسطين ؟
إن كانت مناهجنا ذات أفضلية فلماذا وصلت علومنا للغرب قديما ً ولم نستفدمنها نحن العرب حديثا ً ؟
إن كانت لنا أفضلية سياسية فلماذا تحركنا أياد ٍ خفية ؟
إن كانت لنا كرامة إنسانية ، فلماذا نرض أن يذلنا الغرب في بلدنا ؟
إن كانت لنا الأفضلية في كل شيء فأين نحن من ذلك الشيء ؟
يقف القلم عاجزا ً أن يصف العجز الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية ، كما وقفت قبله جامعة الدول العربية عاجزة أن تدافع عن الحقوق العربية ضد المنظمات الغربية والإستعمار الغربي والفكر اللوبي وتخطيط النورانية الخفية .
إن كانت لنا الأفضلية فلماذا لانؤمن أن إيران هي البوابة الأمامية للماسونية العالمية الكفرية وأن اليهود هم البوابة الخلفية لها ، إن كانت لنا الأفضلية فلماذا لانعلنها صراحة " إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة "
إن كانت لنا الأفضلية فلماذا لانؤمن أن الغرب هم من حارب الشعوب العربية عن طريق الروافض الإيرانية وأن إيران أداة في يد الغرب من خلالها يبسطون نفوذهم علي البلدان العربية .
إن كانت لنا الأفضلية فلماذا لانؤمن أن أعداء الإسلام كادوا لنا واخترقوا صفوفنا عبر الثورات العربية ، إن كتاب 1999نصر بلا حرب للرئيس الإمريكي ريتشارد نيكسون يشرح لنا فكرة الثورات العربية وكيف خطط لها الغرب ، ولقد كتب محمد عبدالحليم أبوغزالة رحمه الله تعالى مقدمة لهذا الكتاب أوضح فيها أن الغرب سيحدثون تغييرا ً في الشرق الأوسط من خلال الثورات العربية .
الأفضلية التي نبحث عنها ليست في التفاخر والتعالي والتعالم على بعضنا البعض ، إن الأفضلية تكمن في تحدي كل المعوقات التي تواجهنا نحن الشعوب العربية والوقوف صفا ً واحدا ً بعيدا ً عن كل المزايدات .
لقد صرنا نتفاخر في الممكن واللا ممكن ، صرنا نتفاخر بما ليس فينا نحن العرب، وفي ظل الإنخراط في المجتمعات الغربية والتأثربها فقد الكثيرون منا هويتهم العربية والإسلامية فانصهرت بداخلنا قيمنا الإسلامية التي نستطيع من خلالها أن نقول نحن الأفضل من بين كل دول العالم ، وتأججت فينا روح الحب للغرب باسم دعاة توحيد الأديان وحرية المعتقدات والأفكار ، و بعدنا عن الهدف الذي لأجله خلقنا ،.
تاريخنا شاهد على كل ذلك كلما تمثلت فينا القيم الإسلامية كلما أصبح لنا القدرة والتمكين والبسطة في الأرض وكلما بعدنا عن قيمنا الإسلامية كلما تولد فينا الضعف والخور والإنكسار والشعور بالنقص .
جميعنا يعلم يقينا أننا نحن المسلمون لاعزة لنا إلا بالإسلام الذي هو دستورنا ومنهاج حياتنا بدونه يصبح الطريق أمامنا وعرا ً صعبا ً شائكا ً.
إن اتبعنا قيمنا الإسلامية بالتأكيد سنكون الأفضل من بين شعوب العالم أجمع وعندها يحق لنا أن نقول نحن الأفضل .