إليك يامن خذلك أحبائك

يتعرض الانسان للخذلان في احاسيسه الجميلة ,من طرف احد احبائه او اصحابه ويكسرون قلبه واحلامه الزهرية فيرحلون عنه بقساوة كرحيل الايام والعمر .
حينها ينبت في قلبه جرح عميق واسى شديد .
لكن ما تلبث الايام حتى تاتي بهم مرة اخرى اليك وترميهم في احضانك

هنا تجد اسئلة تطرح نفسها بنفسها :ماذا تقول لهم ؟ كيف تيسقبلهم ؟هل تفتح لهم ذراعيك من جديد ؟
فاسمعني ايها المسكين كيف تواجههم وتستقبلهم :


-ايها المخذول المكسور بخاطره لا تجعلهم يخذلونك مرة اخرى وقل لهم بانك نسيتهم ولم تعد بحاجة لتواجدهم بل ادر لهم ظهرك وظهر قلبك المجروح وسر قدما في الطريق ,وخذ اتجاها معاكسا لهم فعساك في جهتك الاخرى تجد من يستحقك .






-ايها المخذول المكسور بخاطره اعلم ان الايام لا تتكرر وما نمضي به من مراحل لن تعاد فاعلم انك ذات يوم مخلفهم كما خلفوك في الوراء واعلم يقينا ان العمر لا يعود بثاثا .








- ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم انك بهم لفظت اخر احلامك حين لفظت قلوبهم ,وقل لهم كم بكيت وتالمت حتى اقتنعت بموتهم فالان لا قدرة لك على اعادتهم للحياة بين ثنايا قلبك الصغير من جديد بعد ان كان هم من اختار الموت فيك .








- ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم رحيلهم كان خيرا لك جعلك تعيد تفكيرك وتكتشف نفسك من جديد وتكتشف ما يحيط بك من اشياء جميلة .
نعم قل لهم اكتشفت وتيقنت انهم ليسوا اخر المشوار ولا اخر الاحساس ولا اخر الاحلام بل هناك ما هو اجمل ورائع ومثير ,بل اشياء تستحق عشق الحياة وحب الاستمرار بها .









-ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم انك اوصدت الابواب وغلقتها فلم يعد تواجد لاماكن الانتظار خلفهم ,فلقد خلعت الرداء الذي كنت ترتديه رداء الشوق والحنين لهم ,والوقوف على ابواب محطات عودتهم وترقب القادمين منها وانت مذهول مدقق في وجوه المسافرين باحث عنهم في الزحام علك تجد ظلهم وتشتم رائحتهم وعطرهم وتترقب اثرهم متمنيا صدفة جميلة تاتيك بهم .







-ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم ان مدة صلاحيتهم انتهت وان نبض قلبك لم يعد لهم حتى ذاك المكان الذي بذاكرتك لم يعد بمكا نهم ولم يتبقى لهم بك سوى ذاك الامس بكل ما يحمله من اسى والم وذكريات الماضي المجيعة .








- ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم انك في لحظات المك هاته واساك تلك قمت بنزفهم كنزف دمك وانك اقبلت على اجهاضهم من حياتك حين غيابهم كاجهاضك لجنين ميت بداخلك , وانك اعطيتهم حريتهم واطلقت سراحهم وقطعت وعدا على نفسك الا تفتح الابواب المغلقة الا لمن يستحق ذلك .







- ايها المخذول المكسور بخاطره قل لهم لكل شيئ زمانه , فالاحساس له زمانه والحلم له زمانه حتى الحكايات لها زمانها بل للحزن والفرح ايضا زمنا وللبشر زمنا وزمانهم انتهى منذ زمن .








-ايها المخذول المكسور بخاطره اسمعني وخذ مني عظة وعبرة للايام ’عل الزمن يدور عليك وتنتفع بها لا تقل لهم شيئا واستقبلهم بصمت ففي الصمت حكمة احيانا وله قدرة كبيرة على التعبير .
واحيانا بالصمت نعبر بما تعجز عنه الحروف والكلمات , والصمت عن جاهل او احمق شرف وفيه ايضا لصون العرض اصلاح .
اما ترى الاسود تخشى وهي صامتة والكلب يخشى لعمري وهو نباح .