أسرة نموزجية
لكي تكون الأسرة متميزة ، ومحقِّقة
لغاياتها النبيلة ، لا بد لها أنْ تَتَّصف بما يأتي
:
أولاً : العبودية لله :
ويتم من خلال تنشئة أفراد الأسرة
على العبودية لله ، وغرس مبادئ الإسلام في قلوب أفرادها ، وتربيتهم عليها ،
حتى يكون لِسان حالهم ومقالهم قال الله تعالى (قل إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
الأنعام162 .
ثانياً : إحكام الزمام :
ونعني به جدية الوالدين في الحياة
الأسرية ، وإتقانهم لوظائفهم ، وقيامهم بمسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع ،
مع قوة رَبط الأسرة بمحورها ، ودفعها لتحقيق أهدافها ، وحَثّها للوصول إلى
غاياتها .
ثالثاً : إبراز القدوات :
وفي مُقدَّمة القدوات الأسرية
الوالدان ، فكلما استجمعا صفات القدوة كلما ازداد تميُّز الأسرة
.
رابعاً : تَنمِيَة المهارات :
اكتشاف مواهب وقدرات أفراد الأسرة
ودفعها إلى البروز ، وذلك من خلال تنميتها وتشجيعها ، وإيجاد الفرص لصقلها
ونضوجها ، من خلال دورات تدريبية ، أو تخصصات أكاديمية ، برامج أسرية مثلاً
.
خامساً : الإقناع بضرورة التميز :
ويكون بترسيخ القناعة على ضرورة
التميز لدى الأسرة ، وأن كل فرد من أفراد الأسرة عنده من القدرات والملكات
ما يؤهله للوصول إلى ما هو أفضل مما هو عليه الآن ، وأن من العيب أن يقعد
الإنسان عن استكمال نقصه .
وفي ذلك يقول الشاعر :
ولمْ أرَ في عيوب الناس عَيباً كنقصِ القادِرين على التمام
فتترسخ القناعة بالقدرة على التميز في قلب كل فرد منها .
سادساً : تجاوز العقبات :
إن طريق التميز فيه من العقبات ما
يقعد أصحاب الهمم الدنيئة ، والهمم الضعيفة ، ولذلك فإن المتميزين هم أقدر
الناس على حَلِّ المشكلات وتجاوز المعوقات
.
سابعاً : إتقان فن التربية
البشر يتفاوتون في طباعهم ،
ويختلفون في نفسياتهم ، وإن كانوا من أسرة واحدة ، وتربيتهم وِفق هذه
المتغيِّرات يحتاج إلى فَنِّ في التعامل معهم ، وكسب ثِقَتهم ، وضمان
استجابتهم لما يريده من مبادئ وقيم
.
ثامناً : تهيئة البيئة الأسرية
التميز لا ينبت في الأرض السبخة
والطقس المتقلب الهائج بالمشكلات الأسرية والاضطرابات النفسية ، فكلما كان
جو الأسرة يسوده التفاهم والتوائم بين الأفراد مع قِلَّة المشكلات الزوجية ،
كان ذلك عوناً على زيادة فرص التميز والإبداع
.
تاسعاً : التقلل من المباحات
لقد ملئ عصرنا بوسائل اللَّهو ،
وتفنن في أساليب صرف المرء عن المعالي بألوان من مضيعات الوقت ومفسداته ،
والإنسان يميل بطبعه إلى التَرَفُّه وحب اللهو بألوانه المتعددة ، وصوره
المختلفة ، مما يعيقه أو يصرفه عن التميز ، فأقلِلْ حظَّك من المباحات ،
واحمِل نفسك على مكابدة الصعود إلى المعالي .
عاشراً : السعي نحو التميز
التميز نعمة وفضل ، والفضل كله
بِيَد الله عزَّ وجلَّ ،( لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ) ، قال تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي
الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن
تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء ) آل عمران 26
وقد سلك الأنبياء ( عليهم السلام )
سبيل الدعاء ، وسَلَك المؤمنون سبيلهم ( عليهم السلام ) ، حيث سألوا الله
التميز في التقوى في قول الله تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )
الفرقان 74 .
منقول بتصرف
اللهم أجعلنا
ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه