أهلا وسهلا بك إلى | منتديات اور إسلام | .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مواضيع مماثلة
 
» استايل تومبيلات ستايل ترايد ويب العربية الذي اشتاق إليه الجميع الان مجاني للجميع أهمية التفقه في الدين  Subscr10الإثنين سبتمبر 10, 2018 1:10 am من طرف الأخ تامر مسعد» ممكن كتابه اسم المنتدى على هذه الواجههأهمية التفقه في الدين  Subscr10الأحد مايو 06, 2018 1:04 pm من طرف حفيد الصحابه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأهمية التفقه في الدين  Subscr10الأحد مايو 06, 2018 12:19 pm من طرف حفيد الصحابه»  تحميل برنامج Moysar for Computer 2013 المصحف الالكتروني للكمبيوتر اخر اصدار مجانا أهمية التفقه في الدين  Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:09 am من طرف ام بسمة» تحميل برنامج الآذان للكمبيوتر 2015 مجانا أهمية التفقه في الدين  Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:07 am من طرف ام بسمة» المصحف المعلم لدار الوسيلة للشيخين المنشاوي والحذيفي + نسخة محمولةأهمية التفقه في الدين  Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:01 am من طرف ام بسمة» تلاوة من سورة الإعراف : وسورة إبراهيم بصوت الشيخ رضا سلمانأهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 4:02 am من طرف الأخ تامر مسعد» قرار جديد من ادارة المنتدى لجميع الاعضاء والمسؤلين بالموقعأهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 3:41 am من طرف الأخ تامر مسعد» نبضُ الاسرة أهمية التفقه في الدين  Subscr10الأربعاء فبراير 28, 2018 6:18 pm من طرف ali0» كتاب ام المؤمنين ام القاسم كتاب مسموع وما لا تعرفه عنهاأهمية التفقه في الدين  Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى» شركة تسليك مجاري شمال الرياضأهمية التفقه في الدين  Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى»  شيبة بن عثمان ابن أبي طلحةأهمية التفقه في الدين  Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:33 am من طرف شموخى» من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت أهمية التفقه في الدين  Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:25 am من طرف شموخى» ممكن ترحيب وشكراأهمية التفقه في الدين  Subscr10الإثنين يناير 08, 2018 8:30 pm من طرف jassim1» متلازمة ستكلرأهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:15 pm من طرف عبير الورد»  التاتاه عند الاطفالأهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:14 pm من طرف عبير الورد»  نصائح للتعامل مع المكفوفينأهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:13 pm من طرف عبير الورد» علامات التوحد الخفيف أهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:12 pm من طرف عبير الورد» التسامح والصبر في الحياة الزوجيةأهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:10 pm من طرف عبير الورد» مكافحة النمل الابيض قبل البناءأهمية التفقه في الدين  Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:07 pm من طرف عبير الورد
 

أضف إهدائك

الأخ تامر مسعد قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمعة مارس 09, 2018 3:46 am ...
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله قال منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم
الجمعة مارس 28, 2014 7:31 pm ...
: منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكمشعاري قرآني قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحدة لا شريك لله له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
الأربعاء مايو 01, 2013 1:28 pm ...
:
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله
نور 13 قال اللهم اشفي اختي في الله ( امة الله )
الجمعة أبريل 12, 2013 11:36 pm ...
: الهم رب الناس اذهب البأس عن أخاتنا امة الله واشفها يا رب العالمين شفاءا لا يغادر سقماأبومحمد قال أسالُكم الدعاء لى بالشفاء ولجميع المسلمين
الأحد أبريل 14, 2013 1:00 pm ...
:
أهمية التفقه في الدين  349967

أسالُ الله تبارك وتعالى أن يحفظكم جميعاً من كل سوء

أسالك الدعاء لى بالشفاء حيث أجريت عمليه لاستخراج حصوه أنا وجميع مرضى المسلمين
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر


شاطر|

أهمية التفقه في الدين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#1مُساهمةموضوع: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:03 pm

أهمية التفقه في الدين
بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحمد الله -سبحانه وتعالى- على أن يسر
لنا هذا الاجتماع الطيب لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
ونتمنى أن تحصل الفائدة المرجوة للجميع، وكما نشكر فضيلة الشيخ على تجاوبه
الكريم معنا، وعلى أن تفضل بالحضور للإلقاء كلمة، والاستماع إلى أسئلتكم،
والإجابة عليها، كما يتفضل الشيخ بإلقاء كلمة عن طلب العلم، وعن فضل ذلك،
فأترك المجال حتى لا أطيل عليكم لفضيلة الشيخ؛ حتى يفيدنا مما عنده - جزاه
الله خيرا -.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد
وعلى آله وصحبه، وبعد.. فالإنسان في هذه الحياة قد كُلِّف، وأُمر ونُهي،
وفرضت عليه فرائض، وألزم بإلزامات، منها ما يتعلق بالعبادة، ومنها ما يتعلق
بالعادة، وجعل الله في جبلته وفي فطرته أنه يحرص على ما يراه فيه منفعة
له، ومصلحة وراحة لبدنه، وما يجد منه تنعما، وتلذذا، وينفر عن ما يضره، وما
يحصل عليه منه مشقة وصعوبة.
ولكن قد يخفى عليه بعض الأشياء الضارة
فيعتقدها نافعة، وبعض الأشياء النافعة يتركها يعتقدها ضارة، وقد يكون الضرر
خفيا أو تدريجيا، وهذا ما يجعل المسلم بحاجة إلى التعلم الذي يصبح به
عارفا لما ينفعه ولما يضره، فيتجنب ما فيه الضرر عن بصيرة ويقين، ويفعل ما
فيه النفع عن معرفة وعلم متحقق.
ولا جرم أن أهم ما يهم الإنسان التفقه بما خلق لأجله، وهو عبادة الله تعالى، التي أوجدت لأجلها البرية، يقول الله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أهمية التفقه في الدين  B1 فإذا كنا مخلوقين لأجل هذه العبادة، فما هي العبادة؟ وما كيفيتها؟
لا شك أن معرفتها تحتاج منا إلى تعلم؛ ولأجل ذلك اشتملت الشريعة الإسلامية
على التفصيل في هذه الأمور، التفصيل في العبادات، فمن طلب تلك التفاصيل
وجدها، ومن أعرض عنها حرم خيرا كثيرا، وأدى عباداته على جهل وضلال، وهذا ما
يجعل الإنسان يحرص على أن يكون متبصرا في دينه، متفقها فيه.
ولا بد أن نذكر شيئا من الأدلة التي يفهم منها أهمية التعلم، والتفقه فيما ينفع الإنسان في هذه الحياة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#2مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:08 pm

أهمية التفقه في الدين
بيان فضل التفقه في العلم وأدلته

فأولا: بعد أن نقول كما قالت الملائكة: أهمية التفقه في الدين  B2 سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا أهمية التفقه في الدين  B1
نقول: إن العلم الذي خلقنا لأجله، والتفقه في الدين الذي أوجدنا لأجله
واجب علينا؛ حتى لا نكون من الذين يعبدون الله على جهل وضلال.


ودليل ذلك أن الله أمرنا أن نسأله أن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، وطريق
الضالين، المغضوب عليهم هم اليهود، معهم علم ولم يعملوا به، والضالون هم
النصارى، يعبدون الله على جهل وضلال، فلذلك قال بعض العلماء: من فسد من
علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى.

فنحن بحاجة إلى معرفة ما يهمنا في هذه الحياة؛ حتى لا نكون شبيهين بهؤلاء،
وقد بيّن أو جاءت الأدلة في فضل من تفقه وتعلم، فقال النبي - صلى الله عليه
وسلم - أهمية التفقه في الدين  H2 من يرد الله به خيرا يفقه في الدين أهمية التفقه في الدين  H1
والخير هنا يعني: الصلاح، والاستقامة، والسعادة الدنيوية والأخروية؛ فالذي
يشتغل بالتفقه والتعلم هو ممن أرد الله له سعادة؛ وذلك لأنه يتحمل هذا
العلم الذي هو ملزم بالعمل به، والذي يبث في الأمة حتى ينير لهم الطريق.
وقد ذكر العلماء أن العلم منه ما هو فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية، فعلمك
أو تعلمك للعبادات اللازمة لك هذا فرض عين، فريضة على كل مسلم أن يتعلم
كيفية صلاته، وكيفية طهارته، وصيامه، وما أشبه ذلك مما هو محتاج إليه،
ويتعلم ما يحرم عليه من المحرمات، التي نص الله على تحريمها.
وأما
تفاصيل الأشياء كشروط العبادات وواجباتها، ومكملاتها وسننها، فإن معرفة ذلك
من فروض الكفايات، التي يلزم أن يكون في الأمة من يعرفها، ويأثمون إذا
تركوا معرفتها جميعا؛ لأن الحاجة إليها داعية، فلا بد أن يكون هناك طائفة
يعرفون هذه التفاصيل، ويعلّمون من يجهلها، أو من يحتاج إلى التبصر فيها.
ولا شك أن الذين يقفون أنفسهم على تعلم هذه المعلومات أنهم ينفعون أنفسهم،
وينفعون الأمة، ويبقى لهم خير كثير بعد موتهم؛ حيث يبقى ذكرهم، والدعاء
لهم؛ لأن الناس استمعوا بعلمهم، وتفقهوا من فقههم، لأجل ذلك قال النبي -صلى
الله عليه وسلم- أهمية التفقه في الدين  H2 إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له أهمية التفقه في الدين  H1
والعلم الذي ينتفع به يعم ما كان مكتوبا ومصنفا في رسائل وكتب ونحوها، وما
كان محفوظا في صدور أهل العلم الذين حفظوا عن ذلك العالم، وتناقلوا علمه،
وانتفعوا به، فيصل إليه أجر بسبب انتفاعهم له، وكذلك دعائهم له على ما حصل
لهم منه من النفع العام والخاص.
ولما كان العالم الذي يحمل هذا العلم
لما كان بهذه المنزلة جاء فضله في عدة مواضع، ومن ذلك أن حملة العلم شهداء
الله تعالى، الذين أشهدهم على وحدانيته، وقرنهم بنفسه وبملائكته، اقرءوا
قول الله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2 شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ أهمية التفقه في الدين  B1 فأشهد نفسه على أنه الواحد لا إله إلا هو، وأشهد معه ملائكته، وأشهد أولي العلم خاصة، ولم يستشهد بأولي الجهل، ولا أولي التجاهل.
ولا شك أن هذا شرف لك أيها العالم، شرف لأولي العلم؛ حيث قرن الله شهادتهم
بشهادته، وبشهادة ملائكته، وما ذاك إلا أنهم هم الذين عرفوا حق الله،
عرفوا حق الله على عباده، فلما عرفوا حقه على عباده، وعرفوا أيضا وحدانيته،
وعرفوا الأدلة الدالة على ذلك، وعرفوا ما خلق الناس لأجله، فنطقوا بهذه
الشهادة، وأعلنوا العمل بها، ودعوا الناس إليها، فلا جرم أصبحوا من شهداء
الله تعالى على وحدانيته، وكفى بذلك شرفا وفخرا.
ومن الأدلة على فضل أهل العلم أنهم أهل خشية الله الذين يخشونه، ولا يخشاه غيرهم، اقرءوا قول الله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2&nAya=28] يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ أهمية التفقه في الدين  B1 المعنى: أن الخشية خاصة ومحصورة في أهل العلم دون غيرهم، أما أهل الجهل فإنهم لا تكون معهم الخشية المطلوبة المنجية من عذاب الله.
ذلك لأن العالم يحمله علمه على مخافة الله، وعلى تقواه، وعلى التورع عما
حرم، وعلى الإقدام على العبادة، وعلى التجاوب والتقبل لما جاءه عن ربه،
فتحمله هذه المعرفة على شدة الخوف دون غيره، هذا سبب كون أهل العلم هم أهل
خشية الله دون غيرهم.
ولا شك أن الخشية خشية الله هي من أجل عباداته،
الخشية عبادة من أنواع العبادات، بل هي من أجلّ العبادات، وقد ذكر الله
أنها سبب لثوابه.. للثواب العظيم، والأجر الكبير، ألا وهو: دخول الجنة،
والنجاة من النار، فقال تعالى في آخر سورة البينة: أهمية التفقه في الدين  B2
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
[/font] أهمية التفقه في الدين  B1 .
أي: هذا الثواب الجزيل كله لمن خشي ربه، أي: لأهل الخشية، ومن هم أهل الخشية؟ أهمية التفقه في الدين  B2 يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ أهمية التفقه في الدين  B1 فأهل هذا الجزاء هم العلماء الذين يحملهم علمهم على مخافة الله تعالى وخشيته، وكفى بذلك ثوابا جزيلا.
كذلك قد نفي الله التسوية بينهم وبين غيرهم، في قوله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2 قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [/font] أهمية التفقه في الدين  B1
وحذف الجواب لظهوره، المعنى: لا يستوون، بل أهل العلم أقدم وأفضل وأرفع
درجة، وأكثر عملا، وأصوب عملا؛ حيث أنهم يعملون على بصيرة ونور وبرهان.
وأما الذين يعملون على جهالة فإن أكثر أعمالهم مردودة، سيما إذا ظنوا أنهم على علم وهم على جهل، وهو الجهل المركب.
وقد ذكر العلماء أن المعرض عن التعلم الواجب قد يوصف بالجهل المركب، وقد
يوصف بالجهل غير المركب، وهو: الجهل البسيط، فروي عن بعض العلماء، أنهم
قالوا: إن الناس أربعة أقسام: عالم ويدري أنه عالم فهذا كامل فسودوه، وعالم
ولا يدري أنه عالم فهذا غافل فنبهوه، وجاهل ويدري أنه جاهل فهذا مسترشد
فأرشدوه، وجاهل ولا يدري أنه جاهل فهذا مائق فاتركوه.
فالجاهل الذي لا يدري أنه جاهل هو شر أنواع الجهل، وهو الذي ذكره بعضهم بقوله:

ومن أعجب الأشيـاء أنك لا تدري
وأنـك لا تـدري بـأنك لا تدري

يعني: أنك جاهل، ومع ذلك تعتقد أنك عالم، فالذي لا يتعلم حتى يحصل على علم
نافع هذا يُنبه إلى العمل بعلمه، وإلى تعليمه وبثه وعدم كتمانه، والذي
يتعلم علما غير نافع ثم يسترشد إلى العلم يجب أن يرشد إلى ما ينفعه. فهكذا
ينبغي لنا أن نكون منتبهين إلى معرفة ما ينفعنا من العلم النافع.
ولا
شك أيضا أن العالم بالله تعالى وبأسمائه وبآيته، أنه هو الذي يحصل على
الفضل -الفضل الكبير- وذلك أنه ورث نبوة الأنبياء، أي: ما جاءوا به؛ كما
ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: أهمية التفقه في الدين  H2 العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر أهمية التفقه في الدين  H1 العلم الذي جاءوا به هو علم الشرائع، وعلم الديانات، وعلم العبادات، ونحوها، هذا هو الميراث النافع.
ليس الميراث النافع هو حطام الدنيا، إنما العلم النافع، والميراث النافع
هو المساهمة في ما جاء في ميراث أنبياء الله تعالى ورسله، سماه ميراثا؛
لأنهم خلفوه بعدهم، وقام ورثتهم الذين هم حملة العلم مقامهم فاكتسبوا أجرا
عظيما.
فمن الأجر الذي اكتسبوه ما ورد في فضلهم في ما يبذلونه في طلب العلم، ففي هذا الحديث حديث أبي الدرداء أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: أهمية التفقه في الدين  H2
من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن
الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له كل شيء حتى
الحيتان في البحر، ولعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد أهمية التفقه في الدين  H1 .
وذلك لأن العابد أو العباد -ولو كثروا- يقدر الشيطان على أن يشككهم وأن
يضلهم ويغويهم، وأما العالم بالله وبأسمائه وبآياته فإن الشيطان لا يتمكن
من إغوائه، ولا من إيقاعه في المتاهات والضلالات؛ لكونه على نور وبصيرة،
وعلى معرفة بما يدحض به الشبه التي يوسوس بها الشيطان في صدور كثير من
الناس.
وإذا عرفنا أن العلماء هم ورثة الأنبياء؛ فإنه ينبغي لهم أن
يعزوا أنفسهم، وأن لا يجلسوا مجالس الذل، ولا يزاحموا غيرهم فيما هو نقص
عليهم، وضلال وحط من معنويتهم، فقد أخبر الله تعالى بأنه يرفعهم؛ رفعا حسيا
ورفعا معنويا، يقول الله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2
إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ
اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
أهمية التفقه في الدين  B1 .
لم يقيد أهل العلم، وقيد المؤمنين بقوله: أهمية التفقه في الدين  B2 يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ أهمية التفقه في الدين  B1 وقال: أهمية التفقه في الدين  B2 وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [/url]أهمية التفقه في الدين  B1
أي: منكم ومن غيركم، يرفعهم درجات، وهذا الرفع قد يكون في الدنيا، وذلك
بما يكتسبونه من الشرف ومن الفضل؛ حيث إن العالم يكون له منزلة في قلوب
الناس، ويكون له قدر وحرمة فيما بينهم، وتقبل لما يلقيه ودعاء له ورفع
لمعنويته، وإن كان مأمورا؛ بأن يكون متواضعا لله، ومتواضعا لعباد الله،
وغير معتز بنفسه، ولا مفتخر بما حصل عليه؛ حتى يكون ذلك أدعى إلى تقبل ما
يقوله.
وأما الرفع في الآخرة فإنه رفع حسي، وهو أن الله تعالى يرفعه
درجات في درجات الجنة؛ بحيث إن أهل العلم العاملين به يراهم غيرهم كالنجم
الغابر في الأفق، يعني: يرى بعضهم أو يرى بعضهم مثل ما يرى في الدنيا
الكوكب الغابر في الأفق؛ لتفاوت ما بينهم، فهذا معنى قوله: أهمية التفقه في الدين  B2 وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ أهمية التفقه في الدين  B1 يعني: ويرفع أهل العلم درجات، فكفى بذلك شرفا في حثك على أن تكون من أهل العلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#3مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:08 pm

أهمية التفقه في الدين
بيان أشرف العلوم وأولاها بالتعلم

ولكن المراد بالعلم النافع هنا هو العلم اللدني؛ الذي هو علم الشريعة، وعلم الديانة، الذي يتبصر به المسلم لكيفية ما يقوله وما يحتاج إليه، وسواء كان في أمور دنياه من كسبه ومعاملاته، ونحو ذلك، أو فيما يتعلق بأخلاقه وآدابه، ونحو ذلك، أو فيما يتعلق بقرباته وحسناته وتعبداته، أو فيما يتعلق بمعتقده الذي يكون عليه، كل ذلك من العلم الذي يجب عليك أن تتعلمه وتتبصر فيه.
فأما قسم العبادات فعليك أن تتعلم كيفية تعبد ربك، الكيفية التي إذا فعلتها خرجت من العهدة في العبادات والقربات، القربات بلا شك حسنات يتقرب بها العبد إلى ربه، فيتقرب مثلا بالطهارة الظاهرة والطهارة الباطنة، وذلك يحتاج إلى تعلم كيفية تلك القربة.
ويتقرب أيضا بالصلوات مثلا، والتقرب إليها أيضا يحتاج إلى علم، يحتاج إلى معرفة كيف تكون هذه الصلاة عبادة؟ وكيف تتم وينتفع بها؟ يحتاج إلى أن يتعلم ذلك على التفصيل، ونحو ذلك.
وكذلك بما يتعلق بالنفقات اللازمة للعبد، يتعلم ذلك بالتفصيل؛ حتى تكون نفقاته وصدقاته مقربة له إلى الله تعالى.
وكذا العبادات البدنية: كالصوم، والجهاد، والحج، والعمرة، وتعليم الخير، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك بحاجة إلى علم، إلى تفقه في ذلك.
وأما ما يتعلق بالعقيدة فإنه يجب على الإنسان أن يتعلم ما يقوله بلسانه، وما يعتقده بقلبه في ربه، الذي معرفته غاية المعارف، والذي هو خالقه ومالكه.
كذلك ما يقوله ويعتقده في أسماء الله تعالى وصفاته، وكذلك في ما هو مقبل عليه بعد موته، وما هو كيفية إيمانه بالحشر، والجزاء، وتفاصيل ذلك، كل ذلك يحتاج إلى تعلم وتفقه فيه.
كذلك أيضا يتعلم كيفية كسبه للمال الحلال، وشروط التكسب من صناعة وحرفة وتجارة، وما أشبه ذلك، كل ذلك داخل في العلم النافع -ولو كان من الأمور الدنيوية- إذا قصد بذلك أن يعف نفسه، وأن يستغني عن الخلق، وأن يكسب كسبا حلالا، ويقتات قوتا طيبا.
وإذا عرفنا أن هذه من العلوم النافعة، فإن هناك أيضا علوم الحرف الدنيوية قد يحتاج إليها وتكون في الفروع، يكون تعلمها من فروض الكفاية، ولكن هذه غالبا يتعلمها من ليس عالما بالله، ولا عالما بحقوقه وحدوده، بل يتعلمها الذين همهم كسب المادة وتحصيل المال أيًّا كان.
فتعلمها بلا شك فيه منفعة وفائدة، كتعلم علوم الهندسة والبناء والحفر والغرس والخياطة والبناء، وما أشبه ذلك، هذه من العلوم الدنيوية، وتعلمها فيه مصلحة للعباد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#4مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:09 pm

أهمية التفقه في الدين
أهم متطلبات طلب العلم

ولكن يعرف مع ذلك العبد يعرف أن هذا العلم الذي يتعلمه لا يحصل في وقت قصير، بل لا بد من الممارسة، ولا بد من الصبر على المشقة والصعوبات التي قد تلاقيه، والخسران والنفقات المالية، ونحو ذلك؛ حتى يحصل على جانب من العلم فيه كفايته وفائدته، فقد روي عن بعض الشعراء، أنه قال:

أخي لن تنـال العــلم إلا بستـة
سـأنبيك عـن تفصيلهـا ببيـان
ذكـاء وحـرص واجتهـاد وفطنة
وصحبـة أسـتاذ وطـول زمـان

فهذه الستة إذا اجتمعت في الإنسان رجي أن يكون موفقا لتحصيل العلم النافع.
فأما أولها وهو: الذكاء، فإنه يخرج البليد، الذي يكون غافلا أو مغفلا غير عاقل ولا متعقل لما يقول.
ولا حافظ ولم يرزق حفظا، فإنه يتعب ويتعب نفسه ولا يحصل على فائدة، بل كلما حصل على شيء ذهب من ذاكرته ونسيه أو تغافل عنه.
وأما الثاني وهو: الحرص، فإنه يدل على أن طالب العلم عليه أن يحرص، والحرص لا شك أنه يبعث على مواصلة الطلب في الليل والنهار وفي الأيام كلها، ولا يخص ذلك بوقت دون وقت.
وكذلك الاجتهاد الذي هو بذل الجهد بالنفس والمال، الجهد هو غاية المستطاع، يبذل جهده وهو غاية مستطاعه، فينفق من ماله، ويسافر بلدا، ويقطع المراحل، ويسهر الليالي، وما أشبه ذلك، مما يدل على أنه مجتهد، وصادق الرغبة.
وأما البلغة التي هي الزاد الذي يقتاته فإن هذا من ضروريات الحياة، فالذي يتعلم ولكن ليس عنده ما يقتات به وما يأكله وما يقوت به نفسه هذا لا تهنأ حياته ولا تقر، فهو بحاجة إلى أن يكون له كسب أو دخل، إما أن يكون له أبوان قد قاما بكفايته والنفقة عليه، أو له غلة ودخل، أو له حرفة يحترف بها في وقت من الأوقات يكون كسبه منها مسببا لأن يستغل غلة تقوم بكفايته والنفقة عليه في وقت الطلب؛ حتى يواصل سيره ويتعلم إلى أن يحصل على جانب من العلم.
وأما صحبة المدرس والمعلم فهذه أيضا من الضروريات، فالذي يتعلم على نفسه، أو يتعلم على من هو دونه مثلا، أو يقرأ من الكتب وهو لا يفقه ما تتضمنه، قد يقع في أخطاء، وقد يمل ويتكاسل فلا يحصل على المطلوب، وأما طول الزمان فإنه يدل على أن الإنسان لا يمل، ولا ينبغي له أن يمل ولو طال الزمان ولو بقي عشرات السنين.
هكذا كان العلماء -رحمهم الله- يواصلون سيرهم ولو بلغوا ما بلغوا، فإن الإنسان كلما حصل على علم ازدادت المعرفة عنده، وازدادت حرارة العلم، وتوسعت المعارف أمامه، ولا شك أيضا أن العلوم تتراكم وتتكاثر عليه، ولذلك يقول بعض العلماء: إن العلم كثير، وإن العمر قصير، فينبغي للإنسان أن يبدأ بالأهم فالأهم، ولا شك أن الأهم هو ما يفيدك في حياتك وفي عباداتك، وتقتصر من بقية العلوم على ما أنت بحاجة إليه فقط.
فالتوسع في العلوم الأخرى قد يسأل الإنسان عن ما هو أهم منه، حتى قال بعض العلماء في علم النحو: إن النحو في الكلام كالملح في الطعام، بمعنى: أنه لا حاجة إلى الإكثار منه، فلا تتوغل فيه وتكثر منه فيذهب وقتك ويزهق عمرك وحياتك دون أن تحصل على شيء مفيد غاية الفائدة، ولا تتركه فتقع في الأخطاء وفي اللحن وفي الأغلاط، بل تقتصر منه على ما يصلح حالتك.
كما أن الملح في الطعام لا يزاد منه ولا يقلل منه، فإن زيد منه أفسد الطعام وإن قلل منه فالطعام سامج لا يستساغ أكله، بل يقتصر على قدر الحاجة، إذا كان هذا في علم النحو الذي مدحه بعضهم بقوله:
وإذا طلبت من العلوم أهمهـا
فأهمها منها مقيـم الألسـن

فكيف ببقية العلوم التي فائدتها قليلة، أو قد تكون مضرتها محققة؟! ولا نطيل في البحث في هذا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#5مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:09 pm

أهمية التفقه في الدين
ذكر نماذج لهمة السلف في طلب العلم

فنقول: إن الإنسان مهما ذاق حلاوة العلم فإنه يزداد نهمه ويزداد طلبه ولا يشبع أبدا، سواء كان يقرأ القرآن، أو يقرأ كتب السنة، أو يقرأ كتب أهل الفقه وأهل العلم النافع، أو يقرأ أيضا في كتب أهل الآداب والأخلاق التي فيها محاسن الأعمال ومساوئها، أو ما أشبه ذلك.
ولن يجد لذلك نهاية، لذلك روي في بعض الآثار: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا، وطالب علم، والمنهوم هو: الذي له نهمة وهمة تدفعه، فطالب الدنيا مهما حصل منها لا يشبع ولا تنتهي رغبته، كذلك طالب العلم مهما حصل لا يزال يواصل الطلب، ولا يزال يتعلم حتى يصل إلى آخر حياته.
كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: من المحبرة إلى المقبرة، يعني: أنه يشتغل بطلب العلم وبكتابته من المهد إلى اللحد.
هذه حالة أهل العلم الذين أفنوا حياتهم في ذلك، وقد أخبروا بالصعوبات التي لاقوها، وما صبروا عليه من المشقات، وأنهم ما حصلوا هذا العلم إلا بعدما وصلوا إلى ما وصلوا إليه واجتهدوا، فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه كان إذا بلغه الحديث عن أحد الصحابة ذهب إليه حتى في القيلولة في شدة الحر في وسط النهار، فإذا طرق بابه، وقيل: إنه نائم، وقف أو جلس عند الباب في حر الشمس حتى يستيقظ للصلاة، فإذا استيقظ ورآه عند الباب استنكر ذلك، وقال: كيف وأنت ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- تجلس في الشمس؟! فيقول: إني كرهت أن أوقظك، فيقول: هلا أخبرتني فآتيك، فيقول: لا العلم يؤتى ولا يأتي؛ العلم يستحق أن يؤتى إليه، حامل العلم يستحق أن يُعْنَى له، هكذا كان -رضي الله عنه-.
كذلك روي عن الإمام الشافعي أنه تكلم بكلام يدل على فضل العلم، وعلى فضل الحرص، وعلى فضل مواصلة العلم، يقول فيما روي عنه: العلم بطي اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يورث عن الآباء والأعمام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا تسقى إلا بالدرس، ولا يحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين.
وانظر إلى من شغل نهاره بالجمع وليله بالجماع، أيخرج من ذلك فقيها؟! كلا والله، حتى يحتفظ الدفاتر، ويستحصل المحابر، ويقطع القفار، ولا يفصل في طلبه بين الليل والنهار.
ولا شك أن هذا منه -رحمه الله- حث على الصبر والمصابرة في طلب العلم، وبيان أن أهله يلاقون منه المشقات والصعوبات، ويصبرون على قطع القفار التي هي الفيافي والمفازات والأسفار، حتى كان بعضهم يسافر مسيرة شهر لأجل أن يحصل على حديث واحد، وحتى كان البعض مشايخنا أو مشايخ مشايخنا يبيت الليل كله ينسخ ويكتب، ولا يتفرغ لأكل عشائه إلا بعد أذان الصبح أو قرب أذانه، وكل ذلك من نهمته وحرصه على طلب العلم وتعلمه.
وكذلك أيضا حرص كثير منهم في كتابة العلم على أن ينفعوا الأمة بما يكتبونه؛ فقد روي أن بعض العلماء كابن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة؛ أي ثمانين صفحة من التأليف، وذلك لا شك أنه يأتي إلى مؤلفات كثيرة.
وآخر من العلماء ذكروا أنه بعد كل صلاة العشاء يكتب عشرين ورقة في كل ليلة قبل أن ينام، يعني من التأليف، ويصبر على البحث، وطول التنقيب، وذلك كله حرص منهم على المعرفة، ونفع الأمة بما يصلون إليه أو بما ينتفع به بعدهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#6مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:10 pm

أهمية التفقه في الدين
أهمية استغلال الأوقات والوسائل المتاحة في طلب العلم

فإذا عرفنا أنا مطالبون بأن نتعلم ما
ينفعنا، فإن علينا أن نغتنم الأوقات قبل أن تتغير الأوقات، فمثلا الشباب ما
داموا في سن الشباب، وقد تفرغوا وقد كفوا المئونة؛ يسر الله لهم الوالدين
اللذين يكفونهم المئونة، ويفرغونهم للتعلم، فعليهم أن ينتهزوا الفرصة وأن
يتعلموا، ومجال العلم واسع؛ سواء ما تعلموه من أفواه المشايخ والعلماء، أو
من الحلقات التي تقام في المساجد ونحوها، أو من الدروس التي تقام في
المراكز كهذا المركز ونحوه، التي يمارس فيها أنواع كثيرة من العلم، أو من
السؤالات بأن يسألوا ويستفسروا ويسألوا أهل العلم؛ عملا بقوله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2 فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
أهمية التفقه في الدين  B1 . [/font]
ينتهز الشاب هذه الفرصة قبل أن تتغير حاله، فإنه يمكن بعد سنوات أن يحتاج
إلى نفسه، عندما ينفرد وعندما يكلف أن يكتسب رزقه ومعيشته بنفسه، يشق عليه
بعد ذلك التفرغ والتعلم، فيكون في هذه في تلك الحال قد وقع في حرج ومشقة،
فمتى يتعلم؟ يفوت الأوان، فما أحسنها من فرصة مهيأة للشاب الذي قد كفي
المئونة، ويسرت له الأسباب.
في أزمنتنا هذه -والحمد لله - الأسباب
موفرة؛ الأسباب العامة، والأسباب الخاصة، فمن الأسباب العامة: أن الله
تعالى أعطى الإنسان العقل والفهم والذكاء والإدراك والسمع والبصر، وامتن
عليه بذلك في قوله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
أهمية التفقه في الدين  B1
فامتن عليه بأنه -وإن أخرجه جاهلا- فقد من عليه: بالسمع والبصر والفؤاد،
فبالسمع: يستمع إلى النصائح التي والمسائل التي تنفعه، وبالبصر: يقرأ في
الكتب، وينظر في آيات الله، وبالفؤاد: يتعقل ويتفقه ويتذكر ما حفظه، فيكتسب
بذلك علما.
وكما أن سن الشباب هو وقت الذكاء، ووقت الحفظ، ووقت بقاء
المعلومات، ولأجل ذلك يقول بعضهم: إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر وهذا
مثل مطابق؛ وذلك لأن الصغير متفرغ القلب، وعادة أنه يكون قلبه متفتحا،
ومقبلا على ما يسمعه، فما قرع سمعه وقر في قلبه، وبقي في ذاكرته مدة وبرهة
طويلة، فينتفع ببقاء هذه المعلومات، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن
الله تعالى يسر لنا في هذه البلاد، هذه الدولة التي قد كفتنا المئونة،
ويسرت لنا الأسباب التي نتحصل بها على طلب العلم.
فمن ذلك ما فتح من
المدارس، ومن المعاهد، ومن الكليات، ومن الجامعات، التي تحتوي على العلوم
النافعة، وفي كلها لا تخلو جامعة أو كلية أو معهد أو مدرسة، لا تخلو من
علوم نافعة وعلوم مكملة، فإذن كل يلتحق بما يناسبه، وما يميل إليه؛ يقرأ
ويتعلم مجانا، دون أن يؤخذ عليه أجرة؛ أجرة تعليم، ونحو ذلك، وتبذل له
الوسائل كلها، فالمعلمون يبذلون له العلم بدون مقابل، والكتب والمقررات
تعطى له، وتصرف له أيضا بدون قيمة، وما أشبه ذلك.
فهذه أيضا من النعم
التي يجب أن تغتنم ولا تفوت، وهكذا أيضا إقامة هذه المراكز الصيفية، التي
في وقت هذا الفراغ، لما شعر القائمون عليها بما يكون فيه الشباب بعد فراغهم
من الدراسات النظامية من الفراغ، وأنهم إذا فرغوا لم يأمنوا أن يشغلوا
وقتهم فيما يضرهم، ابتكروا وتفكروا في هذه الفكرة الطيبة، فأنشئوا هذه
المراكز.
ولا شك أن فيها خيرا كثيرا؛ فمنه ما هو عام وخاص، فمن ذلك ما
يلقى فيها من الدروس اليومية والأسبوعية، ونحو ذلك، وكذلك ما يقرأ فيها من
كتاب الله بتدبر وتفهم، وتفيد المتعلم، وتنير بصيرته، وتكسبه علما قد لا
يكتسبه في المدارس الابتدائية والثانوية ونحوها، قد لا يكتسب كثيرا من
العلوم التي يتعلمها في هذه المراكز ونحوها.
ومن الأسباب والوسائل
أيضا أن هناك علماء قد بذلوا أيضا أوقاتا من أوقاتهم في بذل العلم
والتعليم، سواء في الليل أو في النهار، فأقاموا حلقات في بيوتهم، أو في
المساجد القريبة من بيوتهم، أو نحو ذلك، وفتحوا المجال لمن يريد أن يتزود
ويتنور، فما بقي على الإنسان إلا أن يهتم بهذا الأمر، وأن ينفذ همته ونيته،
فإذا نفذها رجي بذلك أن يحصل - إن شاء الله - على علم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

أهمية التفقه في الدين  _
#7مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:15 pm

أهمية التفقه في الدين
بيان أهم المعوقات التي تقف دون تحصيل العلم

ولكن هناك ما يعوق الكثيرين من العوائق
الضارة التي يشغلون بها أوقاتهم، فيفوتهم خير كثير، حيث إنهم شغلوا أوقاتهم
فيما لا ينفعهم، أو فيما هو ضرر محض، فمن ذلك أن الكثير يقطعون مجالسهم في
قيل وقال، وفي كلام في أشخاص مخصصين أو عموميين، فيذهب الوقت بغير فائدة،
ولو صرفوا هذا الوقت في قراءة القرآن، أو في قراءة كتب من كتب أهل العلم،
لاستفادوا بذلك، ولتعلموا وازدادوا علما ومعرفة.

ومن ذلك أن
الكثير يشغلون أوقاتهم في سماع أخبار لا فائدة فيها: إما من المشافهة، وإما
من الإذاعات ونحوها، الإذاعات المرئية والمسموعة ونحوها، لا شك أن الإكباب
على ذلك كله وترك التعلم والاستفادة ولو وجد فيها شيء من المعلومات التي
هي قليلة بالنسبة إلى ما فيها من إضاعة الوقت، فالإقبال عليها كليا لا شك
أنه يفوت ما هو خير من ذلك وأفود.
ومن ذلك ما يقام في كثير من الأحياء
من المباريات والألعاب، التي يزعمون أنها ترفه وتنشط وتفيد، نحن لا نذمها،
ولكن نقول: إن كثرة الإقبال عليها والنظر إليها سواء في الأفلام أو
حضورها، وإضاعة الوقت في النظر إليها، لا شك أنه مضيعة للوقت، وأنه يفوت
على الإنسان خيرا كثيرا.
فلو صرف وقته هذا في قراءة القرآن، وفي حفظه،
وفي قراءة التفسير، وفي تعلم ما ينفعه، وفي قراءة الكتب النافعة من كتب
حديث أو فقه أو عقيدة، أو ما أشبه ذلك؛ لاستفاد من ذلك خيرا كثيرا، ولكن
همم كثير من الناس انصرفت إلى ما هو باطل، وزهدت فيما هو حق.
ولكن لا
نقول: إن هذا عام، بل هناك -إن شاء الله- نخبة صالحة ممن أراد الله بهم
خيرا، ممن وفقهم الله وبصرهم، ورزقهم معرفة بما يجب لهم وما يجب عليهم،
هؤلاء هم الذين نعتقد أنهم خلاصة الله تعالى من خلقه، وأنهم خيرة شبابنا
وخيرة الصالحين من عباد الله في هذه البلاد، فنحثهم ونوصيهم بأن يجدوا
ويجتهدوا في تعلم ما ينفعهم، ويحفظوا بذلك أوقاتهم وأزمانهم؛ حتى يستفيدوا
لأنفسهم ويفيدوا غيرهم، وذلك لأنه قد يأتي زمان يحتاجون فيه إلى أنفسهم،
ويحتاج إليهم غيرهم من أولئك المعرضين الجاهلين.
هذا ولا شك أن موضوع
التعلم والتعليم وفضل العلم وحملة العلماء موضوع له أطراف واسعة، وإنما
ألممنا به إلماما، ونقصد بذلك -كما هو معلوم- علم الشريعة، الذي هو ميراث
الأنبياء، فالذي يهتم به ويتعلم منه ما ينفعه هو الذي -إن شاء الله- سيكون
مرجعا لغيره، ومحلا للاستفادة منه، فينفع نفسه وينفع إخوته المسلمين.

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا، وأن يرزقنا علما ينفعنا، ونعوذ
بالله من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن عين لا
تدمع.
ونسأله سبحانه أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا
اجتنابه، ولا يجعله منتكسا علينا فنضل، ونسأله سبحانه أن يأخذ بأيدينا إلى
الحق، وأن يعصمنا من الشيطان وزلـله، وزلل القول والعمل.
وأن يرزقنا التمسك بالحق، والسير على الصراط السوي، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد .
أسئـلة
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه الكلمة القيمة، وما تبقى من
الوقت نبقيه مع بعض الأسئلة التي وردتنا منكم، علما بأن الأسئلة كثيرة،
وربما لا يتسع الوقت للإجابة عليها جميعا، ولكن الأسئلة على نوعين: فهناك
بعض الأسئلة متعلقة بالموضوع، وهناك أسئلة خارج الموضوع، وسنحاول أن نجيب
على ما نستطيع منها جميعا، وبعض الأسئلة متشابهة فتدمج ويكتفى بسؤال واحد
عن الأسئلة المشابهة لها، أول هذه الأسئلة يقول:
س: بسم الله الرحمن الرحيم، من علامات خروج الساعة الدخان، فمن أين يخرج الدخان ؟ ويقال: إن الدخان يخرج من بئر في اليمن فهل هذا صحيح؟ أرشدنا -رحمك الله-؟
قول الله تعالى: أهمية التفقه في الدين  B2 فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ أهمية التفقه في الدين  B1 ذهب بعض الصحابة إلى أن هذا قد حصل وقد مضى، كابن مسعود وقال: إن هذا كان في مكة عندما أصاب أهل مكة
جوع وجهد شديد، وأصابهم قحط وجدب، أظلمت عليهم الأرض حتى أن أحدهم إذا نظر
إلى السماء كأن بينه وبينها دخان، فجعلوا الدخان آية قد وقعت ومضت، هذا
مذهب ابن مسعود
ولكن رجح ابن كثير في تفسير الآية في سورة الدخان، أن الدخان من آيات الساعة من أشراط الساعة، وأنه يأتي قبل يوم القيامة، أي: قبيل النفخ في الصور.
وأما صفته فهو بلا شك مثلما قال الله: أهمية التفقه في الدين  B2 بِدُخَانٍ مُبِينٍ أهمية التفقه في الدين  B1 ومعلوم أن الدخان هو دخان النار الذي يتصاعد منها عندما تنطفئ أو نحو ذلك، يكون لها دخان يعمد، أو يكون كالعمد في جهة السماء.
فأما مخرجه فيظهر أنه يخرج من أماكن كثيرة حتى يعم الأرض، ويكون قد عم
الأرض، ويظهر أيضا أنه لا يطول زمانه، بل يمكث إلى أن يرى في كل أطراف
البلاد، ثم بعد ذلك يأتي آية من الآيات غيره، ومن أراد الأدلة على ذلك
والأحاديث الواردة في ذلك فليقرأ تفسير ابن كثير على هذه الآية من سورة الدخان.
س: وهذا سائل يقول: هل أصحاب العلم المادي يدخلون في الآية أهمية التفقه في الدين  B2 إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ أهمية التفقه في الدين  B1 ؟ وكذلك هل يدخل من طلب ذلك العلم في فضل طلب العلم؟

العلم المادي قد يكون واجبا وجوبا كفائيا، وقد يكون واجبا عينيا، ولا شك
أن الإنسان بحاجة إلى أن يتعلم من أموره أمور حياته ما تقوم به حياته، فإذا
كان ذلك من الواجبات العينية فإنه يثاب عليه، فلو لم يكن إلا المعاملة
معاملة الناس كيف يعاملهم؟ فإن هذا أيضا من العلوم الأدبية، كيف يتعامل مع
الناس في مجالسته وفي دخوله وفي خروجه وفي استئذانه، وفي نومه ويقظته،
ولبسه وخلعه، وأكله وشربه، وقضاء حاجته؟ وما أشبه ذلك، هذه من العلوم
المادية.
وأما العلوم الدنيوية التي هي: علم كسب المال، فإذا كانت
بقدر الحاجة الضرورية فإنها من العلم النافع، كعلمه كيف يعرف كسب المال
الحلال؟ ما هو المال الحلال؟ وما هو الحرام؟ وطرق الكسب من البيع مثلا، أو
الاحتراز، أو الاستئجار، أو استغلال ما فيه غلة، أو نحو ذلك.
فإذا كانوا بحاجة إلى مثل ذلك فإنه من العلم الذي كلف به، وأما الفضل والزيادة على ذلك على قدر الحاجة فإنه لا يدخل في الآية.
وبكل حال فالعلوم الكثيرة التي هي علوم الحرف، يهم الإنسان أن يتعلم منها
ما يقوم بكفايته، فإن كان مثلا تاجرا تعلم من التجارة ما يصح به كسبه ولا
يقع في الحرام، واقتصر من ذلك على ما تقوم به كفايته، وإن كان محترفا في
حرفة خاصة حتى ولو حرفة خرازة أو دباغة أو خياطة أو بناء، أو نحو ذلك من
الحرف، تعلمها بقدر ما تتم بها حاجته.
وهكذا الحرف الجديدة المستجدة:
كهندسة، وكهرباء، وما أشبه ذلك، يتعلمها وقت الحاجة حتى ينفع نفسه، وينفع
بني جنسه، ولا يدخل ذلك فيما هو شاغل وملهي؛ لأن معرفة ذلك ينتفع بها الناس
عند الحاجة ويرجعون إليه، ولكن على كل حال الأدلة التي وردت في مدح العلم
إنما هو العلم الذي قال فيه النبي -عليه السلام- أهمية التفقه في الدين  H2 الأنبياء إنما ورثوا العلم، لم يورثوا دينارا ولا درهما أهمية التفقه في الدين  H1 فالعلم النافع هو: ميراث الأنبياء.
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فضيلة الشيخ: ما حكم طواف الوداع في العمرة علما أنني خرجت من مكة بدون طواف الوداع؛ حيث قال لي أحد الإخوة أنه لا يجب طواف الوداع؟

فيه خلاف بين العلماء، حيث ذهب بعضهم إلى أنه واجب كالوداع للحج،
والأكثرون على أنه غير واجب كما لم يعدوه من الواجبات في العمرة في أكثر
مؤلفات أهل العلم.
فنقول: إذا تمتعت وطفت للعمرة ثم سعيت سعي العمرة وخرجت في يومك فلا حاجة إلى وداع، لأن ذلك حسن، وهو كون آخر عهدك بالبيت.
وأما إذا أقمت نهارا أو ليلا كاملا أو أياما؛ فإنه يستحب أو يتأكد في حقك
الوداع خروجا من الخلاف، فإذا وقع أنك لم توادع فعمرتك صحيحة -إن شاء الله-
وليس عليك شيء من الفدية ونحوها، هذا بالنسبة إلى العمرة؛ وذلك تنزلا على
أخذ الرخصة من المذهب الذي يقول إنها ليست بعمرة، وإنها ليس للعمرة الوداع،
والأدلة وتفصيلها مذكورة في كتب الفقه.
س: سائل يقول: ما حكم أكل الذبائح التي ذبحها مسلم، ونسي أن يسمي، ويذكر الله عند الذبح ؟
الصحيح -إن شاء الله- أنها مباحة، فإن المسلم معه اسم الله، ولو سمى لما سمى إلا بالله، ولو ذكر غير اسم الله، قد حكى ابن جرير إجماع العلماء على أن المسلم إذا نسي التسمية أن ذبيحته مباحة حلال، هكذا رجح ابن جرير وتبعه ابن كثير وفي المسألة كلام طويل، نحيل القارئ على قول الله تعالى في سورة الأنعام: أهمية التفقه في الدين  B2 وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أهمية التفقه في الدين  B1 في تفسير ابن كثير فإنه قد ذكر الأقوال في ذلك وأدلتها، وزعم أيضا أنه قد اختصر في هذا المكان، وأنه قد أفرد المسألة بالتأليف.

س: سائل يقول: أنا سأختم القرآن بعد فترة قليلة، وأريد أن أطلب العلم،
وحضور بعض الدروس، فماذا تنصحوننا لكوني أريد أن أبدأ من البداية؟ أيّ
الدروس أحضرها؟ وكيف أوفق بين طلب العلم، ودراستنا في الجامعة، والدعوة إلى
الله؟

أولا: هنيئا لك في حفظ
القرآن ما أعظمها من فائدة، فننصحك بأن تكرر، وتكثر من ترداد حفظك الذي
حفظته وهو القرآن؛ حتى لا يذهب من ذاكرتك، قد قال النبي - صلى الله عليه
وسلم- تعاهدوا هذا القرآن فوالله لهو أشهد تفصيا أو تفلتا من صدور الرجال من الإبل في عقولها فأمرنا بأن نكرره، ونتعاهده.
فعليك أن تكرره، ولو أن تختمه كل يوم أو كل يومين أو على الأكثر كل أسبوع؛ حتى يرسخ في ذاكرتك،
ثانيا:
لا نحرمك من بقية الأعمال كلها، فتستطيع أن تجمع بينها، تستطيع أن تقوم
بالدعوة إلى الله، وذلك بمزاولة التذكير والنصح بعد الصلوات مثلا، أو في
بعد الجمع، أو تتولى الخطابة في بعض الأحيان في بعض الجوامع التي تستطيع
الخطابة فيها ونحو ذلك، فتقوم بحظ، ولا يشغل وقتا كبيرا، يعني: ساعة كل
يوم، أو ساعتين كل أسبوع، تجعلها في مجال الدعوة إلى الله، وذلك خير كثير.
وثانيا:
مجال التعلم تجعل لها حظا أكبر، فمجاله منه أن تجعل لك وقتا تطالع فيه في
بيتك المهم من المسائل، مبتدئا بكتب العقيدة من أولها، ثم بعد ذلك كتب
الفقه من أولها، أما كتب التفسير وكتب الحديث فيصلح أن تبتدئ من أولها، أو
من وسطها؛ وذلك لأنها غالبا غير مرتبة، ولأن من قرأها استفاد من أية موضع
حصل عليه.
ثانيا: من المجالات أيضا أن تجالس العلماء
الذين لهم حلقات في العلم وتستفيد، ولو حضرت العلم من وسطه، فلك بذلك
فائدة، ولا تقل: إنني لم أبتديء، هذا إذا كان معك مبادئ، إذا كنت مثلا قد
عرفت مبادئ ذلك في دراستك النظامية، قد عرفت مبادئ النحو واللغة، ومعاني
الكلمات الغريبة، درستها أونحو ذلك، فلا تحرم نفسك أن تجلس في حلقات
العلماء، ولو أن التلاميذ قد سبقوك بما سبقوك به، ففي ذلك فائدة، لا شك أنك
إن وجدت أهل فن قد ابتدءوا من أوله وانتظمت معهم فهو أفضل، إذا وجدت مثلا
أناسا قد ابتدءوا كتاب التفسير من أوله وانتظمت معهم وحرصت على ذلك فهو
أعظم أجرا، وإن وجدت أناسا ابتدءوا كتاب الفقه من أوله، أو كتب العقائد من
أولها، أو كتاب التوحيد من أوله، وانتظمت معهم حتى تكمله، فإن ذلك أكثر
فائدة؛ حيث تأتي هذا العلم من أوله إلى آخره، لأن المشاهد أن أشخاصا حضروا
بعض الدروس، ثم لما قطعوا نصف المادة أو ثلث الفن أو ربعه انقطعوا وعاقهم
عائق، فالذي يواصل من أول الفن إلى آخره لا شك أنه يحصل على خير كثير.
وثالثا:
من مجال التعلم السؤال لما يهمك، ولما أنت بحاجة إليه، قد يسر الله أسباب
ذلك، تستطيع أن تسأل بهاتف، أو تستطيع أن تتصل بعالم وتستفصل منه، أو
تستطيع أن تبحث مع مدرسك في مسألة من المسائل، وذلك يفيدك كثيرا.
رابعا:
من مجالات التعلم الاختلاط بالزملاء الذين قد مارسوا شيئا من العلم، فإنك
تجد عندهم حلا لما في بعض المشاكل، وتجد عندهم فائدة زائدة على ما عندك،
وإذا جلست في مجلس وأدلى: هذا بكلمة، وهذا بفائدة، وهذا بمسألة، حصلت
الفوائد الكثيرة، وخامسا: من المجالات أيضا المكتبات الخيرية التي في
المساجد، فإن فيها شيئا من العلوم تستفيده إذا أتيت إليها، أولا: من:
الجلساء، والعاملين لها، والقائمين عليها، تجد عندهم شيئا من التفاسير عن
هذه المكتبات وعن العلوم التي تحتوي عليها، ثانيا: فيها الكتب والمراجع
التي تكون مرجعا لمن يريد الاستفادة، فتأخذ كتابا وتتصفحه وتعرف محتوياته
وتعرف مسائله ولو لم تقرأه، إما في قراءة الفهارس ونحو ذلك مرة أو مرتين أو
ثلاثا، فتعرف بعد ذلك كيف ترتيب هذا الكتاب، وكيف محتوياته، حتى إذا احتجت
إلى مسألة استطعت أن تعثر عليها في وقت قصير، لأنك قد فرغت النظر في فهارس
هذا الكتاب، فتستطيع وتستفيد من الكتب، أما الجاهل بذلك فإنه قد يكون عنده
عشرات الكتب التي فيها المسائل، يحتاج إلى مسألة ولا يدري كيف يستخرجها،
كما هو ظاهر، يشاهد عند كثير من حملة العلم الذين قد درسوا، يحتاج إلى
مسألة وهي موجودة في أصغر كتاب عنده، ومع ذلك لا يستطيع العثور عليها؛ وذلك
لجهله بمحتويات هذه الكتب، والعلم بها سهل يسير، وبكل حال فمجال العلم -
إن شاء الله - فيه وسائل.
س: فضيلة الشيخ: أشهد الله أني أحبك في الله، وبعد: هل يجب غسل الفرجين قبل كل صلاة، أم يجزئ الوضوء المضمضة والاستنشاق?

أحبك الله كما أحببتنا له، نقول: غسل الفرجين سنة استنجاء، وليس هو من
الوضوء، وإنما هو: إزالة نجاسة، هذا الاستنجاء إنما يستعمل بعد التبول، أو
التغوط؛ لإزالة أثر النجاسة.
وهذه الإزالة تحصل بالغسل، الذي يسمى
استنجاء، وتحصل بالتمسح، الذي يسمى استجمارا، متى خرجت النجاسة فأزالها
وطهر المحل، ولم يلزم أن يغسله في وقت الوضوء، أما عند الصلاة أو عند
الوضوء فإذا كان متطهرا ومستنجيا فإنه يقتصر على أعضاء الوضوء، أعضاء
الوضوء هي الأعضاء الظاهرة، التي هي: الوجه وما يتبعه، واليدان، ومسح
الرأس، وغسل الرجلين، إذا قيل لك: توضأ، فهذه أعضاء الوضوء، فليس الاستنجاء
من أعضاء الوضوء.
س: السؤال يقول: ما هو القول الراجح في مسألة قضاء الوتر ؟ وما الحكم إذا أذن الفجر والمصلي يصلي الوتر أو بعض القيام؟
قضاء الوتر فيه صفتان، منهم من يقول: يقضيه كما هو، ومنهم من يقول: يقضيه شفعا، ورد في حديث: أهمية التفقه في الدين  H2 من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا استيقظ أو ذكر أهمية التفقه في الدين  H1 هكذا ورد في حديث، يدل هذا الحديث على أنه يقضى على حالته: إن كان وترك ثلاثا تقضيه ثلاثا، وإن كان خمسا تقضيه خمسا، أو نحو ذلك.
والقول الثاني -وهو الصحيح- أنه يقضى شفعا؛ لقول عائشة
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أو تعب فلم يصل، يعني: بالليل، صلى
من النهار ثنتي عشرة ركعة، يعني: قضاه وجعله شفعا، بدل ما كان إحدى عشرة
أي: يجعله ثنتي عشرة، وسبب ذلك أن الوتر خاص بالليل، فلا يجعل في النهار
وترا، يعني: وتر النهار هو صلاة المغرب، وصلاة المغرب لا بد أن تكون وترا،
فعلى هذا الراجح أنك إذا فاتك الوتر: فإن كان وترك ركعة صليته في الضحى
ركعتين، وإن كان وترك ثلاثا شفعته وجعلته أربعا، وإن كان وترك خمسا بالليل
جعلته ستا، وهكذا، هذا هو الراجح.
ثم عليك أن تصليه في الليل، وقته من
بعد العشاء إلى طلوع الفجر، وأجازه بعض العلماء بعد أذان الفجر، لو مثلا
أذن الفجر وأنت لم توتر فإن لك أن توتر بركعة، أن تصلي ركعة وتقوم مقام
الوتر، وبطريق أولى إذا كبرت، إذا كبرت في الوتر ثم أذن وأنت قد كبرت فيه
فإنك تتمه، ويجزيك - إن شاء الله-.
س: هذا سائل
يقول: هناك عادة منتشرة بين الكثير من الناس، وهي: أن أحدهم يقوم بذبح
ذبيحة، ثم يوزعها، ويقول: إنها صدقة عن قريبه الميت سواء كان أب أو أم، فما حكم ذلك؟

هذه العادة لا أذكر لها دليلا، لا شك أن صدقة أهل الميت تصله، وينتفع بها؛ لقوله في الحديث: أهمية التفقه في الدين  H2 صدقة جارية أهمية التفقه في الدين  H1
فنقول: إن اتخاذ هذه كعادة أو كقاعدة، كونه يذبح عن الميت، ويتصدق بلحمها،
سواء في رمضان، أو في خارج رمضان، أن هذا لم يكن مألوفا، ولم يكن معهودا
عن السلف، فإذن نقول: إن كان هناك حاجة للناس إلى اللحم مثلا وإلى الطعام،
وتصدقت بلحم سواء بكبش تذبحه وتتصدق بلحمه على أناس يأكلونه وينتفعون به،
ولا يقدرون بفقرهم على أن يشتروه، فإن ذلك مفيد ونافع، وإن لم يكن هناك
حاجة، بل الأكثرية عندهم اللحوم الكثيرة، ولا يكون هذا اللحم له فائدة
ماسة، فالصدقة بدراهم أو بطعام يؤكل أو بشيء ينتفع به أفضل من الصدقة بهذا
اللحم، وعلى كل حال الذي يريد أن يتصدق عن والديه يتصدق بما هو أكثر نفعا.
س: هذا السائل يقول: سمعت بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن كف الثوب، واللحية في الصلاة فأرجو توضيح ذلك؟
الذي ورد في الحديث قول بعض الصحابة: ولا نكف شعرا، ولا ثوبا، ولم يقل كف اللحية.
لا نكف شعرا ولا ثوبا وفسر ذلك بأنه الذي إذا أراد أن يسجد جمع ثيابه،
وإذا كبر في صلاته جعل يصلح شعر رأسه، وذلك لأنه هذا يعتبر شغلا وعبثا
وعملا في الصلاة ينافي الخشوع، فيندب أنه إذا سجد يترك ثوبه ويسجد كما هو
ولا يلفه، وإذا كان مثلا شعره وافي، يعني: شعر رأسه، كما كانت عادتهم قديما
يوفرون الشعر، وقد يرجلونه، أو يسرحونه، يتركه أيضا يتدلى ولا يكفه.

أما إذا ربطه قبل الصلاة بأن كان له مثلا شعر، فربطه بخيط حتى لا يتدلى على
وجهه مثلا، أو ربطه من الخلف بعضه ببعض حتى لا يؤذيه، فهذا لا بأس به.
وإنما الكلام على العمل في الصلاة، كونه يشتغل بربطه في الصلاة، أو بكفه
من وراء الأذن، أو بإلقائه خلفه ومن وراء ظهره، أو نحو ذلك؛ لأن هذا عبث.
س: سائل يقول: ما حكم قراءة المجلات والجرائد، وتقديم قراءتها على قراءة كتب العلم النافع ؟

بينهما فرق كبير، لا شك أن قراءة الكتب النافعة أنها أتم فائدة، وأن
الإكباب على هذه المجلات وهذه الصحف أنها مضيعة للوقت، وذلك لأن أغلبها
حشو، وكلام لا فائدة فيه، هذه الصحف التي تقرأ كل يوم لو أخذ الإنسان
يقرؤها لاستغرقت منه يوما، أو نصف يوم قبل أن يأتي إلى آخرها، لا شك أن
الاشتغال بها مضيعة، لكن قد يجوز إذا كان فيها شيء من الأخبار المفيدة، أو
بعض المجلات التي هي مجلات دينية، ومجلات أدبية مفيدة، فيجوز اقتناء بعضها
للاستفادة مما فيها، ولكن التوسع في ذلك، وشغل الوقت به عن الاستفادة من
الكتب النافعة العلمية هذا مضيعة للوقت.
س: وهذا سائل يقول: -كما هو معروف- أن كثيرا من البيوت قد دخلتها الخادمات.
والسؤال: هل يجوز محادثة الخادمة، أو النظر إلى وجهها وكفيها ؟

صحيح أن هذا كما وقع، وأنها بلية ابتلينا بها في هذه الأزمنة، لكن دعوى
الضرورة، والحاجة الشديدة إلى خادم، وانقطاع الرق القديم الذي كانوا
يُتَّخَذُونَ خدما، اضطروا إلى أن يستقدموا هؤلاء الخادمات، ولكن تختلف
الحال، فمعلوم أن أغلبهن ما تعودن التحجب ولا التستر ولا تغطية الوجه
والشعر، وأغلب الأعضاء الظاهرة: كالكفين، والقدمين، ونحو ذلك.
بل
عادتهن في بلادهن التكشف الظاهر، وكذلك يبقين على هذه العادة في هذه
البلاد، لكن ننصح من يريد نجاة نفسه ننصحه، أولا: إذا احتاج إليهن ألا
يختار إلا كبيرة السن الطاعنة في السن، التي فوق الخمسين أو نحوها، ثانيا:
أن لا تكون جميلة، بل تكون دميمة، أو شوهاء، أو نحو ذلك؛ حتى لا تحصل بها
فتنة، ثالثا: أن يلزمها بالحجاب -ولو لم تكن مسلمة- بالاحتجاب أمام الرجال
الذين يسموا أجانب، الذين هم أجانب عنها، رابعا: أن يمنع خلوتها بالرجال،
وأن يجعل لها مكانا خاصا في أقصى البيت تخدم، ثم تلجأ فيه، خامسا: أن يمنع
أهل البيت من الرجال ونحوهم؛ سيما المراهقين، والبالغين من أولاده، أو
إخوته من الخلوة بهن، سواء في سيارة، أو في بيت، أو في مسكن، أو نحو ذلك،
يمنعه، قد حذر النبي -عليه السلام- من ذلك بقوله: أهمية التفقه في الدين  H2 لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما أهمية التفقه في الدين  H1 .
وعلى كل حال فعلى الإنسان أن يتعفف، ولا يستقدم الخادمة إلا لضرورة ملحة، ويعمل بهذه الإرشادات التي تكون وقاية، أو تخفيفا فيه.
س: هذا يقول: سماحة الشيخ، أرجو مساعدتي في هذه القضية، إنني أحس بالإقبال على الطاعة، ولكني لا أحس بحلاوتها وأحس بغربة في قلبي، أفيدوني -جزاكم الله خيرا-؟

موفق -إن شاء الله- في إقبالك على الطاعة، ولا شك أن للطاعة لذة وحلاوة
يجدها أهلها، والأمثلة والأدلة على ذلك كثيرة، لا نستطيع التوسع فيها،
وأوضحها قوله -عليه الصلاة والسلام– لبلال أهمية التفقه في الدين  H2 أرحنا يا بلال بالصلاة أهمية التفقه في الدين  H1 وقوله: أهمية التفقه في الدين  H2 جعلت قرة عيني في الصلاة أهمية التفقه في الدين  H1 فنقول لك:
أولا:
احرص على الإقبال على صلاتك، وذلك بأن تحرص على حضور القلب، وتبعد قلبك عن
الوسوسة فيما هو خارج الصلاة، ثانيا: تتأمل وتتذكر في الحكم والمصالح التي
تترتب على هذه العبادة، والتي شرعت لأجلها صلاة أو صوما أو حجا، أو نحو
ذلك، وتحرص على أن تتحقق بتلك الآثار.
وثالثا: عليك أن
تمرن نفسك على كثرة العبادات من النوافل؛ فإنها سبب لمحبة الفرائض، فقد تجد
من نفسك تثاقلا وتكاسلا وحبا للراحة والنوم، وحبا لشيء من اللهو، ونحو
ذلك، فلا نحرمك من الشيء الذي أنت بحاجة إليه، أعط نفسك شهوتها من النوم،
وكذلك من الأكل والشرب، ومن الراحة، ولكن لا تتمادى معها بالراحة، فإن
النفس كما قال فيها بعضهم:

ومـا النفس إلا حيث يجعلها الفتى
فـإن أطمعـت تاقت وإلا تسـلت

فإذا سليت نفسك، واقتصرت على ما هو ضروري، خفت عليك -إن شاء الله– الطاعة، وتمتعت بها، وزالت عنك العقبات.
س: وهذا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، فضيلة الشيخ، كيف يمكن للإنسان أن يحفظ فرجه علما بأنني لا أستطيع الزواج، والصوم لا يجدي؟

أولا: عليك أن تحرص على الزواج مهما استطعت؛ بتكسب أو بقرض أو ببذل ما
تملكه، وقبل ذلك اعمل بالإرشادات التي تخفف أو تكسر حدة الشهوة، فمن ذلك
استعمال ما أخبر به النبي -عليه السلام- من الصيام، ولكن مع الجوع؛ لأن
الصيام الذي يكسر حدة الشهوة هو الذي يحصل معه إرهاق تعب وشغل، ومع ذلك قلة
في الأكل، وقلة في تناول الشهوات.
أما الذي يعطي نفسه ما تشتهي من
الشهوات، ويريحها ولا يتعبها، فإنه قل أن يؤثر فيه الصيام، وفي كسر حدة
الشهوة، الرسول ما أخبر أو ما أمر بالصيام إلا لأناس يشتغلون طوال نهارهم
ويحترفون، ثم مع ذلك إنما يأكلون العلقة من الطعام، فيحصل معه جوع وتعب،
وذلك مما يقلل أو يخفف الشهوة التي جبلت عليها النفس.
ثالثا: عليك
بالبعد عن الأسباب التي يحصل بها شيء من إثارة الشهوة، فأولا: لا تطلق
بصرك، ولا تنظر إلى العورات ونحوها، وثانيا: لا تنظر إلى الأفلام الخليعة
المثيرة للغرائز ونحوها، ولا الصور الموجودة في الصحف ونحوها، فإن تأملها
مما يثير الكوامن، بل اقرأ في ما هو نافع لك، وابتعد عن النظر في هذه
الأفلام، أو في هذه الصور، ورابعا: ابتعد عن سماع الأغاني التي هي أكثرها
وأكثرها غرامية، ومهيجة، ومثيرة للشهوات ونحوها، هذه الأسباب لعلها -إن شاء
الله- تخفف الشهوة، وإلى أن ييسر الله لك.
س:
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل هذا حديث صحيح: أن
النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما رجع مع بعض الصحابة قال: رجعنا من الجهاد
الأكبر إلى الجهاد الأصغر، يقصد بالجهاد الأكبر: جهاد النفس والجهاد الأصغر: لقتال العدو؟


ليس بصحيح، يعني: لا يصح حديثا مرفوعا، الظاهر أنه من قول بعض الصحابة،
ومن قول بعض العلماء، ولا شك أن الجهاد الأكبر هو الجهاد الذي سماه الله
تعالى جهادا، وهو: بذل الجهد، بذل النفس، وبذل المال، وبذل الروح في سبيل
الله، وهو قتال الكفار، وأما الجهاد جهاد النفس فهو جهاد لما فيه من الجهد،
ولكن إذا أعان الله الإنسان على نفسه فإنه لا يجد في قمعها صعوبة.

س: وهذا يقول : فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحدثت
-جزاك الله خيرا- عن استغلال الوقت، ولكن أنا كلما أردت أن أستغل وقت بعد
صلاة الفجر يغلبني النوم، ويغلبني الشيطان، فأذهب إلى البيت فأنام،
فماذا أعمل حتى أستطيع أن أستفيد من وقت بعد الفجر ؟


عليك أن تنام مبكرا أول الليل؛ حتى تعطي نفسك راحتها من النوم، هذا من
جهة، من جهة ثانية عليك أن تعود نفسك على القراءة، أو المطالعة بعد الفجر،
وتجعل ذلك عادة مستمرة، فإن الإنسان متى عود نفسه على شيء اعتاده، وسهل
عليه فعله، وذلك سهل يسير، ولا شك أن الإنسان إذا تمادى مع شهوة نفسه، ومع
ميلها إلى الراحة، وإلى الإخلاد وإلى النوم، إلى الكسل، فإنها تتمادى في
ذلك، وتثقل عليها القراءة والتعلم، ونحو ذلك، فيفوتها خير كثير.
وإذا
مرن نفسه على ذلك فإنها تسهل عليه، لكن يحتاج إلى جهد وممارسة وعمل. وننصحك
أيضا أن تختلط بزميل لك أو زملاء حتى ينشطوك، وتجعلون لكم قراءة في
القرآن، أو في الكتب في هذا الوقت، فإن اختلاط اثنين أو ثلاثة أو مجموعة
مما ينشط بعضهم بعضا، ويزول عنهم الكسل.
س: وهذا يقول: فضيلة الشيخ، هل يجوز أن يساوي المسلم لحيته ؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرا-؟
الأصل الأمر بالإعفاء؛ لقوله: أهمية التفقه في الدين  H2 أعفوا اللحى أهمية التفقه في الدين  H1
ولا شك أن الإعفاء يراد به تركها بحالتها، لكن ذكر بعض العلماء أنه يجوز
ذلك، يجوز أخذ ما زاد عن القبضة، واستدلوا بحديث ابن عمر أنه
إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، وأخذ ما زاد عن القبضة، وذلك فيه شيء من
التسوية لها، فأفتى بذلك كثير من العلماء كصاحب الروض المربع، وغيره، ومع
ذلك فالاحتياط الأمر بالإعفاء، وابن عمر فعل ذلك باجتهاد، وبكل حال هذا أخف من الإزالة الكلية، أو التقصير النهائي، ونحو ذلك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المحبة لله و رسوله
عضو متألق

المحبة لله و رسوله


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Studen10
الجنس : انثى
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 23/08/2009
عدد المساهمات : 1120

أهمية التفقه في الدين  _
#8مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 2:34 pm

أهمية التفقه في الدين
موضوع اكثر من ممتاز و الشرح رائع
و الطرح جميل جدا
مشكورة اختى فى الله على هذا المجهود الرائع
دمتى فى رعاية الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبومحمد
المدير العام
أبومحمد


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Office10
الجنس : ذكر
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 21/12/2009
عدد المساهمات : 2589

أهمية التفقه في الدين  _
#9مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 6:44 pm

أهمية التفقه في الدين

أهمية التفقه في الدين  349967

أختى فى الله حياكى الله بتحيه من عنده وبارك الله فيكى وجمعنى وإياكى والمسلمين فى الجنه بإذن الله تعالى لا أجد ما أعبر به عن اعجابى بهذا الموضوع جعله الله فى ميزان حسناتك وأدعوا الله أن يمن علينا وأن يجتبينا ويجعلنا ممن قال فيهم (ومن يرد الله به خيراً يفقه فى الدين)

أهمية التفقه في الدين  126541

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدُالله
المدير العام
عبدُالله


المهنة : أهمية التفقه في الدين  Accoun10
الجنس : ذكر
علم الدوله : أهمية التفقه في الدين  46496510
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709

أهمية التفقه في الدين  _
#10مُساهمةموضوع: رد: أهمية التفقه في الدين    أهمية التفقه في الدين  Subscr10الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:57 pm

أهمية التفقه في الدين
جزاكم الله خيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أهمية التفقه في الدين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع ذات صلة


الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك


(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتديات اور إسلام |  :: •₪• الإسلامى العام •₪• :: المنتدى الإسلامي العام-
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
أهمية التفقه في الدين , أهمية التفقه في الدين , أهمية التفقه في الدين ,أهمية التفقه في الدين ,أهمية التفقه في الدين , أهمية التفقه في الدين
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ أهمية التفقه في الدين ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

PageRank
مواقيت الصلاة: