الأَسْوَد فى أَسْوَد ...... ثم العادى ( فضفضة )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
وبعد..
فَمَعَ
انتشار الفساد بشتَّى صُوَرِه وأشكاله وهذا واضح للقاصى والدانى وكان من
ذلك الفساد هذا السفور المؤدِّى بطبيعة الحال إلى الفجور من الطرفين
الذكورى والأنثوى -إلا من رحم الله - ، وإنما يُشجِّع الفسادُ ضعفاءَ
القلوب وأتباعَ كل ناعق فإذا رجعنا للخلف قليلا تجد أنه كان لهدى شعراوى
وأمثالها أتباع وأذناب فى زمن مهما يكن فقد كان أكثر احتراما للعادات
والتقاليد على الأقل - لانقول للدين - فكيف بهذا
الزمان المتشدق صباح مساء بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان و.........إلخ من
هذه المصطلحات المشبوهة ، انتشرت العلاقات السهلة التى لاتكلف شيئًا
وبالتالى ارتفع سن الزواج وتفشت العنوسة بشكل مُقلق وقد سمعتُ من أحد
المتخصصين فى المجال الاجتماعى أن نسبة الفتيات فى سن الزواج الغير متزوجات
إلى أمثالهن من الشباب أربع إلى واحد أى أن لكل
فتاة ربع فرصة فى الزواج هذا بمبدأ " لاللتعدد"
فمانتيجة
ذلك على المجتمع؟
نتيجة
ذلك أنه حدث نوع من التسابق على هذا الربع فأخذ كثير من بنات المسلمين – أقول بنات المسلمين للأسف – يتبارين ويتسابقن فى إبراز
ماأمر الله به أن يُستر ولاحول ولاقوة إلا بالله هذا إلى جانب التغنج
والميوعة فى الكلام وتقليد الفاسقات فهى ترى أن هذا يعجب غالب المجتمع
الشبابى الذى أصبح يلهث خلف ذلك بشدة وقد تأخر هو الآخر زواجه لسبب أو لآخر
وماأكثر الأسباب التى اخترعها الناس فشقوا على أنفسهم وغيرهم .
والسؤال
الذى نحن بصدده ومن أجله قدمتُ هذا الطرح هل لذلك مردود على حال الأخوات الملتزمات بهدى أمهات المؤمنين؟
أقول
وبالله التوفيق بكل أسف كان لذلك مردود سلبىٌّ لعدد ليس بالقليل فى دنيا
المنتقبات ولعلَّ إحداكن رأت مثل الذى سأحكيه وأكثر فأنتَ ترى الأختَ قبل
أن يتقدم أحد لخطبتها – ماشاء الله لاقوة إلا بالله –
شعلةَ نشاطٍ فى الدعوة بل وفى طلب العلم وحفظ القرآن وتحفيظه وتعلُّمِه
وتعليمه فما حلم هذه الفتاة؟؟ حلمها أن تعيش فى خدمة دين الله – عزوجل – وأن يرزقها ربها بشاب يتزوجها يعينها على ذلك
يكون طالب علم عند أحد الأكابر من العلماء أو على الأقل يكون هو نفسه
مجتهدًا يعنى يخطب الجمعة ، يلقى محاضرات ، له نشاط دعوى ، والفرصة فى هذا
أقل بكثير من الأولى لأننا إذا قلنا إن لكل شاب لم يتزوج أربع فتيات هذا
على العموم فلا شك أن المسألة تضيق فى دنيا الملتزمين لأن عدد الشباب
الملتزمين أقل بكثير وكثير وكثير من الملتزمات فالكلمة أشدُّ تأثيرًا على
الفتاة منها على الشابِّ لذلك ترى من فضل الله سرعة انتشار الالتزام وسط
النساء والفتيات عنه فى الشباب ففى مكانى أنا أرى أربعة أو خمسة من الشباب
الملتزمين فى مقابل عشرات المنتقبات نقابا حقيقيا فضلا عن أعداد المنتقبات
نقابًا هشًّا الشاهد أن الفرصة أقل والنتيجة: تزايد الضغوط على الفتاة المنتقبة بقبول
أول متقدِّم للخطبة فإن أبت فالثانى فإن أبت فالثالث فإن أبت فالرابع وإلا
أصبحت فرصة الزواج شبه معدومة ، نعم نعم والنتيجة؟؟؟
النتيجة : أن تقبَلَ الأختُ
مع تضاؤل الفرص بشاب على الأحسن " عادى " - لاأقول غير ملتزم بالمرة – وإن كان
واردًا – هذا الشاب العادى ينظر بغير نظرتها ويفكر بغير تفكيرها
فالحجاب الذى يغطى العين هراء بالنسبة له وتشدد لاقيمة له ، وأشياء كثيرة
لاقيمة لها عنده ، هذا الشاب العادى أصلا يرى الحجاب نفسه تنطعا ثم إن هذا
الحجاب لن يناسب العائلة التى هى أيضا عادية – وأنا أقصد
بالحجاب بالطبع النقاب – لاشك أن لكل هذا تأثيرًا وضغطًا نفسيًّا
وحياتيًّا على الأخت الملتزمة فإن كان فى دينها صلابة – وقليل
ما هُنَّ – صبرتْ واستمرّتْ فى سيرها إلى الله وهى تعانى
الأَمَرَّيْن وسط هذا الجو المُكهرَب وإن كان غير ذلك أصبحت " عادية " هى الأخرى ... لاأقول ذلك فحسب بل قد تنكر فيما
بعد مع تغير الأفكار على الملتزمات التى كانت من قريب إحداهن وقد رأيتُ
ورأيتَ ورأيتِ من ذلك نماذج .
فهذه
فتاة كانت فى معهد إعداد الدعاة وأكملت حفظ القرآن برواية مسندة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وتقدم لخطبتها شاب محترم وثرى
لاأقول منحرف لكن شاب محترم عادى - بالنسبة للمجتمع أقصد
- ووافقت العائلة وهى بالطبع – أى الفتاة
- مع الضغوط الاجتماعية التى تراها وافقت وهو محترم وستحافظ على دينها
ولعلها تكون سبب التزامه ووووو .....إلخ تزوجت الأخت مرَّ شهرٌ فالثانى
فالثالث وأصبح هذا الزىُّ الأسود فى أسود لايناسب الوضع الاجتماعى الجديد
غيرت فى الألوان ثم خلعت النقاب ثم ...... ارتدت الجينز ولاحول وقوة إلا
بالله ... وهذا وغيره إن دل على شئ فإنما يدل على عدم الصدق مع الله فمن
الناس " مَنْ يعبدُ اللهَ على حَرْفٍ فإن أصابه خير
اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو
الخسران المبين " فهذه ومثلها لم يتأكد لديها الإخلاص فى الالتزام
فهى تريد الدينَ وأشياء أخرى وإلا فلا .... وهذا يضرب بجذور الإخلاص
وقد يحبط العمل بكليته فقد قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم الرجل يجاهد فى سبيل الله يبتغى الأجر والذكر ماذا يكون له ؟
قال : لاشئ له .. هو بالفعل يريد الشهادة لكن أيضا مع الشهادة يريد
أن يذكره الناس بالشجاعة ، لاشئ له ! تريد أسود فى أسود ومعه زوج طالب علم
أو عالم حتى وفى نفس الوقت ثَرِىٌّ ، تريد أن تكون داعية إلى الله وفى نفس
الوقت تريد مستقبلا مضمونا وآمنا من الفتن فى الدين والدنيا وهذا محض خرافة
وضد سنن الله " أَحَسِبَ الناسُ أن يُتركوا أنْ يقولوا
آمنَّا وهم لايُفتَنُون " فهى فى الواقع لاشئ لها فلابد أن يبقى فى
ذهن الملتزم دائما ليعلم أصادق هو أم كاذب الدنيا أم
الآخرة ؟ النار أم الجنة ؟ عادى أم ملتزم ؟ وبناء على الإجابة يكون التصرف أو
بالأدق بناء على التصرف تكون الإجابة فاختياراتك وخطواتك وتصرفاتك هى فى
الحقيقة التى تجيب وإن أقسمتَ وإن أقسمتَ وإن أقسمتِ وإن أقسمتِ فإن كان
الدافع وراء تحجبك وسيرك فى حفظك كتاب الله ووووو.....إلخ هو رضا الله
والجنة فما الذى يغير هذا الدافع إن كنتِ صادقة فى اختيارك لرجل المستقبل ؟
فإن كان الدافع هوهو فبالطبع لا وألف لا على أى رجل قد يفتنك فى دينك وإن
تضاءلت فرص الزواج بل وإن تلاشت بالكلية وأهلا وسهلا بالعنوسة - إن كان ثمة عنوسة - ولسان حالك قبل لسان مقالك ينطق " صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله " وقياسا على ذلك كل
المواقف التى يتعرض لها العبد الصادق فإن المحرك لابد أن يكون واحدا وأن
يكون الدافع واحدا وأن يكون بوجه واحد فشر الناس عند الله ذو الوجهين لأنه
إنما هو إله واحد .
نسأل
الله أن يستر أخواتنا وأزواجنا وبناتنا وسائر المسلمات فى كل مكان وأن
يرزقنا الإخلاص فى أعمالنا كلها .
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألاإله إلا
أنت نستغفرك ونتوب إليك
وكتبه /
أبومالك محمد البسيونى السلفى
عفا
الله عنه وعن والديه والمسلمين .