اداب دخول المنزل والخروج منه
أولا : آداب دخول المنزل والخروج منه
ينظر الإسلام للمنزل
باعتباره مكانا يأوي إليه الناس ليجدوا فيه الراحة والأمن والطمأنينة ومن
ثم فقد شرع للدخول والخروج منه آدابا يتحقق معها كل ذلك . ومن تلك الآداب :
-
أ- إلقاء السلام : وذلك لأن السلام هو تحية أهل الجنة ، قال تعالى :
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ
بل سمى الله تعالى الجنة دار السلام ، لما في السلام من الراحة والطمأنينة
، حيث إن السلام يحمل في طياته كل الخير وإلا لما كان جزاء أهل الجنة ،
قال تعالى : لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لذا كان من الآداب لمن يدخل بيته أن يسلم ، حتى
لو لم يكن في البيت غيره ، قال الله تعالى : فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا
فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيِّبَةً
وكيفية السلام أن يقول : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
ويجاب عليه بـ (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) بصيغة الجمع كذلك ، كما
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم : البخاري بدء الخلق (3045) ، مسلم فضائل الصحابة (2447) ، الترمذي
المناقب (3881) ، النسائي عشرة النساء (3953) ، أبو داود الأدب (5232) ،
ابن ماجه الأدب (3696) ، أحمد (6/146). هذا جبريل يقرأ عليكم السلام قالت :
وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . وروى البخاري في الأدب المفرد عن جابر
رضي الله عنه : الترمذي الاستئذان والآداب (2698). إذا دخلت على أهلك فسلم
عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة . قال : ما رأيته إلا توجيه قوله :
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
رُدُّوهَا
ب- ذكر الله تعالى : فينبغي لداخل البيت أن يسمي الله تعالى ،
لأن الشيطان لا بقاء له مع اسم الله تعالى . وإذا كان المنزل يراد منه أن
يكون مكانا للراحة والطمأنينة ، فلا يمكن أن يحصل ذلك مع بقاء الشيطان الذي
يسعى لإضلال بني آدم ، قال تعالى : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ولكن أخبر الله سبحانه بأن السلاح الذي يواجه به
هذا العدو هو ذكره سبحانه وتعالى : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ
الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ
وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : مسلم الأشربة (2018) ، أبو داود الأطعمة (3765) ، ابن
ماجه الدعاء (3887) ، أحمد (3/346). إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل
عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، فإذا دخل ولم
يذكر الله قال : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان :
أدركتم المبيت والعشاء وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرا لدخول
المنزل وهو : أبو داود الأدب (5096). اللهم إني أسألك خير المولج وخير
المخرج ، باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا وأما
إذا أراد الإنسان أن يخرج من بيته فليسلم على أهله ، ثم يخرج متزينا متسترا
، ثم يذكر دعاء الخروج من المنزل وهو : الترمذي الدعوات (3427) ، النسائي
الاستعاذة (5486) ، أبو داود الأدب (5094) ، ابن ماجه الدعاء (3884). باسم
الله آمنت بالله واعتصمت بالله ، وتوكلت على الله ، اللهم إني أعوذ بك أن
أضل أو أضل ، أو أزل أو أزل ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل علي وعن
أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الترمذي
الدعوات (3426) ، أبو داود الأدب (5095). من قال - يعني إذا خرج من بيته -
باسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : كفيت
ووقيت وهديت ، وتنحى عنه الشياطين وفي رواية أبي داود : أبو داود الأدب
(5095). فيقول- يعني الشيطان- لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي
ووقــي؟