بدعة عيد الحب
إخوتى فى الله إن بدعة عيد الحب إنما هى بدعه خبيثه لا نعلم فى الإسلام لها من أصل فلنتقى الله قدر المستطاع
ومما قيل في حد المحبة وتعريفها ما يلي:
1- الميل الدائم بالقلب الهائم.
2- إيثار المحبوب على جميع المصخوب.
3- موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب.
4- مواطأة القلب لمراداتالمحبوب.
5- استكثار القليل من جنايتك، واستقلال الكثير مـنطاعتـك.
6- سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب.
7- ميلك للشيءبكليتك، ثم إيثارك له على نفسك، وروحك، ومالك، ثم موافقتك له سراً، وجهراً، ثم علمكبتقصيرك في حبه.
8- الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته، والحرية من استرقاق ماسواه.
9- سفرُ القلب في طلب المحبوب، ولهجُ اللسان بذكره علىالدوام.
10- المحبة أن يكون كُلُّكَ بالمحبوب مشغولاً، وذلُّك لهمبذولاً.
وقد قسم العلماء المحبة إلى أقسام وأنواع:
قال ابن القيم رحمه الله موضّحا هذه المسألة:
"هنا أربعةأنواع من الحب يجب التفريقبينها وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها:
أحدها: محبة الله ولا تكفي وحدهافي النجاة من الله من عذابه والفوز
بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهودوغيرهم يحبون الله.
الثاني: محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلاموتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهمفيها.
الثالث: الحب لله وفيه وهيمن لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيهوله.
الرابع: المحبة مع الله وهى المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لالله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله وهذه محبةالمشركين.
وبقى قسم خامس ليس مما نحن فيه وهى المحبة الطبيعية وهي ميلالإنسان إلى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان لماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجةوالولد فتلك لا تذم إلا إن ألهت عن ذكر الله وشغلته عن محبته كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَاأَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} [سورة المنافقون: 9]، وقال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِاللَّهِ} [سورة النور: 37]" (الجواب الكافي 1/134).
وقال رحمه الله تعالى: "والفرق بين الحب في الله والحبمع الله وهذا من أهم الفروق وكل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هذا وهذا؛ فالحبفي الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك، والفرق بينهما أن المحب في الحب تابع لمحبةالله فإذا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة أن يحب ما يحبه الله، فإذاأحب ما أحبه ربه ووليه كان ذلك الحب له وفيه كمايحب رسله وأنبياءه وملائكته وأولياءه لكونه تعالى يحبهم ويبغض من يبغضهم لكونهتعالى يبغضهم، وعلامة هذا الحب والبغض في اللهأنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه، ولا ينقلبحبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمداً،مطيعا لله فيه، أو متأولاً، أو مجتهداً، أو باغيا نازعا تائبا، والدين كله يدور علىأربع قواعد هي حب وبغض وفعل وترك؛ فالحب والبغض يترتب عليهما فعل وترك فمن كان
حبهوبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله، وإذا أبغض أبغضلله، وإذا فعل فعل لله، وإذا ترك ترك لل،ه وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص منإيمانه ودينه بحسبه وهذا بخلاف الحب مع الله فهونوعان يقدح في أصل التوحيد وهو شرك ونوع يقدح في كمال الإخلاص ومحبة الله ولا يخرجمن الإسلام.
فالأولكمحبة المشركين لأوثانهم وأندادهم، قال تعالى: {وَمِنَالنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّاللَّهِ} [سورة البقرة: 165]، وهؤلاء المشركون يحبون أوثانهم وأصنامهموآلهتهم مع الله كما يحبون الله فهذه محبة تأله وموالاة يتبعها الخوف والرجاءوالعبادة والدعاء، وهذه المحبة هي محض الشرك الذي لا يغفره الله ولا يتم الإيمانإلا بمعاداة هذه الأنداد وشدة بغضها وبغض أهلها ومعاداتهم ومحاربتهم، وبذلك أرسلالله جميع رسله وأنزل جميع كتبه وخلق النار لأهل هذه المحبة الشركية وخلق الجنة لمنحارب أهلها وعاداهم فيه وفي مرضاته؛ فكل من عبد شيئا من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقداتخذ من دون الله إلها ووليا وأشرك به كائنا ذلك المعبود ما كان ولا بد أن يتبرأمنه أحوج ما كان إليه.
والنوع الثاني محبة ما زينه الله للنفوس من النساءوالبنين والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث؛ فيحبها محبة شهوة كمحبةالجائع للطعام والظمآن للماء؛ فهذه المحبة ثلاثة أنواع فإن أحبها لله توصلا بهاإليه واستعانة على مرضاته وطاعته أثيب عليها وكانت من قسم الحب لله توصلاً بهاإليه ويلتذ بالتمتع بها، وهذا حاله أكمل الخلق الذي حبب إليه من الدنيا النساءوالطيب وكانت محبته لهما عونا له على محبة الله وتبليغ رسالته والقيام بأمره، وإنأحبها لموافقة طبعه وهواه وإرادته ولم يؤثرها على ما يحبه الله ويرضاه بل نالهابحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات ولم يعاقب على ذلك، ولكن ينقص من كمالمحبته لله والمحبة فيه وإن كانت هي مقصودة ومراده وسعيه في تحصيلها والظفر بهاوقدمها على ما يحبه الله ويرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه.
فالأولىمحبة السابقين، والثانية محبة المقتصدين، والثالثة محبة الظالمين" .أهـ من كلام ابنالقيم رحمه الله ورضي عن.
إذًا أحبتي في الله فلنزن الآن هذا العيد وهذهالاحتفالات الموسومة بالحب في ميزان المحبة الحقيقي لنقف على كنهها هل هي بالفعل من الحب والمحبةفنفعلها أم من البغض والعداوة فنتركها؟سئلت الجنة الدائمة للبحوث العلميةوالإفتاء: يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنةميلادية بيوم الحب (فالنتين داي - day valentine)، ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقومبعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلاتإعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم:
أولاً: الاحتفال بهذااليوم؟ثانياً: الشراء من المحلات في هذا اليوم؟ثالثاً: بيع أصحاب المحلات (غير المحتفلة) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم؟فأجابت: "دلتالأدلة الصريحة من الكتاب والسنة -وعلى ذلك أجمع سلف الأمة- أن الأعياد في الإسلاماثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقةبشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهلالإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك منتعدي حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترعكونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقدنهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهومنهم» [صححه الألباني].
وعيد الحب هو من جنس ماذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أنيفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عنأسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره منالأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلةأو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية اللهوالرسول والله جل وعلا يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوااللَّهَ ۖ إِنَّاللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة المائدة: 2].
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما فيأوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوبعليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً،وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلاالله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد أين أنتم من منهجالسماء، وفي ميزان العدل والحق ماذا يزن هذا العيد وأي قيمة لفعل المحتفلينبه؟!
أيورث المحبة أم يورث البغض والعداوة لمن خلق الحب وأسكنه في قلوبالعباد؟!
أعد التأمل واصدق مع نفسك وإن خدعت كل الناس...
اغتسل بماءالصدق وتوضأ بماء التقوى واركع بين يدي حبيبك الأعظم واسجد على سجادة الحب الإلهي وامحذنبك بدموع الأمل.