روحانيات إيمانيه
دعاء اليوم اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً وَلا يَغْفِرُالذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. حكمة اليوم أظهر الناس نفاقاً من أمربالطاعة ولم يأتمر بها ونهي عن المعصية ولم ينته عنهامن روائع الشعر رأيتُ العلمَ صاحبَه كريماً * ولو ولدَتْه آباءٌ لئامُوليس يزالُ يرفعُهُ إِلى أن * تعظّمَ أمرَهُ القومُ الكرامُويتبعونه في كلِّ حالٍ * كراعي الضأنِ تتبعهُالسوامُفلولا العلمُ ما سعدتْ رجالٌ * ولا عُرفَ الحلالُ ولا الحرامُفي رحاب أية يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُوَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَاأَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَيهيب القرآن بالذين آمنوا ليؤدوا واجبهم فيبيوتهم من التربية والتوجيه والتذكير ، فيقوا أنفسهم وأهليهم من النار . ويرسم لهممشهدا من مشاهدها . وحال الكفار عندها. فتبعة المؤمن في نفسه وفي أهله تبعة ثقيلةرهيبة . فالنار هناك وهو متعرض لها هو وأهله ، وعليه أن يحول دون نفسه وأهله ودونهذه النار التي تنتظر هناك . إنها نار . فظيعة مستعرة : ( وقودها الناس والحجارة( ..الناس فيها كالحجارة سواء .. وما أفظعها نارا هذه التي توقد بالحجارة .. وكل مابها وما يلابسها فظيع رهيب : ( عليها ملائكة غلاظ شداد ) . تتناسب طبيعتهم مع طبيعةالعذاب الذي هم به موكلون .. ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) .. فمنخصائصهم طاعة الله فيما يأمرهم ، ومن خصائصهم كذلك القدرة على النهوض بما يأمرهم .. وهم بغلظتهم هذه وشدتهم موكلون بهذه النار الشديدة الغليظةحديث اليوم من قصص الصالحين إسلام أبي ذرقدم أبو ذر -رضي الله عنه- إلى مكة وكان يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم أتى البيت الحرام فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه -يعني الليل- فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه،فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى البيت الحرام، فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه،فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، ولا يسأل واحدمنهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه علي معه، ثم قالله: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال :إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت، ففعل، فأخبره، فقال: فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني..."(رواه البخاري ومسلم). إنه موقف يقفه علي -رضي الله عنه- وهو لا يزيد الشاباً دون العشرين من عمره، وينتج عن هذا الموقف أن يُدلَّ أبو ذر -رضي الله عنه- على مكان النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل الإسلام. (نقلا عن شباب الصحابة للشيخ محمد الدويش، بتصرف). [/center]