الأمة على أعتاب الخلافة..هذا ما اجمع عليه ثلّة من العلماء خلال.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمة على أعتاب الخلافة..هذا ما اجمع عليه ثلّة من العلماء خلال.....
خلال ندوة في مقرّ "صحيفة فلسطين":
"الثورات العربية".. هل تجهض الحكم الجبري لتقتحم حقبة "الخلافة"؟
د.الرّقب: هي سنّة الله تعالى في إهلاك الظالمين.. والخلافة في العشرين عاماً المقبلة على الأقل
د.الأسطل: فلسطين ستحتضن الخلافة التي تسبق ظهور المهدي والتغيّرات ستطال الكل
فرحات: المرجعية غائبة عن الأمة التي تعيش فترة "المُلك الجبري"
غزة/ أعدتها إيمان عامر:
"زوال الأنظمة الاستبدادية في ضوء البشارات النبوية" هو عنوان ندوة متخصصة ارتأى القسم الإسلامي في صحيفة "فلسطين" بأن يستهل انطلاقته الجديدة في صفحات "الإسلام والعصر" به، وذلك بين جمع "المتحدّثين" من العلماء والدعاة، و"الحاضرين" من الصحفيين والمختصّين، مناقشين موضوع الندوة انطلاقاً من حديث "حذيفة بن اليمان" الذي يتحدث عن المراحل التي ستمر الأمة الإسلامية بها إلى يوم القيامة، وآخرها مرحلة خلافة النبوّة، وذلك في ظلّ سلسلة الثورات التي تشهدها العديد من البلدان العربية على الحكام الطغاة بهدف إسقاطهم.
فكان التساؤل المطروح على المتحدّثين: فهل تعيش الأمة مرحلة الحكم الجبري، مما يعني أننا على أعتاب "خلافة النبوّة"؟:
"حديثان" يُخبران عن التغيّرات
باكورة الكلمات كانت للداعية الإسلامي يوسف فرحات، والذي اعتبر أن ما يحصل للأمم من تقلبات وتغيّرات من الحسن إلى السيئ هو سُنّة كونية قد أخبرنا النبي عنها حينما تحدث عن الدورات والمراحل التي ستمر بها الأمة إلى يوم القيامة، ومن أكثر النبوءات بهذه التغيرات، أحاديث حذيفة بن اليمان، والذي روى إخباراً عن هذه التقلبات حديثين عن النبي الأول قال فيه:"سمعت حذيفة بن اليمان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان الناس يسألون الرسول عن الخير وكنت عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير وفي رواية وجاء بالخير من عندك فهل بعد هذا الخير من شر، فقلت هل بعد الشر من خير؟ قال نعم، وفيه دخل، قلت وما دخلوا، قال قوم يهدون بغير هديي، ويستنّون بغير ستني فقلت يا رسول الله، هل بعد هذا الخير من شر؟، قال نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، فقلت يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك قال أن تعتزل كل الفرق وأن تلزم جماعة المسلمين، فقلت إن لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام قال أن تعتزل كل هذه الفرق ولو أنت عضة بأصل شجرة".
أما الحديث الثاني وهو الحديث المذكور أعلاه حول الخلافة، حيث قال النبي الكريم "تكون فيكم نبوة ما شاء الله لها أن تكون..إلى آخر الحديث"، فهو يتحدث عن المراحل أو جملة التقلبات التي تمر بها الأمة الإسلامية، وأولها مرحلة النبوة التي سبقتها "الجاهلية" قبل الإسلام، فوصفها فرحات بمرحلة الرحمة، حيث قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال عنها:"هذه المرحلة كلها خير للأمة الإسلامية إلى يوم القيامة"، أما المرحلة الثانية فهي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ذكر النبي الكريم من بركاتها الشيء الكثير.
ومن تلك البركات، أشار إلى ما جاء في حديث الترمذي الذي رواه العرضاض بن سارية حينما قال:"وعظنا النبي صلى الله عليه وسلم موعظة وجَلت منها القلوب، وذرفت منها الدموع فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع فماذا تعهد إلينا، قال: وصيكم بكتاب الله وسنة رسوله وعليكم بالسمع والطاعة وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وفي رواية عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، منوهاً إلى أن مدة هذه المرحلة "خلافة النبوة" في ثلاثين عام بدأت من العام الحادي عشر من الهجرة، وانتهت في العام الحادي والأربعين منها، اتسعت خلالها دائرة الفتوحات الإسلامية ونشر العلم في شتى بقاع الأرض التي فتحت في ظل الدولة الإسلامية.
وتابع تسلسل المراحل التي سردها حتى المرحلة الثالثة، والتي ألصَقَها فرحات بسابقتها "مرحلة الخلافة"، منوهاً إلى أنها لم تسلم من الفِتن والشرور كالتي حصلت في عصر الخلفاء الراشدين ومنها الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية من جهة وعلي وأم المؤمنين عائشة ومعها طلحة والزبير من جهة أخرى على الرغم من كل الإنجازات التي تحققت في هذه المرحلة، موضحاً أن المرحلة الرابعة تتمثل في المُلك العاضّ الذي يعض الأمة بالوراثة وبيْعة الإكراه، والتي بدأت من عهد الدولة الأموية وانتهت بسقوط الخلافة العثمانية، فأخذت زمناً طويلاً. وسرد على الحضور الذي أبدى تفاعلاً مع موضوع الندوة، ما جاء في رواية عند الإمام البيهقي في السنن الكبرى عن نبيّنا، قال:يكون من بعدي خلفاء يعلمون بما يعملون ويفعلون ما يؤمرون وفيه إشارة للخلافة الراشدة، ثم قال: ثم يأتي من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون وهذه إشارة للخلفاء الذين جاؤوا بعد ذلك في فترة الحكم العاض، وهو في الأصل حكم مخالف لهدي النبي.
يوم كان القرآن دستورها
ففي هذه المرحلة حُصر الدَخَن والسوء في دائرة الملوك والأمراء فقط، أما الأمة فكانت على خير كبير، حيث كان القرآن الكريم هو دستورها، واتسعت الفتوحات الإسلامية وبقيت الأمة محافظة على هويتها، وتأتي بعد ذلك المرحلة الأخرى التي أشار إليها حديث حذيفة بن اليمان وهي المُلكية الجبرية، والجبرية مأخوذة من الجبر والإكراه، والتي يُعبّر عنها بالمصطلح السياسي الحديث بالحكم الاستبدادي أو الديكتاتوري، وكانت قد بدأت منذ سقوط الخلافة العثمانية في 1924 واستمرت حتى يومنا هذا.
وواصل الحديث الذي شدّ انتباه الحاضرين، وقال:"هي الأخطر على الأمة الإسلامية، ونحن نعيشها هذه الأيام، حيث قمع الإسلام وإقصاء القرآن عن منصة الحكم فما عاد للأمة مرجعية".
وألمح إلى أنه على الرغم من غياب المرجعية في ذلك الوقت إلا أنه ظهرت بعض الأصوات التي تدعو لتحكيم الشريعة الإسلامية واستئناف الحياة الإسلامية، وما زالت تواصل هذه الدعوة حتى وقتنا هذا، معتبراً بأن ما نشهده الآن هو سقوط لهذه الأنظمة الجبرية الدكتاتورية، بدءاً من تونس ثم مصر وقريباً في ليبيا، وباقي الأنظمة مما جعلنا حقيقة نستبشر بالخير ونستشعر في هذه الأيام حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال خلاله:"ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت..، "فالأمة الآن تنتظر هذه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي بشر النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستكون في بيت المقدس".
مداخلة بدأت بالجاهلية وانتهت بواقعنا
وقبل الانتقال إلى المحور الثاني من الندوة، توقّف الصحفي جواد الهشيم من إذاعة القدس في غزة، عند هذه المراحل التي مرت بها الأمة خلال مداخلة له، قائلاً:"سبق الإسلام جاهلية وظلام وفي ظل الحكم الجبري عادت الجاهلية وأشيع الظلام مرة أخرى، إنصافاً للجاهلية الأولى"، منوّها إلى أنه في الجاهلية التي خضعت لهذا التصنيف وجد أن أهل الحكمة من شعراء وحكماء وغيرهم هم الذين يصنعون الفوضى، وكذلك الأمر لمّا حدث في القرن العشرين حيث نادت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة رايس لتنادي بالفوضى الخلاقة، ويسير في ركابها الرعاع من الحكام حتى أفسدوا على شعوبهم حياتهم، لذا كان من الطبيعي أن ينتفض الناس لكي يقود الأمة اليوم أهل العلم وأهل الحكمة والدراية.
المحور الثاني كان للدكتور صالح الرقب، أستاذ العقيدة الإسلامية وهو ممّن كتبوا عن السنن الإلهية في نشأة وسقوط الأنظمة، وركز حديثه على إحدى هذه السنن وهي سنة الله تعالى في إهلاك الظالمين، محاولاً ربطها بالواقع الذي تعيشه الأنظمة العربية اليوم بالاستدلال بالقرآن الكريم والذي يتضمن عشرات الآيات التي تحدثنا عن زوال الظالمين، منبهاً إلى أن الزوال في فيه ينقسم إلى قسيمين، زوال ماحق لا يبقي أثراً لمن يأخذهم الله سبحانه وتعالى، وزوال جزئي كزوال المجد والسلطان والجاه مع إضافة الخزي لمن يزول.
دلائل قرآنية
وقرأ على مسامع الحاضرين بعض الآيات التي تتحدث عن سنة الله في أخذ الظالمين، ومنها وقوله عز وعلا "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً"، وقوله تعالى "وما كنا مهلك القرى إلا وأهلها ظالمون" وقوله تعالى "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" وقوله ""يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".
ولفت إلى أن من الآيات ما تتحدث عن الموالاة لأعداء الله وهو القاسم المشترك في حكام اليوم من العرب والمسلمين، فمعظمهم يتسابقون على موالاة أعداء الله تعالى من اليهود، ويعملون على تنفيذ سياساتهم في الجانب الثقافي والسياسي والأمني والاقتصادي، "فلو تمعنّا قوله تعالى، "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض" وربطناها مع الآيات التي تتحدث عن سنة الله في الظالمين نجد تطبيقاتها في هذا الواقع"، مبيناً أن هؤلاء يضعون ذرائع لهذه الموالاة فيقولون "نخشى أن تصيبنا دائرة" -أي مكروه- فيضيّعوا على أنفسهم بعد ذلك الملك والجاه، وهم لا يدركون بأن هذا الزوال وضياع المجد أمر من عند الله تعالى، فيصبحوا بعد ذلك على ما أصروا في أنفسهم نادمين.
ومثّل د.الرقب على ذلك بقوله :"يا هؤلاء.. لقد عرفتم علامات الندم عندما يخرج الرئيس التونسي المخلوع المدعو زين العابدين ويقول فهمتكم فهمت والشعب لم يتركه، ومبارك لما خرج قال أعي مطالبكم وأفهم همومكم ولكن الندم عنده في هذه اللحظة ما نفعه لأن السنة ستجري فيه بالزوال"، عارجاً على الآية التي بعدها آية وتقول:"ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم، حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين"، فهي تتحدث عن كثير من الناس المسلمين السذج الذين يصدقون هؤلاء الحكام.
وأضاف:"بالزوال والهلاك خسر هذين الحاكمين وفقاً للمشيئة الإلهية، فالمولى لم يُمتهم رغم أنهما مصابان بالسرطان، وهو مرض قاتل.. فوفقاً لهذه الآية الكريمة فلو ماتا بالسرطان لخرجت الملايين في ميدان التحرير تبكي مبارك، وودعوه على رئيس بطل التحرير، لكن الله سبحانه وتعالى طبق فيهما سنته في فرعون حينما قال "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية".
وواصل حديثه إلى الآية الرابعة التي تتحدث عن قضية الاستبدال والخلافة، والتي تقول:"يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم"، مفسراً هذه الآية على أنها تتحدث عن استبدال أنظمة الردّة بأخرى، باعتبار أن الظالمين من الحكام والذين اتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون الله والمؤمنين، وأضاعوا مصالح الشعوب.
المُلك الجبري على طريق الزوال
ويرى بأن هؤلاء يعيشون مرحلة "ملكاً جبرياً" سيزول، مضيفاً:"والذي يجعلنا نؤمن بذلك نهاية دولة "إسرائيل" حسب الدراسات التي اطّلعنا عليها سواء كتبها عرب أو فلسطينيين أو روسيين، فهناك شبه إجماع على أن الربع الأول من هذا القرن سيسجل نهاية دولة "إسرائيل"، مشدداً على أن ظهور الخلافة لن يكون إلا بعد تحرير فلسطين يدلل عليه أحاديث النبي والتي تبين لنا أن الخلافة الراشدة ستكون في بيت المقدس، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس عبد الله بن حوالة الأسدي وقال :"يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك"، و قوله أيضاً في حديث آخر لحوالة :"سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجندة جند بالشام وجند بالعراق، فقلت خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك".
ونبه د. الرقب إلى أن الغرب وأعداء المسلمين يبدون الكثير من القلق خشية حصول الخلافة الإسلامية، مما يجعلهم يعملون على منع امتداد هذا المشروع بكافة الوسائل، مستدركاً :"لكن لن تستطيع أي قوة أن تقف أمام سنن الله في التغيير، أمام قضاءه وقدره، خاصة إذا كان أصحاب المشروع الإسلامي قد تعلقوا بالله سبحانه وتعالى واقتربوا منه وأخلصوا لله في كل حياتهم ولولا وجود بعض الدخن في حياتنا لكانت الخطى أسرع في تحقيق المشروع الإسلامي، فأنا على يقين بأن الخلافة الراشدة على الأبواب، وتقديري أنها يتكون بعد عشرين سنة على الأقل".
ما يسبق الخلافة..
بانتهاء كلمة د.الرقب، انتقل الحديث للعلّامة الفلسطيني، د. يونس الأسطل، الذي سلّط ضوء حديثه على إذا ما كانت الخلاقة الإسلامية على منهاج النبوة مصاحبة لخلافة المهدي أم أنها قبل المهدي؟، فأوضح بأن هذه الخلاقة هي الحقبة الخامسة والأخيرة في تاريخ الأمة الإسلامية، كما بدا من النصوص السابقة لأن النبي المصطفى لم يذكر في حديث حذيفة مرحلة سادسة، ما يعني أن هذه آخر مراحل الأمة إن شاء الله، مرجحاً أن الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ستكون قبل ظهور المهدي وقبل مجيء المسيح.
ودلل على ذلك في عدة بنود أولها أن المسلمين مبشرين بأن يصل هذا الدين إلى ما بلغ الليل والنهار حتى لا يبقى بيت ولا وبرٍ إلا ودخله الإسلام بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزّ يعز الله الإسلام، وذل يذل الله به الكفر، مؤكداً أن الذل هنا إشارة إلى أخذ الجزية من أهل الذمة، عندما تتحول الكرة الأرضية إلى دولة واحدة يعيش فيها فريقان مسلمون ومسالمون فيعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
وتابع:"والمعروف أن سيدنا عيسى هو الذي سيضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، فهذه الخلافة سيكون فيها جزية وهو دليل على أن الخلافة ستكون قبل سيدنا عيسى والمهدي، والذي سيتزامن ظهورهما مع بعض"، مرجحاً أن مدة المهدي لا تزيد عن تسع سنين في أكثر الروايات وقد تتناقص إلى خمسة أو سبعة أو ثمانية بحسب الروايات الأخرى.
ومن أدلة ذلك أن نبينا عليه الصلاة والسلام سُأل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم روما، فقال :مدينة هرقل تفتح أولاً ومعناه أن روما ستفتح ثانياً، ورما حتى الآن لم تفتح، مما يعني أننا على موعد مع وصول الإسلام إلى حاضرة الفاتيكان إلى مركز الكاثوليك في إيطاليا، والأدلة المبشرة بهذا كثيرة، وفقاً للدكتور يونس.
واتفق مع د.الرقب في أن التغيرات المتسارعة التي نراها، تدل على أن الأمة الإسلامية تنهي بهذا فترة الحكم الجبري وستدخل مرحلة الخلافة على منهاج النبوة، التي ستكون القدس عاصمتها وفلسطين حاضرتها والشام حاضنتها، ومن هنا سينتشر الإسلام إلى كل بقاع الأرض، مضيفاً:"لكن فلسطين اليوم أرض محتلة والاحتلال هذا لن يزول إلا إذا تضافرت جهود الأمة كلها، لهذا نرى أن التغيرات الجارية ستطال كل الأنظمة القائمة على الآن على الإطلاق مهما تراخى هذا التغير، لن يطول شهوراً أو سنين لكن ستتوحد الأمة أولاً ثم يكون تحرير فلسطين".
سقوط النظام الهاشمي
ورجح أن جبهة التحرير ستكون شرق النهر وسيكون اليهود غربي النهر، وهو مبشر بسقوط النظام الهاشمي، وفتح جبهة المواجهة مع أعداء الله من الضفة الشرقية، مخاطباً الحضور:" وهي كما تعرفون تزيد عن 700 كيلو، بمعنى أنه لو وقف جيش الاحتلال بالكامل ليحرس تلك الحدود فلن يستطيع لأنه لا يزيد عن نصف مليون جندي، ولا يستطيعون أن يحرسوا سبعمائة كيلو في المنطقة الشرقية، إذا أضاف إليها الحدود المصرية الفلسطينية فإنها تقترب من مائتي كيلو، وعندئذ ستكون الأمة التي توحدت شعوبها على خيار الإسلام والجهاد في سبيله مطوقة للاحتلال من جوانبه المختلفة".
وبيّن د.الأسطل، أن الفلسطينيين سيكونون في خط الدفاع الأول، في حين أن الحصار البحري سينكسر وتصبح هذه المياه الإسلامية "خاصة وأننا ننتظر في شهر مايو القادم ذكرى مجزرة أسطول الحرية أن يأتي أسطول أضخم منه بكثير وظني من التغيرات الجديدة سيكون الاحتلال أعجز من أن يواجهه، فأمتنا الإسلامية ستتمكن من كسر حصارنا البحري وعندئذ ستصبح مياه إسلامية ويكون الاحتلال مطوق من جميع الجهات".
وعلّق كل من المتحدثين على هذا المحور بمجرد انتهاء د.الأسطل من حديثه، موضحين أن خلافة النبوة ستكون في فلسطين، بعد خوض معركتين مع اليهود الأولى معركة تحرير ستكون قريبة، والثانية هي مرحلة الزوال النهائي لليهود.
وللحضور كلمة
"فلسطين" تعرض على قرّائها مداخلات واستفسارات الحضور التي تخللت الندوة، وإجابات المتحدثين عليها، وكانت المشاركة الأولى للصحفي محمد ياسين، الذي تساءل عما إن كانت الشعوب حالياً مهيأة لاستقبال الخلافة الإسلامية؟
د.صالح الرقب تبنى الإجابة على هذا التساؤل بقوله: نحن لا نتحدث عن خلافة ستكون خلال سنة أو سنتين، فكما ذكرت أرجح أنها ستكون في العشرين عام المقبلة على الأقل، وستكون في فلسطين ثم تعم إلى باقي البلاد، لما كانت الانتخابات في الجزائر قبل عشرين سنة فازت جبهة الإنقاذ الإسلامي بأكثر من 80%، وفرنسا هددت وتوعدت الجزائريين لذلك فتم إلغاءها، عندنا في غزة لما صارت جرت فازت الحركة الإسلامية، فأنا أقول في العالم الإسلامي كله لو جرت أي انتخابات نزيهة ودخل فيه الإسلاميون أصحاب المشروع الإسلامي هم من سيفوزون بالأغلبية، لذلك مصر كرست جهودها في الانتخابات الأخيرة على ألا يصل أحد من الإخوان المسلمين للحكم.
فإذا كان من ذلك ما حدث قبل عشرين سنة، فالجيل الآن جيل الثورة كما حدث في مصر حيث معظم الثائرين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، فنحن نتحدث عن خلافة ستكون خلال العشرين سنة القادمة على الأقل وهي فترة كفيلة بتهيئة الجو لأن تلتزم الشعوب بالدين وتعود إليه، وكم تفاءلت حينما رأيت الليبيين والمصريين يهتفون هتافات إسلامية، ومعظمهم شباب ملتزم.
أما بلال ياسين وأحمد أبو خوصة، ويعمل كل منهما في القطاع الخاص، فكانت استفساراتهما تدور حول انتقال المهدي المنتظر من مكان إلى مكان، وعن مبايعته، وقتال جيشه في الشام، وعلّق د.الرقب على ذلك بالقول: العلماء الذين هم أهل التقوى والفراسة والرشاد سيبايعونه خلف الكعبة في الس عودية، بعد أن يرون فيه علامات المهدية، فيبقى بين الناس فترة طويلة، وينزل المسيح عليه السلام والدجّال، ويتعاونا على قتله، حتى أن الناس يتحرزون من شدة الأعمال الإجرامية التي يقوم بها المسيح الدجال، كما جاء الحديث :يذوب كما يذوب في الماء" فيقتله عن باب يد في فلسطين بحربة، وحتى أن الدماء تسيل على حربة عيسى عليه السلام. عندما نتحدث عن ظهور الخلافة فلا يعني ذلك أنها تعم كل الأرض، فهي تظهر في فلسطين رويداً وتنتشر لأن الخليفة المسلم سيقوم بعدة فتوحات منها فتح القسطنطينية مرة ثانية وستفتح روما، وسيحدث في المنطقة حربان كبيران، وبعد ذلك يُقتل المهدي.
الإخوة الكرام، سنن الله عز وجل لمّا تجري فلن يقف أمامها شيء، ولكن عملية تغيير الأنفس والواقع قد لا تتم في يوم وليلة، وأنا أقصد هنا فإن سقوط الحكام العرب لا يعني عدم قدوم آخرين مثلهم، فالغرب والإدارة الأمريكية يمكرون للمسلمين وسيعملون على إيجاد حكام طغاة ولكن مكرهم هذا سينحسر أمام المكر الإلهي لا سيما وأننا نرى المتصدرون للثورات العربية معظمهم شباب ملتزم ، فظنّي أن حركة التغيير مستمرة للأحسن والملك الجذري سينتهي إن شاء الله قريباً ولكن قد لا يكون في الفترة القريبة جداً.
هؤلاء شاركوا من أماكنهم
عبر موقع الصحيفة وموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وصل لـ"فلسطين" الكثير من المشاركات والأسئلة التي تدور حول موضوع الندوة، فانتقينا بعضٌ مما لم يجب عليه المتحدثين ضمن كلماتهم، وكانت الإجابة عليها للدكتور يونس الأسطل، وهي على النحور التالي:
نزار موظف حكومي من غزة يستبعد الوصول إلى مرحلة خلافة إسلامية لأنه لا يرى مقدمات لذلك كون معظم البلاد العربية بحاجة إلى عودة الدين إليها، فيتساءل: كيف ستعيش خلافة إسلامية وهي بعيدة عن دينها؟
د.يونس:
إن الشعوب لا زالت على فطرة الله التي فطر الناس عليها، فالفساد لم إلى حد الاستشراء الكلي، والصحوة الإسلامية منتشرة بصورة كبيرة في الشعوب، وصحيح أن الوصول إلى المثالية يحتاج إلى زمن، لكن خلال العشرين سنة التي نتوقع بأن تتضمن خلافة النبوة فقد تتغير الأجيال لأنه لو قامت الخلافة حالياً ستكون فيها دخن، بمعنى أناس يعكرون الأجواء، ويحدثون الفلتان، وحتى تستقر الأمور تحتاج إلى زمن، ففي أسوأ الأحوال نحتاج إلى عشرين سنة حتى تستقر أمور الخلافة وهذا الزمن ليس طويلة في عمر الأمم.
أما عادل المزحاني إمام مسجد الرضى في اليمن، يرى بأن المتأمل لرياح التغيير التي تعصف في العالم العربي سببها "إمارة السفهاء" التي صنعت كل غريب وعجيب في بلاد الإسلام وبانتهائها سيشرق شمس الحرية وانبلاج شمس الحق.
د.يونس:
أخ عادل أتفق معك في ذلك الحكام اليوم هم سفهاء ولا يمكن أن تقوم الخلافة إلا إذا زالت إمارة السفهاء وهم ليسوا سفهاء فقط، بل فراعنة في الأرض، سياستهم "لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين".
أما أمل سكر من مصر، فتعتبر أن هذه الثورات غير كافية لإحلال خلافة إسلامية مكان النظام المخلوع، في ظل تنامي الأطماع الاستعمارية الأمريكية الأوروبية والصهيونية، والتي لا تزال أقوى من ناحية التخطيط والدهاء والتدبير، وترى أنه يتوجب علينا التحرك لمواجهة تلك الأطماع.
د. يونس:
أعتقد بأن التدخل الغربي هو الذي سيعجل بإقامة الخلافة، فنحن المسلمين حياتنا لا تكون إلا في الجهاد في سبيل الله، فما كان الشعب الأفغاني في معاركه الأولى مع السوفيت ليتنصر لولا الجهاد، وما كان ليذيق أمريكا وبال أمرها لننعم بشيء من الحرية، فهكذا الجهاد فيه آلام وتضحيات لكنها أقل ألف مرة من متاعب الذل والهوان والضعف، والغرب سيحفر قبره بنفسه إذا اشتبك مع المسلمين عسكرياً بحجة الحفاظ على مصالحه مبيتاً النية بفرض املاءاته على الأنظمة الجديدة.
وكان إجماع المتحدثين على أن الأمة تعيش مرحلة الحكم الجبري، حيث الحكّام الطغاة يعيثون في الأرض فساداً، موضحين أن الخلافة التي تكون على منهاج النبوة، آخر مراحل الزمان باتت قاب قوسين أو أدنى.
يرجى وضع هذا الحديث أعلى موضوع الندوة وإبرازه لأنه أساس عمل الندوة.
حديث بن اليمان:"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة...ثم سكت".