روحانيات ‘يمانيه
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَمِّ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.
===============================
حكمة اليوم
عقبى الأخرق مضرة، والمتعسف لا تروح له مسرة.
================================
في رحاب آيـة
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}
الإسراء: 64
من رحمة الله بخلقه أنه خلقهم ولم يتركهم فرادى على الطريق تتناوشهم عوامل الغواية والهدى وإنما وضح لهم الطريق ومزالقه وهذه الآيات تعد تجسيما لوسائل الغواية والإحاطة، والاستيلاء على القلوب والمشاعر والعقول. فهي المعركة الصاخبة، تستخدم فيها الأصوات والخيل والرَّجل على طريقة المعارك والمبارزات. يرسل فيها الصوت فيزعج الخصوم ويخرجهم من مراكزهم الحصينة، أو يستدرجهم للفخ المنصوب والمكيدة المدبرة. فإذا استدرجوا إلى العراء أخذتهم الخيل، وأحاطت بهم الرجال! {وشاركهم في الأموال والأولاد}، وهذه الشركة تتمثل في أوهام الوثنية الجاهلية، إذ كانوا يجعلون في أموالهم وأولادهم نذورا للآلهة أو عبيدا لها - فهي للشيطان -، كما تتمثل في كل مال يجبى من حرام، أو يتصرف فيه بغير حق، أو ينفق في إثم. وفي كل ولد يجيء من حرام. ففيه شركة للشيطان، والتعبير يصور في عمومه شركة تقوم بين إبليس وأتباعه تشمل الأموال والأولاد وهما قوام الحياة! وإبليس مأذون في أن يستخدم وسائله كلها، ومنها الوعود المغرية المخادعة: {وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}، ولعل أشد الوعود إغراء الوعد بالعفو والمغفرة بعد الذنب والخطيئة؛ وهي الثغرة التي يدخل منها الشيطان على كثير من القلوب التي يعز عليه غزوها من ناحية المجاهرة بالمعصية والمكابرة. فيتلطف حينئذ إلى تلك النفوس المتحرجة، ويزين لها الخطيئة وهو يلوح لها بسعة الرحمة الإلهية وشمول العفو والمغفرة! فعلى الإنسان أن يحذر من كل هذه الوسائل ويحصن نفسه من عدوه، وليس بعد الاحتماء في جناب الله من حصن فهلموا عباد الله إلى رحاب الله.
=====================================
حـديث اليــوم
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته.
رواه مسلم.
يا لها من رحمة طالت كل شيء حتى العجماوات، ويا له من إحسان يشيعه الإسلام في كل من استظل بظله، وعاش تحت سمائه؛ حتى لو كان من البهائم. فقوله (فأحسنوا القتلة) عام في القتل من الذبائح، والقتل قصاصاً أو في حد ونحو ذلك. ومعنى إحسان القتل: أن يجتهد في ذلك ولا يقصد التعذيب؛ وإحسان الذبح في البهائم: أن يرفق بالبهيمة ولا يصرعها بغتة، ولا يجرها من موضع إلى موضع، وأن يوجهها إلى القبلة ويسمى ويحمد، ويقطع الحلقوم والودجين، ويتركها إلى أن تبرد، والاعتراف لله تعالى بالمنة والشكر على نعمه، فإنه سبحانه سخر لنا ما لو شاء لسلطه علينا، وأباح لنا ما لو شاء لحرمه علينا. فيا له من دين عظيم، ويا له من تشريع حكيم، ويا له من نبي رحيم.
======================================
من قصص الصالحين
إذا سألت فاسأل الله
ذات يوم خرج أبو حازم من عند سليمان بن عبد الملك، فبعث إليه بمائة دينار، وكتب إليه، أن أنفقها ولك عندي مثلها كثير... فردها عليه أبو حازم وكتب إليه: يا أمير المؤمنين؟! أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلا، أوردي عليك بذلا، وما أرضاها لك، فكيف أرضاها لنفسي؟! إن موسى بن عمران عليه السلام لما ورد ماء (مدين) وجد عليه رعاء يسقون، ووجد من دونهم جاريتين تذودان، فسألهما (فقالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير، فسقا لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)، ذلك لأنه كان جائعا خائفا لا يأمن، فسأل ربه ولم يسأل الناس، فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان، فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله، فقال أبوهما ـ وهو شعيب عليه السلام ـ هذا رجل جائع. وقال لإحداهما: اذهبي فادعيه، فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فشق على موسى ذكر أجر ما سقيت، ولم يجد بداً من أن يتبعها، لأنه كان بين الجبال جائعا مستوحشا... وحين دخل موسى على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ، فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعش! فقال موسى! أعوذ بالله! فقال له شعيب: لم؟! أما أنت جائع؟ قال موسى: بلى، ولكني أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا. قال شعيب: لا يا شاب! ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف ونطعم الطعام، فجلس موسى وأكل. قال أبو حازم في كتابه إلى سليمان: فإن كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدثت، فالميتة والدم ولحم الخنزير في حالة الاضطرار أحب إلي من هذه. وإن كان لحق لي في بيت المال، فلي فيه نظراء، فإن ساويت بيننا، وإلا فليس لي فيها حاجة. لقد كان أبو حازم عليه رضوان الله يعد العلم (عبادة) ولا يعده (تجارة)، ولذلك عرف مكانة العلم والعلماء وحرص على عزة العلم والعلماء، رضي الله عنه وأرضاه.
================================
رجاء وليس امرا ان كنت لن تقرا هذه الرسالة فرجاء ان ترسلها لاصدقائك علها تكون سببا فى هداية الاخرين
وجزاكم الله كل الخير
--------------------