رمضان شهر التواصل الاجتماعي
رمضان شهر
التواصل الاجتماعي
رمضان أعظم فرصة للتواصل الاجتماعي
لماذا غاب الدفء والحرارة من
العلاقات الاجتماعية
نحو تواصل اجتماعي مستمر إلى ما
بعد رمضان
مع إقبال شهر رمضان الكريم بنفحاته الإيمانية
ونسماته الروحانية نجد الحميمية والمودة، وقد جاءت تطرق الأبواب على استحياء لتضفي
الحياة على العلاقات الاجتماعية بعد أن سلبها منها الجفاف والجمود الذي فرضته ضغوط
الحياة فيهب الجميع لفتح الأبواب.
استضافة
من هؤلاء الآنسة آمال حلمي وتعمل كمترجمة في إحدى
المؤسسات فتقول إنهم يستضيفون أختها وزوجها في رمضان للإفطار الأمر الذي يقوي من
التواصل الأسري بينهم.
أما السيدة ولاء كمال- ليسانس حقوق- فتقول إنهم
كانوا يحددون يومًا في الشهر الكريم تقوم فيه كل واحدة من جاراتها بعمل صنف من
الطعام ثم ينضمون جميعًا على مائدة الإفطار.
وتقول السيدة عايدة محمد وتعمل في إحدى الوظائف
الإدارية لإحدى الشركات إنها تستضيف ولاء أختها على مائدة الإفطار في رمضان مما
يدعم أواصر الصلة بينهما، كما تذهب مع جارتها لصلاة القيام في رمضان؛ الأمر الذي لا
يحدث إلا في رمضان.
إفطار جماعي
أما الآنسة إيمان يسري- الواعظة بأحد المساجد-
فتقوم بتنظيم حفل إفطار جماعي لرواد المسجد من الفتيات لتقوية الصلة الروحية بينهم.
كما تحدثنا الآنسة دينا عادل- العضو في إحدى
الجمعيات الخيرية- عن نشاطها في هذا الشهر الكريم من أجل التواصل بين الأغنياء
والفقراء في هذا الشهر فتقول إنها تقوم غالبًا بالدعوة إلى جمع الملابس التي لا
يحتاجها البعض والفائضة عن حاجتهم ثم تقوم مع زميلاتها بعمل معرض لهذه الملابس
وتبيعها للفقراء بأسعار رمزية جدًا في أواخر الشهر الكريم لكي تدخل السرور على قلوب
الفقراء في العيد.
أما السيدة علية عمر- الداعية بأحد المساجد- فتقوم
بالإشراف على جمع ما يُسمَّى بشنطة رمضان وهي عبارة عن حقائب يجمع فيها الموسرون
فضل حاجتهم من الطعام لتقديمها للفقراء في هذا الشهر.
أما الآنسة جميلة كمال فتذكر لنا كيف كان رمضان
دائمًا فرصة لصلح المتخاصمين في المدرسة.
لماذا لا يكون التواصل في غير
رمضان؟
وعن أسباب اقتصار التواصل الاجتماعي على المناسبات
ومن بينها رمضان تقول الدكتورة إجلال حلمي- رئيس قسم الاجتماع بجامعة عين شمس- إنَّ
انشغال الناس بالدراسة هو السبب الذي يقف وبقوة وراء هذه الظاهرة؛ حيث ينشغل الآباء
والأمهات أغلب الوقت بدراسة أبنائهم، وهذا الانشغال الدائم يبدأ من مرحلة الحضانة
وحتى مرحلة التعليم الجامعي أي في كل مراحل العملية التعليمية، مما أدَّى إلى
اقتصار التواصل بينهم على المكالمات التليفونية والزيارات القليلة في المناسبات،
أيضًا دخول نوع من الفردية في العلاقات والاتجاه نحو الانغلاق على الذات فالتفكير
في المصلحة الشخصية والرغبة في عدم إظهار الإمكانيات الحقيقية للفرد؛ خوفًا من
الحسد قد أدَّى إلى غياب الجمعية في العلاقات حتى بين الإخوة أحيانًا.
بالإضافة إلى عامل التقارب الجغرافي حيث كان الأبناء في الماضي يتزوجون في نفس
المنطقة أما الآن فتختلف المناطق السكنية تبعًا لإمكانيات كل فرد.
كيف تكون السنة كلها رمضان؟
وبسؤال الدكتور عبد الستار فتح الله- أستاذ الشريعة
بجامعة الأزهر- عن كيفية التواصل فيما بعد رمضان بحيث تكون السنة كلها رمضان، فقال:
إن التواصل الاجتماعي بين الناس يمكن أن يستمر طول العام لو اعتبر الناس شهر رمضان
تدريبًا لهم على ذلك، فالدين الإسلامي الحنيف هو دين المحبة والتواصل النفسي
والعملي بين الناس في جميع أوقات السنة، فلقد حثنا الله على صلة الأرحام وكثرة
الإنفاق في سبيل الله على الفقراء وتقديم الهدايا مما يقوي من أواصر الحبة والثقة
بين المسلمين، والرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- هو قدوتنا في هذا الأمر،
فكان يقول عنه عبد الله ابن عباس رضي الله عنه إنه أجود بالخير من الريح المرسلة
فلو اتخذ الناس من شهر رمضان البارك تدريبًا عمليًا لهم على هذا الخير وعلى التواصل
الاجتماعي وصلة الأرحام فيتعلموا في رمضان الإنفاق والتعاون على الخير والبر
والتقوى ثم يجعلوا من باقي العام ميدانًا لتطبيق ما تدربوا عليه شهرًا كاملاً، فمَن
لم يتعلم من رمضان ويطبق ما تعلمه فيما بعده من العام فكأنما لم ينتفع برمضان.