| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته | |
|
|
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #1موضوع: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:28 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته فهرس الموضوع
•«ღ| 1 |ღ»• المقدمـة
•«ღ| 2 |ღ»• كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته
•«ღ| 3 |ღ»• آداب السفر ( 1 -3 )
•«ღ| 4 |ღ»• آداب السفر ( 2 - 3 )
•«ღ| 5 |ღ»• آداب السفر ( 3-3 )
•«ღ| 6 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 1-6 )
•«ღ| 7 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 2-6 )
•«ღ| 8 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 3-6 )
•«ღ| 9 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 4-6 )
•«ღ| 10 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 5-6 )
•«ღ| 11 |ღ»• آداب تلاوة القرآن الكريم ( 6-6 )
•«ღ| 12 |ღ»• آداب طالب العلم ( 1-5 )
•«ღ| 13 |ღ»• آداب طالب العلم ( 2-5 )
•«ღ| 14 |ღ»• آداب طالب العلم ( 3-5 )
•«ღ| 15 |ღ»• آداب طالب العلم ( 4-5 )
•«ღ| 16 |ღ»• آداب طالب العلم ( 5-5 )
•«ღ| 17 |ღ»• آداب السلام ( 1-3 )
•«ღ| 18 |ღ»• آداب السلام ( 2-3 )
•«ღ| 19 |ღ»• آداب السلام ( 3-3 )
•«ღ| 20 |ღ»• آداب العطاس ( 1-2 )
•«ღ| 21 |ღ»• آداب العطاس ( 2-2 )
•«ღ| 22 |ღ»• آداب التثائب
•«ღ| 23 |ღ»• آداب الدعاء ( 1 )
•«ღ| 24 |ღ»• آداب الدعاء ( 2 )
شبكة السنة النبوية وعلومها
♡♥♡ ♡♥♡♡♥♡ ♡♥♡♡♥♡♡♥♡ اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرت شريعتك..فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها...وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك .إنك نعم المولى ونعم النصير اللهم آمـــــيــــــــــن ♡♥♡♡♥♡♡♥♡♡♥♡♡♥♡♡♥♡
|
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #2موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:34 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 1 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
المقدمـــــــة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فإن من نعمة الله علينا أن أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وأرسل إلينا رسولاً رحيماً بأمته، فما من خير إلا ودلنا عليه، وما من شر إلا وحذرنا منه صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين، ولقد كان من جملة الخير الذي دلنا عليه، والشر الذي حذرنا منه، آداب شملت كثيراً من أمور الدين والدنيا، فالعبادات لها آداب، والمسجد له آداب، وطلب العلم له آداب، ومخالطة الناس والأهل والأولاد لها آداب.....إلخ.
والآداب منها ما هو مستحب أو واجب، ومنها ما هو مباح، وسوف يتضح بيانها عند قراءتها.
ومما ينبغي ذكره أن التصنيف في علم الأدب الشرعي قديم ، وأن أهل العلم من السلف والخلف لم يتركوا هذا الباب دون عناية ، والمحدثون قد تفطنوا لذلك فأفردوا له في تصانيفهم مجالاً يفي بالحاجة ، فها هو الإمام البخاري يجمع من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة صالحة من الأحاديث أسماها (كتاب الأدب) من كتابه (الجامع الصحيح) جمع فيه ما صحّ على شرطه منها في فضل بر الوالدين وصلة الرحم، وطيب الكلام، والحب في الله، وذم النميمة، وستر الفواحش، ومداراة الناس، إلى غير ذلك من الأبواب، وقد بلغت أحاديث الآداب عند البخاري مئتين وخمسين حديثا ، وازدادت عنايته بهذا الشأن فصنف في الآداب الشرعية كتابا خاصا سماه (الأدب المفرد) وكصنيع البخاري صنع الحافظ مسلم بن الحجاج، فأفرد في (جامعه الصحيح) كتابا للآداب الشرعية حذا فيه حذو شيخه البخاري جمع فيه أشياء حسنة نافعة في تهذيب النفوس، وقد بلغت أحاديث الآداب عند مسلم تسعين حديثا ، ولا يخفى أن هذا العدّّّّّ لايشمل أحاديث الآداب الكثيرة المنثورة في أبواب هذه المصنفات .
وهذا ليس خاصا بالشيخين بل هو منهج كل من صنّف في الحديث كأصحاب السنن والمصنفات ، أما أصحاب المسانبد والمعاجم فذكروا أحاديث الآداب ضمن غيرها لضرورة منهج التصنيف . وقد برع الحافظ أبو داود السجستاني في جمع شمل أحاديث الآداب ، فحشد في سننه قدرا كبيرا منها أربى على خمس مئة حديث جمع فيها قدرا كبيرا من أصول الآداب الشرعية، وقل مثل هذا القول في صنيع ابن حبان في صحيحه حيث نجد ما يزيد على ست مئة وسبعين حديثا نبويا شريفا في مختلف أبواب الآداب الشرعية الفردية منها والاجتماعية. وقد ألفت في الآداب خاصة الرسائل والكتب الكثيرة، سبقت الإشارة إلى كتاب (الأدب المفرد) للبخاري ، ومنها كتاب (الشمائل المحمدية) للترمذي ، وللحافظ ابن أبي الدنيا (ت281هـ) تصانيف كثيرة جداً في الأخلاق والآداب ، وقد جُمعت في مجلدات ، وفيها مخبآت وعجائب كما قال الذهبي في السير .
ومن أشهرمصنفات المتأخرين في هذا الباب زاد المعاد لابن قيم الجوزية، وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح، وكتاب غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني، وغيرها من المصنفات ، ولابن حزم رسالة نفيسة أسماها (مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق) ولم أرد من ذلك الحصر إذ أنه غير ممكن ، بل المقصود التمثيل .
ولقد أحببت أن ألخص كلامهم، وأعرض تلك الآداب بأسلوب يقرب من الفهم، متحاشياً التطويل إلا إذا اقتضى المقام ذلك، وأذكر مع كل أدب دليله من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة ما أمكن ذلك مع تخريج الأحاديث على سبيل الاختصارمالم تدعو الحاجة إلى الإطالة .
والأدب استعمال ما يُحمد قَولا وفعلا ، وعبَّر بعضهم عنه بِأنه الأخذ بِمكَارم الأخلاق ، وقيل: الوقوف مع المستحسنَات ، وقيل: هو تعظيم من فَوقك والرِّفق بِمن دونك ، وعرّف بعضهم الأدب بأنه اجتماع خصال الخير في العبد . قالوا ومنه المأدبة وهي الطعام الذي يجتمع عليه الناس. وقيل: إِنه مأخوذ من المأدبة لأن الأدب يدعى إِلَيه والمأدبة هي الدعوة إِلى الطعام .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
✿ !♥! ❀ اللهُم إجعل التسامح غذاء قلوبنا والمحبة علاج نفوسنا والتقوى ركيزة أعمالنا ✿ !♥! ❀ |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #3موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:36 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 2 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
كلام بعض أهل العلم في تعريف الأدب وضرورته
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: قد أكثر الناس القول في الأدب ونحن نقول : إنه معرفة النفس ورعوناتها وتجنب تلك الرعونات ، وقال أيضا : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم.
وسئل الحسن البصري رحمه الله عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا ، والمعرفة بما لله عليك .
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله : من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن ، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة .
وقيل : الأدب في العمل علامة قبول العمل ، وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل ولهذا كان الأدب : استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل ، فإن الله سبحانه هيأ الإنسان لقبول الكمال بما أعطاه من الأهلية والاستعداد التي جعلها فيه كامنة كالنار في الزناد ، فألهمه ومكّنه وعرّفه وأرشده وأرسل إليه رسله وأنزل إليه كتبه ؛ لاستخراج تلك القوة التي أهّله بها لكماله إلى الفعل قال الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) [ الشمس : 7 -10 ] فعبرعن خلق النفس ، بالتسوية الدالة على الاعتدال والتمام ، ثم أخبر عن قبولها للفجور والتقوى وأن ذلك نالها منه امتحانا واختبارا ، ثم خص بالفلاح من زكّاها فنمّاها وعلاها ورفعها بآدابه التي أدب بها رسله وأنبياءه وأولياءه وهي التقوى، ثم حكم بالشقاء على من دسّاها فأخفاها وحقّرها وصغّرها وقمعها بالفجور. والله سبحانه وتعالى أعلم .
هذه الأقوال بعض ما جادت به يراع العلامة ابن القيم في كلامه عن منزلة الأدب في كتابه النفيس(مدارج السالكين)وأختم نقلي عنه بما ختم به هذه المنزلة ملخصا الكلام عنها فقال والمقصود: أن الأدب مع الله تبارك وتعالى :هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا ، ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء :معرفته بأسمائه وصفاته ،ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا والله المستعان .
وأما الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم : فالقرآن مملوء به فرأس الأدب معه : كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا ، أو يحمله شبهة أو شكا ، أو يقدم عليه آراء الرجال ، فيوحّده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما وحّد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل ، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول ، فلا يحاكم إلى غيره ، ولا يرضى بحكم غيره ، ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه .
ومن الأدب معه : أن لا ترفع الأصوات فوق صوته ؛ فإنه سبب لحبوط الأعمال ، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به ، أترى ذلك موجبا لقبول الأعمال ، ورفع الصوت فوق صوته موجبا لحبوطها .
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم : أنهم إذا كانوا معه على أمر جامع من خطبة أو جهاد أو رباط لم يذهب أحد منهم مذهبا في حاجته حتى يستأذنه، كما قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) [ النور: 62 ] فإذا كان هذا مذهبا مقيدا بحاجة عارضة لم يوسع لهم فيه إلا بإذنه ، فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين : أصوله وفروعه دقيقه وجلبله هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذانه ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [ النحل: 43 ] [ الأنبياء: 7 ]
ومن الأدب معه : أن لا يستشكل قوله ، بل تستشكل الآراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس ، بل تهدر الأقيسة وتلغى لنصوصه ، ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولا ، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد ، فكل هذا من قلة الأدب معه ، وهو عين الجرأة .
وأما الأدب مع الخلق : فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم ، فلكل مرتبة أدب ، والمراتب فيها أدب خاص ، فمع الوالدين : أدب خاص وللأب منهما : أدب هو أخص به ، ومع العالم : أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به ، وله مع الأقران أدب يليق بهم ، ومع الأجانب أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه ، ومع الضيف أدب غير أدبه مع أهل بيته ، ولكل حال أدب : فللأكل آداب ، وللشرب آداب ، وللركوب والدخول والخروج والسفر والإقامة والنوم آداب وللبول آداب ، وللكلام آداب وللسكوت والاستماع آداب ، وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره ، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب . ـ ثم ذكر أمثلة على ذلك ـ
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖ ربي أينما كان الهدى أجعله طريقنا واينما كان الرضا أجعله رفيقنا يا الله |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #4موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:36 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 3 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب السفر ( 1-3)
للسفر آداب عديدة منها ما يكون قبله أو أثناءه أو قبيل الوصول أو بعد الوصول والعودة ومنها :
أولا: الاستخارة
فيشرع لمن يريد سفرا أو غيره مما له بال أن يصلي ركعتين ويدعو بدعاء الاستخارة الوارد في حديث جابر رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الْأُمُورِ كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ من الْقُرْآنِ يقول: ( إذا هَمَّ أحدكم بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ من غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهم إني أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللهم إن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أو قال عَاجِلِ أَمْرِي وآجله فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فيه وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أو قال في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عنه وَاقْدُرْ لي الْخَيْرَ حَيْثُ كان ثُمَّ أَرْضِنِي به ) قال ( وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) رواه البخاري ( 1109) قال ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى: " هو عام أريد به الخصوص فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه " قال الحافظ ابن حجر معلقا " قلت: وتدخل الاستخارة فيما عدا ذلك في الواجب والمستحب المخير وفيما كان زمنه موسعا ويتناول العمومُ العظيمَ من الأمور والحقير فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم " ا.هـ فتح الباري 11/ 184 قال العيني رحمه الله تعالى: " فيه استحباب صلاة الاستخارة والدعاء المأثور بعدها في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا حاجة للاستخارة فيها نعم قد يستخار في الإتيان بالعبادة في وقت مخصوص كالحج مثلا في هذه السنة لاحتمال عدوٍّ أو فتنة أو حصر عن الحج وكذلك يحسن أن يستخار في النهي عن المنكر كشخص متمرد عاتٍ يخشى بنهيه حصول ضرر عظيم عام أو خاص " اهـ عمدة القاري 7/224 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: " فعوض رسول الله أمته بهذا الدعاء عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام الذي نظيره هذه القرعة التي كان يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب ... والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده وهي من لوازم الرضى به ربا الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته " اهـ زاد المعاد 2/443-445
ثانيا: التوبة
وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة إقامة وسفرا قال تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31) ، من عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي ويخرج من مظالم الخلق ويقضي ما أمكنه من ديونهم.
ثالثا: قضاء الدين
فجملة من الناس في هذا الزمان يستدين ويثقل كاهله بأموال كثيرة ليسافر ويتنزه بينما الواجب أداء الدين وإبراء الذمة منه لا زيادته فشأن الدين والتهاون بأدائه عظيم فالذي ينبغي على المسلم أن لا يستدين إلا لأمر يستدعي ذلك أما النزهة والسياحة فليست ضرورية ليستدان لأجلها فتجد الرجل يستدين مالا كثيرا للفسحة والنزهة ويمكث سنوات طوال يضيق على نفسه وعلى أهله النفقة بسبب ذلك فالعاقل لا يأخذ أموال الناس إلا عند الحاجة إليها يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( مَن مات وعليه دين فليس ثمَّ دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات ) رواه الحاكم 2/ 32 وصححه، وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلا الدَّيْنَ ) رواه مسلم (1886) قال النووي رحمه الله تعالى: " ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين وإنما يكفر حقوق الله تعالى " اهـ شرح صحيح مسلم 13/29 والديباج على مسلم 4/477 تنوير الحوالك 1/307 وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: " وفيه دليل على أن أعمال البر المتقبلات لا يكفر من الذنوب إلا ما بين العبد وبين ربه فأما تبعات بني آدم فلا بد فيها من القصاص " اهـ التمهيد وعن ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَن فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وهو برئ من ثَلاَثٍ دخل الْجَنَّةَ الْكِبْرِ وَالدَّيْنِ وَالْغُلُولِ ) رواه أحمد (22423) والنسائي في الكبرى (8764) والحاكم 2/34 وصححه . 23/232 ومن ذلك أيضاً أن يرد الودائع ثم يستحل ممن كان بينه وبينه مماطلة في شيء أو مصاحبة. وإذا لم يتمكن من قضاء دينه فينبغي أن يوكل من يقضيه .
رابعا : أن يترك المسافر نفقة لأهله
فنفقة الزوجة والأولاد واجبة على الزوج بلا نزاع فلا يحل له التفريط فيها وإنك لتعجب من بعض المسافرين الذين لا همَّ لهم سوى أنفسهم فتجد أحدهم يسافر للنزهة ناسيا بل متناسيا تلك الأمانة التي تحملها وهي حقوق زوجته وأولاده عليه فلا يترك لهم النفقة الكافية مدة سفره بل يتركهم عالة يسألون الناس بل إن بعضهم يبيع ذهب زوجته ظلما وعدوانا كي يسافر هو وزملاؤه عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ من يَقُوتُ ) رواه أحمد (6495) وأبو داود ( 1692) والنسائي في الكبرى (9177) وصححه ابن حبان (4240) والحاكم 1/575.
خامسا : أن لا يسافر المرء وحده لحديث عبد الله بن عمر رضي عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) رواه البخاري(2998). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب )رواه مالك (1764) وأحمد (6748) وأبو داود (2607) والترمذي (1674) وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي في الكبرى( 8849) والحاكم 2/212 ولفظه: أن رجلا قدم من سفر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن صحبت )؟ فقال: ما صحبت أحدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب ). ومن سافر وحده خاصة للبلاد التي تنتشر فيها المحرمات فإنه عرضة للوقوع فيها لذا لابد من اختيار الصحبة الصالحة ، ويستحب له أن يطلب صاحباً موافقا راغبا بالخير عارفاً بالشر، يذكره إن نسي ، ويعينه ـ إن ذكرـ على الطاعة ويبعده عن مواطن الشبهات والشهوات.
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم اجعلنا من المحافظين على الصلاة في أوقاتها و ارزقنا الخشوع فيها وأدائها على الوجه الذي يرضيك |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #5موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:37 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 4 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب السفر ( 2-3 )
سادسا: توديع الأهل وخاصة الوالدين:
فعلى كل مَن يريد السفر أن يستأذن والديه قبل سفره، فإن أَذِنا سافر، وإلا ترك السفر، وبعض الشباب -هداهم الله تعالى- آخر من يخبر بسفره والديه، بل أحيانا لا يخبرهم إلا بعد وصوله مكان سفره بأيام، بينما تجده قد أخبر زملاءه وأصدقاءه قبل سفره بأيام، ويسألهم: ألكم حاجة في تلك البلدة؟ بينما والداه آخر من يعلم بذلك, وهذا نوع من العقوق المذموم. عن مُعَاوِيَةَ بن جَاهِمَةَ أن جاهمة -رضي الله عنه- جاء إلى رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ، فقال: ( هل لك من أُمٍّ ) ؟ قال: نعم. فقال: ( إلْزَمْهَا فإن الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا )، ثُمَّ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ في مَقَاعِدَ شَتَّى، كَمِثْلِ هذا الْقَوْلِ. رواه أحمد (15577)، والنسائي (3104)، وصححه الحاكم 4/167 وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو -رضي الله عنهما- قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يُبَايِعُهُ قال: جِئْتُ لأُبَايِعَكَ على الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أبواي يَبْكِيَانِ. قال: (فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فأضحكهما كما أَبْكَيْتَهُمَا )، رواه أحمد (6490)، وأبو داود(2528)، والنسائي (4163)، وصححه ابن حبان ( 419)، والحاكم 4/168. وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إلى رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من الْيَمَنِ فقال: ( هل لك أَحَدٌ بِالْيَمَنِ ؟) قال: أَبَوَايَ قال ( أَذِنَا لك )؟قال: لَا. قال: ( ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا فَإِنْ أَذِنَا لك فَجَاهِدْ وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا ) رواه أبو داود (2530)، وصححه ابن حبان (422)، والحاكم 2/114، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: " قال جمهور العلماء: يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين، لأن برهما فرض عين عليه، والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا إذن " اهـ. فتح الباري 6/140. فإذا كان الإذن واجبا في الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام فكيف بسفر نزهة وسياحة!. أمَّا كيفية التوديع فقد قال قَزَعَةُ: قال لي ابن عُمَرَ: هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كما وَدَّعَنِي رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ) رواه أحمد (4781)، وأبو داود (2600)، والنسائي في الكبرى(10360)، وللحديث طرق أخرى.
سابعا: أن يقول دعاء السفر: وهو الوارد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اسْتَوَى على بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قال: (سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ ما تَرْضَى، اللهم هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهم أنت الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الْأَهْلِ، اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمَالِ وَالْأَهْلِ )، وإذا رَجَعَ قَالَهُنَّ وزاد فِيهِنَّ ( آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) رواه مسلم ( 1342).
ثامنا: أن يخرج يوم الخميس:
لحديث كَعْبِ بن مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ يوم الْخَمِيسِ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وكان يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يوم الْخَمِيسِ. رواه البخاري(2790)، وعند أبي داود(2605) : ( قلّما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج في سفر إلا في يوم الخميس) .
تاسعاً : السنة أن يخرج باكرا:
ً لحديث صخر بن وداعة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار )، وكان صخر تاجراً فكان يبعث تجارته أول النهار، فأثرى وكثر ماله، أخرجه أبو داود(2606)، والترمذي(1212)، وقال: حديث حسن.أ.هـ . والحديث فيه ضعف لجهالة الراوي عن صخر وهو عمارة بن حديد ، ولكن الحديث له شواهد أشار إليها الترمذي.
عاشراً : أن يكبر إذا صعد مرتفعا ويسبح إذا هبط واديا:
لحديث جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: كنا إذا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وإذا نزلنا سَبَّحْنَا. رواه البخاري (2832)، وبوَّب له ( بَاب التَّسْبِيحِ إذا هَبَطَ وَادِيًا )، وبوَّب له ثانيا ( بَاب التَّكْبِيرِ إذا عَلَا شَرَفًا ). قال أهل العلم: التكبير عند إشراف الجبال استشعار لكبرياء الله عندما تقع عليه العين من عظم خلق الله، إنه أكبر من كل شيء، وأما تسبيحه في بطون الأودية فقيل إنه مستنبط من قصة يونس -عليه السلام- وتسبيحه في بطن الحوت، قال تعالى: }فلولا أنه كان من المسبحين {، وقيل معنى التسبيح عند الهبوط: استشعار تنزيه الله تعالى عن صفات الانخفاض والضعة والنقص .
الحادي عشر: أن يكثر من الدعاء في السفر:
فالسفر موطن من مواطن إجابة الدعاء، فعلى المسافر استغلال هذه الفرصة بالدعاء له ولوالديه وذريته وذوي رحمه والمسلمين بدعوة لعلها توافق ساعة استجابة؛ فيفوز بخيري الدنيا والآخرة، فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ ، دَعْوَةُ الْوَالِدِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ) رواه أحمد (7501)، وأبو داود (1536)، وصححه ابن حبان (6629) . وإذا خاف المسافر أثناء سفره شيئاً من إنسان أو حيوانٍ ونحوهما؛ دعا بما رواه أبو داود عن أبى موسى -رضي الله تعالى عنه-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خاف قوماً قال: (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) رواه أبو داود (1534) .
الثاني عشر: إذا كان المسافرون جماعة أمَّروا أحدهم وأطاعوه في غير معصية:
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ في سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ )، رواه أبو داود ( 2608)، قال النووي: " بإسناد حسن " ا.هـ. رياض الصالحين ص 192، ولا شك أن تأمير أحدهم مما يخفف النزاع أثناء السفر، خاصة مع اختلاف الرغبات، فتجد بعضهم يرغب الوقوف هنا أو هناك ويخالفه غيره، فلا بد من أمير يُرْجَعُ إليه لرفع الخلاف .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهُم إجعلنا وجميع المسلمين والمسلمات من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنه بلا حساب ولا سابق عذاب |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #6موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:37 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 5 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب السفر ( 3-3 )
الثالث عشر: اجتناب التعريس في الطريق:
لأن المسافر قد يحتاج إلى الراحة بعض الوقت أثناء الطريق، خصوصا آخر الليل، فعليه أن يجتنب الطريق، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنَة فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم [المعرس: الذي يسير نهاره ويعرس أي ينزل أول الليل، وقيل: التعريس النزول في آخر الليل] فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل ) رواه مسلم (1926) . قال النووي: وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسل ، لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وتجد فيها من رمة ونحوها، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق ) شرح صحيح مسلم.
الرابع عشر: التحلي بالصبر والأخلاق الحميدة أثناء السفر وغيره:
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى *** كأنك مملوك لكل رفيـــق وكن مثل طعم الماء عذب وبارد *** على الكبد الحرى لكل صديق (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/242 ) يُروى عن معاذ رضي الله عنه أنه قال: ( سافروا مع ذوي الجدود وذوي الميسرة لأن السفر يظهر خبايا الطبائع وكوامن الأخلاق وخفايا السجايا إذ الأبدان إذا تعبت ضعفت القوة المختلفة في القلة والكثرة لكون الطبائع تبعثها وتبين مقاديرها وزيادة بعضها ونقصان بعض فتظهر محاسن الأخلاق ومساوئها لأنها تميز الطبائع من القوة والقوى من الأحوال والسفر يأتي على مختلف الأهوية والأغذية فمن سافر مع أهل الجد والاحتشام يكلف رعاية الأدب وتحمل الأذى وموافقتهم بما يخالف طبعه فيكون ذلك تأديبا له ورياضة لنفسه فيتهذب لذلك ويهتدي إلى تجنب مساوىء الأخلاق واكتساب محاسنها وأما من سافر مع من دونه فكل من معه يحمل نفسه على موافقته ويتحمل المكاره لطاعته فتحسن أخلاقهم وربما يسوء خلقه فإن حسن الخلق في تحمل المكاره ) فيض القدير 4/82 قال أنس رضي الله عنه: ( خرجت مع جرير بن عبد الله في سفر فكان يخدمني وكان جرير أكبر من أنس ) رواه البخاري(2822)ومسلم(6380) وقال مجاهد: ( صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني )رواه ابن أبي عاصم في الجهاد(210)وابن عساكر 60/15.
الخامس عشر: الرجوع إلى الأهل بعد قضاء الحاجة:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( السَّفَرُ قِطْعَةٌ من الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فإذا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِهِ ) رواه البخاري (2839) ومسلم (1927) وقد سبق قريبا بيان معناه . السادس عشر: أن يأتي بالدعاء المأثور قبل دخول القرية أو المدينة: وهو ما جاء في حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة /367 وصححه ابن حبان (2709) وابن خزيمة (2565) والحاكم 1/614 وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في الفتوحات 5/174 السابع عشر: أن يبدأ بالمسجد إذا رجع:
لحديث كَعْبَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ لم يَتَخَلَّفْ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ غير غَزْوَتَيْنِ غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ وَغَزْوَةِ بَدْرٍ قال: فَأَجْمَعْتُ صدق رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى وكان قَلَّمَا يَقْدَمُ من سَفَرٍ سَافَرَهُ إلا ضُحًى وكان يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ . رواه البخاري ( 4400) ولحديث جَابِرَ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه قال: اشْتَرَى مِنِّي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا فلما قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْمَسْجِدَ فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. رواه البخاري ( 2923) ومسلم (715) وهذه سنة من السنن المهجورة إذ قلَّ مَن يفعلها هذا الزمان فكأن هذه الصلاة شكر لله تعالى على سلامة الوصول وأن يبدأ إقامته بالصلاة التي هي صلة بين العبد وربه وهذه السنة والله تعالى أعلم خاصة بالرجال أما المرأة فإن صلت ركعتين في بيتها فلا بأس.
الثامن عشر: أن لا يطرق أهله ليلا:
عن أَنَسِ بن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا وكان يَأْتِيهِمْ غُدْوَةً أو عَشِيَّةً . رواه مسلم ( 1928) قال أهل اللغة : الطُروق بالضم المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة ويقال لكل آت بالليل طارق ولا يقال بالنهار. ( فتح الباري 9/340 شرح مسلم للنووي 13/71) وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا النهي في حديث جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ فلما قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ فقال ( أَمْهِلُوا حتى نَدْخُلَ لَيْلًا - أَيْ عِشَاءً - كَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ ). رواه مسلم ( 715) ومن الحكم كذلك ما جاء في رواية أخرى عن جَابِرٍ رضي الله عنه قال: نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أو يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ . رواه مسلم (715) وفي هذا العصر توفرت وسائل الاتصال فعلى المسافر أن يخبر أهله بمجيئه قبل وصوله بوقت كاف وهذا خاص بالزوج والله تعالى أعلم. وأخيراً ينبغي الحرص على صلاح النية وأن ينوي بسفره القُرَب والطاعات ، فإن مما يؤجر عليه المسلم النية الصالحة في سفره كأن يشد الرحل إلى المساجد الثلاثة طلباً للأجر في الصلاة فيها وهي المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الأقصى بالقدس - فك الله أسره وحرره من براثن يهود -، وكذلك أن ينوي بهذا السفر أن ينشط نفسه ويبعد عنها الملل حتى تعود للعمل الصالح والعلم والدعوة بهمة عالية فإن المباحات إذا نوي بها التَّقوِّي على العبادات انقلبت هذه المباحات والعادات إلى عبادات يؤجر عليها المسلم . وإن من الأمور التي ينبغي مراعاتها :الحذر من النية السيئة كالنية لفعل المعصية أومقارفة المنكر،فالله أعلم بما توسوس به النفوس ويعلم خائنة الأعين وما تخفيه الصدور. وكذلك ينبغي الحرص على اتباع السنة في السفر ومعرفة هديه صلى الله عليه وسلم في السفر والاقتداء به. ولعل فيما سبق ذكره جملة طيبة مما جاء في السنة. أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ المسافرين ويردهم سالمين غانمين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #7موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:38 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 6 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 1-6 )
ينبغي لقارئ القرآن أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى، فيراعي الأدب مع القرآن، ومع كلامه سبحانه ، ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها وتعاهدها :
1) الإيمان بالقرآن الكريم:
فيجب الإيمان به، وبكل ما جاء فيه، وأنه كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأنه محفوظ لا يتطرق إِليك أدنى شك في ذلك ، قال تعالى : { ياأَيها الَذين ءامنوا ءامنوا بِالله ورسوله والكتاب الذي نَزّل علَى رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بِالله وملائكته وكتبِه ورسله واليوم الآخرِ فقد ضل ضلالا بعيدًا } [ النساء : 136 ] . والإيمان به من أركان الإيمان كما في حديث جبريل - عليه السلام- . رواه مسلم (8).
2) الإخلاص لله تعالى:
بأن يريد بقراءته وجميع عباداته وجه الله - عز وجل-، والتقرب إليه دون أي شيء آخر، من مال ، أو رياسة ، أو وجاهة ، أو ارتفاع على أقرانه ، أو ثناء عند الناس ، أو صرف وجوه الناس إليه ، أو غير ذلك . قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } [البينة: 5]. وقال - صلى الله عليه وسلم-: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري (1) ومسلم (1907) .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم (1905) .
وكان أبو هريرة - رضي الله عنه- عندما يروى هذا الحديث يسقط مغشيا عليه خوفا أن يكون من الصنف الثاني ، فأين نحن من الإخلاص في نياتنا. والمرء لا يستفيد من القرآن إلا على بقدر إخلاصه ، فمتى كان الباعث على تلاوة القرآن هو حب الله تعالى، وبغية التقرب إليه، ونيل رضاه، كان ذلك مدعاة للتأثر بما يقرأ الإنسان ويتلوه، وأما إذا كان الباعث هو المراءاة، وطلب المنزلة عند الناس، وأن يقال ياله من قارئ؛ فإن ذلك سبب للبعد عن الله ومجلبة لسخطه .
3) تلاوته على طهارة:
فيستحب أن يقرأ القرآن وهو على طهارة، فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع المسلمين، فإن لم يجد الماء تيمم. وأما الجنب فإنه يحرم عليه قراءة القرآن عند الجمهور. عن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً ) رواه الترمذي (136) وأحمد 2/99 . وقال أبو عيسى: حديث حسن صحيح.
والحائض يجوز لها قراءة القرآن على الأرجح؛ لعدم الدليل الصحيح الصريح على المنع ، وقياسها على الجنب فيه نظر. لكن لا يمس المحدث المصحف بل يقرأ من حفظه ، أما مسّ المصحف فلا يجوز إلا على طهارة ، وقد جاء النهي عن مسه إلا لمتطهر مصرحاً به في الكتاب الذي كتبه النبي - صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم وفيه: (أن لا يمس القرآن إلا طاهر)رواه مالك في موطئه (468) وغيره .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم إجعلنا من أهل النفوس الطاهره والقلوب الشاكره والوجوه المُستبشره الباسمه وارزقنا طيب المقام وحُسن الختام ودار السلام. |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #8موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:39 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 7 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 2-6 )
4. التسوك:
استعمال السواك عند تلاوة القرآن الكريم من وسائل الطهارة والنظافة التي ينبغي عدم إهمالها، فهو مستحب؛ لأن فيه تعظيماً للقرآن الذي هو كلام الله - عز وجل-، ولأن الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن . ففي الحديث عن أبي بكر - رضي الله عنه- مرفوعا: ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) رواه النسائي (5) وابن ماجه (285) وأحمد1/10 وعلَقه البخاري . وعن علي - رضي الله عنه- أنه أمر بالسواك ، و قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه ، فسمع لقراءته ، فيدنو منه - أو كلمة- نحوها حتى يضع فاه على فيه، و ما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن ) . أخرجه البزار في مسنده ( ص 60 ) و قال : لا نعلمه عن علي بأحسن من هذا الإسناد . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 1 / 10 : رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا، و لعله أشبه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1213) . وأشار إلى أن إسناد رواية ابن ماجه الموقوفة (287) فيه انقطاع، ومتروك ، ولفظها : ( إن أفواهكم طرق للقرآن ، فطيبوها بالسواك ) . وقد يُستأنس لذلك بحديث حذيفة - رضي الله عنه- قال: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا قام للتهجد من الليل يشوصُ فاه بالسواك ). رواه البخاري (1136)، ومسلم (255) . فإنه - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ حين يقوم الآيات الأخيرة من آل عمران.
5. الاستعاذة من الشيطان الرجيم:
إذا أراد الشروع في القراءة فإنه يستحب له أن يستعيذ، لقوله تعالى: { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [النحل: 98] أي: إذا أردت القراءة. وصفة الاستعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن استعاذ بغيرها من الصيغ الواردة فجائز. ومعنى الاستعاذة : الالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى- والاعتصام به - عز وجل- . ويجهر بالاستعاذة إذا كان بحضرة من يسمعه، لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة ، وحتى ينصت السامع للقراءة من أولها فلا يفوته منها شيء . وإذا قطع القراءة، أو فصلها بفاصل وطال استأنف الاستعاذة .
6. أن يحافظ على البسملة:
أي تسمية الله تعالى عند الشروع في التلاوة ، فيقول بعد الاستعاذة : بسم الله الرحمن الرحيم . وهذا الأدب من آكد الآداب ، فإن البدء باسم الله تعالى من سنن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم-، وهي أيضا منبهة إلى استحضار معية الله - سبحانه وتعالى-، الأمر الذي ينتج عنه الخشوع عند التلاوة . ويستحب أن يحافظ على قراءة البسملة في أول كل سورة سوى براءة ؛ فإنها ليس في أولها بسملة .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهُم إجعلنا ممن عفوت عنهم ورضيت عنهم وغفرت لهم وحرمتهم من النار وكتبت لهم الجنه |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #9موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:40 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 8 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 3-6 )
7)قراءته وحفظه:
فعلينا أن نعتني بقراءته، ونداوم على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) . رواه مسلم (854) . وقال تعالى مثنياً على من كان ذلك دأبه:{ يتلون آيات الله آناء الليل }[آل عمران:113].
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفاً من كتاب اللّه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول " ألم " حرف ، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف ، وميمٌ حرف ) رواه الترمذي (2910) وقال: حديث حسن صحيح . وينبغي أن يكون للمسلم ورد يومي يتلو فيه كتاب الله تعالى حتى يختمه، وليحرص أن يختمه كل شهر مرة أو أكثر، ولا ينشغل عن قراءته بما لا ينفع. ويستحب إذا فرغ من ختم القرآن أن يشرع في أخرى عقيب الختمة ، وكان ذلك دأب السلف الصالح . وليحرص المسلم على حفظه، أو حفظ ما تيسر منه، قال تعالى واصفاً القرآن : { بل هو ءايات بيّنات في صدورِ الَذين أوتوا العلم } [ العنكبوت : 49 ] . فوصف الحفاظ بأنهم من أهل العلم ، وحفظه سُنة أئمة الدين ، من الصحابة والتابعين ، ومَن بعدهم إلى يومنا هذا.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود (1252)، والترمذي (2838)، وقال: هذا حديث حسن صحيح .
8) تعاهد القرآن وتكرارختمه:
فينبغي للحافظ مراجعته، وتعاهد قراءته، حتى لا يتفلت منه، قال صلى الله عليه وسلم : ( تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشدّ تفلّتا من الإبل في عقلها ).رواه البخاري (5033)، و مسلم (791).
وحرص المسلم على ترديد ما حفظ من القرآن في قيامه وقعوده ، وذهابه وإيابه، أحد مجالات التنافس المحمود ، ومن علامات شكر الله على هذه النعمة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل علّمه الله القرآن ، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار) . رواه البخاري (5026) .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖ اﻟلهُم آسعدنا... " سعادتين" الدنيا ب خيرها و الجنّہ ب فردوسها.. |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #10موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:40 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 9 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 4-6 )
9/ ترتيل القرآن:
لقوله تعالى: { ورتل القرآن ترتيلا }. والترتيل في القراءة : الترسل فيها، والتبيين من غير بغي . قال ابن عباس في قوله:{ ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بيّنه تبييناً . والتبيين لا يتم بأن يعجل في القراءة ، وإنما يتم التبيين بأن يُبيِّن جميع الحروف ويوفيها حقها من الإشباع . والفائدة المرجوة من الترتيل أنه أدعى لفهم معاني القرآن ، ولما فيه من التدبر والتفكر ، ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير ، وأشد تأثيراً في القلب .
وقد اتفق العلماء- رحمهم الله تعالى- على استحباب الترتيل ، وثبت عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها نعتت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً . رواه أبو داود (1254)، والترمذي (2847)، والنسائي (1012) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب . وقد نهي عن الإفراط في الإسراع ، ويسمى الهذرمة ، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- أن رجلاً قال له : إني لأقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: ( هذاً كهذ الشعر، إن أقواماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع فِي القلب فرسخ فيه نفع ) رواه البخاري (733) ومسلم (822) وهذا لفظ مسلم . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: ( لأن أقرأ سورة البقرة فأرتلها أحب إلي من أن اقرأ القرآن كله هذرمة ) رواه البيهقي3 /13.
وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران، والآخر البقرة وحدها، وزمنهما، وركوعهما، وسجودهما، وجلوسهما واحد سواء، فقال:الذي قرأ البقرة وحدها أفضل . ثم قرأ مجاهد: ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) قال : على تؤدة . رواه ابن أبي شيبة2/403، وعبد الرزاق2/490. ولذا كره السلف العجلة المفرطة ؛ لأن مصلحة تدبر القرآن أولى من تكثير التلاوة في مدة أقصر لأجل تحصيل أجر أكبر . قال رجل لابن عباس: إني سريع القراءة ، وإني أقرأ القرآن في ثلاث ، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدّبرها وأرتلها ؛ أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول. ( ذكره ابن كثير في فضائل القرآن). وقد سئل أنس - رضي الله عنه- كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال: ( كانت مدَّاً ) ، ثم قرأ: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم . رواه البخاري (5045) .
10/ السجود عند آيات السجود:
يسن للقارئ والمستمع أن يسجد للتلاوة كلما مرّ بسجدة ، سواء كان في الصلاة أو غيرها ، فإنه بذلك يرضي رّبه - عز وجل-، ويغيظ عدّوه الشيطان . قال صلى الله عليه وسلم : (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلتى ، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأُمرت بالسجود فعصيته فليَ النار ) رواه مسلم (81) .
11/ تحسين الصوت بالقرآن:
وتحسين الصوت: تجميله ، وتزيينه ، والاعتناء به . وذلك ثابت من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- وقوله فعن البراء - رضي الله عنه- قـال: ( سمعـت رسـول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ ( والتين والزيتون ) في العشاء ، وما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه أو قراءة ). رواه البخاري (769) .
قال الإمام أحمد : يحسن القارئ صوته بالقرآن ، ويقرأه بحزن وتدبر . وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: ( ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن ) رواه البخاري (5023)، ومسلم (792) . وفي حديث البراء - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( زينوا أصواتكم بالقرآن ) رواه أبو داود (1468) . والمراد : تحسينه والتخشع به . والصوت الحسن يزيد القرآن حسناً .
ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت، والإصغاء إليها، وكان جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم- يطلبون ممن صوته حسنٌ قراءة القرآن، ويجلسون يستمعون إليه . وينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله - عز وجل- قد خصّه بخير عظيم ، وليجعل مراده حين يقرأ للناس أن ينتبه أهل الغفلة من غفلتهم ، فيرغبوا فيما رغبهم الله - عز وجل-، وينتهوا عما نهاهم ، وبهذا ينتفع بحسن صوته وينتفع الناس به .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖ « طـــهّــر [♥] الله [♥] قلــوبـكـم • وأزاح [♥] الله [♥] هـــمــكــم •وغــفــر [♥] الله [♥] ذنــبــكـم • وأڪثر [♥] الله [♥] أحــبـابكم • وبـــارك [♥] الله [♥] عمــلكــم • وفــرّج [♥] الله [♥] ڪــربـكم •وأصــلح [♥] الله [♥] أهــلكــم • وسـدّد [♥] الله [♥] رأيــــكــم • » |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #11موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:41 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 10 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 5-6 )
12/تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:
فينبغي قراءة القرآن بالتدبر والتفهم ، قال تعالى: { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ ص: 29] . والمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض معانيه ، فكان كالمرآة يرى بها ما حَسُن من فعله وما قَبُح ، فما حذّره مولاه حَذِره ، وما خوّفه به من عقابه خافه ، وما رغّب فيه مولاه رَغِب فيه ورجاه . ولا يحصل ذلك إلا بحضور القلب ، والخشوع، والتدبر للمقروء ، وأن يقرأ القرآن جالساً متخشعاً بسكينة ووقار، مطرقاً رأسه ، وأن يُحضر قلبه الحزن عند القراءة، وأن يتباكى ، وأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ، ثم يتأمل تقصيره في ذلك ، قال تعالى: { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فماله من هاد } [ الزمر: 23] .
وقد ذم الله - عز وجل- من استمع القرآن فلم يخشع له قلبه فقال: { أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون } [ النجم: 59-60] . وقراءة القرآن بتدبر وحضور قلب ، والتأثر بمعاني القرآن الكريم هذا شأن أهل العلم قديما وحديثا ، قال تعالى:{ قُل آمنوا بِه أَو لا تؤمنوا إِن الذين أُوتوا العلم من قَبله إِذا يتلى عليهِم يخرون للأذقَان سجّداً. ويقولون سبحان ربِنا إِن كان وعد ربّنا لَمفعولاً. ويخرّون للأذقان يبكون ويزِيدهم خشوعا ً} [الإسراء107-109] . وقراءة القليل مع التدبر والتفكر فيه أفضل من قراءة الكثير من غير تدبر ولا تفكر. قال رجل لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث ؟ فقال ابن عباس: لأَن أقرا البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليّ من أن اقرأها كما تقرأ. رواه البيهقي 2/396 .
13/ تعليمه وإقراؤه للناس:
تعليم القرآن لمن لا يعلمه من أفضل القربات والطاعات ، وقد رتَّب الله - عز وجل- عليه الأجر الكثير ، وأثنى النبي - صلى الله عليه وسلم- على معلِّم القرآن ، وجعله خير الناس وأفضلهم ، قال - صلى الله عليه وسلم-: ( خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ). رواه البخاري (5027) .
وقد تسابق أهل الخير والصلاح إلى هذا الفضل ، فبنوا المدارس لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وأنفقوا الأموال الطائلة لتسهيل تعلم القرآن، وحفظه على الناس، وتيسير سبله . وقد هيأ الله - سبحانه وتعالى- في كل عصر، وفي كل مصر من يحمل لواء تعليم القرآن الكريم وتدريسه ، مصداقاً لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9] . وهذا مظهر من مظاهر حفظه.
14/ العمل به واتباع أوامره واجتناب نواهيه:
إن المقصود الأهم من إنزال القرآن الكريم هو العمل به ، وذلك باتباع ما يأمر به ، واجتناب ما ينهى عنه. فلا ينتهي الأمر عند القراءة والحفظ، بل لابد من العمل به، قال تعالى: { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } [ الزمر : 55 ] . وقال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[ الأنعام: 155] . وفي صحيح البخاري من حديث رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم - الطويل - : ( قالا انطلق فانطلقنا، حتّى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر، أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتّى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه . قلت: من هذا؟ قالا: انطلق - ثم فسّرا له ذلك فقالا: -والّذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علّمه اللّه القرآن فنام عنه باللّيل، ولم يعمل فيه بالنّهار ، يفعل به إلى يوم القيامة ). رواه البخاري (1386) .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول من يعمل بالقرآن، سئلت عائشة - رضي الله عنها- عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت للسائل: ألست تقرأ القرآن ؟ قال : بلى ، قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن . رواه مسلم (746) . وقال ابن مسعود - رضي الله عنه-: كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن. رواه الطبري في مقدمة التفسير 1/ 80 وصححه أحمد شاكر.
فلا يليق بالمسلم أن يقيم حروف القرآن، ويضِّيع أحكامه وحدوده. لأنه بذلك يتعرّض لسخط الله وغضبه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( عبد الله بن حبيب ): حدثنا الذين كانوا يقرؤنا أنهم كانوا يستقرؤن من النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً . رواه الطبري في تفسيره 1/ 80، وصححه أحمد شاكر.
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
صبحكم الله بجلال الإيمان ونور قلوبكم بضياء القرآن |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #12موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:41 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 11 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب تلاوة القرآن الكريم ( 6-6 )
15ـ لا تقل نسيت، ولكن قل أُنسيت أو نُسيت:
ودليل ذلك ما روته عائشة- رضي الله عنها- قالت: (سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أُنسيتها من سورة كذا وكذا) رواه البخاري (5038)، ومسلم (788). وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (بئس ما لأحدهم يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسي ) رواه البخاري (5039)، ومسلم (790). قال النووي: وهي كراهة تنزيه، وإنما نهي عن نسيتها لأنه يتضمن التساهل فيها، والتغافل عنها، وقد قال الله تعالى: (أتتك آياتنا فنسيتها).
16ـ جواز تلاوة القرآن قائماً، أو ماشياً، أو مضطجعاً، أو راكباً:
قال الله تعالى: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم )، وفي حديث عبد الله بن مغفل أنه قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح)، رواه البخاري (5034)، ومسلم (794). وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- قالت: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن ) رواه البخاري (297)، ومسلم (301).
17ـ البكاء عند تلاوة القرآن وسماعه:
وكلا الأمرين جاءت به السنة؛ فالأول ما رواه عبد الله بن الشخير- رضي الله عنه- أنه قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل، يعني يبكي ) رواه أحمد 4/25، وأبو داود (904)، والنسائي في الكبرى 1/195، وصححه ابن حبان (665) والثاني ما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: (قال لي النبي- صلى الله عليه وسلم-: اقرأ عليّ، قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ قال: نعم، فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك الآن. فالتفت فإذا عيناه تذرفان ) رواه البخاري (5050)
18ـ استحباب الجهر بالقرآن إذا لم يترتب عليه مفسدة:
فالجهر أفضل إن لم يخف الرياء، بشرط أن لا يؤذي غيره؛ لأن العمل فيه أكب؛ ولأنه يتعدى نفعه إلى غيره؛ ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه؛ ولأنه يطرد النوم، ويزيد في النشاط. ولكن لابد أن يراعي من حوله من مصلٍ، أو تالٍ، أو نائمٍ، فلا يؤذيهم برفع صوته، فقد روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- اعتكف في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: (ألا كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة ـ أو قال: في الصلاة ـ) رواه أبو داود (1332) .
وأما من يخاف الرياء فإن الإسرار في حقه أفضل؛ لأنه أبعد منه. وينبه هنا إلى أنه لابد من النطق بالقراءة، والتلفظ بالتلاوة لحصول الأجر؛ لأنه لا يعتبر قارئاً، ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن، ولو لم يسمع من حوله؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم (804)، وغيره من الأحاديث، ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك، كما نص على ذلك أهل العلم. وهذا لا يمنع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر، وفهم المعنى.
19ـ الإمساك عن القراءة عند غلبة النعاس:
لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع) رواه مسلم (787)، ومعنى استعجم: أي استغلق، ولم ينطق به لسانه. وعن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ) رواه البخاري (212)، ومسلم (786). ومعنى يسب نفسه: أي يدعو عليها. ولأجل أن يصان القرآن عن الهذرمة والكلام المعجم.
20ـ استحباب اتصال القراءة وعدم قطعها:
فإذا شرع في القراءة فلا يقطعها إلا لأمر عارض أدباً مع كلام الله ألا يقطع لأجل أمر من أمور الدنيا. وكان ابن عمر - رضي الله عنهما- لا يقطع قراءته إلا لأجل نشر علم ـ وهو عبادة أيضاً ـ فعن نافع قال: كان ابن عمر - رضي الله عنهما- إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوماً فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا. قال: أنزلت في كذا وكذا. ثم مضى ـ أي في قراءته ـ . رواه البخاري (4526).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم أرح قلوبهم بلطف عفوك و حلاوة حبك,,,,و أعمر أيامهم بذكرك,,, و أحفظهم و أحفظ عليهم دينهم,,,و أسعد قلوبهم دائماً... |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #13موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:42 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 12 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب طالب العلم ( 1-5 )
إن من خير ما تعمر به الأوقات الاشتغال بالعلوم الشرعية، طلباً وتحصيلاً ، مذاكرة وتعليماً ، فطلب العلم الشرعي من أفضل القربات وأجل الطاعات، ولذا اهتم كثير من العلماء قديماً وحديثاً ببيان الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها طلاب العلم؛ فهي حليته ووسيلته إلى الفلاح والنجاح، كما بيّنوا الأخلاق المحمودة ، والأخلاق المذمومة في الطلب ، والتي تكون معرفتها والعمل بها - امتثالاً وتركاً- سبيلاً لنيل مايريد من العلم ، وتحصيل ثمرته ، ومن أهمها :
1/ إخلاص النية لله تعالى:
فالعلم طاعة وعبادة ، والإخلاص لله تعالى واجب في جميع العبادات وسائر الطاعات، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ {5}) سورة البينة . والإخلاص في العلم أن يبتغي به وجه الله تعالى ، فإذا كان هَمُّ طالب العلم تحصيل شهادة، أو تبوء منصب لكسب منافع مادية فحسب ؛ فإنه لا يكون مخلصا في طلب العلم . عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((من تعلّم علماً مما يبتغَى به وجه الله - عز وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) يعني ريحها .أخرجه أحمد (2/338)، وأبو داود (3664)، وابن ماجه (252)، وصححه الحاكم (1/160)، والنووي في رياض الصالحين. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على إخلاص النية لله تعالى، كما في حديث عمر المتفق عليه: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى .. )) الحديث. رواه البخاري (1)، ومسلم (1907).
وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث وصدّروا به كتبهم؛ لعموم الحاجة إليه، كما قال الخطابي، فهذا البخاري - رحمه الله- قد صدّر كتابه الصحيح بهذا الحديث، فقال العلماء: هو خطبة كتابه، حيث لم يكتب له مقدمة، والقصد من ذلك تنبيه طلاب العلم على تصحيح النية، وإرادة وجه الله تعالى، ونهج نهجه النووي، والبغوي ـ في عدد من كتبهما ـ وغيرهما من المصنفين.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: " لو صنفت كتاباً بدأت في أول كل كتاب منه بهذا الحديث". قال الإمام أحمد : " العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته "، قالوا: كيف ذلك ؟ قال: " ينوي رفع الجهلَ عن نفسه وعن غيره " . وقال ابن جماعة الكناني بعدما بيّن فضل العلم: " واعلم أن جميع ما ذكر من فضل العلم والعلماء إنما هو في حقّ العلماء العاملين الأبرار المتقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم ، لا من طلبه بسوء نية، وخبث طوية ، أو لأغراض دنيوية ، من جاه أو مال أو مكاثرة في الأتباع والطلاب " . (1) وقال أبو يوسف : " أَريدوا بعلمكم اللهَ تعالى، فإني لم أجلس مجلساً قطّ أنوي فيه أن أتواضع إلالم أقم حتى أعلُوَهم، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى اُفْتَضَح "(2)
2/ تقوى الله - عز وجل-:
فالعلماء هم أعرف الناس بالله وأتقاهم له، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ {28}) سورة فاطر. وبالتقوى يزداد العالم علما ، وبالعلم يزداد التقي تقوى قال تعالى: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282}) سورة البقرة. وقال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا {2} ويرزقه من حيث لايحتسب... ) سورة الطلاق . ومن أعظم الرزق العلم النافع . والتقوى هي جماع كل خير، ووصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى في سورة النساء: (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا {131}).
وقال - عز وجل- في سورة الأنفال: ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29}) . أي يجعل لكم ما تٌفرقون به بين الحق والباطل، وبين الصحيح والسقيم، وبين الغث والسمين، وذلك إنما يكون بنور العلم وميزانه، ونبراسه ومقياسه، فالعلم ثمرة من ثمرات التقوى، والتقوى سبيل إلى نيل العلم ، والعلم يرقى بصاحبه إلى أعلى درجات المعرفة بالله، والخشية من الله، ولهذا يؤثر عن الشافعي - رحمه الله- أنه قال:
شكوت إلى وكيع سـوء حفظـي **** فأرشـدني إلى ترك المعــاصي وأخبرنـي بأن العلـم نــــور ***** ونـور الله لا يهدى لعـاصـي
ومن أول ما يدخل في ذلك القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام: ومن ذلك المحافظة على الصلاة في المساجد، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهار السنن، وإخماد البدع، وغير ذلك من الأحكام الظاهرة ليحصل التأسّي به، وليصون عرضه عن الوقيعة والظنون المكروهة. ومن ذلك أيضاً المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية: ومن ذلك تلاوة القرآن الكريم بتفكّر وتدبّر، والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان، والإلحاح في الدعاء والتضرع بإخلاص وصدق، والاعتناء بنوافل العبادات من الصلاة والصيام والصدقة وحج بيت الله الحرام، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، وغير ذلك من فضائل الأقوال والأعمال التي يراد العلم لأجلها.
********************************** (1) - تذكرة السامع والمتكلم (ص13) . (2) - تذكرة السامع والمتكلم (ص69) .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اسالك ربي مغفرتك بلا عذاب .. وجنتك بلا حساب ..ورؤيتك بلا حجاب .. |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #14موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:42 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 13 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب طالب العلم ( 2-5 )
3/ العمل بالعلم :
فالعلم إن لم يترجم إلى عمل فما الفائدة منه، فعلى طالب العلم كما يجد في الطلب أن يجد في العمل، فإنه أولى الناس بقطف ثمرات علمه، ولقد مدح الله - عز وجل- في كتابه الكريم العاملين بما علموا ، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {18}) سورة الزمر . كما ذم الله أولئك الذين لا ينتفعون بما يحملونه من علم، وشبههم - عز وجل- بالحمار الذي يحمل أسفارا لا يعرف قيمتها، فضلا عن جهله بما تحويه من درر، قال تعالى في سورة الجمعة: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {5} }.
وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه). صحيح البخاري (3094)، وصحيح مسلم (2989).
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: ( هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل ). (1) وقال الشافعي: " ليس العلم ما حفِظ، العلم ما نفع " . (2) وقال بعض السلف: " يا حملة العلم، اعملوا فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقِيَهم، يخالف عملهم علمهم، ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حِلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدَعَه، أولئك لا يصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى " . (3)
ومن ذلك دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن، وملازمة خشيته سبحانه، قال الإمام أحمد: "أصل العلم الخشية ". وقال الزهري : " إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العمل به حتى يذهب ، ومن غوائله النسيان ، ومن غوائله الكذب فيه ، وهو شر غوائله " . (4) وسئل سفيان الثوري: طلب العلم أحبّ إليك أو العمل؟ فقال: " إنما يراد العلم للعمل، فلا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم " . (5)
4/ الصبر والتحمل:
فطريق العلم ليس مفروشا بالورود والرياحين بل إنه يحتاج إلى صبر ويقين وعزيمة لا تلين ، فالطريق طويل، والنفس داعية إلى الملل، والسآمة، والدعة، والراحة، فإذا طاوع طالب العلم نفسه قادته إلى الحسرة والندامة، يقول الشاعر: وما النفس إلا حيث يجعلهــا الفتى **** فإن أطمعت تـاقت وإلا تسلتِ
ويقول شاعر آخر: والنفس كالطفل إن تهمله شب على ****** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ومن أعظم ميادين الصبر : الصبر في طلب العلم : فلا سبيل إلى طلب العلم إلا بالصبر ، فالصبر يضئ لطالب العلم طريقه ، وهو زاد لا يستغني عنه ، وخلق كريم لا بد وأن يتحلى به ، صبره على مشقة الترحال إلى الشيوخ، وطول المكث عندهم، والتأدب معهم، وصبره على المذاكرة والتحصيل، وفي قصة موسى والخضر دار هذا الحوار بين نبي الله موسى وبين الخضر - عليهما السلام-، قال تعالى في سورة الكهف: ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا {66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا {68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا {69} ) .
كذلك ينبغي على المعلم أن يتحلى بجميل الصبر مع تلاميذه وأن يتسع صدره لأسئلتهم، فلا يضيق بهم ذرعا، وأن يتحملهم، ويحلم بهم ويترفق، ويسهّل لهم التحصيل ، اقتداء بنبينا ومعلمنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدحه ربه بقوله: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {159} ) سورة آل عمران.
***********************************
(1) - اقتضاء العلم العمل (35-36). (2) - تذكرة السامع والمتكلم (ص15). (3) - حاشية تذكرة السامع (ص16-17). (4) - جامع بيان العلم ( 1 / 107 - 108 ) . (5) - حلية الأولياء (7/12).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم اسالك دعوة لا ترد ورزقا لا يعد .. وافتح لنا بابا الى الجنه لا يسد. |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #15موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:43 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 14 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب طالب العلم ( 3-5 )
5- التفرغ والمحافظة على الأوقات:
وذلك بأن لا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة ، وقد كان بعضهم لا يترك الاشتغالَ بالعلم لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف ، بل كان يستشفي بالعلم ، ويشتغل به بقدر الإمكان . قال الشافعي: لو كلفت شراءَ بصلة لما فهمت مسألة .(1) وقال بعضهم: "لا يَنال هذا العلم إلا من عطّل دكّانه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانَه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته". (2) والوقت نعمة إلهية تستوجب منا الشكر ، قال تعالى في سورة إبراهيم : ( ... وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {33} وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34}) .
ففي هذه الآيات الكريمة يمتن تعالى على عباده بجملة من نعمه التي لا تحصى ، ومن هذه النعم نعمة الليل والنهار الذي يدور الوقت حولهما ويقوم عليهما، وكثير من الناس يغفلون عن هذه النعمة مع جلائها ، قال تعالى في سورة النحل ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {12) ) .
ومن هنا تتجلى لنا تلك النعمة الإلهية التي غفل عن شكرها الغافلون ، وتنافس في تبديدها وإهدارها البطالون المبطلون ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري (6049) عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقوله ( مغبون ) من الغبن وهو النقص، وقيل: الغبن وهو ضعف الرأي . ( الصحة ) في الأبدان. ( الفراغ ) عدم ما يشغله من الأمور الدنيوية .
فعلى المؤمن العاقل أن يجدّ في شكر المنعم على نعمة الوقت وأن يوظفه في كل مفيد نافع . والوقت أمانة ومسئولية سيسأل عنها الإنسان يوم العرض على الله ، قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) رواه الترمذي (2418و2419) وقال: حسن صحيح . والوقت من أغلى ما يمتلكه الإنسان ، فالوقت هو الحياة ، وهو رأس مال الإنسان ، وإذا ضيعه فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستردّه ، وشبهه بعض العقلاء بالذهب ، ولكنه أغلى وأنفس من كل نفيس ؛ لأنه جزء من كيان الإنسان ، لأنه أنفاسه المعدودة في هذه الحياة .
والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه ** وأراه أيسرَ ما عليك يهون
والمؤمن وحده هو الذي يعرف قيمة الوقت ، لمعرفته بالغاية التي من أجلها خلق ، قال عز وجل( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58} فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ {59} ). وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حريصين أشد الحرص على الانتفاع بأوقاتهم واغتنامها واستثمارها ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ضنّا منهم بالوقت ، وحرصاً على أن لا يذهب منهم سدى .
قال الصحابى الجليل عبد الله بن مسعودرضي الله عنه( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي ). وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما ). وقال الحسن البصرى رضي الله عنه : يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك وقال أيضاً : أدركـت أقوامـا كانـوا على أوقاتهـم أشـد منكـم حرصـاً على دراهمكم ودنانيركم . قال أبو هلال العسكرى كان الخليل بن أحمد – الفراهيدى البصرى أحد أذكياء العالم – (170) هـ يقول أثقل الساعات علي : ساعة آكل فيها ، فالله أكبر ما أشد الفناء في العلم عنده ؟! ، وما أوقد الغيرة على الوقت لديه ؟!(3) .
وروى الخطيب البغدادى عن أبى العباس المبرد قال : ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة : الجاحظ – عمرو بن بحر إمام أهل الأدب – ( 255 ) والفتح بن خاقان – الأديب الشاعر أحد الأذكياء – من أبناء الملوك ، اتخذه الخليفة المتوكل العباسي وزيرا له وأخاً ، واجتمعت له خزانة كتب حافلة من أعظم الخزائن ، (247 هـ) وإسماعيل بن إسحاق القاضي – الإمام الفقيه المالكى البغدادى – ( 282 هـ ) . فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان ، حتى إنه كان يكترى دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.
وأما الفتح بن خاقان فإنه كان يحمل الكتاب في كمه ، فإذا قام من بين يدي المتوكل للبول أو للصلاة ، أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي ، حتى يبلغ الموضع الذي يريده ، ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه ، إلى أن يأخذ مجلسه ، فإذا أراد المتوكل القيام لحاجة أخرج الكتاب من كمه وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده . وأما إسماعيل بن إسحاق القاضي فإني ما دخلت عليه قط إلا رأيته وفي يده كتاب ينظر فيه أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه أو ينفض الكتب . (4) وقال عبيد بن يعيش : أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث(5) .
وهذا الإمام جمال الدين القاسمي رحمه الله وقد عاش قرابة خمسين سنة وألف ما يزيد عن خمسين مؤلفاً وكانت حياته زاخرة بالعلم والدعوة والكفاح ، ومع ذلك كان يقول : يا ليت الوقت يباع فأشتريه. وبحرص سلفنا الصالح على أوقاتهم علا قدرهم وسما شأنهم ، وخلد ذكرهم ، أما في زماننا هذا فإن من أبرز أسباب تخلف المسلمين تفننهم وتفانيهم في تدمير وإهدار أوقاتهم في المقاهي والملاهي والطرقات وأمام التلفاز والتسجيلات الصوتية والمرئية وفي غير ذلك من المجالات التي لا فائدة منها ولا ثمرة من ورائها " .
************************************** (1) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص27) . (2) - انظر: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (1534) . (3) - الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87 . (4) - تقييد العلم للخطيب البغدادى ص 139. (5) - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/178 ، وعبيد بن يعيش شيخ البخاري ومسلم تراجع ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبى 11/45.
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
إلهي,,لي (أحبة)كلما نبض الفؤاد أذكرهم و لست أراهم.....فأسعدهم و أحفظهم.... |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #16موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:43 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 15 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب طالب العلم ( 4-5 )
6- أن لا يمنعه خجله من السؤال :
ولذلك قال بعض السلف : " لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر " ، يحمله تكبره على أن يعجب بنفسه ويبقى على جهله، وكذلك أيضا يحمله خجله عن أن لا يطلب أو يستفيد ممن معه علم فيبقى على جهله. روى الإمام مسلم في صحيحه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، إذا رأت الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وتحتلم المرأة؟ فقال: "تربت يداك. فبم يشبهها ولدها ". صحيح مسلم ( 313 ) .
وهذا ابن عباس رضي الله عنهما ، مع حرصه على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ، ودعائه له صلى الله عليه وسلم كان مجتهدا في طلب العلم من فقهاء الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال: فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك؟ قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك هلا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: لا أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني فقال: هذا الفتى كان أعقل مني "(1) .
7- التواضع والسكينة ونبذ الخيلاء والكبر:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلّموا العلم، وتعلّموا له السكينةَ والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمون، وليتواضع لكم من تعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء، ولا يقوم علمكم مع جهلكم) (2) . وكتب الإمام مالك إلى الرشيد: "إذا علمت علماً فليُرَ عليك أثره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه" (3) . وقال الإمام الشافعي: "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذلّ النفس وضيق العَيش وخدمة العلماء أفلح" (4) .
8- الهمة في طلب العلم:
لتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره، ولا تقنع من إرث الأنبياء - صلوات الله عليهم - بيسيره، ولا تركن إلى الكسل والتواني ولا تسوّف ، واجعل قدوتك العلماء العاملين الذين جدوا وتسابقوا في هذا الميدان . ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها؛ فإن للتأخير آفات، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر؛ حصل في الزمن الثاني غيرها. واغتنم وقت فراغك ونشاطك، وزمن عافيتك، وشرخ شبابك، ونباهة خاطرك، وقلة شواغلك، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة.
وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك؛ لأنها آلة التحصيل، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم، وجمعها نصيبك من الفهم، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك. قال ابن جماعة الكناني: "الذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه... فإن شرع أو تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه ولا يعينه على ما هو بصدده فليتلطّف في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكّنها، فإن الأمور إذا تمكّنت عسرت إزالتها" (5).
9- اختيار الصاحب:
احرص على اتخاذ صاحب صالح في حاله، كثير الاشتغال بالعلم، جيد الطبع، يعينك على تحصيل مقاصدك ، ويساعدك على تكميل فوائدك ، وينشطك على زيادة الطلب ، ويخفف عنك الضجر والنصب ، موثوقاً بدينه وأمانته ومكارم أخلاقه ، ويكون ناصحاً لله غير لاعبٍ ولا لاه ." انظر تذكرة السامع لابن جماعة. وإياك وقرين السوء؛ فإن العرق دساس، والطبيعة نقالة، والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك فإنه المرض، والدفع أسهل من الرفع .
************************************** (1) - الإصابة لابن حجر ترجمة عبد الله بن عباس 4 / 90 (2) - انظر: الزهد لوكيع (275). (3) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص15-16). (4) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص71-72). (5) - تذكرة السامع والمتكلم (ص83).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك واسكنا في عليين واحشرنا مع الانبياء والشهداء والصديقين واسقنا من حوض نبيك محمد شربه لا نظمأ بعدها واجعل قبورنا روضه من رياض الجنه وبارك لنا في مالنا واولادنا واجعلهم من الصالحين الحافظين لكتابك |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #17موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:44 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 16 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب طالب العلم ( 5-5 )
10/ احترام العلماء من غير تقديس، واتباعهم من غير تقليد :
فيجب على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً، لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقاً في حقهم، ويشوّش على الناس سمعتهم، وهذا من أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامّي من الناس من كبائر الذنوب، فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي"(1). قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من حقّ العالم عليك إذا أتيته أن تسلِّم عليه خاصَّة، وعلى القوم عامّة، وتجلس قُدَّامه، ولا تشِر بيديك، ولا تغمِز بعينَيك، ولا تقُل: قال فلان خلافَ قولك، ولا تأخذ بثوبِه، ولا تُلحَّ عليه في السؤال، فإنّه بمنزلة النخلة المُرطبة التي لا يزال يسقط عليك منها شيء)(2).
11/ رحابة الصدر في مسائل الخلاف :
فينبغي أن يكون صدرطالب العلم رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويكون الأمر فيها واضحاً، فهذه لا يعذَر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال، فهذه يعذر فيها من خالفها"(3).
12/ التأدب مع الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من الزلل، فعليك إذاً بالأدب معه، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح، والتحصيل والتوفيق. فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال، والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل، ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه بل قل: " يا شيخي، أو يا شيخنا. وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً (4) .
13/ مذاكرة العلم وكتابة مااستفاده :
وقد قيل : إحياء العلم مذاكرته ** فأدم للعلم مذاكرته ولقد كان سلفنا الصالح يتواصون بمذاكرة العلم ، يقول أحدهم: مذاكرة ليلة أحب إلي من إحيائها. يعني : جلوسي في هذه الليلة أتذكر العلم وأتذكر ما حفظته أحب إلي من أن أقومها قراءة وتهجدا وصلاة وركوعا وسجودا . وينبغي على طالب العلم كلما استفاد فائدة أثبتها معه في دفتر أو ورقة وكررها إلى أن يحفظها . يقول العلماء : " إن ما حفظ فر وما كتب قر " ، أي أن ما كتبته ستجده فيما بعد .. ويشبهون العلم بالصيد، فيقول بعضهم: العلم صيد والكتابة قيده ** فاحفظ لصيدك قيده أن يفلت
14/ الدعوة إلى الله تعالى والاجتهاد في نشر العلم :
فيوظف هذا العلم في الدعوة إلى الله تعالى على هدى وبصيرة قال تعالى: ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) {108} فالداعية لا بد وأن يستغل كل مناسبة ويدعو إلى تعالى في شتى الميادين في المسجد وفي المدرسة وفي المعهد وفي السوق وفي الأعياد والمناسبات ، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على نشر العلم ورغبنا فيه فعَن أنس بْن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: (نضّر اللّه عَبْدا سمع مقَالَتي فوعاها، ثُمَّ بلغها عَنْي. فرب حامل فقه غَيْر فقيه. ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه) رواه ابن ماجه (5) .
****************************** (1) كتاب العلم للشيخ محمد بن عثيمين (ص41). (2) كتاب العلم للشيخ محمد بن عثيمين (ص28). (3) انظر: جامع بيان العلم وفضله (1/580) رقم (992)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب (1/199). (4) انظر: انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد . (5) سنن ابن ماجه رقم ( 236 ) .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
أسأل الله أن يعطيكم أنفع الكتب **كتاب الله **وأن يجمعكم بأبر خلق الله **رسول الله ** وأن يعمركم بأحلى مافي الدنيا**ذكر الله**وأن يطيب أخرتكم**بعفو الله** وأن يعطيكم أحلى مافي الجنة**رؤيته عز جلاله وملكه وعظمته** اميييييييييييين يا رب العالمين |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #18موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:45 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 17 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب الســــــلام ( 1-3 )
السلام هو تحية المسلمين, قال تعالى عن أهل الجنة: (تحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ) [الأحزاب: ٤٤]، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام ( وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود: ٦٩].
وهو من حق المسلم على المسلم كما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام, وعيادة المريض, واتباع الجنائز, وإجابة الدعوة, وتشميت العاطس » (1) ، وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه » (2)
كما أن السلام أول أسباب التآلف , ومفتاح استجلاب المودة. وفي إفشائه تحقيق للألفة بين المسلمين, وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل, مع ما فيه من رياضة النفس, ولزوم التواضع, وتعظيم حرمات المسلمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (3) مسلم
ومن آداب السلام وأحكامه :
1_ السلام أن يقول المسلِّم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا السلام الكامل, وأقلّه: السلام عليكم. وفي السلام أجر عظيم وخير كثير, فإذا أُلقي كاملًا كان لملقيه ثلاثون حسنة, وإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله؛ كان له عشرون حسنة, وإذا ألقي بالأقل كان له عشر حسنات, روى أبو داود والترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم, فَرَدَّ عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشر» ثم جاء رجل آخر, فقال: السلام عليكم ورحمة الله, فرد عليه, ثم جلس, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون» ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وجلس، فقال: «ثلاثون» (4) المقصود: ثلاثون حسنة.
2_ السلام له إضافة لما سبق من الأجر فضائل وثمرات, فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: « تطعم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف » (5)ويدل هذا الحديث أيضاً على أن السنة إفشاء السلام وإشاعته على من عرفت ومن لم تعرف . كما أن السلام من أسباب المودة والألفة والمحبة بين المسلمين, وهي من أسباب دخول الجنة, روى الإمام مسلم رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا, أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم » (6) والسلام اسم من أسماء الله تعالى، فكأنّ المسلّم عندما يسلم يقول: أنتم في حفظ الله تعالى، وقيل: إن السلام دعاء بالسلامة.
3_ ذهب جمهور العلماء إلى أن الابتداء بالسلام سنة مؤكدة, وهذا هو المشهور حتى لا يكاد يعرف الكثير من الناس غيره ، ونقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن ابتداء السلام واجب في أحد القولين في مذهب أحمد ، وهو ظاهر ما نقل عن الظاهرية (7) عندالمالكية ( في غير المشهور ) أن الابتداء بالسلام من الواحد فرض (8)وقال ابن العربي: السلام فرض مع المعرفة ، سنة مع الجهالة (9) وعلى قول الجمهور هو سنة على الكفاية فإن كانوا جماعة فسلم واحد منهم كفى عن جميعهم ولو سلم كلهم كان أفضل وأكمل، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدكم ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدكم » أخرجه أبو داود (10) أما ردّه فقد أجمع العلماء على وجوبه ويدل عليه قوله تعالى : { وإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } والأمر للوجوب فهو واجب عينًا على المسلَّم عليه إذا كان واحدًا, وواجب على الكفاية إذا كانوا مجموعة, وإن ردوا جميعًا فهو أفضل.
******************** (1) رواه البخاري في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز برقم (1240) , ورواه مسلم (4/1705) في السلام، باب من حق المسلم للمسلم برقم (2162). (2) رواه مسلم (4/1705) في السلام، باب من حق المسلم للمسلم برقم (2162). (3) رواه مسلم (1/74) في الإيمان, باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون برقم (54). (4) رواه أبو داود في الأدب، باب كيف السلام؟ برقم (5195)، ورواه الترمذي في الاستئذان, باب ما ذكر في فضل السلام برقم (2690) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . (5) رواه البخاري في الإيمان, باب إطعام الطعام في الإسلام برقم (12), ومسلم (1/65) في الإيمان, باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل برقم (39) . (6) رواه مسلم (1/74) في الإيمان, باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون برقم (54). (7) الآداب الشرعية 1/374 . (8) حاشية العدوي على كفاية الطالب 2/435 . (9) أحكام القرآن لابن العربي 1/467 . (10) رواه أبو داود في الأدب، باب ما جاء في رد الواحد عن الجماعة برقم (5210) .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
أسأل الله الذي جمعنا في دنيا فانيه أن يجمعنا ثانيه في جنة قطوفها دانيه |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #19موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:45 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 18 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب الســــــلام ( 2-3 )
4_ صفة رد السلام أن يكون مثل السلام أو أفضل منه, فإذا سلَّم المسلِّم بالأقل, فالراد يرد بمثله أو يزيد: ورحمة الله, أو ورحمة الله وبركاته, وإذا سلَّم بالسلام الكامل فيرد كاملًا، ولا يرد بأنقص منه, قال سبحانه وتعالى( وإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) [النساء: ٨٦].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أي: إذا سلّم عليكم المسلِّم فردوا عليه أفضل مما سلَّم، أو ردوا عليه بمثل ما سلّم، فالزيادة مندوبة, والمماثلة مفروضة) اهـ كلامه رحمه الله. ويكون الرد بضمير الجمع وإن كان المسلِّم واحداً. ولا يزاد بعد البركة شيء عند الرد على السلام، ولو كان المبتدئ انتهى إلى البركة ، قال ابن عباس وابن عمر انتهى السلام إلى البركة كما ذكر الله عز وجل عن صالح عباده: (َرحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) [هود: 73] وكانا يكرهان أن يزيد أحد في السلام على قوله: وبركاته (1) .
5_ كراهية الابتداء بـ (عليك السلام (فعن جابر بن سليم الهجيمي رضي الله عنه أنه قال : أتيت النبي صلىالله عليه وسلم فقلت: عليك السلام. فقال: "لا تقل: عليك السلام، ولكن قل: السلامعليك". رواه الترمذي وعند أبي داود: "فإن عليكم السلام تحية الموتى" (2)
6_ من أحكام السلام: أنه يتلفظ به، بأن ينطق المسلّم بلفظ: (السلام عليكم) بما يُسمع المسلَّم عليه، والرد يكون كذلك، أما الإشارة باليد ونحوها فلا تعتبر سلامًا. فإذا كان المقام يقتضي الإشارة كمن يكون راكبًا في السيارة ـ مثلاً ـ ويريد أن يسلم على من هو واقف؛ فلابد من النطق مع الإشارة.
7_ يستحب تكرار السلام ثلاثاً إذا كان الجمع كثيراً ، أو شك في سماع المُسلم عليه، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا ) (3) وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كثيراً، وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فيسن الإعادة مرة ثانية وثالثة ولا يزيد على الثالثة (4) .
8_ إذا دخل المسلم مكاناً فيه أيقاظاً ونياماً فإنه يخفض صوته بالسلام فيسمع اليقظان ولا يوقظ النائم ، كما جاء في حديث المقداد بن الأسود قال: ( أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال: فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ..الحديث ) (5) .
9_ من أحكام السلام: أن يسلم الصغير على الكبير, والماشي على الجالس, والراكب على الماشي, والقليل على الكثير, روى البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يسلِّم الصغير على الكبير, والمار على القاعد، والقليل على الكثير» (6) .
10_ من السنّة إعادة السلام إذا افترق اثنان ثم تقابلا بدخول أو خروج, أو حال بينهما حائل، ثم تقابلا, ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر, ثم لقيه فليسلم عليه» (7) ، رواه أبو داود، قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية: (إسناده جيد). ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلمون: إشاعة السلام وإظهاره وإعلانه بينهم, حتى يكون شعارًا ظاهرًا لهم لا تُخص به فئة دون أخرى, أو إنسان دون آخر, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أفشوا السلام بينكم » (8) .
11 _ يستحب أن يسلم على نفسه إذا دخل بيته وكان خاليا قائلا: السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين. قال تعالى: ( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) [ النور: 61 ].
12_ يكره السلام على المتخلي ببول أو غائط باتفاق أهل العلم ، ويستحب لمن ألقي عليه السلام وهو يقضي حاجته أن يرد السلام بعد الوضوء تأسياً بالنبي صلى اللـه عليه وسلم، فقد روى المهاجر بن قنفذ رضي اللـه عنه أنه أتى النبي صلى اللـه عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، فقال: « إني كرهت أن أذكر اللـه عز وجل إلا على طهر » أو قال: « على طهارة » (9) رواه أبو داود .
******************************* (1) التمهيد لابن عبد البر 5/293 . (2) الترمذي رقم (2722) كتاب الاستئذان ، باب ماجاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئاً ، وقال: حديث حسن صحيح ، وأبو داود في الأدب ، باب كراهية أن يقول: عليك السلام برقم (5209) وصححهالألباني . (3) رواه البخاري في العلم ، باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه برقم (93) . (4) انظر رياض الصالحين للنووي باب كيفية السلام ص 291 ، وفتح الباري 11/29 . (5) رواه مسلم في كتاب الأشربة ، بابإكرام الضيف وفضل إيثاره (2055) (6) رواه البخاري في الاستئذان, باب تسليم القليل على الكثير برقم (6231) , ورواه مسلم (4/1703) في السلام، باب تسليم الراكب على الماشي برقم (2160) . (7) رواه أبو داود في الأدب، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه: أيسلم عليه؟ برقم (5200) . (8) رواه مسلم (1/74) في الإيمان, باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون برقم (54). (9) رواه أبو داود في الطهارة، باب في الرجل يرد السلام وهو يبول برقم (17) ، والنسائي في الطهارة، باب رد السلام بعد الوضوء برقم (38) .
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اللهم إني أحبهم فيك فاحببهم وأرضى عنهم وأعطهم حتى ترضى وأدخلهم جنتك آمين |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #20موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:46 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 19 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب الســــــلام ( 3-3 )
13_ يجوز للمصلي الرد بالإشارة في الصلاة ، ويكون الرد بالإشارة بباطن الكف إلى الأسفل، وقد جاء في حديث ابن عمر رضي اللـه عنه أنه قال: « خرج رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم إلى قباء يصلي، قال: فجاءته الأنصار، فسلموا عليه، وهو يصلي، قال: فقلت: لبلال: كيف رأيت رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال يقول هكذا ، وبسط كفه ، وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق... » (1) رواه أبو داود .
ويجوز بدء قارئ القرآن السلام وعليه أن يرد السلام؛ لأنه لم يثبت دليل شرعي على المنع من ذلك ، والأصل عموم الأدلة في مشروعية البدء بالسلام ، والرد على من سلم ، حتى يثبت ما يخصص ذلك من الأدلة . ولا يجوز لمن دخل والإمام يخطب يوم الجمعة إذا كان يسمع الخطبة أن يبدأ بالسلام من في المسجد ، وليس لمن في المسجد أن يرد عليه والإمام يخطب ، ولكن إن رد عليه بالإشارة جاز . وإذا سلم عليه أحد أثناء الخطبة ، فعليه أن يرد السلام مصافحة دون الكلام ، ويرد بالكلام بعد انتهاء الخطيب من الخطبة الأولى ، وإن سلم والإمام يخطب الخطبة الثانية فيسلم عليه بعد انتهاء الخطيب من الخطبة الثانية .
14_ من الأخطاء الشائعة: ما انتشر بين بعض المسلمين؛ تقليدًا لغيرهم, من إبدال تحية المسلمين ببعض الألفاظ الأخرى دون التلفظ بالسلام، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير, أو مرحبًا وأهلاً وسهلاً، ونحو ذلك من هذه العبارات التي لا ينبغي أن يبدأ بها المسلِّم أو أن يردَّ بها، فتحية المسلمين السلام, ولكن لا مانع من ذكر بعض هذه العبارات المحببة إلى النفوس بعد أن يسلِّم المسلم, أو بعد أن يرد الراد، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مرحبًا بأم هانئ» (2) .
15_ ما ذُكر من أحكام السلام إنما هو بين المسلمين, أما الكافر فلا يُبدأ بالسلام, وإذا سلَّم فيرد عليه بمثل ما روى أنس رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الكتاب يسلمون علينا فكيف نرد عليهم؟ قال: « قولوا: وعليكم » (3) ، لكن إذا كان المكان فيه مسلمون وكفار، فيسلم عليهم ويقصد المسلمين, فقد روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان, فسلّم عليهم (4) .
وأما بالنسبة لأهل المعاصي ، فمن حقهم السلام عليهم ويجب عليهم الرد، إلا إن كان في ترك السلام عليهم مصلحة راجحة، كأن يرتدع العاصي وينتهي عن معصيته . وكذا أهل البدع إلا إن كانت البدعة مكفرة فلا يسلم عليه.
16_ القيام لأجل السلام: ذكر أهل العلم فيه ثلاثة أقسام :
أ . القيام إلى الرجل وهذا لا بأس ، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: ( قوموا إلى سيدكم ) (5) .
ب . القيام للرجل وهذا لا بأس به لاسيما إذا اعتاد الناس ذلك ، ويرى القادم أن عدم القيام له امتهان ، وإن كان الأولى تركه كما في السنة، لكن إذا اعتاده فلا حرج.
ج . القيام عليه : كأن يكون جالساً ويقوم واحد على رأسه تعظيماً له ، فهذا مما لا ينبغي فعله.
***************************** (1) رواه أبو داود في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة برقم (927) . (2) رواه البخاري في الأدب، باب قول الرجل: (مرحبًا) برقم (357) . (3) رواه البخاري في الاستئذان, باب كيف الرد على أهل الذمة؟ برقم (6258) ، ورواه مسلم (4/1705) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام برقم (2163). (4) رواه البخاري في الاستئذان, باب التسليم في مجلس فيه أخلاط برقم (6254), ومسلم (3/1422) في الجهاد، باب في دعاء النبي ه وصبره على أذى المنافقين برقم (1798). (5) رواه البخاري في الاستئذان, باب قوله النبي صلى الله عليه وسلم: ( قوموا إلى سيدكم ) برقم (6262), ومسلم (3/1422) في الجهاد، باب جواز قتال من نقض العهد.. برقم (1768).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
الله يكتب لكم بكل خطوة سعادة وكل نظرة عبادة وكل بسمة شهادة وكل رزق زيادة |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #21موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:58 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 20 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب العطاس ( 1-2 )
العطاس من الأمور التي تعتري الناس, وأسبابه متعددة, ومما قيل فيها: إنها أبخرة في الرأس, فإذا عطس الإنسان خرجت هذه الأبخرة وخف الرأس بعد أن كان متأثرًا بها، وهو بلا شك نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان تستحق الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى، وذلك بخروج الأبخرة المحتقنة في الدماغ التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواءً عسرة,لذلك كان من محاسن ديننا أن شرع الله لنا دعاءً نقوله بعد العطاس حمداً لله على هذه النعمة مع بقاء الأعضاء على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها , روى البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يحب العطاس, ويكره التثاؤب, فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان, فليرده ما استطاع, فإذا قال: ها, ضحك منه الشيطان»(1) .
ولذلك شرع في حق العاطس أنه إذا عطس أن يحمد الله تعالى، فإذا حمده سبحانه, وسمعه من عنده, دعا له بالرحمة, حيث يقول: يرحمك الله, ثم يرد عليه العاطس بقوله: يهديكم الله ويصلح بالكم .
ومن آداب العطاس :
1_ التقيد بألفاظ الحمد والرحمة والهداية كما ثبت في السنة :
من حق العاطس إذا حمد الله أن يُشمّت، والتشميت هو الدعاء بالرحمة, وهو من حق المسلم على المسلم كما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام, وعيادة المريض, واتباع الجنائز, وإجابة الدعوة, وتشميت العاطس »(2) ، وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه »(3) . وروى البخاري أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله, فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم»(4) ، بالكم: أي شأنكم.
2_ لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله:
إذا لم يقل العاطس: الحمد لله فلا يشمت؛ لما روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر, فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمَّته, وعطست فلم تشمتني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله تعالى»(5) . وعن أبي موسى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ) (6) .
3_ وضع اليد أو المنديل على الفم ، وخفض صوته ما أمكن :
السنة للعاطس: أن يضع يده أو ثوبه أو نحوهما على فمه، وأن يخفض صوته، روى أبو داود والترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض أو غض بها صوته) (7) .
وفي ذلك من الفوائد ما لا يخفى ، ومن ذلك :
1) فيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .
2) انخفاض صوت العاطس ، و عدم نشر الضوضاء و التشويش على الآخرين لاسيما في الأماكن العامة.
3) أن العاطس لا يأمن – غالباً- من خروج شيء من فمه فاستحب له أن يضع يده على فيه ، لكف الأذى عن الآخرين .
4) لعدم نشر العدوى إذا كان العطاس بسبب مرض .
****************************************** (1) رواه البخاري (10/607) برقم (6223) في الأدب، باب ما يُستحب من العاطس... (2) رواه البخاري في الجنائز، باب الأمر باتباع الجنائز برقم (1240) , ورواه مسلم في السلام، باب من حق المسلم للمسلم برقم (2162). (3) رواه مسلم (4/1705) في السلام، باب من حق المسلم للمسلم برقم (2162). (4) رواه البخاري في الأدب، باب إذا عطس كيف يُشمّت؟ برقم (6224). (5) رواه البخاري في الأدب، باب لا يُشمّت العاطس إذا لم يحمد الله برقم (6225)، ومسلم في الزهد والرقائق, باب تشميت العاطس برقم (2991). (6) رواه مسلم في الزهد والرقائق, باب تشميت العاطس برقم (2992). (7) رواه أبو داود في الأدب، باب في العطاس برقم (5029)، والترمذي في الاستئذان, باب ما جاء في خفض الصوت برقم: (2746).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
أروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب الحب في الله |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #22موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 8:59 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 21 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب العطاس ( 2-2 )
4_ إذا كان العطاس بسبب مرض :
إذا زاد العطاس على ثلاث فلا يشمت لأنه زكام؛ لما جاء عن سلمه بن الأكوع أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده فقال له: (يرحمك الله) ، ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل مزكوم) (1) . وعن أبي هريرة قال: (شمت أخاك ثلاثا فما زاد فهو زكام) (2)
قال النووي: واختلف العلماء فيه ، فقال ابن العربي المالكي : قيل : يقال له في الثانية : إنك مزكوم ، وقيل : يقال له في الثالثة ،وقيل : في الرابعة ، والأصح أنه في الثالثة.
قال : والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعد هذا ، لأن هذا الذي بك زكام ومرض ، لا خفة العطاس. فإن قيل : فإذا كان مرضا ، فكان ينبغي أن يدعى له ويشمت ، لأنه أحق بالدعاء من غيره ؟ فالجواب أنه يستحب أن يدعى له لكن غير دعاء العطاس المشروع ، بل دعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة ونحو ذلك ، ولا يكون من باب التشميت.(3)
قال ابن القيم: قوله في الحديث : الرجل مزكوم تنبيه على الدعاء له بالعافية لأن الزكمة علة وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولا يهملها فيصعب أمرها فكلامه صلى الله عليه و سلم كله حكمة ورحمة وعلم وهدى .(4)
5_ تشميت غير المسلم بـ ( يهديكم الله ) :
يجوز تشميت أهل الذمة إذا حمدوا الله بعد عطاسهم بــ"يهديكم الله ويصلح بالكم " لما ورد عن أبي موسى الأشعري قال : كانت اليهود تعاطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لها : يرحمكم الله ، فكان يقول: (يهديكم الله ويصلح بالكم)(5) . ولا يدعى لهم بالرحمة والمغفرة فهم ليسوا أهلاً لذلك .
6_ من أحكام العطاس في الصلاة:
يجوز لمن عطس في الصلاة أن يحمد الله ، ولا يجوز لمن سمعه أن يشمته ، وإذا عطس والإمام يخطب خطبة الجمعة فإنه يحمد الله تعالى إلا أنه لا يُشمت ، لأن الإنصات للخطبة واجب .
7_ من أحكام العطاس:
من عطس وهو في حالة يمتنع عليه فيها ذكر الله - كما إذا كان في الخلاء - فلو خالف فحمد الله تعالى في تلك الحالة فلا يستحق التشميت لأن الذكر منهي عنه في الخلاء .
*****************************************
(1) رواه مسلم في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب برقم: (2993). (2) رواه أبو داود في الأدب، باب كم مرة يشمت العاطس مرفوعاً وموقوفاً برقم: (5034، 5035). (3) الأذكار للنووي 1/274 . (4) زاد المعاد لابن القيم 2/401 . (5) رواه أبو داود في الأدب، باب كيف يشمت الذمي برقم: (5038).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اصحابي .....اللهم أرح قلوبهم و نور دروبهم و كن حسيبهم فهم فيك احبهم |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #23موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 9:01 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 22 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب التثاؤب
1_- رد التثاؤب ما استطاع :
فمن تثاءب في صلاته فليمنع التثاؤب ما استطاع لما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) (1) . وفي رواية البخاري : ( التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان ) (2) . وفي رواية أخرى : ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ) (3) .
ومعنى قوله: (التثاؤب من الشيطان) أي: أن الشيطان يحب التثاؤب، وهو مبعث التثاؤب، وكل فعلٍ مكروه ينسبه الشرع إلى الشيطان؛ لأنه واسطته، والتثاؤب من امتلاء البطن، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بواسطة الشيطان، وأضيف التثاؤب إلى الشيطان -كما يقول النووي رحمه الله- لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه التثاؤب وهو التوسع في الأكل .
2_ وضع اليد على الفم إذا ملكه التثاؤب:
إن لم يستطع أن يبقي فمه مغلقاً فليضع يده على فيه فيغطي فمه بيده لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل ) وفي رواية: ( إذا تثاوب أحدكم في الصلاة ..) (4) .
قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم التثاوب في الصلاة . قال إبراهيم : أني لأردّ التثاوب بالتنحنح . قال ابن العربي : ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة ، وإنما خصّ الصلاة لأنها أولى الأحوال بِدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة .نقله ابن حجر في الفتح.
قال النووي : قال العلماءأَمر بكظم التثاؤب وردّه ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده منتشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه.
3_ كراهية رفع الصوت عند التثاؤب :
للأمر بالكظم ورده ما استطاع في حديث أبي هريرة السابق . ومن ذلك: أن المصلي أو قارئ القرآن إذا تثاءب أثناء قراءة القرآن فعليه أن يكف عن القراءة حتى ينتهي من مقاومة التثاؤب؛ لأن التثاؤب يغير نظم القراءة، وربما تتغير الحروف، وجاء عن مجاهد وعكرمه وعدد من التابعين المشهورين هذا، وهو الأمر بالإمساك عن القراءة حال التثاؤب، وحكم التثاؤب في الصلاة مكروه إذا أمكن دفعه، وينبغي عليه مجاهدة نفسه للأمر الوارد في الحديث .
4_ عدم مشروعية التعوذ عند التثاؤب :
لايُشرع التعوّذ عند التثاؤب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّم أمّته ما يُشْرَععند التثاؤب، وهو وضع اليد وكَظْم التثاؤب ، ولم يأمرهمبالاستعاذة، والأحاديث في الصحيحين وفي غيرهماليس فيها مشروعية الاستعاذة عند التثاؤب ، بل فيها مشروعية وضع اليد وكظم التثاؤبوعدم إصدار صوت .
5_ أسباب كراهـة التثــــاؤب:
هناك العديد من الأسباب الشرعية لكراهة التثاؤب ، منها: أولاً: أنها صفة مذمومة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يكرهها كما في الحديث السابق : ( إن الله يحب العطاس،ويكره التثاؤب ..) رواه البخاري. ثانياً: أنها من الشيطان، وما كان من الشيطان فهو مذموم. قال صلى الله عليه وسلم: ( التثاؤب من الشيطان ..) رواه البخاري ومسلم ثالثاً: إن الشيطان يضحك على الإنسان أثناء تثاؤبه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا تثاءب أحدكم فليرُدُّهُ ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) رواه البخاري. والشيطان يحب أن يرى تثاؤب الإنسان؛ لأنها حالة مثلة وتغيير لصورته، كما أنه يدخل مع التثاؤب إلى جوف الشخص. رابعاً: أنه دليل على الكسل وعلامة من علامات الفتور الذي يفرح الشيطان به لأنه يعلم أن العبد إذا تثاءب فإنه يكسل عن العبادات والطاعات. والله تعالى أعلم. *******************************
(1) رواه مسلم في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب برقم (2994). (2) رواه البخاري في بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده برقم (3289). (3) رواه البخاري في الأدب ، باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه برقم (6226). (4) رواه مسلم في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب برقم (2995).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
اصحابي ...اللهم صبحهم بما يسرهم وكف عنهم ما يضرهم ويسر لهم دروبهم واجمعني في جنتك بهم |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #24موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 9:02 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 23 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب الدعــــــــاء ( 1 )
إن الله تعالى يحب أن يُسأل ، ويُرغبَ إليه في كل شيء ، ويغضب على من لم يسأله ، ويستدعي من عباده سؤاله ، قال الله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: آية 60) . وللدعاء من الدين منزلة عالية رفيعة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) رواه الترمذي (1) .
آداب الدعـــــــــــــــــاء :
1. أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد ، فشرط إجابة الله للدعاء : استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته ، قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (سورة البقرة: آية 186) .
2. الإخلاص لله تعالى في الدعاء ، قال الله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (سورة البينة: آية 5) ، والدعاء هو العبادة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالإخلاص شرط لقبوله .
3. أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى ، قال الله تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ) (سورة الأعراف: آية 180) .
4. أن يبدأ قبل الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ). رواه الترمذي. وفي رواية له: ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) (2) .
5. ثم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم للحديث السابق .
6. استقبال القبلة ، عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ) فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ . . . الحديث رواه مسلم (3).
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: فِيهِ اِسْتِحْبَاب اِسْتِقْبَال الْقِبْلَة فِي الدُّعَاء ، وَرَفْع الْيَدَيْنِ فِيهِ .
************************ (1) جامع الترمذي برقم (3372) وأبو داود (1479) وابن ماجه (3828) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح . (2) جامع الترمذي (3476 ، 3477) قال أبو عيسى عن الرواية الأولى: هذا حديث حسن ، وقال عن الرواية الثانية: هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان . (3) صحيح مسلم : كتاب المغازي، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم برقم ( 1763 ).
❖♡♥♡۩ يتبــــع ۩♡♥♡❖
إلهي مـع كل صباح ومســاء أجعل احبــتي احب واقرب الناس اليـــك وارزقهم من حيث لا يحتسبون وأجعلهم في الدنيا هادين مهتدين وفي الاخره في الفردوس منعمــــين ... آمين |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #25موضوع: رد: كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته الإثنين يناير 12, 2015 9:03 am | |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته ●▬▬▬▬▬▬ஜ۩ 24 ۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
آداب الدعــــــــاء ( 2 )
ومن آداب الدعاء أيضاً :
7. رفع اليدين ، عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ) . رواه أبو داود (1).
كما يدل على استحباب رفع الأيدي في الدعاء حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه السابق وفيه: (ثم مد يديه )، وكذا فعل ا بن عمر رضي الله عنهما فإنه كان يرفع يديه مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى وكان يرمي جمرة العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول: ( هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله)(2)
ويكون باطن الكف إلى السماء على صفة الطالب المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى ، روى أبو داود (1486) عن مَالِكِ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ) (3)،. وهل يضم يديه عند رفعهما أو يجعل بينهما فرجة ؟
نص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (4/25) أنها تكون مضمومة . ونص كلامه : " وأما التفريج والمباعدة بينهما فلا أعلم له أصلا لا في السنة ولا في كلام العلماء " انتهى .
8. حضور القلب من أسباب قبول الدعاء: حضور قلب الداعي، من الأسباب التي تقرب من إجابة دعائه، وعموم النصوص تدل على ذلك كقوله تعالى( ادعو ربكم تضرعاً وخفية) سورة الأعراف 55. وقوله: ( وادعوه خوفاً وطمعا) سورة الأعراف 56 . ، فإن الدعاء بتضرع وخفية وخوف وطمع يستلزم - ولا بد – حضور قلب الداعي، وهو ظاهر. أما حديث: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غاف لاه ) (4) ، فإنه ضعيف ، قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفيه صالح بن بشير البصري الزاهد المعروف بصالح المري ، وهو منكر الحديث كما قال البخاري.
9. الإكثار من المسألة ، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ، والإلحاح في الدعاء ، وعدم استعجال الاستجابة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ) (5) متفق عليه.
فعليه أن يواصل الدعاء وأن يُلح فيه ، فالله عز وجل يحب الملحين في الدعاء ، فإذا تأخرت الإجابة فربما كان تأخيرها خيراً للعبد وهو لا يدري ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( مامن مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث :إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا: إذاً نكثر ، قال الله أكثر) (6) الله أكثر- أي: فضل الله وعطاياه لا تحد وكنوزه لا تنفذ، فهو واسع الجود واسع الرحمة.
10. الجزم في الدعاء وأن يوقن بالإجابة ويصدق رجاءه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّ اللهَ لا مُكْرِهَ لَهُ ) (7) متفق عليه.
11. التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، قال الله تعالى : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف/55)، وقال : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء/90 )، وقال : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) (سورة الأعراف آية :205) .
12. الدعاء ثلاثاً ، روى البخاري (240) ومسلم (1794) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالأَمْسِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلا جَزُورِ بَنِي فُلانٍ فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ ، فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، قَالَ : فَاسْتَضْحَكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ . وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ - وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا ، وَإِذَا سأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا - ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمْ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ - وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ - فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ) رواه البخاري (240) ومسلم (1794) .
13. إطابة المأكل والملبس ، روى مسلم (1015) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم (1015) قال ابن رجب رحمه الله : فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء ا.هـ .
******************************
(1) سنن أبي داود : كتاب الوتر ، باب الدعاء برقم ( 1488 ) والترمذي (3556) وابن ماجه (3865) وأحمد 5/438 وغيرهم ، والصواب فيه الوقف على سلمان رضي الله عنه، وله شواهد من حديث جابرعند أبي يعلى والطبراني في الأوسط، ومن حديث أنس عند الحاكم فلعل أحدهما يعضد الآخر فيحسن الحديث بمجموعهما. ويؤيده حديث أبي هريرة عند مسلم وفيه: ( .. يمد يديه إلى السماء : يا رب، يا رب ..). (2) رواه البخاري(1751). (3) سنن أبي داود : كتاب الوتر ، باب الدعاء برقم (1486) (4) رواه اترمذي (5) صحيح البخاري : كتاب ، باب برقم (6340). (6) رواه أحمد في مسنده3/ 18وصحيح مسلم : كتاب ، باب برقم (2735). (7)صحيح البخاري : كتاب ، باب برقم (6339). وصحيح مسلم : كتاب ، باب برقم (2679).
شبكة السنة النبوية وعلومها
●▬▬▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬▬▬●
اللهم أنت أعطيتني خير أصحاب في الدنيا دون أن أسألك فلا تحرمني من صحبتهم في الجنه وأنا أسألك أللهم أسعدهم وفرج همهم وحقق لهم مايتمنوا وأجعل الجنه مقرا لهم أللهم لاترد دعواتي لهم فأني فيك أحبهم.
♥⁀˚⋆.‿♥ محبكم في الله ♥⁀˚⋆.‿♥ |
|
| |
| كلام بعض اهل العلم في تعريف الادب وضرورته | |
|