(1) جدول متابعة الصلاة للأطفال + بعض الفوائد المعينة في التدريب على الصلاة
[center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
لا يخفى علينا منزلة الصلاة و أهميتها في حياة المسلم
و لا يغيب عن أذهاننا حجم مسؤلية الوالدين في تدريب و متابعة أبنائهم و حثهم على الصلاة
وقد أحببت أن أساعد كل أم و أب أو أخت أو أخ يحبون الخير وذلك بإهدائكم جدول متابعة للصلاة لمدة أسبوع
و يمكن طباعتة مرارا بعد انتهاء كل أسبوع
و طريقته سهلة جدا
1- فإذا أجاد الطفل الصلاة و أقامها في وقتها نضع دائرة على القلب
2-إذا أقام الطفل الصلاة بشكل جيد و لكن ليس
في وقتها نضع دائرة على الساعة لينتبه أن الصلاة كتابا موقوتا و يتعلم على
أدائها في وقتها و مع الأيام سيصلي بدون أن تنبهيه أن وقت الصلاة حان
3-إذا صلى الطفل بشكل غير جيد أو لم يصلي نهائيا أضع دائرة على الـ x
و ليتم تعزيز سلوكه الحسن بمواظبته على أداء الصلاة في وقتها و على نحو حسن
يقوم الوالدان بمكافأته بجائزة يحبها أو رحلة و يثنى عليه و تقبيله أو ضمه
و لا ننسى الدعاء لهم بالهداية
و هذا الجدول يناسب الأطفال من 7 -12 سنة و يمكن أعطاء الطفل بعد أن يبلغ الـ13 الجدول ليقيم نفسه
و لكن أحببت أن أقدم أولا هذه الفائدة قبل الجدول و أسأل الله أن ينفع بها و هي منقولة من موقع العلامة بن باز رحمة الله
كتاب الصلاة
باب أهمية الصلاة
الصلاة وأهميتها
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ،
والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فإن على
المرء أن يهتم بالصلاة؛ لأن أمرها عظيم ، ومكانتها كبيرة ، وأن يخلص
العبادة لله وحده لا شريك له ، وأن يتبرأ مما سوى الله كائنا من كان ، وأن
يؤمن ويعتقد أنه سبحانه هو المعبود بالحق ، وما عبد من دونه فهو باطل ، كما
قال عز وجل في سورة الحج : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ
مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وفي سورة لقمان قال سبحانه :
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
الْبَاطِلُ وقال سبحانه : وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ
وقال عز وجل : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال تعالى :
وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ الآية .
هذا الأساس العظيم هو أصل دين الإسلام ، وهو أول شيء يدخل به العبد في دين
الله : الإسلام ، ثم يلي هذه الشهادة : الشهادة بأن محمدا رسول الله ،
هاتان الشهادتان هما أصل الدين لا يصح دين بدونهما ، إحداهما لا تغني عن
الأخرى ، فبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لا بد منهما ، فلا إسلام إلا
بتوحيد الله ، ولا إسلام إلا بالإيمان بأن محمدا رسول الله عليه الصلاة
والسلام ، فلو أن إنسانا يصوم النهار ويقوم الليل ، ويعبد الله بكل
العبادات ، ولكنه لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما بعثه الله ، فإنه
يكون بذلك كافرا ، بل من أكفر الناس عند جميع أهل العلم ، ولو أنه شهد أن
محمدا رسول الله وصدقه ، وعمل كل شيء ، إلا أنه يشرك بالله - يعبد مع الله
غيره ، من ملك أو نبي أو صنم أو شجر أو حجر أو جني أو كوكب - صار بذلك
كافرا ضالا ، ولو قال : إن محمدا رسول الله ، فلا بد من الإيمان بهما جميعا
، لا بد من توحيد الله ، والإخلاص له .
ولا بد من الإيمان بأن محمدا رسول الله ، بعثه الله إلى الثقلين ، إلى الجن
والإنس ، وكان الرسل الماضون يبعث كل واحد منهم إلى قومه خاصة ، لكن نبينا
محمدا عليه الصلاة والسلام بعثه الله إلى الناس كافة ، إلى العرب والعجم ،
إلى الجن والإنس ، إلى الذكور والإناث ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلى
الحكام والمحكومين ، كلهم داخلون في رسالته عليه الصلاة والسلام ، فمن أجاب
هذه الدعوة التي جاء بها وانقاد لها وآمن بها دخل الجنة ، ومن استكبر دخل
النار ، قال تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ
مَوْعِدُهُ وقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من
هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل
النار وقال النبي عليه الصلاة والسلام : كان النبي يبعث إلى قومه خاصة
وبعثت إلى الناس عامة وقد قال الله عز وجل : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال سبحانه : وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وقال سبحانه :
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عليه الصلاة والسلام .
ثم بعد هاتين الشهادتين أمر الصلاة ، فهي التي تلي هاتين الشهادتين ، وهي
الركن الأعظم بعد هاتين الشهادتين ، فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو
لما سواها أضيع . جاء في مسند أحمد بإسناد جيد ، عن عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما
بين أصحابه فقال : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة
ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع
فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف قال بعض الأئمة في هذا : ( إنما يحشر من
أضاع الصلاة مع هؤلاء الصناديد من الكفرة الأشقياء : فرعون ، وهامان ،
وقارون ، وأبي بن خلف؛ لكونه شابههم ، والإنسان مع من شابه ) ، قال تعالى :
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ يعني : أشباههم ونظراءهم .
فمن كانت علته الرياسة حتى ترك الصلاة حشر مع فرعون؛ لأن فرعون حمله ما هو
فيه من الملك على التكبر ، وعادى موسى عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك ،
فصار من الأشقياء الذين باعوا بالخسارة وصاروا إلى النار ، قال تعالى :
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ نعوذ بالله من ذلك ، ومن
حملته وظيفته أو وزارته على التخلف عن الصلاة ، صار شبيها بهامان وزير
فرعون فيحشر معه يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك ، فإن تركها من أجل المال
والشهوات والنعم ، شابه قارون الذي أعطاه الله المال العظيم فاستكبر وطغى ،
حتى خسف الله به الأرض وبداره ، فيكون شبيها به فيحشر معه يوم القيامة إلى
النار .
أما إن شغله عن الصلاة وعن حق الله البيع والشراء والمعاملات والمكاسب
الدنيوية ، فإنه يكون شبيها بأبي بن خلف - تاجر أهل مكة - فيحشر معه إلى
النار ، نسأل الله العافية من الكفرة وأعمالهم .
والمقصود : أن أمر الصلاة عظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل
الله وقال عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها
فقد كفر أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة
بإسناد صحيح ، عن بريدة رضي الله عنه ، وخرج مسلم في صحيحه ، عن جابر رضي
الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الرجل وبين الشرك
والكفر ترك الصلاة
فالأمر عظيم وخطير جدا ، إذا نظرنا في حال الناس اليوم ولا حول ولا قوة إلا
بالله ، فقد كثر المتخلفون عن الصلاة والمتساهلون بأدائها في الجماعة ،
فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية .
والله جل وعلا أوسع النعم وأكثر الخيرات ، ولكن ابن آدم مثل ما قال الله جل
وعلا : كَلا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى
أدر الله النعم وأوسع الخير ، فقابلها الكثير من الناس بالعصيان والكفران ،
نعوذ بالله من ذلك ، فالواجب الحذر ، والواجب التبليغ ، كل إنسان يبلغ من
حوله ويجتهد في بذل الدعوة وبذل التوجيه لمن حوله من المتخلفين ، ومن
المتكاسلين ، ومن المقصرين في الصلاة وغيرها من حقوق الله وحق عباده؛ لعل
الله أن يهديهم بأسبابه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فليبلغ
الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن من تركها تهاونا وإن لم يجحد وجوبها يكفر
كفرا أكبر؛ لهذه الآيات والأحاديث التي سبق ذكرها ، ولو قال : إنه يؤمن
بوجوبها ، إذا تركها تهاونا فقد تلاعب بهذا الأمر الواجب ، وقد عصى ربه
معصية عظيمة ، فيكفر بذلك في أصح قولي العلماء؛ لعموم الأدلة ، ومنها قول
الرسول عليه الصلاة والسلام : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها
فقد كفر ما قال : من جحد وجوبها ، بل قال : من تركها فهذا يعم من جحد ومن
لم يجحد ، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر
ترك الصلاة ما قال : إذا جحد وجوبها .
فالرسول عليه الصلاة والسلام أفصح الناس ، عليه الصلاة والسلام ، فهو أفصح
الناس ، وهو أعلم الناس ، يستطيع أن يقول : إذا تركها جاحدا لها ، أو إذا
جحد وجوبها ، لا يمنعه من هذه الكلمة التي تبين الحكم لو كان الحكم كما قال
هؤلاء ، فلما أطلق عليه الصلاة والسلام كفره فقال : العهد الذي بيننا
وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر دل ذلك على أن مجرد الترك والتعمد لهذا
الواجب العظيم يكون به كافرا كفرا أكبر - نسأل الله العافية - ورِدّة عن
الإسلام ، نعوذ بالله من ذلك .
ولا يجوز للمرأة المسلمة بعد ذلك : أن تبقى معه حتى يرجع إلى الله ويتوب
إليه ، وقد قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله : ( كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير
الصلاة ) .
فذكر أنهم مجمعون على أن ترك الصلاة كفر ، ولم يقولوا : بشرط أن ينكر
وجوبها ، أو يجحد وجوبها ، أما من قال : إنها غير واجبة ، فهذا كافر عند
الجميع كفرا أكبر ، وإذا قال : إنها غير واجبة فقد كفر عند جميع أهل العلم ،
ولو صلى مع الناس ، متى جحد الوجوب كفر إجماعا ، نسأل الله العافية .
وهكذا لو جحد وجوب الزكاة ، أو وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة كفر إجماعا ، نسأل الله العافية .
وهكذا لو قال : إن الزنا حلال ، أو الخمر حلال ، أو اللواط حلال ، أو
العقوق حلال ، أو الربا حلال ، كفر بإجماع المسلمين ، نسأل الله العافية؛
لأنه استحل ما حرمه الله ، لكن إذا كان مثله يجهل ذلك وجب تعليمه ، فإن أصر
على جحد الوجوب كفر إجماعا كما تقدم .
والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .و هذه فائدة أخرى منقولة من موقع لها أون لاين عن تدريب الأطفال على الصلاة أثنا المراحل العمرية المتعددة
كيف نحبب الصلاة لأبنائنا؟
الدكتورة: أماني زكريا الرمادي
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق
بجلاله وكماله؛ حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمداً يوازي
رحمته وعفوه وكرمه ونِعَمِه العظيمة؛ حمداً على قدر حبه لعباده المؤمنين.
والصلاة والسلام على أكمل خلقه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد.
فهذا كتيب موجه إلى الآباء والأمهات، وكل من يلي أمر طفل من المسلمين، وقد
استعانت كاتبة هذه السطور في إعداده بالله العليم الحكيم، الذي يحتاج إليه
كل عليم، فما كان فيه من توفيق، فهو منه سبحانه، وما كان فيه من تقصير فمن
نفسها والشيطان.
إن أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يولدون على الفطرة، إلا أن
الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قال: " فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانه
ويُمَجِّسانه"..
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة، والمجتمع قادرين على أن
يسلبوا الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيع
أن نقول إن المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ
الوالدان الإجراءات والاحتياطيات اللازمة قبل فوات الأوان!!
وإذا أردنا أن نبدأ من البداية، فإن رأس الأمر وذروة سنام الدين، وعماده هو الصلاة؛ فبها يقام الدين، وبدونها يُهدم والعياذ بالله.
وفي هذا المقالة نرى العديد من الأسئلة، مع إجاباتها العملية؛ منعاً
للتطويل، ولتحويل عملية تدريب الطفل على الصلاة إلى متعة للوالدين والأبناء
معاً، بدلاً من أن تكون عبئا ثقيلاً، وواجباً كريهاً، وحربا مضنية.
والحق أن كاتبة هذه السطور قد عانت من هذا الأمر كثيراً مع ابنها، ولم تدرك
خطورة الأمر إلا عندما قارب على إتمام العشر سنوات الأولى من عمره؛ أي
العمر التي يجب أن يُضرب فيها على ترك الصلاة، كما جاء في الحديث الصحيح؛
فظلت تبحث هنا وتسأل هناك وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أنها لاحظت أن
الضرب والعقاب ربما يؤديان معه إلى نتيجة عكسية، فرأت أن تحاول بالترغيب
عسى الله تعالى أن يوفقها.
ولما بحثت عن كتب أو دروس مسجلة ترغِّب الأطفال، لم تجد سوى كتيب لم يروِ
ظمأها، ومطوية لم تعالج الموضوع من شتى جوانبه، فظلت تسأل الأمهات عن
تجاربهن، وتبحث في المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، حتى عثرت لدى موقع
"إسلام أون لاين" على استشارات تربوية مختلفة (في باب: معاً نربي أبناءنا)
بالإضافة إلى مقالة عنوانها: "فنون محبة الصلاة"، فأدركت أن السائلة أمٌ
حيرى مثلها، وأدركت أن تدريب الطفل في هذا الزمان يحتاج إلى فن وأسلوب
مختلف عن الزمن الماضي، وقد لاحظَت أن السائلة تتلهف لتدريب أطفالها على
الصلاة؛ إلا أن كاتبة هذه السطور تهدف إلى أكثر من ذلك ـ وهو هدف المقال
الذي بين أيدينا ـ وهو جعل الأطفال يحبون الصلاة حتى لا يستطيعون الاستغناء
عنها بمرور الوقت، وحتى لا يتركونها في فترة المراهقة ـ كما يحدث عادة ـ
فيتحقق قول الله عز جل: {إنَّ الصلاةَ تَنهَى عن الفحشاء والمنكر..}.
وجدير بالذكر أن الحذر والحرص واجبان عند تطبيق ما جاء بهذا الكتيب من
نصائح وإرشادات؛ لأن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص، كما أن لكل طفل شخصيته
وطبيعته التي تختلف عن غيره، وحتى عن إخوته الذين يعيشون معه نفس الظروف،
وينشؤون في نفس البيئة، فما يفيد مع هذا قد لا يجدي مع ذاك.
ويُترك ذلك إلى تقدير الوالدين أو أقرب الأشخاص إلى الطفل؛ فلا يجب تطبيق
النصائح كما هي، وإنما بعد التفكير في مدى جدواها للطفل، بما يتفق مع
شخصيته.
واللهَ تعالى أرجو أن ينفع بهذا المقال، وأن يتقبله خالصاًً لوجهه الكريم.
لماذا يجب علينا أن نسعى ؟
أولاً: لأنه أمرٌ من الله
تعالى، وطاعة أوامره هي خلاصة إسلامنا، ولعل هذه الخلاصة ه ي: الاستسلام
التام لأوامره، واجتناب نواهيه سبحانه؛ ألم يقُل عز وجل: {يا أيها الذين
آمنوا قُوا أنفسَكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة}؟ ثم ألَم يقل جل
شأنه: {وَأْمُر أهلَك بالصلاة واصْطَبر عليها لا نسألك رزقاً نحن
نرزقُك..}؟
ثانياً: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
أمرنا بهذا أيضاً في حديث واضح وصريح؛ يقول فيه: " مُروا أولادكم بالصلاة
لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر".
ثالثا: لتبرأ ذمم الآباء أمام الله عز وجل
ويخرجون من دائرة الإثم، فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "من كان عنده
صغير مملوك أو يتيم، أو ولد؛ فلم يأمُره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا
لم يأمر الصغير، ويُعَــزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغا؛ لأنه عصى اللهَ
ورسوله".
رابعاً: لأن الصلاة هي الصِّلة بين العبد
وربه، وإذا كنا نخاف على أولادنا بعد مماتنا من الشرور والأمراض المختلفة؛
ونسعى لتأمين حياتهم من شتى الجوانب، فكيف نأمن عليهم وهم غير موصولين
بالله عز وجل؟! بل كيف تكون راحة قلوبنا وقُرَّة عيوننا إذا رأيناهم
موصولين به تعالى، متكلين عليه، معتزين به؟!
خامساً: وإذا كنا نشفق عليهم من مصائب
الدنيا، فكيف لا نشفق عليهم من نار جهنم؟! أم كيف نتركهم ليكونوا ـ والعياذ
بالله ـ من أهل سَقَر التي لا تُبقي ولا تَذَر؟!
سادساً: لأن الصلاة نور، ولنستمع بقلوبنا
قبل آذاننا إلى قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: " وجُعلت قرة عيني في
الصلاة "، وقوله: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة "، وأنها أول ما يحاسب
عليه العبد يوم القيامة من عمله.
سابعاً: لأن أولادنا أمانة وهبنا الله تعالى إياها، وكم نتمنى جميعا أن يكونوا صالحين، وأن يوفقهم الله تعالى في حياتهم دينياً، ودنيوياً.
ثامناً: لأن أولادنا هم الرعية التي
استرعانا الله تعالى، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: " كُلُّكم راعٍ
وكلكم مسؤول عن رعيته "؛ ولأننا سوف نُسأل عنهم حين نقف بين يدي الله عز
وجل.
تاسعاً: لأن الصلاة تُخرج أولادنا إذا
شبّْوا وكبروا عن دائرة الكفار والمنافقين، كما قال صلى الله عليه وسلم: "
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر".
[/center]