أبومحمدالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 21/12/2009
عدد المساهمات : 2589
| #1موضوع: جليبيب رضي الله عنه الإثنين يوليو 26, 2010 10:59 am | |
| جليبيب رضي الله عنه الحلقة الثانية .
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
جليبيب رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى : لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " ونحن على موعد مع رجل لا يملك جمال الخلقة ولكن يمتلك جمال الخلق ..إنه ليس جميل المظهر ولكنه نقي السريرة يحمل إيماناً في قلبه أشد رسوخاً وثباتاً من الجبال .
إنه صحابي جليل من الأنصار الذين جعل الله حبهم سبباً للفوز بمحبة الله - جل وعلا-. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يحبه ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه". فالمقاييس البشرية القاصرة تختلف تماماً عن المقاييس الإلهية فقد يكون الإنسان مذموماً في أعين الناس وهو عند الله من أفضل الناس ..ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحاَ ذلك :" رب ذي طمرين لا يؤبه له أقسم على الله لأبره". وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يشهد للصحابي الجليل (جليبيب ) بأنه صاحب مكانة عظيمة عند ربه - عز وجل - فعن أنس قال :"كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له جليبيب في وجهة دمامة فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج قال :" إذا تجدني كاسداً فقال :" غير أنك عبد الله لست بكاسد." تلك هي المقاييس الإلهية التي تسقط أمامها مقاييس البشر أصحاب العقول القاصرة والملكات المحدودة" لقد أسلم ( جليبيب) ولامس الإيمان شغاف قلبه فأحس بتلك النعمة وتعايش معها في صلاته ... في صيامه ...في قراءته القرآن ... في ذكره للرحمن .. في إحسانه إلى الناس من حوله ..بل في كل شيء . فكانت له مكانة عالية وسامقة عند ربه – جل وعلا – على الرغم من أنه لا يمتلك المال والجمال لكنه يمتلك قلباً يحب الكبير المعتال . في الوقت الذي قد نجد فيه أناساً يمتلكون المال والجمال بل وأعلى المناصب والدرجات وقد رفعهم الناس إلى أعلى مكانة في قلوبهم مع أنهم في الحقيقة أهون على الله من الدواب والهوام لأنهم لم يشعروا بنعمة الإسلام ولم يتبعوا سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا بالله – جل وعلا - . ومنذ أن أسلم ( جليبيب ) – رضي الله عنه – أصبح ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من علمه وهديه وأخلاقه ما يتزود به في دنياه وأخراه . ولقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً ملك عليه لبه وفؤاده حتى إنه كان لا يستطيع أن يتأخر لحظة واحدة عن تنفيذ ما يأمره به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
يأبى الله إلا أن يزوجه من الحور العين :
قال تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} [ الأحزاب :36]. وها نحن نعيش من خلال تلك الكلمات مع ثمرة من ثمرات السمع والطاعة لأمر اللـــــــــــــــه ولأمر رسول اللـــــــــــــــه صلى اللــــــــــــه عليه وسلم . فها هو جليبيب – رضي الله عنه – يريد أن يتزوج امرأة من نساء الدنيا فيأبى اللـــــــــــــــه إلا أن يزوجه من الحور العين . فعن أبي برزة الأسلمي :" أن جليبيباً كان امرأً من الأنصار وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم – فتاة – لم يزوجها حتى يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم : هل له فيها حاجة أم لا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار :" يا فلان زوجني ابنتك" قال : نعم ونعم عين .قال:" إني لست لنفسي أريدها " .قال :لمن؟ .قال: "لجليبيب" قال: يا رسول الله حتى أستأمر أمها . فأتاها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قال : نعم ونعمة عين زوج رسول الله قال : إنه ليس لنفسه يريدها قال: فلمن؟ قال :لجليبيب قالت: ألجليبيب؟لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً . فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم قالت الفتاة من خدرها لأبيها : من خطبني إليكما قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : أفتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني . فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :شأنك لها فزوجها جليبيباً . قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت : أتدري ما دعا لها به النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال : وما دعا لها به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : " اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشها كداً كدا ". قال ثابت : فزوجها إياه فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له – غزوة – قال: "هل تفقدون من أحد؟". قالوا : نفقد فلاناًُ ونفقد فلاناًُ . ثم قال:" هل تفقدون أحداٌ ". قالوا : نفقد فلاناُ وفلاناٌ . ثم قال:" هل تفقدون فلاناً ". قالوا : لا. قال :" ولكني أفقد جليبيباً فاطلبوه في القتلى ". فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه ؟ هذا مني وأنا منه أقتل سبعة ثم قتلوه ؟ هذا مني وأنا منه ". فوضعه النبي على ساعديه ثم حفروا له, ماله سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره . قال ثابت : فما في الأنصار أيم أنفق منها . وفي رواية للبزار:" فكأنما حلت عن أبويها عقالاً". وهذا كله ثمرة من ثمرات السمع والطاعة . وأما عن جليبيب فقد أبى الله إلا أن يرزقه الشهادة في سبيله ليزوجه من الحور العين . فإنه ما إن سمع منادي الجهاد : يا خيل الله اركبي وكان هذا اليوم سيدخل على عروسه الجميلة فتركها ولم يدخل عليها وآثر الجهاد في سبيل الله ففاز بالشهادة في سبيل الله تعالى ليزوجه من الحور العين في تلكم الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . *فرضي الله عن (جليبيب) وعن أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم.
عبر ودروس: في حياة جليبيب الأنصاري رضي الله عنه من العبر والدروس ما ينفع المسلم في أمر دينه ودنياه, من ذلك : 1- لا مقياس أسمى من الإيمان فأمامه تسقط كل المقاييس,ولا جمال أروع من جمال الإيمان حيث يتضاءل أمام أنواره بريق كل جمال. 2- جمال الخَلق تعشقه العين وتميل إليه القلوب لكن جمال الخلُق أعظم قدراً عند أولي الحجا لأنه هو الباقي إلى نهاية العمر أما جمال الخلق فتذيبه رحى الأيام. 3- طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصل كل خير والطريق إلى السعادة فاحذر أن تبرحها فتشقى . 4- أخي الشاب .. أختي الفتاة .. لا يخدعنّكم بريق الجمال الّذي قد يخبئ خلفه مشاكل ومتاعب تعكّر صفو الحياة. وتقوّض دعائم الأسرة وتشرّد الأطفال الأبرياء. 5- في عقيدة المؤمن لاشيء فوق تلبية نداء الحق حتى ولو كان يوم زفافه’ فالدفاع عن دين الله وصون العقيدة وحماية الديار من تسلّط العدو أهم في منهج المؤمن من متع الدنيا. 6- المؤمن العاقل البصير بأمر نفسه يبحث عن السعادة الأبدية ويطلبها في مظانها كما فعل هذا الصحابي الّذي ملك عليه حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قلبه. 7- بركة دعاء الرسول صلى الله علية وسلم امتد أثرها إلى ما بعد استشهاد جليبيب رضي الله عنه حيث أغنى الله زوجته فلم يكن في الأنصار أيم أنفق منها . 8- أنعم بذلك السرير الّذي حمل العريس الشهيد ليزف إلى زوجته من الحور العين في جنة الرحمن تبارك وتعالى.
|
|
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #2موضوع: رد: جليبيب رضي الله عنه الإثنين أغسطس 02, 2010 12:16 am | |
| جليبيب رضي الله عنه اللهم صل وسلم على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم شكرا لك اخي العزيز على تذكيرك لنا بهذه القصه
ولو اننا نطيع الرسول كما اطاعته تلك الفتاة
لما كان هذا حال المسلمين |
|