دروس في التجويد
الدرس الثــاني عشــر
أحـكـام منفـــردة
1- يجب إظهار النون الساكنة في مثل صلى الله علية وسلم الدنْـيا)، صلى الله علية وسلم صِنْـوان)، صلى الله علية وسلم قِنْـوان)، مع أن قاعدة الِإدغام متوفرة ... إلا أنه يمتنع الإِدغام باجتماع النون وحرف الإِدغام في كلمة واحدة.
2- يُشرع السكت بمقدار يتجاوز حركتي في أربعة مواضع من القرآن:
- { الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ، الْكِتَاب وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ }. صلى الله علية وسلم في الكهف).
- { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَن }. صلى الله علية وسلم في يس).
- { كَلاَّ إذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ }. صلى الله علية وسلم في القيامة).
- {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }. صلى الله علية وسلم في المطففين).
3- يجب مد الهاء الكناية بمقدار حركتين خلافاً للقاعدة صلى الله علية وسلم انظر ص 63) في قوله تعالى: { يَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }. صلى الله علية وسلم في الفرقان).
4- يجب ضم الهاء في قوله: { بما عَاهَد عَلَيْهُ اللهَ }. صلى الله علية وسلم في الفتح).
5- تُمال الألف في قوله: { بِسمِ اللّهِ مَجْرايهَا }. صلى الله علية وسلم في هود).
6- تسقط الهمزة في قوله: { بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ }. صلى الله علية وسلم في الحجرات).
7- لا تقرأ البسملة في أول سورة صلى الله علية وسلم براءة) بل تكتفي بالتعوذ إذا ابتدأت بها، وإذا وصلتها صلى الله علية وسلم بالأنفال) قبلها تسكت بين السورتين سكتة لطيفة.
8- يجب قراءة التعوذ عند الشروع في القراءة، وقراءة البسملة في أوائل السور.
معـلومات عـامة عـن القـرآن
- أُنزل القرآن في ليلة القدر من رمضان، كما أخبر اللّه عز وجل في قوله: { إِنَّا أَنزَلْناَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }. وقوله: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرءَانُ }.
ومعنى
ذلك أنه أُنزل مكتوباً جملة واحدة إلى بيت العزة بالسماء الدنيا،
ثم أُنزل بعد ذلك منجَّماً على رسول اللّه صلى الله علية وسلم .
- أول ما نزل من القرآن على النبي صلى الله علية وسلم . { اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، الَّذِي خَلَقَ }
كما جاء في "الصحيحين" عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها، وأول سورة
نزلت على النبي رسول اللّه صلى الله علية وسلم . { يَا أَيُّهَا المدثِّرُ } وبها أُرسل كما جاء في الصحيحين عن جابر رضي اللّه تعالى عنه.
- عدد آيات القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية 6600) وعدد حروفه ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة وواحد وسبعون حرفاً 323671) وعدد سوره مائة وأربع عشرة سورة 114).
-
كان للنبي رسول اللّه صلى الله علية وسلم . كُتَّاب يكتبون الوحي
( القرآن) كلما نزل عليه بإملائه صلى الله علية وسلم . وكان على
رأسهم زيد بن ثابت، ومنهم الخلفاء الراشدون الأربعة ومعاوية بن أبي
سفيان، رضى اللّه عنهم أجمعين.
-
وكان القرآن يُكتب في زمن النبي رسول اللّه صلى الله علية وسلم .
على ( العُسُب) أي جريد النخل، و( اللِّخَاف) أي عظم الكتف، و(
الرِّقَاع) جمع رقعة وهي القطعة من الورق أو الجلد أو القماش يكتب عليها
...
وكان مع ذلك محفوظاً في صدور الرجال.
-
أشهر القراء من الصحابة رضوان اللّه تعالى عليهم أجمعين: أُبىُّ
بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد اللّه بن مسعود، وأبو موسى الأشعري،
ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.
- أول من جمع القرآن يا مصحفٍ واحدٍ أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه، ثم كتبه عثمان رضي اللّه تعالى عنه في ستة مصاحف، وتسمَّى المصاحف العثمانية)، وهى التي بين أيدينا اليوم.
- حُزِّب القرآن في زمن النبي صلى الله علية وسلم .إلى سبعة أحزاب هي كما يلي:
صلى الله علية وسلم الحزب الأولى) الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء.
صلى الله علية وسلم الحزب الثاني) من المائدة إلى التوبة.
صلى الله علية وسلم الحزب الثالث) من يونس إلى النحل.
صلى الله علية وسلم الحزب الرابع) من الإسراء إلى الفرقان.
صلى الله علية وسلم الحزب الخامس) من الشعراء إلى يس.
صلى الله علية وسلم الحزب السادس) من والصافات إلى الحجرات.
صلى الله علية وسلم الحزب السابع) من ق إلى آخر القرآن، ويُسمى حزب المفصل).
وجمعها بعضهـم في قوله: صلى الله علية وسلم فَمِي بِشَوْقٍ ).
وقُسِّم القرآن بعد ذلك إلى ثلاثين جزءاً، وكل جزءٍ إلى حزبين، فيكون القرآنُ مُقَسَّماً إلى ستين حزباً، وكل حزب إلى أربعة أقسام، فيكون القرآن مقسماً إلى مائتين وأربعين قسماً.
وفي بعض المصاحف تجده مقسماً إلى ركوعات، أي الأماكن المناسبة للوقف عليها والركوع بعدها في الصلاة، ويرمز لها بحرف ع).
آداب تــــلاوة القــــرآن
- يجب التعوذ قبل الشروعِ في التلاوة لقوله تعالى: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرءَانَ فَاسْتعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَان الرَّجِيم } [ ا لنحل: 98 ].
وصيغة الاستعاذة "أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم" ويجوز أن يقول: "أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم" فإن النبي صلى الله علية وسلم .سنَّ لنا ذلك كله.
- ينبغي قراءة البسملة عند الشروع في أول كل سورة وخاصة
الفاتحة في الصلاة، فإنه يجب عليه قراءتها في أولها، وصيغة البسملة كما هي في القرآن { بسْمِ اللّه الرحْمَنِ الرحِيِم } وهي آية من القرآن، بخلاف الاستعاذة.
يجب الإِنصات لقراءة القرآن لمن حضرها، ولا يجوز الاشتغال بأمر آخر أثناء القراءة، لقوله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعواْ لَهُ وَأَنصِتُوا }. [ الأعراف: 204 ].
- ينبغي للقارىء وللمستمع أن يحافظ على الخشوع والأدب والانتباه
بكل فؤاده وجوارحه للقراءة، وذلك مقتضى الإنصات، أما الصياح ورفع
الصوت والضوضاء أثناء القراءة فتلك من صفات المشركين، إذ كانوا
يصيحون ويضجون عند القراءة، كما قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوْا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ }. [ فصلت: 26 ].
-
يجب أن يحسِّن صوته بالقرآن ويترنَّم به، فإن لم يكن حسن الصوت
يحاول أن يحسِّنه ما استطاع، لقوله رسول اللّه صلى الله علية وسلم .
" ليس مِنا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن ". صلى الله علية وسلم رواه
البخاري).
-
ينبغي أن يتجنَّب التشبه بألحان المغنين والفساق، أو النصارى
واليهود في أناشيدهم، ويحاول التغني بغير تكلف ولا تصنُّع ولا
تمطيط.
- ينبغي أن يحاول تدبر الآيات أثناء القراءة أو الاستماع ويستحضر معانيها ومقاصدها، لقوله تعالى: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْءَانَ }. [ النساء: 82 ومحمد: 24 ].
- يستحب البكاء أو التباكي عند قراءة القرآن مبالغة في الخشوع واستحضار عظمة المتكلم بهذا القرآن سبحانه وتعالى.
-
على قارىء القرآن أن يحذر من مخالفته، بل عليه أن يطبق أحكامه ما
استطاع، ويلتزم بآدابه، فإذا قرأه وهوكذلك، كان له حجةً ونوراً
وشفاءً، أما إذا قرأه وهو مخالف عاص مرتكب للمنهيات، فإنه سيكون حجةً عليه
ولعنةً يوم القيامة، ويكون عليه عمىً وزيادةً في ظلمته.
ولذلك قال بعض السلف: " رب قارىءٍ للقرآن والقرآن يلعنه ".
-
لا ينبغي أن يمر على المسلم أكثر من أربعين يوماً وهو لم يختم
القرآن كله، والسنة أن يقرأ كل يوم جزءاً ... فإن لم يستطع يقرأ كل
يوم عشرآيات، فلا يكون حينئذ من الغافلين وإن قرأ في الليلة الآيتين من
آخر سورة البقرة كَفَتَاه.
- يستحب له عند ختم القرآن أن يدعو بما شاء، ويجمع أهله ومن شاء ليشاركوه في الدعاء، فإنه من أوقات الاستجابهّ والراحة.
- يجب قراءة القرآن احتساباً لوجه اللّه تعالى، لأنه من أعظم العبادات، والعبادات لا تصرف إلا للّه.
- ويحرم قراءته لغرض آخر أو أخذ الأجرة على قراءته ... وإذا أقرأ أحداً وعلَّمه القرآن يكره أن يأخذ منه أجراً على ذلك، وقيل: بل يحرم.
- يحرم الجدال في القرآن والمراء فيه تحريماً شديداً،
بل إذا أشكل على القارىء شيء يرجع إلى مراجعه من كتب السلف، أو
يسأل العلماء ... وإذا اختلف اثنان فيه فعليهما أن يكفَّا ويقوما
من مجلسهما ذلك... قال رسول اللّه صلى الله علية وسلم .: " لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر ". صلى الله علية وسلم رواه أحمد)، وقال رسول اللّه صلى الله علية وسلم . : " اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم في شيء منه فقوموا عنه ". (رواه البخاري).
إرشــــادات خــــاصــة لطـــالـب التجـــويـد
-
المقصود من التجويد هو تصحيح نطق الإِنسان بالحرف وهذا هو أول
مرحلة في القراءة، وبغيره لا تصحٍ قراءة الإِنسان لا في الصلاة ولا في
غيرها، وإذا كان قادرا على تصحيح نطقه بالقرآن وتهاون في ذلك ثم وقع
في التحريف واللحن والخطأ فإنه يأثم بذلك، لأن قراءة القرآن في
الصلاة واجبة، كما أن الصلاة نفسها واجبة، وكما يجب على كل مسلم
أن يصحح صلاته ويتعلم صفتها حتى يؤديها كاملة كما صلاها الرسول
عليه الصلاة والسلام فإنه يجب عليه أن يصحح قراءته ويتعلم صفتها
حتى يؤديها كاملة كما قرأها الرسول رسول اللّه صلى الله علية وسلم
. .
وفي المرحلة الأولى
لابد من إتقان مخارج الحروف وتمرين اللسان عليها والتعود على
الصفات، إذ بهذه المخارج والصفات يحصل الفرق بين الحروف.
أما المرحلة الثانية
فهي تتعلق بفصاحة النطق، وذلك بتحقيق أحكام الحروف التي لا يتوقف
صحة نطقه عليها، ولكنها تتعلق بتحسين النطق وفصاحته، وذلك
كالإدغام والإخفاء والإقلاب والمد والترقيق والتفخيم.
أما المرحلة الأخيرة التي هي مرحلة المتقنين الماهرين الذين يدخلون في قوله صلى الله عليه وسلم : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ".
فتكون بمعرفة الوقوف وتحصيل ملكتها، ولا تتحصل إلا بالتمرس في ملاحظة المعاني وتفسيرها وإتقان ذلك.
-
مما يساعد على إتقان قراءة القرآن: دراسة قواعد القراءة أولاً
ومعرفتها، وبعد ذلك يسهل التطبيق، إذ يكفي للطالب الذي أَلَمَّ
بقواعد التجويد والقراءة أن يطبقها على عشر آيات، ثم يقضى فترة متوسطة في
قياس بقية الآيات على ما طبقه ولاحظه في الآيات العشر، فيحصل لسانه
بذلك مَلَكَة التجويد ... إلا أن الممارسة والتمرين الدائم هو
الأهم، إذ به تحصل الملكة ويتحقق الإِتقان، كما قال ابن الجزري:
وليسَ بَينَـهُ وبيـنَ تَرْكِـهِ
إلا ريـاضَةُ امْـرىء بفكِّـهِ
والتمـرين يكـون بأمـرين :
1-
كثرة السماع للنطق الصحيح ، و ذلك من مُجَوِدٍ يقرأ فيستمع إليه
و يتابعة نظراً في المصحف، لذلك من المستحسن ملازمة مُجَوِدٍٍ أو
إستعمال آلة تسجيل و الإستماع إليها بإستمرار مع المتابعة في المصحف
ولابد
لمعرفة الأحكام والقواعد التي سبقت لا هذا الكتاب أوفي أي كتابِ
من كتب التجويد أن يسمع الطالب أمثلتها من فمَ المجوِّد، لأن
النطق بالمثال هو الذي يوضح الكيفية، إذ هي قواعد أداء وكيفية نطق.
2- كثرة النطق والتمرين عليه محاولاً تصحيح نطقه وتقويم لسانه وتطبيق الأحكام.
- والحفظ أيضًا يعتمد على المدرسة والاستمرار في القراءة صرح بذلك النبي رسول اللّه صلى الله علية وسلم . فقال : " تعاهدوا هذا القرآن فإنه أشد تفلُّتاً من الإبل ". متفق عليه.
ومما
يساعد على الحفظ اختيار الوقت المناسب. وأفضل الأوقات بعد صلاة
الصبح حتى تطلع الشمس، وغير ذلك من الأوقات يختلف باختلاف طبيعة
كل إنسان وميله، إلا أنه يجب أن يتجنب الأوقات التي قرب الطعام حيتَ يكون
في شبعٍ زائد، أو جوعٍ زائد، أو يكون مشغول الفكر والفؤاد، أو
مهموماً، وقد أرشد النبي رسول اللّه صلى الله علية وسلم . إلى
ذلك في قوله: " اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا "، ومن معاني ائتلاف القلب تهيؤه واستعداده للقراءة وإقباله عليها.
ومما يساعد على المحافظة على حفظ القرآن: القيام به في جوف الليل، وردت بذلك الآثار
المصدر : الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة