حق الجار على الجار
حق الجار على الجار 1 ـ اختيار الجار الصالح: فينبغي للإنسان قبل السكن في مكان ما أن يختار المكان الذي يكون فيه جيران صالحون، فإن الجار قد يطلع على أسرار البيت. وقد يحتاج الإنسان إلى جاره، فإذا كان صالحا نفعه وخفف عنه . وإن كان غير ذلك سبب لجاره العنت ، وقد يكون سببا في شقائه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنئ . وأربع من الشقاء : المرأة السوء ، والجار السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق ".............2 ـ أن يحب لجاره مايحب لنفسه : وهذا من حق المسلم على أخيه المسلم، وهو من مكملات الإيمان، لكن الجار أولى بهذا الحق من غيره، قال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده. لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره مايحب لنفسه " فيجب على المسلم أن يحب لجاره كل خير يحبه لنفسه ، ويكره له مايكره لنفسه من اشر والضرر والأذى ...............3 ـ عدم إذائه بأي شئ من قول أوعمل :فإن أذية الجار محرمة، وقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر إيذاء الجار ، فقال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " فيجب على الإنسان أن يكف أذاه عن جاره ، سواء كان بالقول ، أوبالفعل ، أو بالإشارة ، فأذية الجار محرمة على كل حال .............4 ـ الإحسان إليه دائما: وبكل صورة ممكنة، كما قال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت "5 ـ تحمل أذى الجار والصبر عليه : وكما قيل: ليس حسن الجوار بكف الأذى عن الجار، ولكن بتحمل أذاه ، فينبغي للمسلم أن يصبر على أذى جاره، وأن يتحمله، وأن يقابله بالإحسان فإنه بهذا يغلق الباب أمام نزغ الشيطان.6 ـ مواساته بالطعام ولاسيما إذا كان فقيرا: فليس من حسن الجوار أن يشبع الإنسان وجاره جائع ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه" ، وكثير من الناس لا يعبأ بجيرانه ، فيأتي إلى بيته بالأطايب ، ولا يفكر في جيرانه الفقراء . وهذا لا ينبغي. بل إذا صنع الإنسان طعاما فينبغي له أن يعطي جاره منه. وذلك توددا إليه ، وتطييبا لنفسه ، وتدعيما للمودة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها ، ثم ليناول جاره منها " ولا يحتقر أن يرسل لجاره شيئا بسيطا ، أويستقـله ، أو يستحي منه لأنه شئ متواضع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولوفر سن شاة " فينبغي لكل مسلم أن يتنبه إلى هذا الأدب الرفيع ، وألا يهمله ، فإن له أثرا عظيما على الجار ، وهو دليل على اتصاف المجتمع المسلم بالتراحم ، والتعاطف ، والتكافل بين إفراده . اما أن يشتري الطعام ويترك أولاده يخرجون بالحلوى والفاكهة أمام أبناء جاره الفقير ، يغيظونهم بذلك ، ولا يعطيه ، فهذا إساءة إلى الجار وكسر لخاطره ، ومخالفة لأمره صلى الله عليه وسلم ............7 ـ مواساته بالمال إذا كان محتاجا: فينبغي له أن يتفقد حال جاره إذا كان محتاجا ، فيعطيه من المال حتى ممن غير أن يطلب ، فذلك من حق المسلم على اخيه ، وحق الجار أعظم .............8 ـ مشاركته الفرح والحزن: فإذا كان عند جاره مناسبة سارة فينبغي له أن يذهب إليه ، وأن يشاركه ويقاسمه فرحه ، مالم يكن فيه معصية وإذا ألمت به نازلة فينبغي له أن يحضره ، وأن يقاسمه حزنه . ويواسيه بالكلمة الصالحة ، ويشد من أزره . وكل هذا من حق المسلم أصلا على أخيه المسلم، والجار أولى بهذه الحقوق من غيره.9 ـ أن يعرض عليه البيت إذا أراد التحول عنه : فإذا أراد أن ينتقل من داره فليعرضها على جاره قبل غيره ، فقد يرغب في شرائها ، وكذلك أي أرض أو عقار ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من كانت له أرض فأراد بيعها فليعرضها على جاره ، وهذا أطيب لخاطره ولقلبه " وإذا فرط الناس في هذا الأمر فإنهم يفتحون بابا للمشاحنات والمنازعات والعداوات، فالله المستعان............10 ـ ألا يمنع جاره من غرس خشبة في جداره : إذا احتاج الجار إلى ذلك ، فينبغي أن يسمح له بغرس هذه الخشبة ، ولا يمنعه من الانتفاع بها فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا يمنع جار جاره أن يغرس خشبة في جداره " [ البخاري (2463) ومسلم (1609) عن أبي هريرة ] ثم قال أبو هريرة : ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله! لأرمين بها بين أكتافكم أي لأصرحن ولأحدثن بها بينكم مهما ساءكم ذلك وأوجعكم . 11 : تعظيم حرمة الجار وعدم خيانته : لا بإفشاء سره، ولا بهتك عرضه، ولا بالفجور بأهله، فإنه من أقبح الكبائر، وقد قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قيل ثم أي ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قيل ثم أي قال : " أن تزني حليلة جارك " [البخاري (6001) ومسلم(86) عن ابن مسعود ] . بل ينبغي أن يحفظه في نفسه وعرضه وماله ، حتى يأمنه جاره ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :" والله لا يؤمن – ثلاثا – الذي لا يأمن جاره بوائقه أي غدره وخيانته "12 : يؤدي إليه حقوق المسلم على أخيه المسلم : فإن الجار أولى وأحق بها ، فيحسن إليه من كل وجه ، يعوده إذا مرض ، ويشمته إذا عطس ، وينصحه بما هو خيرا له ، ويلبي دعوته ، ويتفقد أهله وأولاده في حال غيابه أو سفره ، وبعد مماته ويتبع جنازته إذا مات ، ويدعو له ، ويأخذ بيده إلى الخير ، . 13 : النصح له وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر : فقد يرى الجار من جاره منكرا ، أو يراه تاركا لعمل من إعمال البر ، أو نحو ذلك ، فيجب عليه أن ينصحه ، وأن يأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ، فإن حقه من ذلك أوكد من حق غيره . وكثير من الناس يرى جاره على معصية ومنكر فلا ينهاه، ولا يأمره بالمعروف. وهذا خيانة للجار وتفريط في حقه . فهذا ما يسر الله به من آداب الجوار، وعدتها ثلاثة عشر أدبا، والحمد لله رب العلمين منقول للأمانة فجزي الله خيرا صاحب الموضوع الأصلي