لاتحزن قلبك سعيد
لاتحزن قلبك سعيد
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، و إشهد ان لا إله الله وحده لا شريك له ولا إشباه ، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شي قدير ، و اشهد ان سيدنا و نبينا محمدا عبده رسوله النبي الصابر الأواه ، خير من ابتلي فصبر ، و بكل خير أمر _ صل الله عليه و سلم_.
_ وبعد .... الكلمات الموجزة ، لدفع الحزن و الهم و الغم عن النفس ، و جعل الانسان يحيي سعيدا مطمئنا ، فالحزن _ لا سيما المقترن بالغم_ خطير على النفس يصيبها بالشلل ، و يقعدها عن عملها ، و يوقف انطلاقها ... وقد قيل : " غم ساعة هرم سنة " فأقول و بالله التوفيق :
_خذ الأمور ببساطة ، و اهجر الترف و التكلف ولا تثقل عيشك و تكدر حياتك بسراب خادع ، وسفاسف لا نفع فيها ، فقد فاز المخفون ، وربح الزاهدون ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
_لا تعقد الأمور ، ولا تعط القضايا أكبر من حجمها ، ولا تكن من ضحايا " نظرية المؤامرة " فتشك في كل شي بل أحسن الظن و لا تصدر الأحكام إلا بدليل بين ، و برهان ساطع ، و كن صريحا منصفا حتى مع خصومك.
_فوض الأمر إلى الله ، و اخرج من هم المصيبة و أفوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد
_الهم و الغم مصيبة أخرى كبيرة ، و آثارهم سيئة فلا تجعل المصيبة مصيبتين. و الحزن لن تأتي بشي ، و لن يصلح شي ، فدعه ولا تحزن
_تأقلم مع المصيبة و تكييف معها ، و تطور لتحمل أوجاعها ، و اعتبرها أمرا عاديا تعودت عليه ، وعندها تكون المصيبة هي التي تياس منك و ترى ان جراثيمها لم تعد تؤثر فيك
البس لكل حال لبسها سواء عليك نعيمها أو بوسها
_قيل لإبراهيم بن أدهم : ما أزهدك ؟ قال : انتم أزهد مني ، فأنا أزهد في الدنيا وأنتم في الآخرة
_مصيبة الدنيا تنقص كل يوم لأن الدنيا تنقص كل يوم و كل وقت فأين من مات ؟ و أين مصايبهم ؟ و أين أبناءهم و أحفادهم ؟ وأين أفراحهم و أحزانهم
- تذكر دائما ان الله موجود ، و هو سبحانه أقرب ?ليك من حبل الوريد و انه عليم بحالك ، وهو القادر على كل شي ؛ فلا تنس التضرع بين يديه و كثرة الاستعفار و الذكر و الصلاة على الحبيب ، و أعلم ان الفرج مع الصبر
_قيل لرجل صالح في زماننا هذا : لعلك حزين بسبب أولاد المعاقين قال أتمني ألف معاق مثهلم هولاء أجر و ثواب لي
_إذا همك أمر ، أو فاتك خير ، فلا تحزن ! و تذكر انك ما خلقت لذلك الشي ! و ان ذلك فقط لك ، فافعل ما خلقت له ودع الأمر لله إلا إلى الله تصير الأمور
_أصبر قليلا فبعد العسر تيسير و كل أمر له و قت و تدبير
_لا تشغلك مصيبتك عن الآخرة ، ولا تجعل الدنيا أكبر همك ، ولا مبلغ علمك
_ربما رأيت الناس أسعد منك ، ولم يفتهم ما فاتك ! و ما إدراك لعل خسارتهم أكبر ، و مصيبتهم أشد ! و خسارة الآخرة أكبر خسارة.
_وأعلم ان النجاح الحق ليس كما يتصوره كثير من الناس ، فخير البشر من الأنبياء و الأولياء ، ولم يكن معهم مال ولا متاع ، ولا منصب ولا كراسي و كانوا أكثر الناس نجاحا ، وهم الفائرون السعداء في الدنيا و الآخرة. و بعض الذين يدعون النجاح لا يعرفون طعم السعادة ولا يمشون رائحة الراحة
_قيل لاحد الأئمة : متى يعرف الانسان الراحة قال : عتدما يضع أحدى قدميه في الجنة