رمـضان بـلا أمـل ..... فـوداعاً لـلعـمـل
أيها الدعاة...
رفقاً فلا تكونوا جُناه ، فالله يقبلُ توبة من عصاه ، ويحب الجماعة أن
تغشاه ، ولو بينهم من مرّ لمبتغاه ، بل لحاجةٍ غير مسعاه ، فيُغفر له معهم
فضلاً من الله ، والله جعل لنا مواسم ، هي أجدر بالتوبة والندم ، وظيفةٌ
شاغرة لكل من تقدم ، فيها الطاعات تُرسَم ، فإن كان للمعصية من عائد ،
فلعله لهوى النفس يجاهد ، ويستغفر الله حيرانٌ مما يجد ، فلا تكونون عوناً
على أخيكم ، مع شيطان قد تسعده مساعيكم ، فإنماالدعوة باللين والرقه ، وهي
بالغلظة كمنٍ في الصدقه!!
قال تعالى: (
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ
فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ )المجادلة : 13
وقال
تعالى: ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ
بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ
اتَّقَى )النجم : 32
يا مجيب الأذان...ويا عدو الأذان
في شهر رمضان ، بماذا ننادي الأخوان ، فمنهم الظالم ، ومنهم المسالم ،
ومنهم النادم ، ومنهم المُعرِض ، الذي أخلد للأرض ، وفيهم من هو لله قائم ،
وفيهم من هو في الشر عائم ، وفيهم الفقيه العالم ، لذا سأجمعهم تحت شعار
دائم ، وأنادي أياً منهم ب(يا أيها الصائم) ،حتى أنت أيها النادم ،أناديك
أيها الصائم ، لأنك من بعد الاستغفار، ومن بعد تجاوز الأخطار ، بدأت بدرب
الانتصار ، فأصبحت مُلزماً وبلا أعذار ، أن تكون للصوم صفةً وشعار!!!
قال
تعالى : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ
وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم
مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (35) سورة الأحزاب
أيها الصائم كن مثال...
ففي هذا المقال ، بدأت وبلا ابتذال ، بذكرالاخلاص في الاعمال ، لأنه صفة
لمن هم كالجبال ، ولا تسهل إلا على الأبطال ،فمهما كان العمل ، فبغير
الاخلاص لن يكتمل ، بل قد يُردّ على عَجل ، ولا يعتبر ولا يُقبل ، وهذا لا
يعني الرفض لكل العمل ، بل قد يرد ما بالرياء قد فُعل ، الربع أو النصف أو
الكل ، وكذلك ففي الصوم كلٌ ممتحن ، وللصوم مهارةٌ وأسلوبٌ حسن ، وكل فرضٍ
مكتوب لا بد أن يتقن!!
قال تعالى : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )البقرة : 183
وهذه نصيحتي...
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، واعانتني على شقوتي...
فيارب تقبل مني هذا العمل ، واهد قارئه لترك العلل ، فإن اخطأت فإني أبرأ
إليك ربي من الزلل ، وإن اصبت فأنت الاعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل
الأعلى إن قيل المثل!
قال تعالى
: { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ
فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (118) سورة المائدة
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.
ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات
سبحانه المُـتعالي
يسرّ اختزالي ... لمقالي!!
في هذه الكلمات
الأملاك تنادي ياباغي الخير أقبل ....الأملاك تنادي ياباغي الخير أقبل
تحية تقدير الى الكاتب سليل الاسلام
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد