الحديث الثاني عشر من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، ما تقول يا شيخ في بنت تربت على الكتاب والسنة
بحق، وعلى علم وأصول، وبعدما تربت وتعلمت وتزوجت تحجز تماماً حق والديها بل
وتعدت حدود الأدب في تعاملها ؟
إذا
كان الوالد والوالدة يعملون ويكدحون ويربون الابن أو البنت، ومن ثم يقابل
الابن أو البنت ما عمله الوالدان بالجحود والنكران، فهذا لا شك من العقوق،
فيجب أن تكون العملية متوازنة للوالد حق وللأبناء وللبنات حق، فالوالد عليه
أن يربي أبناءه وبناته على تعاليم الشرع، ومن ضمن مواد التربية هنا ألا
يؤكلهم أو يشربهم ما كان حراماً، فيربي أجسادهم على الحرام، نعم هذا المال
بالنسبة لهم حلال، لكن هو تعامل بالحرام، ورباهم على ذلك.
كذلك
من واجب الأبناء والبنات ألا يجحدوا هذا المعروف، ويكفي في المعروف وهو
الحمل والولادة من الأم، والسعي والجد والبذل من الوالد؛ لكسب ما يحتاج
إليها الولد من أبناء وبنات؛ لذلك يجب على الأولاد من أبناء وبنات البر
بالوالدين وعدم العقوق، ومن مواضع البر : البر بالقول، البر بالفعل، البر
بالمال، بأن يعطي الولد ما يحتاجه الوالد أو ما تحتاجه الوالدة من المال
خصوصاً ما يحتاجان إليه .
تسأل إذا كان الأب يغذي أبناءه بالحرام هل لا يستجاب أيضاً الأبناء في أدعيتهم ؟
بالنسبة
للأبناء نرجو أن يستجاب؛ لأنه لا حيلة لهم، إلا إذا كان لهم حيلة بأن كان
الولد كبيراً ويستطيع أن يكسب فلا يأخذ من المال الحرام، ولا يأكل من المال
الحرام، لكن الأطفال الصغار أو الضعاف أو من تحت يد الوالد من الزوجة
ونحوها إذا لم تستطع الكسب فحينئذ يأكلون ويشربون والإثم عليه ويستجاب لهم
إن شاء الله .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، عندي ثلاث أسئلة لو سمحت، السؤال الأول هل يوجد
فرق بين الطيبات والدعاء وما الفارق المشتبه بينهما؟ السؤال الثاني ما
معنى سبط الرسول؟ بالنسبة للثالث ذكر المسألة الرابعة في الحديث العاشر، عن
تكرار النداء للرب في الدعاء، في أن الله طيب، وعباده طيبون، والحذر من
موانع الإجابة ؟
ما
فيه فرق بين الطيبات والدعاء ليس هناك تقابل بينهما لكي يكون هناك فرق،
إنما ما علاقة ذكره في الحديث، هذا ذكرناه من أن الطيبات عامل من عوامل
إجابة الدعاء، وأن الخبائث عامل من عوامل رد الدعاء .
أما سبط الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبيناه وهو الحسن والحسين أبناء بنته - رضي الله عنهما - وصلى الله عليه سلم - .
أما
تكرار النداء في المسألة الذي قلنا فيها أيضاً يا رب يا رب، يعني الداعي
يكرر النداء لله - جلّ جلاله - بأسمائه وصفاته يا رب يا رب يا حي يا قيوم،
يا مالك السماوات والأرض يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين، هذا التكرار
عامل من عوامل إجابة الدعاء .
يسأل عن تكرار النداء بيا الله، يقول سمعنا بأن هذا محرم أو فيه نهي
ليس
فيه نهي إلا إذا كان بدون النداء الله الله الله هكذا، لكن يا الله هذا
نداء، هي اللهم، اللهم هي مختصر يا الله فحذفت الياء وأتي بالميم كما في
بعض كلمات اللغة .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، ذكر الشيخ في الحديث بأن الله طيب لا يقبل إلا
طيباً، ممكن أسمي ولدي عبد الطيب ؟ لأن عندنا أشخاص يقولون باسمه شخصياً
باسم الطيب؟
عبد الطيب، لا بأس كعبد الرحمن وعبد الله وعبد السميع وعبد البصير إذا نسب إلي العبودية إليه لا بأس .
يسأل
عما ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى العزيز عزيز مصر معرفاً بالألف
واللام، يقول ما توجيه ذكر الله - عزّ وجلّ - اسم من أسمائه مسمياً به غيره
في القرآن الكريم كالعزيز ؟
لأنه
عرف علماً هو عزيز مصر، لكن لما تتكلم أنت عن شخص فتتحدث عن ماضيه ستأتي
بـ "أل" للتعريف، من هنا ذكر الله - سبحانه وتعالى - العزيز كذلك، فهو ليس
اسما هو صفة .
يسأل عن طيب، هل هي صفة أو اسم من أسماء الله ؟
الطيب اسم، اسم من أسماء الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) هل يستشهد بهذا على ترك إنكار المنكر ؟
هذا
سؤال مهم جداًَ، قد يظن بعض الناس ونحن نشكر الأخ على هذا التنبيه الجيد،
فإن الوقت معنا لم يسعف بأن نمثل بأمثلة كثيرة في هذا الحديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )، يظن بعض الناس أنه إذا ترك إنكار المنكر، بأنه طبق هذا الحديث فترك ما لا يعنيه نمثل بمثال لعله تتضح الصورة :
لو
إنساناً الآن سيسقط في حفرة، هل نقول لإنسان آخر لا تمسك يده لا تدله لا
تقل أمامك حفرة ستستقط فيها ؟ لا، نقول؛ لأن هذا سيسقط وسيكون حينئذ في
إشكال كبير، لذلك مسك هذا الشخص أو تنبيه فهذا مما يعنيه؛ فلذلك الإنسان
إذا كان مرتكباً لمنكر ثم نبه على ذلك، فالمنبه هنا، الناصح هنا، المنكر
هنا هو مما يعنيه ألا يقع هذ في النار، أو لا يقع فيما يسبب له دخول النار؛
إذًا لا تعارض بين مبدأ إنكار المنكر، وبين ترك ما لا يعنيه؛ لأن المنكر
وتركه مما يعني الإنسان أن يحذر منه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا إذا دعيت الله - سبحانه وتعالى - واشترط في هذا الدعاء، هل يعتبر سوء أدب مع الله ؟
الله
- سبحانه وتعالى - يعلم السر والنجوى ويعلم ما هو أخفى؛ ولذلك الإنسان
يدعو بما لا يشترط على ربه - جلّ جلاله - فلا يضيق واسعاً، فالخير والشر لا
يعمله إلا الله - سبحانه وتعالى - كثير من الشباب مثلاً يسأل يقول : اللهم
زوجني فلانة وفلانة، تقول اللهم زوجني فلان من الناس، هذا يعني تحديد من
نبهت إلى أن الخير في هذا التحديد، أنت تدعو بما يكون لك فيه الخير، تدعو
أن يزوجها زوجاً صالحاً، ويدعو هو أن يتزوج زوجة صالحة، لكن لا تشترط على
ربك أن يزوجك فلانه أو يزوجها فلان، هذا نوع من التحديد أنت توكل إلى نفسك
حينئذ وإلى طلبك كذلك في جميع الشروط، فيتجنب الإنسان هذه الشروط إلا الشرط
العام مثلاً إن كان في ذلك خير فيسره لي، كما في دعاء الاستخارة .
تقول
يعتريني خوف شديد من أن يستجيب الله دعائي بسرعة لما سمعت في حديث أن الله
يقول للملائكة أسكتوا صوته وأعطوه ما يريد لكراهيته - سبحانه وتعالى - أن
يسمع صوت العبد، مع أني ملتزمة وأراعي الله وأتقيه، فهل هذا صحيح ؟
هذا
باب من أبواب الوسواس يدخل الشيطان على الإنسان فيه، فالله - سبحانه
وتعالى - ندب إلى الدعاء، وما دامت قائمة في هذا الدعاء فيدعو الإنسان من
خيري الدنيا والآخرة ولا يتعلق بمثل هذه المداخل التي تدخل على الإنسان
فيترك الدعاء، فحينئذ يترك عبادة، ويترك طلباته في الدنيا والآخرة والطلبات
الشرعية المباحة .
يسأل في الجمع بين حديث ( إن الله جميل يحب الجمال ) وبين هل من لوازم استجابة الدعاء حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والإغبار من حديث ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) ؟
لا
تعارض بين الحديثين فالله جميل يحب الجمال، فالجمال والطهارة والنظافة
وحسن الهيئة أمر مباح، وندب الله - سبحانه وتعالى - إليه، والأكل من
الطيبات أمر مباح ندب الله - سبحانه وتعالى - إليه، هذا لا يعارض الشعث
والغبرة التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حال المسافر، أو
في حال الحج، أو في حال الإحرام، ذكره النبي من الصفة الحاصلة لهذا الحدث
الذي هو حدث السفر، وليس يعني هذا أن الإنسان إذا أراد أن يدعو يكون شعثاً
غبراً تكون هيئته هيئة غير سليمة لا، إنما حكاية عن الواقع لحاله لضعفه،
فالحاج في حالة تذلل وخضوع والمسافر في حالة غبرة وفى حالة شعث ليس في حالة
تجمل ولا في حاجة نظافة ظاهرة، فلا تعارض بين الأمرين .
حكاية واقع تدل على التذلل لا يعني الندب إليها، والحث عليها.
تقول كيف يدعونا الله أو يدعونا الإسلام إلى أن نلتزم بهيئة كذا وكذا ؟
لا،
نكرر أن الله جميل يحب الجمال، علينا أن نتعامل بالمباح وبالطيبات، والله
أعطانا فسنعطي أنفسنا من هذه الطيبات ومن المباحات، لكن النبي - صلى الله
عليه وسلم - على حالة هذا الشخص حالة التذلل ودائماً حالة التذلل، لو آتاك
إنسان الآن يطلبك وهو متذلل وحالته رثة لعطفت عليه ليس كمثل الإنسان الذي
جاءت به حالة يعني مظهره جيد وهيئته حسنة، تقول : هذا غير محتاج، لكن
الإنسان في حالته الأصلية، فالله جميل يحب الجمال، ونظيف يحب النظافة كما
في بعض الروايات .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، هل كثرة الكلام والقيل والقال، يعنى : مثلا لما
نجتمع نحن وعائلة كاملة يوم الخميس والأربعاء، مثلا ونتكلم مع بعض ونسأل
ماذا يحدث هنا وماذا يحدث هناك، هل يعتبر من حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه أي كثرة الأسئلة، والثاني عندما أسأل الله - سبحانه وتعالى - الفردوس
الأعلى وأسأل الله الشهادة هل هي أفضل لي مثلا أنا كامرأة ؟
أول
: نشكرك على السؤال الواقعي الجاد، وحالة الناس دائماً تحتاج إلى أن تطبق
على الأحكام الشرعية، أول : يعني اجتماع العوائل في مثل الأيام عطلة
الأسبوع أمر طيب وهو من صلة الرحم وفى الوقت نفسه ينبغي الاستفادة من هذا
الاجتماع بالمفيد، كما أنه يحدث التقارب النفسي بين أفراد هذه العوائل،
كذلك ينبغي استغلاله والاستفادة منه بما يفيد في أمور الدين والدنيا، وبناء
على ذلك إذا لم يكن في هذا الكلام من محرم وغيبة ونميمة أو كذب أو قول زور
أو اتهامات أو سخرية أو لمز أو تفاخر بين بعضهم البعض فهذا إن شاء الله في
دائرة المباح، بل إذا قصد فيه الصلة والتقارب فهو يرتقي إلى المأجور إن
شاء الله .
أما سؤال الفردوس الأعلى والشهادة فهذا أمر طيب ومقبول لكل مسلم ومسلمة سواء رجل أو امرأة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما الساعة التي في يوم الجمعة التي لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها شيئاً إلا أجابه؟
أما
الساعة يوم الجمعة فاختلف أهل العلم في المراد بالساعة هذه التي يستجاب
فيها الدعاء يوم الجمعة، من أهل العلم من قال : تبدأ من حين يدخل الإمام
إلى أن تنقضي الصلاة، ومنهم من قال : أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، وبناء
على ذلك ينبغي للمسلم أن يستغل هذين الوقتين بالدعاء والتقرب إلى الله -
سبحانه وتعالى - لعل الله أن يجيب دعاءه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يمكن أن نعد الدخان، وما في حكمه من المحرمات التي تحول دون قبول الدعاء؟
نعم
بحسب علمي هو إجماع من أهل العلم من الذين نعرف في هذه البلاد بأنه من
الخبائث، ومع تقارب الزمن أيضاً اكتشف طبياً ضرر هذا الدخان المحقق على جسم
الإنسان، وعلى ماله، وعلى من لديه؛ ولذلك كثير من الناس أو ليس كثير من
الناس، كثير من الأنظمة الآن منعت الدخان من المطارات والطائرات ومنعته من
الأماكن العامة ومنعته من التجمعات العامة، فيدل هذا على أنه لو كان طيباً
ما منع، ولو كان لا يضر لما منع هذا من باب التطبيق الواقعي، وإلا بيان أنه
مضر كافٍ بأنه محرم؛ ولذلك ندعو الأخوة يعني الذين ابتلوا بهذه المادة أو
بغيرها أن يعزموا مع أنفسهم وأن يعني يتدربوا شيئاً فشيئاً حتى يتركوا هذا
الأمر.
أما كونه مانعاً لإجابة الدعاء، فنرجو أن من عزم على تركه لا يرد دعاؤه .
تسأل عن الكيفية الصحيحة لرفع اليدين في الدعاء هل هناك أكثر من كيفية في هذا ؟
ليس هناك كيفية محددة لرفع اليدين لكن بهذه الصفة الأمر واسع في هذا .
ذكرتم
فضيلة الشيخ أن الداعي عندما يرفع يديه، هل هناك مواضع يرفع فيها الداعي
كفيه ويتضرع إلى الله - عزّ وجلّ - أو الأمر فيه سعة متى ما دعا الإنسان
يرفع كفيه أو كثير من الناس ترفع كفيها قبل الصلاة أو بعد الصلاة ؟
مواضع رفع اليدين الأصل كما ذكرنا في الكلام، الأصل في رفع اليدين أنه مشروع.
هناك مواضع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه، مواضع الاستسقاء مواضع القنوت في صلاة الوتر .
هناك
مواضع لم يرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء مثل داخل الصلاة و
بعد صلاة الفريضة مباشرة، لم يرد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه
في هذه المواضع، فيبقى الأمر بما رفع فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
يديه أرفع اليدين، وبما لم يرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه لا نرفع
اليدين، ويبقى الباقي الأمر فيه سعة، إن رفع فهو مشروع، وإن لم يرفع فلا
بأس .
فضيلة الشيخ كثير من الناس يستدلون بحديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ما الضابط أو متى يذكر هذا الحديث ؟
أما
قضية الضابط في حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه كل ما كان مشروعاً، لا
بأس بالكلام فيه، فالكلام إما أن يكون واجباً أو التعامل وإما أن يكون
مستحباً أو مباحاً أو محرماً.
إن كان محرماً أو مكروها فهذا هو الذي يعني الإنسان، حتى في الأمور الشرعية أحياناً لا يهم الإنسان في بعض الجزئيات .
دقائق
البيع والشراء إذا لم يكن من أهلها لا تهم كل إنسان لا يشتغل فيها إلا
طالب العلم الذي ينمي علمه، كذلك في أمور الدنيا، كذلك في علاقاته مع
الآخرين.
يسأل هل بعض الأحاديث تصلح كنصوص أو أمثال عامة، مثل هذا الحديث أراه مندرج عليه اللسان، أو ما اشتهر كذلك ؟
إذا
استخدم في موضعه فلا بأس، مثلا أن يتكلم إنسان بغيبة أو نميمة، فيقول :
الآخر يا فلان، من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فلا بأس كموضع
استشهاد في موضعه، أما في غير موضعه، كالذين يستخدمون آيات الكتاب أو
أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير موضعها، مثلاً يعني : يذهب إلى
شخص أو أراد أن يذهب، فجاءه شخص يقول : كفى الله المؤمنين القتال، فهذا لا
ينبغي استخدام النصوص في غير موضعها .
أو استخدام حديث دع ما يريبك، إذا كان متردد هل سيجد من يزوره مثلا، فيقول لا أنا أعدل عن زيارة رحمي؛ لأني قد لا أجده مثل
مثلا هذا ليس في محلها .
يسأل
عن التصدق بالمال المشبوه أو المحرم، وفى المقابل يسأل آخر ويقول : أنا
محتاج وفقير، هل إذا أعطاني رجل مال وأن أعرف أن هذا المال حرام، هل هو
حلال علي خصوصاً إذا كنت أنا أيضاً طلبت منه هذا المال، هل يكون نفس الحكم
في حالة إذا أخذته؟
أما
التصدق بالمال المشبوه والمحرم فهذا لا يتصدق به، وإنما يتخلص منه، مثل
الحمل الذي على الرأس يتخلص منه الإنسان؛ لأن الصدقة يطلب فيها الأجر، أما
المال المحرم فلا يطلب فيه الأجر، يتخلص منه بأي شكل من الأشكال، وقال بعض
أهل العلم : أنه يتخلص بما لا يكون تغذية للجسد، وإن كان هذا اجتهاد، إنما
المهم أن يتخلص منه، أما إذا عرفت أن فلان يتعامل بالحرام وأعطاني منه، إذا
كنت محتاجاًَ إليه فآخذه، وإن كنت أستطيع أن أستغي عنه هذا هو الأفضل، إن
كنت محتاجاً إليه فآخذه؛ لأنه بالنسبة له محرم، أما بالنسبة لي هو أعطاني
انتقل المال بالهبة، أو بالعطية فهو بالنسبة للمعطى ليس محرما، لكن إذا
استغنى عنه فهو أولى .
تسأل
عن الضيافة من المال المحرم، تقول : ندعى إلى أناس نعتقد أن أموالهم
أكثرها حرامًا لكنهم يدعوننا ويضيفوننا إلى طعام ويقسمون علينا أن نأكل، هل
نأكل رغم ذلك ؟
نفس
الشيء في مسألة العطية، إذا ابتلي الإنسان بهذا فهو حرام عليه هو حرام على
المتعامل أما الآخر فلا، لكن إذا استغنى عن هذا فأولى .
تسأل هل يشترط أن يكون السفر للعبادة، هذا السفر الذي ورد في الحديث ؟
لا
أحكام السفر لا يلزم أن تكون يعني السفر أنواع : سفر للعبادة، وسفر جائز
مشروع، وسفر محرم، أما السفر المحرم : فهو يدخل في عوامل الحرام، فهو لا
يقبل كالذي يسافر؛ لأجل الزنا، أو لأجل شرب المحرم، ونحو ذلك.
أما
السفر المشروع : كسفر للسياحة، أو السفر للعبادة : كالعمرة، أو الحج، أو
صلة الرحم، فهذا إن شاء الله ان كلاهما يكون محلاً لقبول الدعاء .
البعض
قد يساهم في شركة معينة وبعدما يتضخم مال الشركة يتبين له أن أموال الشركة
ربوية، فيقوم ببيع نصيبه، والاكتفاء برأس المال والتصدق بالباقي، المال
الذي تصدق به هذا هل تقبل صدقته فيه أم أنه مردود؛ لأن الله طيب ولا يقبل
إلا طيبا ؟
أما
إذا تبين للإنسان أن جزءاً من ماله في شركة أو مؤسسة محرمة تعاملها
بالحرام فهذا أولاً يتخلص منه يأخذ ماله ثم يخرج النسبة التي تتعامل فيها
الشركة بالمحرم، مثل : عرف أن هذه الشركة أو المؤسسة فائدتها ثلاثة في
المائة خمسة بالمائة من التعامل بالحرام، هو يفصل الثلاثة في المائة، أو
الخمسة بالمائة، ويتخلص منها، وإن تصدق بشيء بعد ذلك فهذا حسن، يكون عامل
لعوامل قبول هذا الأمر .
يخرج النسبة فقط أم يخرج جميع المال ؟
النسبة فقط، النسبة المحرمة .
هل لها مصارف مثل الأموال التي فيها شبهه؟
كما ذكر بعض أهل العلم يقول : بما لا يغذى فيه الجسد، وإنما تصرف في الطرق في دورات مياه في بنيات، في مدارس في كذا .
تقول في حديث اجثوا على الركب وقولوا يا رب يا رب وارفعوا سبباتكم إلى السماء، بهذه الوضعية من الأسباب التى تقتضي إجابته ؟
أنا
لا أعرف هذا لكن إظهار التذلل لله - سبحانه وتعالى - والتباكي والخضوع
والخشوع وإحضار القلب هذا من أهم عوامل الدعاء لا يلزم بهذه الصفات .
إنما
قضية السبابة الذي أعرفها إما في الصلاة وإما في الخطبة كما كان النبي -
صلى الله عليه وسلم - رفع سبابته وفى الصلاة في صفة التشهد يرفع سبابته .