القول الصحيح في عدد ركعات التراويح
5. يقول الشيخ محمد صالح المنجد : (أن العشرين ركعة كانت هي السنة الغالبة
على التراويح في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومثل صلاة التراويح أمر مشهور
يتناقله الجيل وعامة الناس ، ورواية يزيد بن رومان ويحيى القطان يعتبر بهما
وإن كانا لم يدركا عمر ، فإنهما ولا شك تلقياه عن مجموع الناس الذين
أدركوهم ، وذلك أمر لا يحتاج إلى رجل يسنده ، فإن المدينة كلها تسنده)11 .
6. ذكر العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه (إتحاف أهل الإيمان بدروس
شهر رمضان):أما عدد ركعات صلاة التراويح فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
والأمر في ذلك واسع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( له أن يصلي
عشرين ركعة كما هو المشهور من مذهب أحمد والشافعي، وله أن يصلي ستا وثلاثين
كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة وثلاث عشر ركعة وكل حسن،
فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره. وعمر رضي الله عنه لما جمع
الناس على أبَيّ صلى بهم عشرين ركعة، والصحابة رضي الله عنهم منهم من يقل
ومنهم من يكثر، والحد المحدود لا نص عليه من الشارع صحيح)12. أ.هـ.
7. نقل الشيخ عطية محمد سالم في كتابه (التراويح أكثر من ألف عام) : (في
زمن علي رضي الله عنه كانت التراويح عشرين والوتر ثلاث، وهذا أغلب الظن كما كانت في
عهد عثمان رضي الله عنه ، وعهد عمر رضي الله عنه )إلى أن قال: (مما تقدم يظهر للمتأمل أن عدد ركعات
التراويح كان مستقرا إلى ثلاث وعشرين، منها ثلاث ركعات وترا كما في رواية
يزيد بن الرومان عند مالك كما تقدم، قال: "كان الناس يقومون زمن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في رمضان بثلاث وعشرين ركعة،...أما العدد والاقتصار منه على عشرين
ركعة فإنه العدد المعمول به عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة والشافعي وأحمد
في غير المدينة)13.
8. وفي كتاب (الصيام من المحرر) للشيخ سليمان الحربي يقول: ( نقل ابن دقيق
العيد وشيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على أن صلاة الليل لا حد لها.
- وعليه: فما نقل من التبديع وإطالة اللسان على من صلى أكثر من إحدى عشرة
ركعة فهذا حقيقة قلة فهم لفقه النصوص.قال الشافعي: أدركت ببلدنا بمكة الناس
يصلون عشرين ركعة.وقال مالك: أدركت الناس يصلون في المدينة ستاً وثلاثين
ركعة.- وقال شيخ الإسلام: ثبت أن الصحابة في عهد عمر كانوا يصلون عشرين
ركعة ويوتر بثلاث.- وقال الترمذي: أكثر أهل العلم من الصحابة وغيرهم على أن
صلاة التراويح عشرين ركعة)14.
(ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس ظن بعضهم أن التراويح لا
يجوز نقصها عن عشرين ركعة وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى
عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة وهذا كله ظن في غير محله بل هو خطأ مخالف
للأدلة)15 .
9. يقول الشيخ عبد العزيز السلمان في كتابه المناهل الحسان :( وأما عدد
صلاة التراويح، فقال القاضي: لا خلاف أنه ليس في ذلك حد لا يزداد عليه ولا
ينقص منه. فاختار الإمام أحمد وجمهور العلماء عشرين ركعة: لما روى مالك في
(الموطأ) عن يزيد بن رومان قال:(كان الناس في زمن عمر يقومون في رمضان
بثلاث وعشرين ركعة).وقال السائب بن يزيد: (لما جمع عمر الناس على أُبي بن
كعب، وكان يُصلي بهم عشرين ركعة)16
10. ومن فتاوى الأزهر في عدد ركعات صلاة التراويح أفتى الشيخ حسن مأمون17:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فى رمضان
ولا غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر ) .
وما روى عن ابن عباس من أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلى في رمضان عشرين ركعة سوى الوتر
فضعيف .
أما ثبوت العشرين ركعة فكان بإجماع الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه ، وكون الرسول لم
يثبت عنه أنه صلى العشرين لا يعتبر دليلا على عدم سنية العشرين لأنه صلى الله عليه وسلم
أمرنا أن نتبع ما يحدث في عهد الخلفاء الراشدين .
حيث قال صلوات الله وسلامه عليه ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ )18 وروى أسد بن عمر عن أبى يوسف قال
سألت أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر فقال التراويح سنة مؤكدة ولم
يستحدثه عمر رضي الله عنه من تلقاء نفسه ولم يكن فيه مبتدعا ولم يأمر به إلا عن أصل
لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومادام الرسول صلوات الله عليه قد أمرنا باتباع
ما يحدث في عهد الخلفاء الراشدين وخاصة سيدنا عمر فتكون صلاة العشرين ركعة
هي سنة التراويح، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الآمر بها حتى إن الأصوليين ذكروا أن
السنة ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو واحد من الصحابة على أن الإجماع من الأدلة
الشرعية التي يلزم الأخذ بها .
والخلاصة : أن التراويح وعددها عشرون ركعة سنة حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن قال بأنها
سنة عمر مردود بما ذكر .
ففي الفتاوى الهندية عن الجوهرة هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقيل هي سنة سيدنا عمر رضي الله عنه والأول أصح .
وهذا هو الذي يستفاد من كلام جمهرة فقهاء الحنفية .
إلى أن قال :وظاهر كلام المشايخ أن السنة عشرون ومقتضى الدليل ما قلناه)
19.
وختاماً أسأل الله أن يلهمنا رشدنا ؛ كي نعود إلى سنة نبين صلى الله عليه وسلم ، وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين الذين أوصانا صلى الله عليه وسلم بالسير على سنتهم ، واقتفاء
آثارهم انه قريب مجيب.
الهوامش:
1. ينظر كتاب الصيام أدلة وأحكام ليحيى الزهراني - (ج 1 / ص 67)
2 (العلق:19) .
3 صحيح مسلم - (ج 2 / ص 52).
4 رواه أبو داود والترمذي وبن ماجه وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حسن
صحيح.
5 متفق عليه
6 فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 9 / ص 224)
7كتاب مختصر الإنصاف والشرح الكبير للشيخ محمد عبد الوهاب- (ج 1 / ص 212)
8 فتاوى نور على الدرب للعثيمين - (ج / ص 1)
9فتاوى الشيخ ابن جبرين - (ج 2 / ص 5)
10 سنظر فتاوى الشيخ ابن جبرين - (ج 2 / ص 5).
11 ينظرفتاوى الإسلام سؤال وجواب (ج 1 / ص 6187)
12إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان - (ج 1 / ص 44)
13التراويح أكثر من ألف عام بقلم الشيخ عطية محمد سالم - (ج 4 / ص 8)
14 ينظر كتاب الصيام من المحرر لسليمان الحربي 1 / 51.
15فتاوى الصيام جمعها الشيخ المسند 1 / 4.
16 كتاب المناهل الحسان لعبدالعزيز السلمان - (ج 1 / ص 88)
17 فتاوى الأزهر - (ج 1 / ص 48)
18صحيح الجامع الصغير وزياداته - (ج 1 / ص 446)
19 فتاوى الأزهر - (ج 1 / ص 48)