صلاه الجماعه(فرض)
بســم الله الرحمــن الرحيـــم
(( صلاة الجماعة والترهيب من التهاون فيها ))
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فنظراً لعزوف كثير من الناس عن صلاة الجماعة ، وتكاسلهم عنها ، أحببنا أن نُذَكِّر أنفسنا وإياهم ببعض فضائل صلاة الجماعة ، والله الموفق إلى كل خير .
في البدايه......
صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين .
أولا : من كتاب الله :
قال الله تعالى : ( و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك و ليأخذوا أسلحتهم… ) سورة النساء .
ـ قال تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) .
ـ وقال تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) (1) الشاهد قوله ( واركعوا مع الراكعين ) ، وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ، ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية (وأقيموا الصلاة)
ـ قوله تعالى : ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك) .. الآية (2)
، وجه الدلالة من هذه الآية أن الله أوجب أداء الصلاة في الجماعة في حالة الحرب ،
ففي حالة السلم أولى ، ولو كان أحد يسامح في ترك صلاة الجماعة ، لكان المصافون للعدو ، المهددون بهجومه عليهم أولى بأن يسامح لهم في تركها .
(والادله غيرها من كتاب الله كثيره(
ثانيا : من السنة :
إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على صلاة الجماعة في المسجد حيث قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، لأن المصلي إذا ما توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة). ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم( من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن شهد العشاء والفجر كان له قيام ليلة). كل هذه الفضائل والثواب لا يحصل عليه من صلى في بيته بدون ضرورة، لذلك نجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بأمة الإسلام ووجههم إلى هذا الخير العظيم وحثهم على ألا يتركوه ما لم يكن هناك ضرر يعود على المسلم، فجار المسجد كيف يضيع على نفسه هذا الثواب، فحثه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أن صلاته في بيته لا تعدل صلاته في المسجد ولا تساويها، وهاهو رجل أعمى ذهب إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلب منه أن يرخص له في الصلاة في بيته لمشقة انتقاله من البيت إلى المسجد، فقال- صلى الله عليه وسلم-له: ( هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم.قال:فأجب). ولما كانت صلاة الجمعة لها منزلة وفضل حث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- على أدائها في المسجد بدلا من صلاة الظهر فيقول- صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى. فإن من يهمل الجمعة والجماعة بدون عذر ولا مرض غير أمين على نفسه، يعرض نفسه للهلاك والشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة حيث يكون أمامه ما به تغفر سيئاته فيهملها ويتركها ولا يأبه بها. .
ـ وفي الصحيحان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : (( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )) ولا يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إلا على ترك واجب .
ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)): (( من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر ، لم تقبل منه الصلاة التي صلى )) . قيل وما العذر يا رسول الله ؟ .. قال :
(( خوف أو مرض )) رواه أبوداود وابن ماجة و ابن حبان في صحيحه (1) .
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى لله أربعين يوما في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق )). رواه الترمذي . (1)
ومن فضائل صلاه الجماعه........
غُفران الذُّنوب
- قال صلى الله عليه وسلم : (( من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه )) [ رواه ابن خزيمة وصحَّحه الألباني ] .
رفع الدرجات وحط الخطيئات
- قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة )) [ متفق عليه ] .
حتى الأعمى يصلي في الجماعة
- أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ،
، فرخَّص له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ، فلمَّا وَلَّى دعاه فقال : (( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ )) قال : نعم . قال : (( فأجب )) [ رواه مسلم ] .
ومن احاديث الرسول صلي الله عليه وسلم........
- قال صلى الله عليه وسلم : (( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) [ رواه مسلم ] .
و للإمام أحمد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لولا ما في البيوت من النساء و الذرية ، أقمت صلاة العشاء ، و أمرت فتياني يُحرقون ما في البيوت بالنار "
ثالثا : من أقوال الصحابة رضي الله عنهم
روى مسلم في صحيحه ، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال :
(( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ،
ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد , إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ،ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)).
وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : (( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد )) قيل : ومن جار المسجد ؟
.. قال (( من سمع الأذان )) . رواه أحمد في مسنده .
وقال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ )) لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء و لا يجيب)).
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته والله تعالى أعلم