الرجل يحتاج أنثى تقوم بدور الحبيبة و الأم و الابنة .. باختصار يحتاج امرأة ذكية
الرجل قلب طفل يهفو إلى من تدلعه و تلاعبه،بشرط ألا تصارحه أنه طفل
الرجل هو صاحب القرار فى الحب أم المرأة ؟!
الرجل طفل كبير : هذا المفهوم كنت أعتقد أنه من قبيل الكلمات المرسلة و
التى يستخدمها الناس بلا وعى فى مزاحهم ، و لكننى وجدت إلحاحاً على معناه
فى أكثر من دراسة و إستطلاع لرأى الرجال و النساء ، و يبدو أن هناك شبه
إتفاق على هذه الصفة فى الرجل ، فعلى الرغم من تميزه الذكورى ، و استحقاقه
غالباً و ليس دائماً للـ قوامة و رغبته فى الإقتران من أكثر من امرأة ،
إلا أنه يحمل فى داخله قلب طفل يهفو إلى من تدلله و تلاعبه ، بشرط ألا
تصارحه أنه طفل ، لأنها لو صارحته فكأنها تكشف عورته ، و لذلك تقول إحدى
النساء بأن من تستطيع أت تتعامل مع الأطفال بنجاح غالباً ما تنجح فى
التعامل مع الرجل و المرأة الذكية هى القادرة على القيام بادوار متعددة فى
حياة الرجل ، فهى أحياناً أم ترعى طفولته الكامنة ، و أحياناً أنثى توقظ
فيه رجولته ، و أحياناً صديقة تشاركه همومه و أفكاره و طموحاته ، و
أحياناً ابنه تستثير فيه مشاعر أبوته .. و هكذا ، و كلما تعددت و تغيرت
أدوار المرأة فى مرونة و تجدد فإنها تسعد زوجها كأى طفل يسأم لعبة بسرعة و
يريد تجديداً دائماً ، أما إذا ثبتت الصورة و تقلصت أدوار المرأة فإن هذا
نذير بـ تحول إهتمامه نحو ما هو جذاب و مثير و جديد ( كأى طفل - مع
الإعتذار للـ زعماء من الرجال ) .
الطمع الذكورى : هو إحدى صفات الرجل حيث يريد دائماًَ المزيد و لا يقنع
بما لديه خاصة فيما يخص المرأة و عطاءها ، فهو يريد الجمال فى زوجته و
يريد الذكاء و يريدد الحنان و يريد الرعاية له و لأولاده ، و يريد الحب و
يريد منها كل شئ ، و مع هذا ربما بل كثيراً ما تتطلع عينه و يهفو قلبه
لأخرى أو أخريات ، و هذا الميل للإستزادة ربما يكون مرتبطاً بصفة التعددية
لدى الرجل ، و ربما تكون هاتان الصفتان ( الميل للـ تعددية و الطمع
الذكورى ) خادمتين للطبيعة الإنسانية و لإستمرار الحياه ، فنظراً لتعرض
الرجل لأخطار الحروب و أخطار السفر و العمل نجد دائماً و فى كل المجتمعات
زيادة فى نسبة النساء مقارنة بـ الرجال ، و هذا يستدعى فى بعض الأحيان أن
يعدد الرجل زوجاته أو يعدد علاقاته حسب قيم و تقاليد و أديان مجتمعه و ذلك
لتغطية الفائض فى أعداد النساء ، و المرأة الذكية هى التى تستطيع سد نهم
زوجها و ذلك بأن تكون متعة للـ حواس الخمس ( كما يجب أن يكون هو أيضاً
كذلك ) و هذه التعددية فى الإمتاع و الإستمتاع تعمل على ثبات و إستقرار و
أحادية العلاقة الزوجية لزوج لديه ميل فطرى للـ تعدد ، و لديه قلب طفل
يسعى لكل ما هو مثير و جديد و جذاب .
* الرجل يحب بعينيه غالباًُ ( و المرأة تحب بـ أذنها و قلبها غالباً ) : و
هذا لا يعنى تعطيل بقية الحواس و إنما نحن نعنى الحاسة الأكثر نشاطاً لدى
الرجل ، و هى حاسة النظر ، و هذا يستدعى إهتماماً من المرأة بما تقع عليه
عين زوجها فهو الرسالة الأكثر تأثيراً ( كما يستدعى من الرجل إهتماماً بما
تسمعه أذن زوجته و ما يشعر به قلبها تبعاً لذلك ) ،و ربما نستطيع فهم ولع
المرأة بـ الزينة على إختلاف أشكالها ، و قول الله تعالى عنها " أو من
ينشأ فى الحلية و هو فى الخصام " دليلاً على قوة جذب ما تراه عين الرجل
على قلبه و بقية كيانه النفسى ، ثم تأتى بقية الحواس كـ الأذن و الانف و
التذوق و اللمس لتكمل منظومة الإدراك لدى الرجل ، و لكن الشرارة الأولى
تبدأ من العين و لهذا خلق الله تعالى الأنثى و فى وجهها و جسدها مقاييس
عالية للـ جمال و التناسق تلذ به الأعين ، و لم يحرم الله امرأة من مظهر
جمال يتوق إليه رجل .
و الرجل شديد االإنبهار بـ جمال المرأة و مظهرها و ربما يشغله ذلك و لو
إلى حين عن جوهرها و روحها و أخلاقها ، و هذا يجعله يقع فى مشكلات كثيرة
بسبب هذا الإنبهار و الإنجذاب بالشكل ، و هذا الإبهار و الإنجذاب ليس
قاصراً على البسطاء أو الصغار من الرجال و إنما يمتد ليشمل أغلب الرجال
على إرتفاع ثقافتهم و رجاحة عقلهم .
* الرجل صاحب الإرادة المنفذة و المرأة صاحبة الإرادة المحركة فكثيراً ما
نرى المرأة تلعب دوراً اساسياً فى التدبير و التخطيط و التوجيه و الإيحاء
للـ رجل ، ثم يقوم الرجل بتحويل كل هذا إلى عمل تنفيذى و هو يعتقد انه هو
الذى قام بكل شئ .. خاصة إذا كانت المرأة ذكية و إكتفت بتحريك إرادته دون
أن تعلن ذلك أو تتفاخر به .
و فى علاقة الرجل بـ المرأة نجد فى أغلب الحالات المرأة هى التى تختار
الرجل الذى تحبه ، ثم تعطيه الإشارة و تفتح له الطريق و تسهل له المرور ..
و توهمه بأنه هو الذى أحبها و إختارها و قرر الزواج منها فى حين أنها هى
صاحبة القرار فى الحقيقة و حتى فى المجتمعات التقليدية مثل صعيد مصر أو
المجتمعات البدوية نجد أن المرأة رغم عدم ظهورها على السطح إلا أنها تقوم
غالباً بـ التخطيط و الإقتراح و التوجيه و التدبير ، ثم تترك لـ زوجها
فرصة الخروج أمام الناس ، و هو يبرم شاربه و يعلن قراراته و يفخر بذلك
أمام أقرانه من رؤساء العشائر و القبائل .
* بين الذكورة و الرجولة : ليس كل ذكر رجلاً ، فـ الرجولة ليست مجرد تركيب
تشريحى أو وظائف فسيولوجية ، و لكن الرجولة مجموعة صفات تواتر الإتفاق
عليها مثل القوة و العدل و الرحمة و المروءة و الشهامة و الشجاعة و
التضحية و الصدق و التسامح و العفو و الرعاية و الإحتواء و القيادة و
الحماية و المسئولية .
و قد نفتقد هذه الصفات الرجولية فى شخص ذكر و قد نجدها أو بعضها فى امرأة
و عندئذ نقول بأنها إمرأة كـ الرجال أو امرأة بـ ألف رجل لأنها إكتسبت
صفات الرجولة الحميدة و هذا لا يعنى أنها امرأة مسترجلة فهذا أمر آخر غير
محمود فى المرأة و هو أن تكتسب صفات الرجولة الشكلية دون جوهر الرجولة .
* الرجل يهتم بـ العموميات خاصة فيما يخص أمور الأسرة ( فى حين تهتم
المرأة بالتفاصيل ) فنجد ان الرجل لا يحيط بكثير من تفاصيل إحتياجات
الاولاد أو مشكلاتهم و إنما يكتفى بـ معرفة عامة عن أحوالهم فى حين تعرف
الأم كل تفاصيل ملابسهم و دروسهم و مشكلاتهم .. و هذا الوضع ينقلب فى
الحياه العامة حيث نجد الرجل أكثر إهتماماً بـ تفاصيل شئون عمله و الشئون
العامة ، أى أن الإهتمام هنا إهتمام انتقائى ، و ربما يكون هذا كامناً خلف
الذاكرة الإنتقائية لكل من الرجل و المرأة ، تلك الظاهرة التى جعلت شهادة
الرجل أمام القضاء ، تعدل شهادة امرأتين و هذا ليس انتقاصاً من ذاكرة
المراة ، و إنما يرجع لذاكرتها الإنتقائية الموجهة بقوة داخل حياتها
الشخصية و بيتها ، فى حين تتوجه ذاكرة الرجل التفصيلية نحو الحياه العامة .