أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نَقصت صدقة من مال
وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم].
و يقول الإمام ابن القيم : يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها إلا هو
وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده ,
وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فإنما الجزاء من جنس العمل ...
تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك
و يتجلى عفو النبى صلى الله عليه و سلم حين مكة ودخلها نهاراً بعد أن خرج منها ليلاً،
وحطم الأصنام بيده، ووقف أهل مكة يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم رسول الله
جزاء ما قدموه له من إيذاء لا يحتمله إلا أهل العزمات القوية،
إلا أنه قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
قال تعالى {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }الاعراف 199
قال السعدي (هذة الايه جامعه لحسن الخلق مع الناس,وماينبغي في معاملتهم,فالذي ينبغي أن يعامل به الناس,أن يأخذ العفو أي:ماسمحت به انفسهم,وماسهل عليهم من الاعمال والاخلاق ,فلا يكلفهم مالا تسمح به طبائعهم ,بل يشكر من كل احد ماقابله به
,من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك ,ويتجاوز عم تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن الرسول صل الله عليه وسلم قال(رحم الله رجلآ سمحآ إذا باع ,وإذا اشترى ’وإذا اقتضى )رواة البخاري .
قال ابن بطال (فيه الحض على السماحه وحسن المعامله, واستعمال معالي الاخلاق ومكارمها, وترك المشاحه والرقه في البيع, وذلك سبب إلى وجود البركه فيه لأن النبي عليه السلام لايحض أمته إلا على مافيه النفع لهم في الدنيا والاخرة ),
وعن عبد الله بن مسعود قال :قال الرسول صل الله عليه وسلم (ألا اخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار على كل هين لين قريب سهل ) الالباني
قال القاري (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم لين الجانب , قيل :هما يطلقان على
الانسان بالتثقيل والتخفيف ,...(قريب) أي :من الناس بمجالستهم في محافل الطاعه وملاطفتهم قدر الطاعه (سهل )أي : في قضاء حوائجهم , او معناة انه سمح القضاء سمح الاقتضاء سمح البيع والشراء ) والنفس السمحه كا الارض الطيبه الهينه المستويه ,فهي لكل مايراد منها من خير صالحه إن أردت عبورها هانت
وان اردت حرثها وزراعتها لانت , وان اردت البناء فيها سهلت,وإن شئت النوم عليها تمهدت.
وروي عن مكحول مرسلا, قال رسو الله صل الله عليه وسلم (المؤمنون هينون لينون كالجمل الانف ,إن قيد انتقاد ,وإن أنيخ على صخرة استناخ) صحيح الجامع.
(والمراد بالهين سهولته في امر دنياة ومهمات نفسه .
واللين لين الجانب وسهوله الانقياد إلى الخير والمسامحه في المعامله (كالجمل)أي كل واحد منهم )
وقال شيخ الاسلام ابن تيمه (واما السماحه والصبر فخلقان في النفس . قال تعالى:{ وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمه }البلد17
وهذا أعلى من ذاك وهو ان يكون صبارآ شكورآ فيه سماحه بالرحمه للانسان وصبر على المكارة وهذا ضد الذي
خلق هلوعآ اذا مسه الشر جزوعآ واذا مسه الخير منوعآ؛فإن ذاك ليس فيه سماحه عند النعمه ولا صبر عند المصيبه)
وهناك وسائل لاكتساب خلق سماحه النفس فمنها:
_التأمل في الترغيبات التي رغب الله بها الذين يتحلون بخلق السماحه ,والفوائد التي
يجنونها في العاجله والآجله ,والسعادة التي يظفرون بها في الحياة الدنيا والاخرة .
_التأمل في المحاذير التي حذر الله منها المتشددين العسيرين ,ومايجلبه لهم خلقهم وظواهرة السلوكيه من مضار عاجله وآجله ,ومتاعب والام كثيرة ,وخسارة ماديه ومعنويه .
_الاقتناع الايماني بسلطان القضاء والقدر, وأنه هو المهيمن على كل الاحداث التي تخرج عن حدود الارادة الانسانيه المسؤوله عن الاعمال الصادرة عنها