خطبة عن خطر القنوات الفضائية !!!
(الخطبة الأولى)
الحمد لله الصادق في وعده، المتصرف في خلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله، هو سبحانه يعد المحسن فيوفيه وعده، ويتوعد المسيء فيوقع عليه وعيده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان رفيقًا بأمته يبحث الخير لهم ما استطاع، ويخاف عليهم من الشر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فإن التقوى هي الوصية لكل مؤمنٍ ومؤمنة، فاتقوا الله ـ أيها الناس ـ واحذروا عقابه.
أيها الناس، هذه ثلاثة أمور هي ذكرى لكل رجلٍ رضي أن يدخل القنوات الفضائية المحرمة في بيته:
الأولى: أن الله عز وجل قد أمر الناس أن يتقوا الله في أنفسهم، فأين تقوى الله في هذه المعصية حين تجول ببصرك بين أمورٍ محرمةٍ ومنكرة؟!
الثانية: أن الله أمرك بأهل بيتك وأن تقيهم من النار: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6] أي: أنقذوا أنفسكم وأهليكم من نار الله الرهيبة الموجعة، وأنقذوا معكم أهليكم الذين تزعمون أنكم تحبونهم، فكيف تحبونهم وأنتم تلقون بهم في مجالاتٍ خطرةٍ وعفنٍ ماجنٍ وصورٍ منحلةٍ؟!
ألا يخشى من رضي لأولاده وأهل بيته بمثل هذه الأمور من مغبة حديث رسول الله الذي في صحيح مسلم؟!
يقول عليه صلوات الله وسلامه: ((ما من مسلم يسترعيه الله رعيةً يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة))، ولا أدري هل من أحدٍ ينازع في أن مثل هذه الأمور من الغش للأهل والأولاد؟!
فإن أبيت إلا السير خلف هوى نفسك ومطاوعة الشيطان فأذكرك أمرًا
ثالثًا: وهو أن أمامك أمرين لا محيص لك عنهما، وهي أنك تتقلب في نعم الله صباح مساء، ألا تخاف أن يفجأك الله بعقوبةٍ من عنده؟! فتفقد بها بصرك أو سمعك أويفاجئك ملك الموت هادم اللذات وأنت على هذه المعصية فتفارق الدنيا بخاتمة سوء تبعث عليها يوم القيامة ، وما أكثر العقوبات الدنيوية، وهذه الزلازل ما بين طرفة عينٍ تنتهي بلاد كاملة، أتظن أنك في ملجأ من الله ومأمن؟! إن كفر النعم وعصيان الله في أرضه هو سبب النقم من الله تعالى.
إنك إن أبيت إلا الإصرار على الذنب فإن أمامك أمرًا آخر لن تنجو منه وهو المبيت في حجرةٍ مظلمةٍ يملأ التراب فاك وينخر الدود عظامك، ثم تقف حافيًا عاريًا أمام الله يوم القيامة، ويزيد من ألمك وحسرتك أن أهلك وذويك سيتعلقون بك في ذلك اليوم يريدون حقوقهم، كيف خدعتهم وغششتهم؟! سيتعلق بك زوجك وابنك وبنتك وأخوك،
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281]، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور:24]. فإلى كل شخص وضع هذا الجهاز في بيته أقول: ستقف والله بين يدي الله يوم القيامة وسيسألك، فماذا ستجيب أمام علام الغيوب؟!
أيها الناس، إن من يعلم بضرر هذه القنوات الفضائية وقبيح عاقبتها ثم لا يستجيب لنداءٍ ولا يرعوي لموعظةٍ فلا عليه إذًا أن يجد على رقبة ابنه ناقوسًا أو صليبًا، ولا عليه أن يرى أبناءه يترنحون من أثر المسكرات والمخدرات، ولا عليه أن يرى بنته ومحرمه تصادق فلانًا وتخرج وتدخل بلا حياءٍ ولا غيرةٍ، ولا عليه أن يسمع عن علاقاتٍ محرمةٍ بين نساءٍ متزوجات مع أخدانٍ وأصحاب.
إن ما يبصره المرء عبر هذه القنوات لا بد أن يتأثر به وإن طال الزمن، ولكن الشيطان يعمي ويصم. إن المرء قد يمضي سنواتٍ طويلةً في إصلاح أهله وأولاده ثم يفسدهم في لحظاتٍ إذا سمح لهم بمثل هذه الأمور.
أقول ماتسمعون وأستغفرالله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فأستغروه إنه هوالغفورالرحيم
(الخطبة الثانية)
الحمدلله حمد الشاكرين حمدآ يليق بجلاله وعظمته رب العالمين، وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى أصحابه أجمعين.
عباد الله هذه قصة شاب كان غارقآ في مشاهدة القنوات المحرمة والمناظرالخليعة وذات ليلة أتى في ساعة مبكرة إلى البيت وعنده شوق لمشاهدة أكبرقدر من هذه المحرمات فأغلق باب الغرفة ونظريمنة ويسرة وضمن أن لايدخل عليه أحد ونسي مراقبة علام الغيوب وهومنهمكآ في المشاهدة المحرمة وغارقآ في وحل الرذيلة وإذا فاجأه مالم يتوقع أتدرون من هو إنه ملك الموت هادم اللذات والله ماأستطاع أن يغير القناة أويقفل الجهاز بل أتت الأوامر من خالق السماوات والأرض جل في علاه أن ياملك الموت إنزل وأقبض روح فلان فسقط الشاب ملقى على الارض وقد فارق الحياة وختمت صحيفته بهذه الخاتمة السيئة والمخزية
وجهازالتلفاز يدور وإنها والله الفضيحة والعار
فطرق الباب الأهل ليقدموا له وجبة العشاء فلم يجبهم أحد فأخبروا الأب وحضرإليه فطرق الباب ولم يجب أحد فأضطر إلى كسرالباب ووجد إبنه في منظر كاد الأب منه أن يطير جنونه ويتفطرقلبه حزنآ وألمآ على نهاية إبنه المخزية وهو يشاهد إبنه قد فارق الحياة وهو على هذه المحرمات وممسكآ بجهازالتحكم في يده قابضآ عليه فماذا يفعل ؟
أخذ يفكر كيف يفعل هل يخبرأهله وذويه وهوبهذه الحالة فأتصل على أحد مغسلي الأموات في الساعة الثالثة صباحآ ويقول الشيخ حظرت إلى المنزل ولم أجد أحدآ أوأناسآ كالعادة في هذه الحالة وأتصلت على الأب ودخلت عنده في المنزل فسألته عن الميت ولماذا لايوجد احد عندكم فأنفجر الأب بالبكاء وقال أستر علينا ياشيخ إن إبني في هذه الغرفة ميتآ في حالة سيئة فطلب الشيخ من الأب أن يرى هذا الإبن الذي بداخل هذه الغرفة
فدخل الشيخ على هذا الإبن فوجده في حالة مخزية وقد فارق الحياة ممسكآ بجهازالتحكم في يده وقابضآ عليه والقنوات المحرمة تدور
فيقول الشيخ والله حاولنا أن نخرج هذا الجهازمن يده بكل السبل ماأستطعنا فقد غسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه في قبره وهوممسكآ بهذا الجهازالمحرم الذي كانت نهايته عليه. وسيبعث يوم القيامة على هذه الحالة
فهل يتمنى أحدنا أن يختم له أولإبنه أوبنته أوزوجته بهذه الخاتمة ؟؟؟؟؟ ألا فلنتق الله عزوجل في أنفسنا وأهلنا وأولادنا وبناتنا ومن نعول ونبعدهم عن هذا الشرالعظيم الذي سيظهر ضرره عاجلآ أم آجلآ.
قال تعالى(وأتقوا يومآ ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون)
وقال تعالى(ياأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارآ وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون)
ألا وصلوا وسلموا عبادالله على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كما أمركم الله بذلك في قوله تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)