أهلا وسهلا بك إلى | منتديات اور إسلام | .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مواضيع مماثلة
 
» استايل تومبيلات ستايل ترايد ويب العربية الذي اشتاق إليه الجميع الان مجاني للجميع في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الإثنين سبتمبر 10, 2018 1:10 am من طرف الأخ تامر مسعد» ممكن كتابه اسم المنتدى على هذه الواجههفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأحد مايو 06, 2018 1:04 pm من طرف حفيد الصحابه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأحد مايو 06, 2018 12:19 pm من طرف حفيد الصحابه»  تحميل برنامج Moysar for Computer 2013 المصحف الالكتروني للكمبيوتر اخر اصدار مجانا في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:09 am من طرف ام بسمة» تحميل برنامج الآذان للكمبيوتر 2015 مجانا في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:07 am من طرف ام بسمة» المصحف المعلم لدار الوسيلة للشيخين المنشاوي والحذيفي + نسخة محمولةفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:01 am من طرف ام بسمة» تلاوة من سورة الإعراف : وسورة إبراهيم بصوت الشيخ رضا سلمانفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 4:02 am من طرف الأخ تامر مسعد» قرار جديد من ادارة المنتدى لجميع الاعضاء والمسؤلين بالموقعفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 3:41 am من طرف الأخ تامر مسعد» نبضُ الاسرة في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأربعاء فبراير 28, 2018 6:18 pm من طرف ali0» كتاب ام المؤمنين ام القاسم كتاب مسموع وما لا تعرفه عنهافي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى» شركة تسليك مجاري شمال الرياضفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى»  شيبة بن عثمان ابن أبي طلحةفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:33 am من طرف شموخى» من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:25 am من طرف شموخى» ممكن ترحيب وشكرافي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الإثنين يناير 08, 2018 8:30 pm من طرف jassim1» متلازمة ستكلرفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:15 pm من طرف عبير الورد»  التاتاه عند الاطفالفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:14 pm من طرف عبير الورد»  نصائح للتعامل مع المكفوفينفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:13 pm من طرف عبير الورد» علامات التوحد الخفيف في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:12 pm من طرف عبير الورد» التسامح والصبر في الحياة الزوجيةفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:10 pm من طرف عبير الورد» مكافحة النمل الابيض قبل البناءفي البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:07 pm من طرف عبير الورد
 

أضف إهدائك

الأخ تامر مسعد قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمعة مارس 09, 2018 3:46 am ...
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله قال منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم
الجمعة مارس 28, 2014 7:31 pm ...
: منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكمشعاري قرآني قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحدة لا شريك لله له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
الأربعاء مايو 01, 2013 1:28 pm ...
:
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله
نور 13 قال اللهم اشفي اختي في الله ( امة الله )
الجمعة أبريل 12, 2013 11:36 pm ...
: الهم رب الناس اذهب البأس عن أخاتنا امة الله واشفها يا رب العالمين شفاءا لا يغادر سقماأبومحمد قال أسالُكم الدعاء لى بالشفاء ولجميع المسلمين
الأحد أبريل 14, 2013 1:00 pm ...
:
في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم 349967

أسالُ الله تبارك وتعالى أن يحفظكم جميعاً من كل سوء

أسالك الدعاء لى بالشفاء حيث أجريت عمليه لاستخراج حصوه أنا وجميع مرضى المسلمين
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر


شاطر|

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
خلود
عضو متألق

خلود


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Collec10
الجنس : انثى
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
عدد المساهمات : 1607

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#1مُساهمةموضوع: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الجمعة أغسطس 06, 2010 5:43 pm

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم
في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم 306411

في البلاء عافية .... ورحمات
كتبه/دكتور ياسر برهامي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،


تختلف نظرة الناس إلى حقيقة معنى البلاء
والعافية تفاوتاً عظيماً، فأكثرهم يرون في كثرة المال وصحة البدن وسعة
الجاه عافية، وفي نقص المال والمرض وخمول الجاه بلاءً، مع أن القرآن قد نص
على أن السرَّاء والضرَّاء كلاهما بلاء وفتنة قال -تعالى-: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (الأنبياء:35) وقال -تعالى-(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف:168
وقد قال بعض الصحابة استيعاباً منهم للنظرة الصحيحة إلى قضية البلاء
والعافية "ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر"، فقد يكون
في العافية في الظاهر أو في حس أكثر الناس أنواع من البلاء والفتنة أعظم
خطراً عليهم من نقص المال أو الجاه أو الصحة أو الحرية، وقد يبتليهم الله
بشيء من هذا النقص ليعافيهم من بلاءات عديدة توشك أن تهلكهم، فيجعل الله
لعباده المؤمنين في البلاء وعافية وفي الألم لذة، وفي النقص كمالات ورحمات،
وفي الكسر جبراً، وفي الذل عزاً (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ (166) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157
) فنعم العِدلان، ونعمت العلاوة!


وقال -تعالى- (ولَمَّا
رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحزاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً
وَتَسْلِيماً
) (الأحزاب:22) فقالوا وعدنا ولم يقولوا توعدنا أو حتى
أخبرنا، وذلك لأن البلاء فيه عطايا الزيادة من الإيمان والإسلام، ومن صلاح
أحوال الباطن والظاهر، ومن اليقظة من الغفلة، وتجديد الحياة للقلب من أمراض
الحياة الراتبة التي يغرق فيها أكثر قلوب الخلق إلا من رحمه الله، حتى
يفتح للقلب نافذة يبصر بها ما كان أمامه و لا يبصره، من ملكوت السماوات
والأرض، ومن قرب الآخرة وسرعة زوال الدنيا، ومن آثار عزة الله وقدرته وقهره
لعباده حتى يتعافى القلب بأنواع من العافية ويرحم بأنواع من الرحمات.


فمن أنواع هذه العافية التي في ضمن البلاء:

أن يعافى الإنسان من أن ينظر إلى أن النعم
مُستَحقة له بمجرد الوجود وأنها غير قابلة للسلب مع نسيان الآخرة والحساب
والغفلة عن الشكر، مما قد يصل بالمرء إلى الشك في البعث والجزاء كما وقع من
صاحب الجنتين فقال (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ
أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى
رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً
) (الكهف:35-36).
وأكثر الناس يرون نعم الله عليهم من حقوقهم الثابتة التي لو لم يعطوها
لكانوا مظلومين فيقولون ذلك بلسان الحال أو المقال، وهذا من أعظم أسباب
زوال الشكر وعدم تقدير النعمة حق قدرها.


كما أنهم يرون جريان النعم كل يوم بل كل ساعة مما يقتضي في ظنهم بقاءها إلى الأبد (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً) فيحصل العجب والكبر والظن بأن الإنسان هو مصدر النعمة وصاحبها وحتى لو كانت موهوبة له فهو يستحقها وجوباً وإلزاماً (وَلَئِنْ
أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ
هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى
رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى) (فصلت:50
وكما قال قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) (القصص:78)


وكل هذا من الكفر والضلال الذي يعافى منه الإنسان
بشيء يسير من النقص والحرمان يتذكر به أنه لا يملك ولا يستحق ولا يقدر،
وأنه في كل لحظة مفتقر إلى ربه ومولاه، كما خلقه يرزقه وينعم عليه ويهبه
كرماً منه وجوداً، ورحمة منه وفضلاَ، والله ذو الفضل العظيم.


ومن أنواع العافية التي في ضمن البلاء أن يعافى الإنسان من استصغار النعم وعدم تقديرها، والتعود على وجودها مما يمنع شهودها ثم يمنع شكرها.

ولو تأمل الإنسان كم ذكرنا الله في نعمة الليل والنهار في القرآن لعلم كم نحن مقصرون في شكر هذه النعم (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) (إبراهيم:33)،
فأكثر الناس لا يعدون الليل والنهار نعمة فلا يشكرونها، وإنما يدرك قدر
هذه النعمة من حرم منها، كمن وضع في مكان مغلق لا يرى منه شمساً ولا قمراً،
ولا يعرف فيه ليلاً ولا نهاراً، فإذا حرم الإنسان من مثل هذه النعمة برهة
من الزمن عافاه الله من عدم شهودها وعدم شكرها.


وكم ذكرنا الله بنعمة الاستقرار على الأرض (أَمْ
مَنْ جَعَلَ الأرض قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا
رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
) (النمل:61)، وإنما يدرك الناس هذه النعمة إذا مادت الأرض بهم وتزلزلت ولو لثوان معدودة، فعندها يدركون قدر هذه النعمة.


وكذلك نعمة الاعتدال (يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:6،7)، ونعمة جريان الدم في العروق
حتى يصل إلى أصغر شريان، ثم إلى الشعيرات الدموية التي يتعجب الإنسان من
صنعها إذا يسر الله له تأملها أو رؤيتها بالأجهزة الحديثة وأنواع الأشعة
ونحوها، وهذه الشرايين التي قد لا يزيد قطر الواحد منها عن ملليمتر لو سد
شيء منها لتعطلت وظيفة الجزء الذي يغذيه، وربما مات هذا الجزء فاضطربت حياة
الإنسان إن كان قلب أو مخ أو رئة أو رجل أو أذن أو عين، فإذا بالإنسان
يفقد ما كان يرفل فيه من نعمة كان غافلاً عنها.


فإذا أنعم الله عليه بالشهود علم أنه وإن حرم
واحدة منها -إن حرم- فهو مغمور في ملايين النعم -دون مبالغة- في كل لحظة من
لحظات حياته، حتى يعجز عن عدها ويشعر بالتقصير في شكرها، كما يتأكد لديه
شهود فقره وعجزه وضعفه وشهود غنى ربه -سبحانه- وقدرته وقوته وقهره وعزته
وحكمته وملكه.


فهل صنعت أيها الإنسان في نفسك خلية واحدة فما فوقها، بل قل ما دونها؟

وهل أنت الذي تحافظ على أدائها ووظيفتها
في أجزاء أجهزة الجسم المختلفة منذ تكونت وأنت نطفة ثم علقة ثم مضغة؟ وهي
من ذلك التاريخ تعمل إلى الآن دون تدخل منك، فالرزق يأيتها من خالقها، لا
تستطيع إيصاله لو أراد أن يمنع هو وصوله (مَا
يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا
يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ
خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ
إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فاطر2،3)


قال -تعالى-: (قُلْ
مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والأرض أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ
والأبصار وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمر فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ
أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس:31)، وقال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ
أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ
الآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (الأنعام:46)


فالعافية الحقيقية أن يعافى الإنسان من غروره بنفسه، ومن ظنه أنه يملك وأنه مستغن بنفسه قائم بها مما يدفعه للطغيان (كَلا إِنَّ الإنسان لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) (العلق:6،7) حتى يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

ومن أنواع العافية في البلاء أن يعافى الإنسان من الغفلة من أن عذاب الله شديد،
ومن نسيان هول الآخرة مما يتمادى به في الغي والضلال، ولو ذاق بعض العذاب
الأدنى في الدنيا لعلم خطر ما هو مقدم عليه فيرجع عن غيه وضلاله (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدنى دُونَ الْعَذَابِ الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21).


ولقد جعل الله في الدنيا من أنواع الألم والضيق
والكرب ما يتعظ به العقلاء وأولو الألباب ويعلمون ما عند الله من العذاب
فيخافون سوء الحساب، قال -تعالى- عن نار الدنيا (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)
(الواقعة:73). فألم نار الدنيا يذكر بعظم نار الآخرة، وسجن الدنيا يذكر
بسجن الآخرة، وأمراض الدنيا تذكر بآلام أهل النار في عذابهم بالطعام
والشراب، بل بالنَفَس (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ
(43) طَعَامُ الأثيم (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ
(47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ(49)
(الدخان: 43-49)، قال -تعالى-: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (محمد:15)،
وقال -تعالى-: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا
زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ
والأرض إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(107
) (هود) نعوذ بالله من عذاب النار.


ومن أنواع العافية والرحمة
التي في البلاء قصر الأمل والاستعداد للرحيل عن الدنيا، فمهما كانت
الكلمات مؤثرة والمواعظ بليغة لم تؤثر في الإنسان مثل تأثير التجربة
العملية بالبلاء وزوال لذات الدنيا، وتقهقر كل هذه اللذات إلى أولويات
متأخرة أو منعدمة باختلال شيء واحد من وظائف الإنسان الحياتية اليومية من
سمع أو بصر أو كلام أو حركة يد أو رجل أو استقرار معدة أو كلى دون ألم، قال
-تعالى-: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمل فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:3)


فالبلاء من أعظم ما يوقظ الإنسان من غفلته ويجعله كما أمر النبي -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah-: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) (رواه الترمذي وصححه الألباني).

ومن أنواع الرحمة التي في البلاء رحمة قلوب
المؤمنين للمبتلى وشفقتهم عليه ودعاؤهم له وعيادتهم له، وتضاعف حبهم له لما
جعل الله قلوب المؤمنين عامرة بالرحمة والألفة والود(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، وكما وصفهم النبي -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah-: (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) (صححه الألباني)، فينتفع المبتلى والمعافى والداعي والمدعو له، والزائر والمزور بزيادة الإيمان في الدنيا والأجر في الآخرة.


ومن أنواع الرحمة في البلاء ما جعل الله فيه من علامة محبته وزيادتها مع الصبر والرضا، كما قال النبي -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah-: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) (رواه الترمذي وصححه الألباني).

وكذلك ما فيه من الأجر العظيم الذي لا تبلغه أعمال المؤمنين في تكفير السيئات ورفع الدرجات كما قال النبي -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah-:(لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وأهله وماله حتى يلقى الله عز وجل وما عليه خطيئة)
(صحيح الأدب المفرد) مع ما يكتبه الله لعبده إذا مرض أو سافر من أجر ما
كان يعمله صحيحاً مقيماً، وكذا إذا ما عجز عن طاعة وهو يحب فعلها كتبها
الله له كما قال النبي -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah-:(إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم شركوكم في الأجر حبسهم العذر)
(رواه ابن ماجة وصححه الألباني)، فيجعل الله ذلك سبباً لوصول عبده إلى دار
السلام التي يجد فيها العافية بغير بلاء واللذة بغير ألم، والنعيم بغير
نقص ولا حول.


نسأل الله الجنة بغير حساب ولا عذاب، ونسأله مرافقة نبيه -في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Sala-allah- وسائر النبيين الصديقين والشهداء والصالحين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خلود
عضو متألق

خلود


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Collec10
الجنس : انثى
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
عدد المساهمات : 1607

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#2مُساهمةموضوع: رد: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الجمعة أغسطس 06, 2010 5:44 pm

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم
مقالات مختاره من كتب ابن القيم
مشقة الصبر بحسب قوة الداعى
إلى الفعل وسهولته على العبد فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمرن كان الصبر
عنه أشق شىء على الصابر وان فقدا معا سهل الصبر عنه وان وجد احدهما وفقد
الآخر سهل الصبر من وجه صعب من وجه
فمن لاداعى له إلى القتل والسرقة وشرب المسكر

وأنواع الفواحش ولا هو سهل
عليه فصبره عنه من أيسر شيء عليه وأسهله ومن اشتد داعيه إلى ذلك وسهل عليه
فعله فصبره عنه أشق شيء عليه ولهذا كان صبر السلطان عن الظلم وصبر الشباب
عن الفاحشة وحبد الغنى عن تناول اللذات والشهوات عند الله بمكان


وفي المسند وغيره عن النبي:
"عجب ربك من شاب ليست له صبوة" ولذلك استحق السبعة المذكورين في الحديث
الذين يظلهم الله في ظل عرشه لكمال صبرهم ومشقته فإن صبر الإمام المتسلط
على العدل في قسمه وحكمه ورضاه وغضبه وصبر الشاب على عبادة الله ومخالفة
هواه وصبر الرجل على ملازمة المسجد وصبر المتصدق على إخفاء الصدقة حتى عن
بعضه وصبر المدعو إلى الفاحشة مع كمال جمال الداعى ومنصبه وصبر المتحابين
في الله على ذلك في حال اجتماعهما وافتراقهما وصبر الباكى من خشية الله على
كتمان ذلك وعدم اظهاره للناس من أشق الصبر ولهذا كانت عقوبة الشيخ الزانى
والملك الكذاب والفقير المختال أشد العقوبة لسهولة الصبر عن هذه الأشياء
المحرمات عليهم لضعف دواعيها في حقهم فكان تركهم الصبر عنها مع سهولته
عليهم دليلا على تمردهم على الله وعتوهم عليه


ولهذا كان الصبر عن معاصى
اللسان والفرج من اصعب أنواع الصبر لشدة الداعى اليهما وسهولتهما فإن معاصى
اللسان فاكهة الإنسان كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس
تعريضا وتصريحا وحكاية كلام الناس والطعن على من يبغضه ومدح من يحبه ونحو
ذلك فتتفق قوة الداعى وتيسر حركة اللسان فيضعف الصبر ولهذا قال صلى الله
عليه وسلم لمعاذ: "امسك عليك لسانك" فقال "وانا لمؤاخذون بما نتكلم به"
فقال صلى الله عليه وسلم "وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصائد
ألسنتهم" ولا سيما اذا صارت المعاصى اللسانية معتادة للعبد فإنه يعز عليه
الصبر عنها ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى
وسادة حرير لحظة واحدة ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والمفكه ! في أعراض
الخلق وربما رخص أهل الصلاح والعلم بالله والدين والقول على الله ما لا
يعلم وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام والقطرة من الخمر ومثل رأس
الإبرة من النجاسة ولا يبالى بارتكاب الفرج الحرام كما يحكى أن رجلا خلا
بامرأة أجنبية فلما اراد مواقعتها قال يا هذه غطى وجهك فإن النظر إلى وجه
الأجنبية حرام وقد سأل رجل عبدالله بن عمر عن دم البعوض فقال انظروا إلى
هؤلاء يسألونى عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله


واتفق لى قريب من هذه
الحكاية كنت في حال الإحرام فأتانى قوم من الأعراب المعروفين بقتل النفوس
والإغارة على الأموال يسألوني عن قتل المحرم القمل فقلت يا عجبا لقوم لا
يتورعون عن قتل النفس التى حرم الله قتلها ويسألون عن قتل القملة في
الاحرام


والمقصود أن اختلاف شدة
الصبر في أنواع المعاصى وآحادها يكون باختلاف داعيه إلى تلك المعصية في
قوتها وضعفها ويذكر عن على رضى الله عنه أنه قال الصبر ثلاثة فصبر على
المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها
بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ومن صبر على الطاعة حتى يؤديها كما
أمر الله كتب الله له ستمائة درجة ومن صبر عن المعصية خوفا من الله ورجاء
ما عنده كتب الله له تسعمائة درجة


وقال ميمون بن مهران: "الصبر صبران فالصبر على المصيبة حسن وأفضل منه الصبر عن المعصية".

وقال الفضيل في قوله تعالى:
{سلام عليكم بما صبرتم} ثم قال صبروا على ما أمروا به وصبروا عما نهوا عنه
وكأنه جعل الصبر على المصيبة داخلا في قسم المأمور به والله أعلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خلود
عضو متألق

خلود


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Collec10
الجنس : انثى
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
عدد المساهمات : 1607

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#3مُساهمةموضوع: رد: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الجمعة أغسطس 06, 2010 5:46 pm

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلما كان الصبر نصف الإيمان، وخلقاً فاضلاً من أخلاق النفس،
وقائداً للنفس إلى طاعة الله، صارفاً لها عن معصيته، كان ضرورياً أن نبين
حقيقته وفضله وأنواعه ومراتبه وحال الناس معه، والأمور التي تقدح فيه
وتنافيه، في وقت كثرت فيه المصائب، وعمت الفتن، وزادت الشبهات، وأصبح
القابض على دينه كالقابض على الجمر، وصارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقل عن
حاجتهم إلى الطعام والشراب. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر على طاعته،
الصبر عن معصيته، والصبر على قضائه وقدره، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


حقيقة الصبر وحال الناس معه

الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح
عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس، يُمتنع
به من فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح
شأنها وقوام أمرها. وقيل: ( هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع
العافية ). ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه
أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة بلاء بالصبر.

وسئل عنه الجنيد فقال: ( هو تجرع المرارة من غير تعبس ).
وقال ذو النون: ( هو التباعد عن المخلفات، والسكون عند تجرع غصص البلية،
وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة ).

والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام، فهو الذي يقودها في
سيرها إلى الجنة أو النار، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل
مذهب. وحُفظ عن بعض السلف قوله: ( اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء
) أي: كُفُوها عما تتطلع إليه من الشهوات. فرحم الله امرأً جعل لنفسه
خطاماً وزماماً فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي
الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه.

فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة إحجامة إمساكاً عما يضره.
أما عن حال الناس مع الصبر: فمنهم من تكون قوة صبره على فعل
ما ينتفع به أقوى من صبره عما يضره؛ فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن
دواعي هواه إلى ارتكاب ما نُهي عنه. ومنهم من تكون قوة صبره عن المخلفات
والمعاصي أقوى من صبره على مشقة الطاعات. ومنهم من لا صبر له على هذا ولا
على ذاك. فكثير من الناس يصبر على مشقة الصيام في الحر وفي مشقة قيام الليل
في البرد، ولا يصبر عن نظرة محرمة. وكثير منهم يصبر عن النظر إلى المحرمات
وعن الالتفات إلى الصور العارية، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وجهاد الكفار والمنافقين، بل هو أضعف شيء عن هذا. وأكثرهم لا صبر
له على واحد من الأمرين، وأقلهم أصبرهم في الموضعين، ولهذا قيل: ( الصبر
ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة ).


فضل الصبر

للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على
غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال
تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [الزمر:10]. وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [البقرة:153]. قال أبو على الدقاق: ( فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية ).

وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [آل عمران:146] وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه: وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ [النحل:126]. وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى:
وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ
قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم
صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ
[البقرة:155-157].

وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: ( مالي لا
أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال، كل خصلة منها خير من الدنيا وما
عليها ).

ومنها أيضاً أن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r يآأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلَكُم تُفلِحُونَ [آل عمران:200] فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.
واستقصاء جميع فضائل الصبر يطول، وسيأتي مزيد عند الحديث عن الصبر في القرآن والسنة.

أنواع الصبر

أنواع الصبر ثلاثة كما قال أهل العلم وهي: صبر على طاعة
الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله. ومرجع هذا أن العبد في هذه
الدنيا بين ثلاثة أحوال: بين أمر يجب عليه امتثاله، وبين نهي يجب عليه
اجتنابه وتركه، وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبر فيهما، وهو لا ينفك عن هذه
الثلاث ما دام مكلفاً، وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها. وهذه الثلاثة
هي التي أوصى بها لقمان ابنه في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r يَابُنَي أقِمِ الصَلآةَ وَأمُر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلَى مَآأصَابَكَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l
[لقمان:17]. بالإضافة إلى أن الصبر في اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه
حبس النفس على طاعة الله، وحبس النفس ومنعها عن معصية الله، وحبس النفس
إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود
والدعاء بدعوى الجاهلية.

أما الصبر على الطاعات فهو صبر على الشدائد؛ لأن النفس
بطبعها تنفر عن كثير من العبادات، فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وإيثار
الراحة، وتكره الزكاة بسبب الشح والبخل، وتكره الحج والجهاد للأمرين معاً،
وتكره الصوم بسبب محبة الفطر وعدم الجوع، وعلى هذا فقس. فالصبر على الطاعات
صبر على الشدائد.

والعبد يحتاج إلى الصبر على طاعته في ثلاث أحوال:
الأولى: قبل الشروع في الطاعة بتصحيح النية والإخلاص
وعقد العزم على الوفاء بالمأمور به نحوها، وتجنب دواعي الرياء والسمعة،
ولهذا قدم الله تعالى الصبر على العمل فقال: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إلا الّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصا لِحاتِ [هود:11].

الثانيه: الصبر حال العمل كي لا يغفل عن الله في
أثناء عمله، ولا يتكاسل عن تحقيق آدابه وسننه وأركانه، فيلازم الصبر عند
دواعي التقصير فيه والتفريط، وعلى استصحاب ذكر النية وحضور القلب بين يدي
المعبود.

الثالثة: الصبر بعد الفراغ من العمل، إذ يحتاج إلى
الصبر عن إفشائه والتظاهر به للرياء والسمعة، والصبر عن النظر إلى العمل
يعين العجب، والصبر عن الإتيان بما يبطل عمله ويحيط أثره كما قال تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r لاَ تُبطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِ وَالأذَى في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [البقرة:264] فمن لا يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى فقد أبطل عمله.

فالطاعة إذن تحتاج إلى مجاهدة وصبر، ولهذا قال النبي في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla: { حفت الجنة بالمكاره.. } [رواه مسلم] أي بالأمور التي تشق على النفوس.
وأما الصبر عن المعاصي فأمره ظاهر، ويكون بحبس النفس عن
متابعة الشهوات، وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك
المألوف، ومفارقة كل ما يساعد على المعاصي، وقطع العادات، فإن العادة طبيعة
خاصة، فإذا إنضمت العادة إلى الشهوة تظاهر جندان من جند الشيطان على جند
الله، فلا يقوى باعث الدين على قهرهما. ولهذا قال النبي صلى الله عليه،
وسلم: {.. وحفت النار بالشهوات } وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها، فإذا حبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيراً له.

وأما الصبر على البلاء فقد قال الله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَلَنَبلُوَنّكُم بِشَىءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثّمَراتِ وَبَشِرِ الصّابِرينَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l
[البقرة:155]. ويكون هذا الصبر بحبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله تعالى،
والقلب عن التسخط والجزع، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها.

فالصبر من العبد عند وقوع البلاء به هو اعتراف منه لله بما أصاب منه واحتسابه عنده ورجاء ثوابه، فعن أم سلمة قالت: قال رسول الله في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla: { إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها، وأبدل لي بها خيراً منها } [رواه أبو داود].
فلما احتضر أبو سلمة قال: ( اللهم اخلفني في أهلي خيراً مني
). فلما قبض قالت أم سلمة: ( إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب
مصيبتي ). فانظر عاقبة الصبر والاسترجاع ومتابعة الرسول والرضا عن الله إلى
ما آلت إليه. ونالت أم سلمه نكاح أكرم الخلق على الله محمد .


مراتب الصبر

وهي ثلاثة كما ذكر ابن القيم رحمه الله:
الأولى: الصبر بالله، ومعناها الاستعانة به، ورؤيته أنه هو المُصيّر، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه، كما قال تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَاصبِر وَمَا صَبرُكَ إلا بِاللّهِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [النحل:127] يعني: إن لم يُصبرك الله لم تصبر.
الثانية: الصبر لله، وهو أن يكون الباعث له على
الصبر محبة الله تعالى، وإرادة وجهه والتقرب إليه، لا لإظهار قوة نفسه أو
طلب الحمد من الخلق، أو غير ذلك من الأغراض.

الثالثة: الصبر مع الله، وهو دوران العبد مع مراد
الله منه ومع أحكامه، صابراً نفسه معها، سائراً بسيرها، مقيماً بإقامتها،
يتوجه معها أينما توجهت، وينزل معها أينما نزلت، جعل نفسه وقفاً على أوامر
الله ومحابه، وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها، وهو صبر الصديقين.

قال الجنيد: ( المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على
المؤمن، وهجران الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله صعب
شديد، والصبر مع الله أشد ).


الصبر في القرآن

ذكر ابن القيم رحمه الله كثيراً من المواضع التي ورد بها
الصبر في القرآن الكريم، ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله قوله: ( ذكر الله
سبحانه الصبر في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعاً ) ونحن نذكر بعض
الأنواع التي سيق فيها الصبر في القرآن الكريم ومنها:

1 - الأمر به كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَاصبِر وَمَا صَبُركَ إلا بِاللّهِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [النحل:127]، وقوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَاصبِر لِحُكِمِ رَبِكَ [الطور:48].
2 - النهي عن ضده وهو الاستعجال كقوله تعالى: فَاصبِر كَمَا صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرُسُلِ وَلاَتَستَعجِل لَهُم [الأحقاف:35]. وقوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الحُوُتِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [القلم:48].
3 - الثناء على أهله، كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَالصّابِرِينَ فِي البأسآء وَالضّرآء وَحِينَ البأسِ أُولَئِكَ الّّذَينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَقُونَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [البقرة:177].
4 - تعليق النصر والمدد عليه وعلى التقوى، كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r بَلَى إن تَصبِرُوا وَتَتَقُوا وَيَأتُوكُم مِن فَورِهِم هَذَا يُمدِدكُم بِخَمسَةٍ ءَالَفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِمِينَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [آل عمران:125]، ولهذا قال النبي : { واعلم أن النصر مع الصبر }.
5 - الإخبار بأن الفوز بالمطلوب المحبوب، والنجاة من
المكروه المرهوب، ودخول الجنة وسلام الملائكة عليهم، إنما نالوه بالصبر،
كما قال: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَالملائكةُ يَدخُلُونَ عَلَيِهِم مِن كُلِ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيكُم بِمَا صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [الرعد:24،23].

6 - الإخبار أنه إنما ينتفع بآيات الله ويتعظ بها أهل الصبر، كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r
وَلَقَد أرسَلنَا مُوسَى بِئآياتِنآ أن أخرِج قَومَكَ مِنَ الظُلُماتِ إلى
النورِ وَذَكِرهُم بِأيامِ اللّهِ إنَ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِ صَبّارٍ
شَكُورٍ
[إبراهيم:5].

7 - الإخبار أن خصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا أهل الصبر كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَيلَكُم ثوآبُ اللّهِ خَيرٌ لِمَن ءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحاً وَلاَ يُلَقاهآ إلا الصَابِرُونَ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [القصص:80]، وقوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَمَا يُلَقاهآ إلا الذّينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَهآ إلا ذُو حّظٍ عَظِيمٍ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [فصلت:35].
8 - تعليق الإمامة في الدين بالصبر واليقين، كقوله تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَجَعَلنا مِنهُم أئِمّةً يَهدُون بِأمرِنا لَمَا صَبَرُوا وَكَانُوا بِئَاياتِنا يُوقِنُون في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [السجدة:24]. فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
9 - أن الله أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره فقال: إنّا وَجَدنَاهُ صَابِراً نِعمَ العَبدُ إنَهُ أوابٌ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [ص:44] فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابراً وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
10 - أنه سبحانه قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان، فقرنه بالصلاة في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَاستَعِينُوا بِالصّبرِ وَالصّلاةِ [البقرة:45]، وبالتقوى في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إنّهُ مَن يَتَقِ وَيَصبِر في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [يوسف:90]، وبالشكر في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إن فِي ذَلِكَ لأياتٍ لِكُلِ صَبَارٍ شَكُور في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [لقمان:31]، وبالرحمة في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَتَوَاصَوا بِالصّبرِ وَتَوَاصَوا بِالمرحَمَةِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [البلد:17]، وبالصدق في قوله: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَالصّادِقينَ وَالصَادِقَات وَالصَابِرين وَالصّابِراتِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [الأحزاب:35].
وجعل الله الصبر في آيات أخرى سبب محبته ومعيته ونصره وعونه وحسن جزائه، ويكفي بعض ذلك شرفاً وفضلاً.

الصبر في السنه

لقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله في
بيان فضل الصبر والحث عليه، وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في
الدنيا والآخرة، ولقد بوّب العلماء للصبر أبواباً عدة في كتبهم، وذكروا
تحتها من الأحاديث ما لا يحصى، ونحن نذكر هنا بعضها:

1 - في الصحيحين عن أنس في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_ratheya قال: مر النبي في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla بامرأة تبكي عند قبر فقال: { اتقي الله واصبري } فقالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي ـ ولم تعرفه ـ فقيل لها: إنه النبي في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla، فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك. فقال في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla: { إنما الصبر عند الصدمة الأولى }
فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها، فإن صبر
للصدمة الأولى انكسرت حدتها وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر.

2 - وعن أبي سعيد الخدري في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_ratheya أن رسول الله في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla قال: {.. ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر } [رواه البخاري ومسلم].
3 - وعن أنس في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_ratheya قال: سمعت رسول الله في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla يقول: { إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ـ أي عينيه ـ فصبر عوضته عنهما الجنة } [رواه البخاري].
4 - وفي الصحيحين أن رسول الله في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla قسم مالاً فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Article_salla فقال: { رحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر }.
والأحاديث في فضل الصبر والحث عليه أكثر من أن تحصى، وما ذُكر يكفي.

من كلا م السلف في الصبر

1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا
بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من
الرجال كان كريماً ).

2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان
بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: (
ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً: ( والصبر مطية لا تكبو ).

3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ).
4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على
عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما
انتزعه ).

5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ).
6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر
على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد
شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ).


أمور تقدح في الصبر وتنافيه

لما كان الصبر حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب
عن التسخط والجزع، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب وخمش الوجوه، ونحو
ذلك، كان ما يقع من العبد عكس ما ذكرته قادحاً في الصبر، منافياً له، ومن
هذه الأمور:

1 - الشكوى إلى المخلوق، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله
فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس
بيده نفعه ولا ضره. وهذا من عدم المعرفة وضعف الإيمان. وقد رأى بعض السلف
رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال: ( يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا
يرحمك؟ ).

ثم أنشد:

وإذا عرتك بلية فاصبر لها *** صبر الكريم فإنه بك أعلمُ

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
ولا ينافي الصبر الشكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب عليه السلام إلى ربه مع أنه وعد بالصبر فقال: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إِنَّما أشكُوا بَثِي وَحُزنِي إلى اللّهِ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [يوسف:86].
ولا ينافي الصبر أيضاً إخبار المخلوق بحاله؛ كإخبار المريض
الطبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به، إذا كان ذلك للإستعانة بإرشاده
أو معاونته على زوال الضر.

2 - ومما ينافي الصبر ما يفعله أكثر الناس في زماننا عند
نزول المصيبة من شق الثياب، ولطم الخدود، وخمش الوجوه، ونتف الشعر، والضرب
بإحدى اليدين على الأخرى، والدعاء بالويل، ورفع الصوت عند المصيبة، ولهذا
برىء النبي صلى الله علية وسلم ممن فعل ذلك.

ولا ينافي الصبر البكاء والحزن من غير صوت ولا كلام محرم، قال تعالى عن يعقوب: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r وَابيَّضَت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظِيم في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [يوسف:84]. قال قتادة: ( كظيم على الحزن، فلم يقل إلا خيراً ).
3 - ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها. وقد
قيل: ( من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة ). وقيل أيضاً: ( كتمان
المصائب رأس الصبر ).

4 - ومما ينافي الصبر الهلع، وهو الجزع عند ورود المصيبة والمنع عند ورود النعمة، قال تعالى: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_r إِنْ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إذا مَسَهُ الشَرُ جَزُوْعاً (20) وَإذا مَسَهُ الخَيَرُ مَنُوْعاً في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Braket_l [المعارج:19-21].
قال عبيد بن عمير: ( ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب،
ولكن الجزع القول السيىء والظن السيىء ). وقال بعضهم: مات ابن لي نفيس،
فقلت لأمه: اتقي الله واحتسبيه عند الله، واصبري. فقالت: مصيبتي به أعظم من
أن أفسدها بالجزع.

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر، وأن يجعلنا من الصابرين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياليتنى كنت تراباً
عضو مشارك

ياليتنى كنت تراباً


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Accoun10
الجنس : ذكر
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 28/11/2009
عدد المساهمات : 644

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#4مُساهمةموضوع: رد: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الأحد أغسطس 15, 2010 8:04 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Wessam
عضو مشارك

Wessam


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Collec10
الجنس : انثى
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
عدد المساهمات : 640

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#5مُساهمةموضوع: رد: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الثلاثاء أغسطس 31, 2010 12:43 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدُالله
المدير العام
عبدُالله


المهنة : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Accoun10
الجنس : ذكر
علم الدوله : في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم 46496510
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم _
#6مُساهمةموضوع: رد: في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم   في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم Subscr10الثلاثاء أغسطس 31, 2010 8:22 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع ذات صلة


الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك


(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتديات اور إسلام |  :: •₪• الإسلامى العام •₪• :: المنتدى الإسلامي العام-
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم , في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم , في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم ,في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم ,في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم , في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ في البلاء عافية .... ورحمات اليك ايها المبتلى هذا البلسم ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

PageRank
مواقيت الصلاة: