داعية (إسلامي!) فى السفارة الأمريكية !!
عمرو خالد فى السفارة الأمريكية !!
ممدوح إسماعيل:صحيفة المصريون : بتاريخ 7 - 7 - 2008
...منذ مايقرب من أكثر من عشر سنوات كنت
ألتمس الأعذار كثيراً للاستاذ عمرو خالد وعندما هاجمه اخوانى السلفيون كنت
أقول لهم أنه ربما يكون مجتهدا وأخطأ فى الدعوة أو ربما لقلة العلم ومع
كثرة اخطائه كثر النقد الموجه له من كبار الدعاة والعلماء ومطالبتهم له
بتصحيح أخطائه الفقهية والدعوية ومنهم أستاذ الدعاة المعاصرين المحبوب وجدى
غنيم الذى وجه له رسائل نصائح عديدة ،،
ولكنه لم يبال مطلقاً فلم يستمع إلى أى نصيحة منه أو
من غيره ولم يصحح أى خطأ استدركه عليه العلماء وهنا توقفت عن التماس
الأعذار خاصة بعد إصراره الشديد على الذهاب إلى الدنمارك رغم معارضة جمهور
علماء الأمة ولكنه لم يبال وسافر إلى الذين سبّوا واستهزئوا بالحبيب
المصطفى وأدركت هنا أن الرجل لا يمشى على خطى الحبيب مطلقاً
ومع تتبعى لحلقاته الفضائية ومعرفتى بمايدور فيها وجدت
الرجل مغرما بالكاميرا والشهرة غرام العاشقين الذين لايبالون فى سبيل المحب
المعشوق ماذا يفعلون ولايهتمون بنقد أو نصح وكل همهم فى المحبوب الشهرة
والكاميرات فقط وأذكر هنا مثالا واحدا عندما تم عرض رحلة حج بقيادته ومصورة
مباشر على أحد الفضائيات كيف كانت تُفتعل المشاهد فى عبادة الحج لتحقيق
الغرض التصويرى وكيف أن الرجل لم يحلق شعره امتثالا لسنة الحبيب محمد كى يحافظ على صورته أمام الكاميرا وأسالوا المختصين
-وغير ذلك كثير - ،،
ورغم كل ذلك و الأخبار التى تواردت
عن ثروته الكبيرة التى جمعها من حلقات الفضائيات والإعلانات وتجارة المادة
الدينية إلا أننى كنت فى نفسى أحاول إلتماس العذر له بحب الدنيا وهى آفة
لايسلم منها إلا المخلصون وهم قلة فى هذا الزمان ولكن بعض إخوانى كانوا
لايرون ذلك حباً للدنيا فقط وكانوا يرونه مشروعاً خطيرًا تم توجيهه وبرمجة
عمروخالد على تفعيله فى الفكر والمنهج الإسلامى خاصة بعد إحتفاء الغرب
المعادى للإسلام به ولكنى كنت أتوقف عند هذه النقطة فهى ليست بالأمر السهل
أن يكون الدعاة أُلعُوبة فى يد أعداء الاسلام رغم أنه مخطط معروف للدعوة
والدعاة إلا إننى كنت أشفق على عمرو خالد أن يتورط في هذا الطريق وكنت
أجادل وأدافع عنه حتى أحتد على أحد أصدقائى الشيوخ قائلاً ألم ترى مافعله
بالحجاب الإسلامى لقد ضيع معالمه وأركانه وجعله قطعة قماش ملونة على الرأس
وتفعل البنت ماتشاء فى جسدها إنه تبرج وأمركة للحجاب مقصودة
حقاً إن عمرو خالد لم يترك لأى محامى ثغرة واحدة كى يدافع
عنه فهو يتفنن كل يوم فى إغلاق ثغرات الدفاع ويُعرض عن كل الناصحين البعض
يقول غرورًا والآخر يقول عنداً؟ لكن قمة المصائب .. هى خبر زيارة عمرو خالد للسفارة الأمريكية إحتفالا بعيدهم المسمى عيد الإستقلال لاحول ولاقوة الابالله
لاأعرف بأى منطق ومبرر لبّى عمرو الدعوة فهو ليس موظفاً
رسمياً كى يكون مقبولاً التماس العذر له فى الحضور لصفته الرسمية بل هو
أمام الناس داعية إسلامى؟!ولاأعرف هل ظن نفسه عمرو بن العاص الصحابى الجليل
السياسى المحنك يفاوض باسم المسلمين أعدائهم !!!!!! ثم أى انسان
مسلم وأى داعية أنت ياعمرو أين الولاء والبراء والحب فى الله والبغض فى
الله ألم تسمع بما فعله الأمريكان لقد إحتلوا بلاد المسلمين واعتدوا على
المدنيين العزل الأبرياء من المسلمين قتلاً وذبحاً وتدميراً فى العراق
وأفغانستان حتى الصومال لم يرحموا شيخاً ولاامراة ولاطفلا وفى فلسطين
يدعمون اليهود بكل أنواع الدعم السلاح والمال والدعم السياسى ألم تسمع خطاب
بوش فى الكنيست عندما قال لليهود أنتم لستم سبعة مليون بل ثلاثمائة وسبعة
مليون !!ثم هل تعنى زيارتك قبولك للإحتلال
وإعتراضك على المقاومة ؟ وماذا تقول للأرامل واليتامى والثكالى والأسرى
والمظلومين فى بلاد المسلمين المحتلة وهل هانت عليك دماء الشهداء؟.
ثم عجباً لك ألم تسمع مقولة بوش عندما أعلنها حرباً صليبية
على الإسلام ومناهج التعليم والجمعيات الخيرية الإسلامية يا الله ألايعرف
قلبك الغيرة على محارم الله لقد اغتصب الأمريكان نساء المسلمين فى العراق
ألم تسمع بالعراقية المسلمة عبير الجنابى التى اغتصبها جندى أمريكى وقتلها
وبرأته المحكمة الأمريكية . رحم الله الامام ابن القيم حين قال فى كتابه اعلام الموقعين : "وأيُّ دين، وأي خيرٍ فيمن يـــرى محارم الله تنتهــــــــك وحدوده تضيع وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس " ولاأظن أنك ذهبت إلى السفارة الأمريكية
كى تُنكر عليهم وتعلن أمام الجميع إنكارك لجرائمهم وتفضحهم فى سفاراتهم لم
يحدث هذا بالطبع !!ربما تظن أن
حضورك يدل على سماحة الإسلام بئس الظن فالإسلام كله عدل وإنصاف ويسر
وسماحة ولكن الإسلام لايقبل الذل ولايرضى بمودة المعاندين المحاربين لله
ورسوله الملطخة أيديهم بدماء المسلمين قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) الممتحنة : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم
والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا
بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) الممتحنة / 4 ، وقال تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم
الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم
أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) المجادلة /22 ثم ياعمرو أذكرك بقول الحق (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) أين أنت فى تلك الآية إنك من أتباع
الحبيب محمد وأتباعه أشداء على الكفارالذين يقاتلون المسلمين ظلماً
وعدواناً فهل زيارتك شّدة على المعتدين الظالمين للأسف إنها مودة وإن قلت
دبلوماسية قلت لك أن الإسلام عرّفها أنها مداهنة والعياذ بالله .
و للعلماء
فى تفسير هذه الآيات كلام كثير وخطير فى حكم من يفعل ذلك لم أذكره لأننى
أردت التذكرة فقط وكل أملى أن يفيق عمرو خالد من سكرته فعندى من المعلومات
والحقائق المؤسفة الكثير ولكن ليس هذا مرادى وأتمنى من محبى عمرو أن يهتموا
بنصحه ولايشغلهم التعصب له عن إتباع الحق فأخشى ما أخشاه أن تكون الزيارة
القادمة لعمرو خالد لسفارة العدو اليهودى الصهيونى فسفارة أمريكا أسوأ من
سفارة العدو الصهيونىوكلاهما مجرم فاليهود احتلوا فلسطين والأمريكان إحتلو
العراق وأفغانستان والصومال بقناع أثيوبى وأيضاً فلسطين بقناع يهودى صهيونى
.هداك الله ياعمرو .
وتبقى عدة وقفات الأولى رحم الله
الدكتور المسيرى فقد كان من النخبة المخلصة لوطنها ورغم مكانته لم يداهن
وينافق وصبر على مبادئه ولم يذهب لسفارة أمريكا.
الثانية . الداعية المحبوب الأستاذ وجدى
غنيم يتعرض لمحنة أخرى بعد قرار ترحيله من جنوب أفريقيا إدعوا له بالثبات
فهو حقاً من أئمة الدعوة المعاصرين ومن النخبة الإسلامية المخلصة ولوشاء
لمكث فى مصر أو أى بلد عربى يداهن وينافق ولكن إخلاصه آبى إلا الهجرة لله
ثبته الله على الحق وجمعنا الله واياه فى الدنيا على طاعته وفى الأخرة فى
الفردوس الأعلى.
وأخيراً إن واقعنا المؤلم ليس بسبب
الإستبداد والقهر فحسب ولكن والله من فساد ونفاق بعض من يُظنهم الناس نُخبة
وحقاً لايجتمع ويأتلف الظالمون مع المخلصين أبدًا ،إلا إذا تغير ، وفسد
المخلصون .