وبلغنا رمضان
وبلغنا رمضان
أبو عبد الرحمن المدني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد:
وهكذا دارت الأيام
وتعاقبت الأسابيع وتوالت الشهور، تمهيدا لشهر الخير والبركات، نعم...
تمهيدا لشهر رمضان، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يترقبونه قبل ستة
أشهر ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر كذلك.
ولي وقفة مع ما أخرجه
البزار والطبراني في الأوسط أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كان إذا
دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان).
وهنا سؤال... ما ذا كان يفعل هذا الدعاء في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم عند سماعهم له من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
لا شك أنه التشويق،
والإعداد لذلك الشهر العظيم، وتلك الغنيمة الكبرى التي لا تعوض، ولذا...
فيجب علينا أن نعد لهذا الشهر الكريم خير إعداد ونخطط له خير تخطيط، لا
لجلب الطعام و الشراب، ولا لمراجعة المدفوعات والمشتريات، ولكن الإعداد
الإيماني والإعداد الدعوي، والإعداد العلمي، وماذا يمكن أن أقدم لنفسي
ولإخواني في هذا الشهر الفضيل.
وإذا كان أعداء الإسلام
يخططون لإفساد هذا الشهر على المسلمين أيما تخطيط، فيضعون برامج الفسق
والمجون عند تجمع كل الناس في بيوتهم وعند نزول المغفرة والرحمات، عند
إفطار الصائمين، وهم كذلك يكرسون جهودهم في أوقات السحر وعند صلاة
التراويح بالبرامج والمسلسلات الماجنة، لتخريب المسلمين.
فنحن أولى بالمحافظة على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين.
فيا حبذا أن يقوم كل واحد
منا من الآن بعمل برنامج له في استغلال شهر رمضان المبارك، ورفع رصيده
الإيماني، وأن يقوم الدعاة إلى الله والمربون والمخلصون، بوضع برامج دعوية
وعبادية لعامة المسلمين، ليس لحفظ أوقاتهم فقط؛ بل لرفع رصيد حسناتهم
بإذن الله وللرقي بهم إيمانيا وتربويا، بإقامة حملات للعمرة، وإقامة حلق
للعامة لقراءة كتاب الله وتصحيح التلاوة، وإقامة الدروس في تدبر كتاب الله
وتفهمه وتسهيله للناس، وإعداد الأمسيات لجمع الشباب والقرب منهم والتعرف
على مشاكلهم، وتبيين مخططات أعداء الإسلام، وإشعارهم أنهم جزء في حل هذه
المشكلة.
إلى غير ذلك من سبل التخطيط النافعة والمفيدة.
فلنبادر من الآن لإعداد هذه البرامج لنا ولمجتمعاتنا وندعو الله جميعا: ((أن يبارك لنا في بقية شعبان وأن يبلغنا رمضان)).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم