ترك هوي النفس
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره
ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى
فلامضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما
بعـــد............
فإن
أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله
وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في
النار ، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
_____________________________________________
الهوى
يهوى بصاحبه إلي الدرك الأسفل ومن عافاه الله عز وجل من داء الهوى سيسهل
عليه أن يتبع الوحى المنزل لأن الهوى قسيم الضد للوحى:
1-قال
تعالي (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ
أَهْوَاءَهُمْ)
2-
وقال تعالي(وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
الهوي
هو قسمة الضد للوحي
سبب
الفتور:...أكبر اشكالية تجعلنا نفتر بعض رمضان أو
عموما هي اتباع الهوى .
فمن
اتبع الهوي وركب جواده أخذ به في شعب الإيمان.
يقول
ابن الجوزي لأحد العصاة:
(بالله عليكَ يا مرفوعَ
القدر بالتقوى لا تبع عزها بذُلِ المعاصى وصابر عطشَ الهوى في هجيرِ
المشتهى وإن أمض و أرمض فإذا بلغتَ النهايةَ من الصبرِ فاحتكم و قل فهو
مقام من لو أقسم علي اللهِ لأبره تالله لولا صبرُ عمرَ ما انبسطت يده بضرب
يدهُ يضرب الأرض بالدِرة. ولولا جد أنس بن النضر في ترك هواه، وقد سمعت من
آثار عزمته: [ لئن أشهدني الله مشهدا ليرين الله ما أصنع، فأقبل يومَ أحدٍ
يقاتل حتى قُتِلَ فلم يُعرفَ إلا ببنانهِ) فلولا هذا العزمُ ما كان انبساط
وجههِ يومَ حلفَ والله لا تُكسر سن الربيع. بالله عليك تذوق حلاوة الكف عن
المنهى، فإنها شجرةٌٌ تثمر عز الدنيا وشرفَ الآخرة. ومتى اشتد عَطَشُكَ إلى
ما تهوى، فابسُط أنَامَل الرجاء إلى من عنده الري الكامل. وقل قد عِيلَ
صبرُ الطبع في سنيهِ العِجَاف، فعجل لي العام الذي فيه أغاث فيه عصري بالله
عليك تفكر فيمن قطع أكثرَ العمرِ في التقوى والطاعة ثم عَرَضَت فتنةٌ في
الوقت الآخير،كيف نطح مركبه الجرفَ فغرقَ وقت الصعود. أفٍ والله للدنيا،
لابل للجنة إن أوجب نيلها إعراضَ الحبيب. إنما نسبَ العامي باسمه واسم
أبيه، فأما ذوو الأقدارِ فالألقابُ قبل الأنساب. قل لي: من أنت؟ وما
عَمَلُكَ؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك؟ يا من لا يصبر لحظةً عما يشتهي. بالله
عليك أتدري من الرجل؟ الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدرَ
عليهِ وتقلقل عطشاً إليه، نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما
يكرهه، فذهب العطش. كأنك لا تترك لنا إلا ما لا تشتهي، أو مالا تصدق
الشهوةُ فيه، أو مالا تقدُر عليه. كذا والله عادتُك إذا تصدقت أعطيتك كسرةً
لا تصلُح لك، أو في جماعةٍ يمدحونك. هيهات والله ولا نلتَ ولايتنا حتى
تكون معاملتُكَ لنا خالصة. تبذلُ أطايبكَ. وتترك مشتهياتِك، وتصبر على
مكرهاتك. علماً منك تدخر ثوابك لدينا إن كنت معاملاً بأنك أجيرُوما غربت
الشمس فإن كنت محباً رأيت ذلك قليلاً في جنب رضى حبيبك عنك. وما كلامنا مع
الثالث )
العبارات
فخمة والكلام جليل وفيه غموض وهذا الكلام يرجع إلي أحاديث وآيات ووقائع :
يقول
ابن الجوزي:و ما كلامنا مع الثالث ..إذاً هذه الخاطرة مع
اثنين أما الأول فهو المحب وأما الثاني فهو الأجير وأما الثالث الذي أبي أن
يخاطبه فهو العاصي . يقول أن كلامي لن يجد عند أصحاب الهوي والعصيان محلاً
ولن يجد آذاناً صاغيةً إنماأتكلم عن المحب أولاً.ثم أتكلم عن الأجير لأنه
ماعمل إلا ليأخذ الأجرة .أما العاصي فهو قد اتبع هواه فخسر الدنيا و الآخرة
.
الصنف
الأول وهو أعظم هذه الأصناف وأفضلهم علي الإطلاق وهو المحب والمحب لا يشعر
بشيء اطلاقاً من الكلفة في فعل الطاعة لماذا؟؟ لأنه محب و لأهل الحب قانون
يلامون دائما فكلما قويت محبته كان أصم لا يأخذ إلا من حبيبه فقط.
فاذا
كان يحب الله عز وجل ويحب رسوله صلي الله عليه و سلم المحبة الواجبة فإنه
لا يصغي أبداً لأي مخالف لهما مهما رموه بالألقاب المستشنعة المستبشعة التي
تدور اليوم بين الناس و يرمون بها أهل الإلتزام فانهم يعرفون طريقهم
جيداً..
العبودية
:هي كمال الذل مع تمام الحب لذلك قال الله عز وجل (فاسجد واقترب)
السجودتضع أشرف ما فيك وأعلي ما
فيك تضعه موضع نعلك و موضع نعال الناس. *فكلما سجدت أى كلما
ذللت اقتربت *
*كمال
الذل هو الذى يعطيك شرف العبودية*
*
العبودية لغير الله هو الذل الحقيقي المزعج *
*الذل
لله شرف لأن هذا هو عصب العبودية*
أبي
ابن كعب عندما قال له رسول الله صلي الله عليه و سلم إن الله أمرني أن
تقرأعلىّ سورة البينة فقال أبي يا رسول الله _صلي الله عليه و سلم _وسمانى
لك قال نعم فبكى أبي. ..أبي هذا عبد يمشى علي الأرض بقدميه عندما يقول الله
عز وجل مر أبياً. ياله من شرف بازغ أن يكون عبد مذكور عند ملك الملوك علي
الحقيقة .
وفي
صحيح مسلم" أن رسول الله_صلي الله عليه وسلم_ قال)إذا أحب الله عبداً نادي
جبريل فقال ياجبريل إني أحب فلان بن فلان فأحبه ثم ينادي في أهل السماء يا
أهل السماء إن الله يحب فلان بن فلان فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول
في الأرض)
فعندما تكون عبد مذكور عند الله عزوجل هذا شرفٌ
بالغ.