إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ،
ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالِنا ، من يهدهِ
اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ له . وأشهد أن لا إله إلا الله
وحدَه لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ، أما بعد : -
فإن خير الكلام كلام الله - تبارك وتعالى - ، وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة
بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية،
وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، بإرسال النبي المصطفى، والرسول المجتبى،
المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين، نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه ،
وجزاه الله عنا خير ما جزى به نبيا عن أمته ، فقد تركنا على المحجة
البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
بعد أن بيّنت بفضل الله - تبارك وتعالى -
في الجزء الأول من هذا البحث : المنزلة العالية للمساجد في الإسلام ،
والمكانة الرفيعة لمن يَعْمُرها ، أقدم الجزء الثاني والذي يدور حول آداب
الذهاب إلى المساجد ، سائلة المولى – عز وجل – أن ينفع بها في يوم لا ينفع
فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
1: - نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تشبيك الأصابع بعد الوضوء
, وعند الخروج إلى المسجد : فعن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال : سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول : ( إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم
خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة ) [ صحيح الجامع 442
] . وفي رواية : ( يا كعب ! إذا كنت في المسجد فلا تشبكن بين أصابعك فأنت
في صلاة ما انتظرت الصلاة ) [ صحيح الجامع 442 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( إذا توضأ أحدكم في بيته , ثمَ اتى المسجد , كان في
صلاة حتى يرجع , فلا يقل هكذا : وشبَك بين اصابعه ) [ صحيح الترغيب 292 ] .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا توضأ أحدكم
للصلاة فلا يشبك بين أصابعه ) [الصحيحة 1294] .
2: - نهى عن أكل البصل والثوم والكراث
، وفعل ما يستقذر في المساجد كالتفل والنخامة والبول والخلاء : فعن جابر -
رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من أكل من
هذه البقلة : الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا في مساجدنا ، فإن الملائكة
تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) (م ، ت ، ن ) [ صحيح الجامع 6089 ] . وفي
رواية : ( مما يتأذى منه الإنس) متفق عليه . [ صحيح الجامع 6091 ] .
وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة , فلا يقربن َ
مصلانا حتى يذهب ريحها ) (حم , د , حب ) [ صحيح الجامع 6092 ] .
وعن بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( من أكل من هذه الشجرة ــ يعني الثوم ــ فلا يقربن مسجدنا )
متفق عليه .
قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى -
في التعليق على الحديث : [هذا حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الصادق , فيمن أكل الثوم الحلال النافع , أن يطرد من المسجد , فماذا يكون
حكمه يا ترى فيمن يدمن شرب الدخان الخبيث الضار ؟! فاعتبروا يا أولي
الأبصار ] انتهى كلامه .
أنظر : [ صحيح الجامع ــ الجزء الثاني ــ الحاشية ــ ص : ــ 1052 ] .
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة
شيئا ، فلا يقربنَا في المسجد : يا أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل
الله ، ولكنها شجرة أكره ريحها ) ( حم ، م ) [ صحيح الجامع 6090 ] .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذروالبول والخلاء ،
إنما هي لقراءة القرآن وذكرالله والصلاة ) [ مختصر مسلم 168 ] .
3 : ــ ونهى عن التفل في المسجد
: فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( التفل في المسجد خطيئة ،وكفارته أن يواريه ) [ صحيح الجامع 3016 ] .
وعن حذيفة- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه ، ومن
أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ) [ صحيح الجامع 6160 ] .
وعن بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة ، وهي في وجه
صاحبها ) [ صحيح الجامع 2910 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبزق أمامه فإنما يناجي
الله تبارك وتعالى ما دام في مصلاه ، ولا عن يمينه ، فإن عن يمينه ملكا،
وليبصق عن يساره ، أوتحت قدمه فيدفنها ) رواه ( حم ، خ ) صحيح الجامع 715.
يدفنها : أي إن كانت أرض المسجد ترابا .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه ؟! أيحب أن يستقبل
فيتنخع في وجهه ؟ فإن تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره أو تحت قدمه ، فإن لم
يجد فليقل هكذا ، يعني في ثوبه ) [ مختصر مسلم 344 ] . و [ صحيح الجامع
5570 ] .
4- : ونهى عن زخرفة المساجد ، وعن تتبعها واتخاذها طرقا
، والخروج منها بعد إدراك الأذان فيها إلا لضرورة :عن أبي الدرداء - رضي
الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا زخرفتم
مساجدكم , وحليتم مصاحفكم ، فالدمار عليكم ) حديث حسن ـ [ الصحيحة 1351 ] .
5 : ونهى عن تتبع المساجد
: فعن بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ، ولا يتبع المساجد ) [ الصحيحة 2200 ] .
6 : ونهى أن تتخذ المساجد طرقا
: فعن بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد ، لا يصلي فيه ركعتين ،
وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف ... ) [ صحيح الجامع 5896 ] .
وعن بن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - قال : (لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة ) [ صحيح
الجامع 7215 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( من أتى المسجد لشيء فهو حظه ) [ صحيح الجامع 5936 ] .
7 : ــ ونهى عن الحديث ورفع الصوت في المسجد
: عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ، ليس لله
فيهم حاجة ) حديث حسن . [ صحيح الترغيب 292 ] .
وعن السائب بن زيد - رضي الله عنه - قال : كنت في المسجد
فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمربن الخطاب - رضي الله عنه - ، فقال : اذهب
فاتني بهذين ، فجئته بهما ، فقال : من أين أنتما ؟ فقالا : من أهل الطائف ،
فقال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ؟ ) [ رواه البخاري ] .
– حصبني : أي رماني بحصاة .
أين نحن من عمر - رضي الله عنه - ، وأنىّ لأقوام لا يحلو لهم الخصام والجدال ، وقيل وقال إلا في المساجد .... رحماك ربي .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لصاحبه يوم الجمعة ،
والإمام يخطب : أنصت فقد لغا ) متفق عليه .
وعنه أيضا قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من مس الحصا فقد لغا ) [ صحيح الجامع5481 ] .
8 : ــ التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
: عن سهل ابن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( مالي رأيتكم أكثرتم التصفيق ، من نابه شيء في صلاته فليسبح ،
فإنه إذا سبح التفت إليه ، وإنما التصفيق للنساء ) [ متفق عليه ] .
9 : ــ إذا صلى الجمعة : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصلَ بعدها أربعا ) [ رواه مسلم ] .
وعن عصمة بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : ( إذا صلى أحدكم الجمعة، فلا يصل بعدها شيئا حتى
يتكلم أو يخرج ) [ صحيح الجامع 639 - الصحيحة 1329 ] .
10 : ــ إذا وجد حركة في دبره
: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ( إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في
دبره ، أحدث أو لم يحدث ؟ فأشكل عليه ، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أويجد
ريحا ) رواه مسلم ) [ صحيح الجامع 750 ] .
11 : ــ إذا اذن المؤذن وهو في المسجد
: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( إذا أذن المؤذن فلا يخرج أحد حتى يصلي ) [ صحيح الجامع 297 ] .
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من أدركه
الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة ، وهو لا يريد الرجعة فهو منافق* ) [
صحيح الترغيب 257 ] .
* قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى
- في التعليق على الحديث : [ منافق : يعني يفعل فعل المنافق ، إذ المؤمن
حقا ليس من شأنه ذلك ، فالنفاق هنا عملي وليس اعتقادي , فتنبه فإنه هام ]
الحاشية .
12 : أمر رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بإتيان الصلاة بالسكينة وترك السعي حثيثا إليها : عن أبي قتادة -
رضي الله عنه - قال : بينما نحن نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فسمع جلبة فقال : ( ما شأنكم ) ؟ قالوا : استعجلنا إلى الصلاة ، قال : (
فلا تفعلوا ، إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما
سبقكم فأتموا ) [ مختصر مسلم 244 ] .
13 : ــ أذكار الدخول إلى المسجد والخروج منه
: عن بن عمرو - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ،
وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، وقال : إذا قال ذلك ، حفظ منه سائر
اليوم ) [ صحيح الجامع 4715 ] .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( كان إذا دخل المسجد قال : ...... اللهم صل على محمد ،
وأزواج محمد ) [ صحيح الجامع 4716 ] .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي ، وليقل :
اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على النبي ، وليقل : اللهم
اعصمني من الشيطان ) [ صحيح الجامع 510 ] .
وفي رواية لأبي داود عن أبي حميد , أو أبي أسيد - رضي الله
عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد
فليسلم على النبي وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على
النبي وليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ) [ صحيح أبي داود 484 ، صحيح
الجامع 515 ] .
14 : ــ وجوب السترة والدنو منها
: عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنهما - قال : ( كان بين مصلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممر شاة ) [ مختصر مسلم 259 ] .
وعن طلحة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إذا وضع احدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ، ولا يبال
من مر وراء ذلك ) رواه ( م ، ت ) [ صحيح الجامع 827 ] .
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا صلى
أحدكم فليصل إلى سترة ، وليدن منها ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه ، فإن جاء
أحد يمر ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان ) متفق عليه ، [ صحيح الجامع 641 ] .
وعن أبي ذر- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إذا قام أحدكم يصلى فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة
الرحل ، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل ، فإنه يقطع صلاته الحمار ،
والمرأة ، والكلب الأسود، قيل : فما بال الكلب الأسود من الأحمر ؟ قال
الكلب الأسود شيطان ) رواه مسلم ، [ صحيح الجامع 719 ] .
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس ، فاراد أحد أن
يجتاز بين يديه فليدفعه ، فإن أبى فليقاتله ، فإنما هو شيطان ) متفق عليه [
صحيح الجامع 638 ] .
وعن أبي جهيم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه ، لكان أن
يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ) [ مختصر مسلم 337 ] .
وعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : ( لئن يقوم أحدكم أربعين خير له من أن يمر بين يدي
المصلي ) رواه (حم ، جه ، الضياء ) [
صحيح الجامع 5047 ] .
15: ــ وجوب تحية المسجد
: عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : " دخلت المسجد ورسول الله - صلى
الله عليه وسلم - جالس بين ظهراني الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ) : ما منعك أن تركع ركعتين قبل ان تجلس ؟ ) قال : فقلت : يا رسول
الله رأيتك جالسا والناس جلوس ، قال : ( فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس
حتى يركع ركعتين ) [مختصر مسلم 248 ] .
فضل تحية المسجد : - عن عثمان - رضي الله عنه - قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من توضأ مثل هذا الوضوء ، ثم اتى
المسجد فركع ركعتين ثم جلس ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ولا تغتروا ) رواه
البخاري . [ صحيح الجامع 6147] .
16: ــ إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
: (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) [ مختصر مسلم 236 ] .
وعن محجن الدَيلي - رضي الله عنه -قال : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : ( إذا دخلت مسجدا فصل مع الناس ، وإن كنت قد صليت )
[ صحيح الجامع 527 – الصحيحة 1337 ] .
17 : ــ يقوم الناس للصلاة إذا قام الإمام
: عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ) [ مختصر مسلم 264 ] .
18 : ــ الأمر بتسوية الصفوف
عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : إستووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، ليلني
منكم أولو الأحلام والنهى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) قال ابن
مسعود - رضي الله عنه - " فانتم اليوم أشد اختلافا " [ مختصر مسلم 267 ] .
19 : ــ خير الصفوف
: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن
يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير، لاستبقوا إليه ، ولو
يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) [ مختصر مسلم 268 ] .
عن أبي هريرة وجمع من الصحابة رضي الله عنهم قالوا : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ،
وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) [ مختصر مسلم 269 ] .
20 : ــ تكرار صلاة الجماعة في المسجد
الواحد على وجه التحزب والتكتل والعصبية لإختلاف الأفكار والمناهج
والأساليب : حكمه " التحريم " وليس من الإسلام في شيء.
قال الله تعالى : ( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا
تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم
فرحون ) [ الروم 31 - 32 ] .
21 : ــ نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رفع البصر في الصلاة ، ومسابقة الإمام ، ورفع الصوت
: عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع
إليهم أبصارهم ) [ صحيح الجامع 6553 ] .
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه فبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس
حمار ، أو يجعل صورته صورة حمار؟ ) ] متفق عليه ] .
وعن جابر بن سمرة - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه في الصلاة أن لا يرجع إليه بصره ) [
رواه مسلم ] .
22 : ــ يجب الإقتداء بالإمام ومتابعته في الصلاة ، وإذا صلى جالسا صلى المأمومين جلوسا أجمعين
: عن أنس وعائشة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا رفع
فارفعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا ولك الحمد ،
وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوساً أجمعين ) متفق عليه . [
صحيح الجامع 2357 ] .
وعن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إنما جعل الإمام ليؤتمَ به , فإذا صلى قائما , فصلوا قياما
, وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا , ولا تقوموا وهو جالس , كما يفعل أهل فارس
بعظمائها ) [ صحيح الجامع 2356 ] .
23 : ــ وجوب موافقة تأمين الإمام مع المأمومين مع الملائكة وفضله
: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ( إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر
له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه . [ صحيح الجامع 395 ] .
24 : ــ عن أبي سعيد - رضي الله عنه -
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا كان أحدكم في صلاة
فإنه يناجي ربه ، فلينظر أحدكم ما يقول في صلاته ، ولا ترفعوا أصواتكم
فتؤذوا المؤمنين) [ الصحيحه 1597 ] .
عن أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : ( إن المصلي يناجي ربه ، فلينظر بم يناجيه ، ولا
يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ) [ صحيح الجامع 1951 ] .
25 : ــ نهى عن رفع السلاح في المسجد
: عن أبي موسى- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( إذا مرّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل ، فليمسك على نصالها
بكفه ، لا يعقر مسلما ) متفق عليه .
26 : ــ ونهى عن نشد الضالة في المسجد
: فعن بريدة - رضي الله عنه - أن رجلا نشد في المسجد فقال : " من دعا إليّ
الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا وجدت ، إنما
بنيت هذه المساجد لما بنيت له ) [ صحيح الجامع 7568 ] . وفي رواية : ( لا
وجدت ، لا وجدت ، لاوجدت ) .
وفي رواية لأبي هريره - رضي الله عنه - : أنه سمع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول : (من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل :
لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا ) رواه مسلم .
27: ــ ونهى عن البيع والشراء في المسجد
: فعن بريدة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك ،
وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا : لا رد الله عليك ضالتك ) [ صحيح الجامع
573 ] .
28 : ــ ونهى عن الشِعْـر ، وعن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة
: عن ابن عمرو- رضي الله عنه - قال : ( نهى عن الشراء والبيع في المسجد ،
وأن تنشد فيه ضالة ، وأن يُنشد فيه شِعر ، ونهى عن التحَـلقِ قبل الصلاة
يوم الجمعة ) حديث حسن . [ - صحيح الجامع - 6885 ] .
29 : ــ ونهى عن جَلدِ الحدِّ في المسجد : عن بن عمرو - رضي الله عنه - قال : ( نهى عن جَلدِ الحدّ في المساجد ) [ صحيح الجامع 2327 ] .
30 : ــ ونهى عن ُنقـْرَةِ الغُرابِ ، وافتراشِ السّبع ، وأن يُوَطنَ الرجلُ المكانَ في المسجد
، كما يُوَطن البعير : فعن عبدالرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال : ( نهى
عن نقرة الغراب ، وافتراش السبع ، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما
يوطن البعير) .
وفي رواية : ( وأن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير * ) حديث حسن – [ الصحيحة 1168 ] .
* يُوَطنَ الرجلُ : أي أن لايتخذ الرجل مكانا خاصا به للصلاة فيه .
31 : - النعاس في المسجد وعلاجه
: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى
وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ) متفق عليه .
وعن بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم : ( إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى
غيره ) - [ صحيح الجامع 809 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفله ) (صحيح
أبي داود 463 ) (صحيح الجامع 2926 ) .
عن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول إلى مقعد صاحبه ،
وليتحول صاحبه إلى مقعده ) – [ الصحيحة – 468] .
32 : ــ التثاؤب وعلاجه
: عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- : ( إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل ) [
صحيح الجامع 427 ] .
وعنه - رضي الله عنه - أيضا قال : رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه , فإن الشيطان يدخل مع
التثاؤب ) [ متفق عليه ] .
33 : ــ الإذن للنساء بالخروج إلى المساجد ، وصلاتهن في بيوتهن أفضل
: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها) [ متفق عليه ]
.
وعنه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : (لا تمنعوا نساءكم المساجد , وبيوتهن خير لهن )[ صحيح
الترغيب 338 ] .
وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (خير صلاة النساء في قعر بيوتهن ) [ الصحيحة 1396] .
وعن أم حميد - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : ( صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن ، وصلاتكن
في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن ، وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في
مسجد الجماعة ) حديث حسن . – [ صحيح الجامع - 3844 ] .
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان )
رواه الترمذي وقال : حسن صحيح غريب. ورواه ابن خزيمة وابن حبان في
صحيحيهما بلفظه ، وزادا : ( وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها ) [
صحيح الترغيب 341 ] .
استشرفها الشيطان : أي رفع إليها بصره ليغويها ، أو يغوي بها .
34 : - آداب خروج النساء إلى المساجد : تراعي النساء الآداب المتقدمه آنفا ، بالإضافة إلى ما يلي :
عن بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( إئذنوا للنساء أن يصلين بالليل في المسجد) [ صحيح الجامع 21 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، ولكن ليخرجن وهن تفلات ) [ صحيح ابي
داود 574 – صحيح الجامع 7457 ] .
وعن زينب الثقفية رضي الله عنها قالت : قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا ) [ مختصر مسلم 245 ] .
وفي رواية أخرى عنها - رضي الله عنها - : ( إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا ) [ صحيح الجامع 501 ] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: ( إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة ) [
صحيح الجامع 503 ] .
وعن أسيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إستأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ) صحيح الجامع 929 ] .
ليس لكن أن تحققن الطريق : أي ليس لكن أن تسرن مجموعات تعترضن الطريق ، ولكن عليكن بحواف الطريق .
وعن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي -
صلى الله عليه وسلم - تقول : ( لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى
ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل ، قال فقلت لعمرة
: أنِساءُ بني إسرائيل مُـنعنَ من المسجد ؟ قالت : نعم ) [ مختصر مسلم 246
] .
تنكر أمّــنا أم المؤمنين السيدة عائشة -
رضي الله عنها - ما أحدثت النساء في عهدها ، وهنّ من خير الناس ، ماذا لو
رأت نساءنا بعد تطاول الزمان ؟ .
نسأل الله – تعالى- أن يرينا الحق حقا
ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يردنا إلى
إسلامنا .. إلى ديننا ردا جميلا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني – رحمه الله تعالى - .