يحكى في القديم أن هناك رجلا فقير الحال ، يشتغل حطابا و في كل يوم يجمع حطبه من الغابة و يضعه على ظهره ليبيعه في السوق.
كان الحطاب يتعب من أجل لقمة عيشه . و يبيع الحطب، ثم يتجه إلى المخبزة القريبة ليشترى رغيفا و حليبا لابنه الوحيد و زوجته ، و يعود
لبيته بعد كد عمل يوم مضن، فيجد زوجته في انتظاره مبتسمة الوجه، رغم
الخصاصة ، هي سعيدة بعودة بعلها من مشقة عمل اليوم من أجل القمة
الحلال.....
وفي يوم من الأيام قرر ملك تلك البلاد القيام بجولة في الغابة ، فلاحظ أن الكثير من الأشجار اقتلعت فغضب و قرر غلق الغابة و منع
كل من يقتلع الأشجار و جمع الحطب لبيعه ...
سمع الحطاب الخبر المفجع ، فاحتار في أمره و قال في نفسه : كيف سأوفر قوتي و قوت زوجتي و ابني ؟
أخبر زوجته و قال لها: إنّها مُصيبة ! فمن أينَ لي أن أطعمكم ، حالتي أصبحت
أسوأ و قد يعاقبني الملك و يقطع رأسي ، ان خالفت أوامره!..
ردت عليه قائلة : لا تجزع يا رجل ، الله هو خالقنا ، فاصبر فقد يهدي الله، ملكنا ؟
قال : استغفر الله [size=12]، سأصبر على نصيبي .
ذهب الحطاب إلى فراشه ونام ، و في منامه رأى أن الملك يجره ليقطع له رأسه و كان يقول له :
أيها الحطاب قطعت الحطب و الآن سأقطع رقبتك !!
كان الحلم مزعجا للغاية ... استيقظ مذعورا، يرتعد من الخوف، فقالت له زوجته: ما بك يا زوجي ؟
لا تقنط من رحمة الله و اصبر على نصيبك،انه مجرد كابوس ، لا تخف ، لا تخف ، خذ هذا الكوب من الماء و اشربه و احمد الله على ما نحن
فيه، فستفرج إن شاء الله .... فلا تقلق يا زوجي العزيز ؟
بعد أشهر قرر الملك القيام بجولة ليتفقد معيشة الناس ، و بما أن الحطاب توقف عن عمله بسبب قرار الملك و بقي في بيته عاطلا
عن العمل ، ينتظر الفرج ، و في كل ليلة يضع قدرا على نار بها ماء...
و في الماء حجرا ليصبر ابنه موهما إياه بإحضار الطعام - و تشعل زوجته حطبا و تضع القدر فيه الماء يغلي فيطول انتظار ابنها
إلى أن يغلبه النعاس و هو يبكي ، فينام المسكين جائعا...
ذات يوم سمعت زوجة الحطاب ، قرعا على باب بيتها، فخرجت لتفتح الباب، فإذا بالملك و حاشيته و جنده !
-ابتسمت لهم وقالت من أنتم يا سادة ؟
- نزل الملك من على ظهر حصانه الأبيض و قال لها : أنا ملك البلاد جئت أتفقد أحوالكم ؟
[/size]