لماذا الأفطار على التمر
:15:
عند نهاية مرحلة بعد الامتصاص- في نهاية يوم الصوم- يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين في دم الوريد البابي الكبدي، وهذا يقل بدوره من نفاذ الجلوكوز، وأخذه بواسطة خلايا الكبد والانسجة الطرفية: كخلايا العضلات، وخلايا الأعصاب ، ويكون قد تحلل كل الخزون من الجيلكوجين الكبدي أو كاد، وتعتمد الانسجة حينئذ في الحصول على الطاقة من أكسدة الاحماض الدهنية، وأكسدة الجلوكوز المصنع في الكبد من الأحماض الأمينية والجليسرول
لذلك فإمداد الجسم السريع بالجلوكوز في هذا الوقت له فوائد جمة،إذ يرتفع تركيزه بسرعة في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه، ويدخل إلى خلايا الكبد أولاً ثم خلايا المخ، والدم والجهاز العصبي، والعضلي، وجميع الأنسجة الاخرى، التي هيأها الله"تعالى" ، لتكون السكريات غذاؤها الأمثل والأيسر للحصول منها على الطاقة.ويتوقف بذلك تأكسد الأحماض الدهنية، فيقطع الطريق على تكون الأجسام الكيتونية الضارة، وتزول أعراض الهمود، والضعف العام، والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي إن وجدت لتأكسد كميات كبيرة من الدهون كما يوقف تناول الجلوكوز عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد، فيتوقف هدم الأحماض الأمينية وبالتالي حفظ بروتين الجسم.ويعتبر التمر من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو أفضل غذاء يقدم للجسم حينئذ إذ يحتوي على نسبة عالية، من السكريات، الفيتامينات، أهمها:أ،وب2 ،وب12، وبعض المعادن الهامة، أهمها: الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم، والماغنسيوم، والكوباليت، والزنك، والفلورين، والنحاس، والمنجنيز، ونسبة من السليولوز.ويتحول الفركتوز إلى جلوكوزبسرعة فائقة، ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي، ليروي ظمأ الجسم من الطاقة، وخصوصاً تلك الانسجة التي تعتمد عليه أساساً، كخلايا المخ والأعصاب وخلايا الدم الحمراء، وخلايا نقي العظام.وللفركتوز مع السليولوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهم في تغذية حجرات الدماغ، ويدخل في تركيب المركبات الفوسفاتية، مثل: الأدينويزين، والجوانين ثلاثي الفوسفات، والتي تنقل الطاقة وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم ، كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي " أ، و ب1 ، و ب12 و البيوتين والريبوفلافين... إلخ " ولها أيضا تأثير مهدئ للأعصاب.وللمعادن دور أساسي في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية ودور حيوي في عمل البعض الآخر كما أن لها دوراً هاماً في انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي القاعدي في الجسم فيزول بذل أي توتر عضلي أو عصبي ، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطورة بتناول المواد البروتينية او الدهنية فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة فضلاً على ان ارتفاع الأحماض الامينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات أو حتى الذي يحتوي على كمية قليلة منه يؤدي إلى هبوط سكر الدم. لهذه الاسباب يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي(ص) بالافطار على التمر.روي عن النبي (ص) قال : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور .
:16: