الإعاقة البدنية لا تعوق الإنجاز
عبدالهادي الداعوق، شاب عربي لبناني الجنسية يقيم في دولة الإمارات العربية منذ فترة طويلة وهو الأصغر في عائلته، يدير مصنعاً للألمنيوم والنحاس ورثه عن والده وقد نجح في إدارة المصنع بكفاءة، ودفعه إهتمامه بعالم المعلومات والتقنية لإنشاء شركة للإنترنت في مدينة دبي للإنترنت، ليحقق من خلالها طموحة في مجال خدمة ومساعدة المعاقين. الذي أعجبني بقصة عبدالهادي انه شاب لم يسمح لإعاقته ان تعوقه عن تحقيق طموحاته.
يقول عبدالهادي: اني اعتمد على نفسي في كل شئ مع انني اقيم مع والدتي في منزل واحد، حيث استيقظ مع صلاة الفجر وأؤدي الصلاة وأراجع رسائل البريد الالكتروني الخاصه بي، حيث يصلني حوالي 250 رسالة الكترونية، ثم أجلس مع والدتي لتناول الافطار واذهب الى عملي الساعه الثامنة صباحاً، وأتابع إنهاء الإجراءات الخاص بالشركة، وأعود إلى المنزل التاسعة مساءا وأنام مبكراً حتى استطيع الاستيقاظ مبكراً كما تعودت.
سافر عبدالهادي إلى أمريكا ودرس الكمبيوتر وحصل على الماجستير في العلوم الإدارية من بريطانيا. قام بعدها بتزويد المصنع بقاعده كامله من البيانات بالكمبيوتر فازداد الاقبال على الشركه وارتفع عدد العمال الى 150 عامل بعد ان كانوا لا يتجاوز عددهم اصابع اليد. ونجح في ادارة شركته فحصل على مشاريع كبيرة مثل فندق برج العرب الشهير في دبي، ومستشفى السرطان في الكويت، ومسجد السلطان قابوس في عمان، والمسجد الكبير في الخرطوم وعدد من القصور في الإمارات وبعض دول الخليج.
أما عن حكايته مع الانترنت والشركة التي يديرها في مدينة دبي للانترنت فيقول:في الوقت الذي ادير به المصنع فكرت في استغلال وقتي وتوسعت في أعمال الكمبيوتر، خاصة انني درسته في أمريكا. وكنت قد اعددت دليل الهاتف لمستشفى في مدينة ديترويت الأمريكية، ودليلا للهاتف على الانترنت، وعلى اسطوانات مدمجه (سي دي). وفكرت عند افتتاح مدينة دبي للانترنت في الحضور المباشر الى المدينة فقمت بتأسيس شركة (إي ترانز) التي انفذ من خلالها المشروعات التي تخدم المعاقين، ومنها مشروع لغة الاشارة العالمية للصم والبكم لتصبح لغة موجوده يستخدمها كل المعاقين على مستوى العالم. واعتمدت في المشروع على اختيار كلمة من كل (بستان) ووضع هذه الكلمات في باقة واحده يستخدمها العربي والاجنبي، والأصم وغير الأصم وسأقوم ببيع الفكرة للمؤسسات والبنوك وشركات الطيران والمطاعم وغيرها من الأماكن حتى يندمج المعاق سمعياً وبصرياً وحركياً في المجتمع من حوله.
ان ما ذكرته هو بعض ما قاله عبدالهادي في لقائه مع مجلة زهرة الخليج، وارى ان عبدالهادي نموذج واضح بان الاعاقة البدنية ابدا لا تعوق الانجاز فما حققه عبدالهادي لا يستطيع انه يحققه كثير من الاصحاء الذين يتمتعون بصحة بدنية ممتازه. ومن هنا اشد على يد ذوي الاحتياجات الخاصه بل و أقف لهم لاصفق تصفيقا حارا لصمودهم وقوتهم في تجاوز تلك الاعاقه لتحقيق طموحاتهم واحلامهم.
:16: