شراكة لا تنفك
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
كل معصية من المعاصي هي ميراث أمة من الأمم التي أهلكها الله - عز وجل -، فمن علا في الأرض وأفسد فله من تركة فرعون نصيب، ومن تكبّر وتجبّر فله من تركة قوم هود نصيب، ومن نقص المكيال والميزان فقد تشبه بقوم شعيب، ومن سار على طريق الهالكين هلك، ومن اقتفى أثر الضائعين ضل سواء السبيل.
وهذا هو ما أرشد إليه حديث البشير النذير - صلى الله عليه وسلم - الذي هو غذاء الحياة وبلسم الشفاء ومادة الفضل: كما لا يُجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله. [حسن].
أمامك طريقان:
طريق أبي بكر وعمر أو طريق أبي جهل وفرعون، إما معالجة القلب في مصحة الهوى، وتقييده بقيود الشرع، وكيه بنيران الخوف، وإلا فإن علاجه سيكون في أودية جهنم، ومعاناة أغلال الهوان، وكيه بنيران العقوبة.
أخي العاصي.. على وجه الطائع نور طاعته، وعلى وجه العاصي ظلام معصيته، وعند الموت يؤتى هذا بالبشارة، ويقع ذلك في الخسارة، وينزلان القبر ليفترش الطائع مهاد الجنان، ويتقلب العاصي على جمرات النيران، وعند الحشر.. هذا يركب وذاك يسحب.. هذا في ظل عرش الرحمن والآخر غارق في بحور العرق والنسيان.
ثم يقال للعصاة: ألم يأتكم نذير؟ وللطائعين: سلام عليكم بما صبرتم، فاسلك طريق أهل السعادة، واطلب رفقتهم تُوفق للشهادة.
كانوا يصومون وأنت تفطر.. كانوا يقومون وأنت نائم..
كانوا يبكون وهم يطيعون، فخلف من بعدهم خلف يضحكون وهم يعصون.. فهل في الآخرة عند الله يستوون؟!.
شماتة الشيطان:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل ينام الشيطان؟ فقال: لو نام الشيطان لاسترحنا.
أخي.. كل ذنب منك يسعده، وكل معصية لك تفرحه، لأنك بفعلها تساويت معه في المعصية، والمعاصي بريد الكفر، والكفر طريق النار، وهو لا يريد الخلود فيها وحده.
وهذا هو السر في أنه إذا قرأ ابن آدم سجدة التلاوة فسجد اعتزل الشيطان يبكي بقوله: يا ويله أُمر بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فعصيت فلي النار.
فأرغم أنف شيطانك بإدمان السجود وإطالة الركوع وظمأ الهواجر، حتى يظل باكياً في الدنيا قبل أن ينفجر في البكاء غدا على عتبة جهنم.
لطيفة:
قال مطرف بن عبد الله: لو أن رجلاً رأى صيداً، والصيد لا يراه، أليس يوشك أن يأخذه؟! قالوا: بلى، قال فإن الشيطان هو يرانا، ونحن لا نراه فيصيب منا.
الشيخ : خالد أبو شادي