أهلا وسهلا بك إلى | منتديات اور إسلام | .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مواضيع مماثلة
 
» استايل تومبيلات ستايل ترايد ويب العربية الذي اشتاق إليه الجميع الان مجاني للجميع مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الإثنين سبتمبر 10, 2018 1:10 am من طرف الأخ تامر مسعد» ممكن كتابه اسم المنتدى على هذه الواجههمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأحد مايو 06, 2018 1:04 pm من طرف حفيد الصحابه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأحد مايو 06, 2018 12:19 pm من طرف حفيد الصحابه»  تحميل برنامج Moysar for Computer 2013 المصحف الالكتروني للكمبيوتر اخر اصدار مجانا مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:09 am من طرف ام بسمة» تحميل برنامج الآذان للكمبيوتر 2015 مجانا مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:07 am من طرف ام بسمة» المصحف المعلم لدار الوسيلة للشيخين المنشاوي والحذيفي + نسخة محمولةمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:01 am من طرف ام بسمة» تلاوة من سورة الإعراف : وسورة إبراهيم بصوت الشيخ رضا سلمانمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 4:02 am من طرف الأخ تامر مسعد» قرار جديد من ادارة المنتدى لجميع الاعضاء والمسؤلين بالموقعمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 3:41 am من طرف الأخ تامر مسعد» نبضُ الاسرة مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الأربعاء فبراير 28, 2018 6:18 pm من طرف ali0» كتاب ام المؤمنين ام القاسم كتاب مسموع وما لا تعرفه عنهامبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى» شركة تسليك مجاري شمال الرياضمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى»  شيبة بن عثمان ابن أبي طلحةمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:33 am من طرف شموخى» من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:25 am من طرف شموخى» ممكن ترحيب وشكرامبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الإثنين يناير 08, 2018 8:30 pm من طرف jassim1» متلازمة ستكلرمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:15 pm من طرف عبير الورد»  التاتاه عند الاطفالمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:14 pm من طرف عبير الورد»  نصائح للتعامل مع المكفوفينمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:13 pm من طرف عبير الورد» علامات التوحد الخفيف مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:12 pm من طرف عبير الورد» التسامح والصبر في الحياة الزوجيةمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:10 pm من طرف عبير الورد» مكافحة النمل الابيض قبل البناءمبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:07 pm من طرف عبير الورد
 

أضف إهدائك

الأخ تامر مسعد قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمعة مارس 09, 2018 3:46 am ...
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله قال منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم
الجمعة مارس 28, 2014 7:31 pm ...
: منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكمشعاري قرآني قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحدة لا شريك لله له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
الأربعاء مايو 01, 2013 1:28 pm ...
:
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله
نور 13 قال اللهم اشفي اختي في الله ( امة الله )
الجمعة أبريل 12, 2013 11:36 pm ...
: الهم رب الناس اذهب البأس عن أخاتنا امة الله واشفها يا رب العالمين شفاءا لا يغادر سقماأبومحمد قال أسالُكم الدعاء لى بالشفاء ولجميع المسلمين
الأحد أبريل 14, 2013 1:00 pm ...
:
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 349967

أسالُ الله تبارك وتعالى أن يحفظكم جميعاً من كل سوء

أسالك الدعاء لى بالشفاء حيث أجريت عمليه لاستخراج حصوه أنا وجميع مرضى المسلمين
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر


شاطر|

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#1مُساهمةموضوع: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:38 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
نعيش في هذا البحث إن شاء الله تعالى مع أعظم دستور للمعاملات عرفه الإنسان . حيث الأداب الربانية الرفيعة والأخلاق التي إن طبقناها لأصبحنا خير أمة أخرجت للناس.
ويعتمد هذا البحث على كتاب الله ( القرآن العظيم ) وكتب التفسير المعتمدة مثل الطبري وابن كثير والأحاديث الصحيحة التي وردت في كتب الصحاح كالبخاري ومسلم . والمراجع العلمية التي أهتمت بهذا الجانب وهي كثيرة .
. والله الموفق إلى صالح الأعمال.

الجزء الأول

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -1 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -2 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -3 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ -4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ -5 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ -6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ-7

****

نلاحظ هنا كيف بدأ القرآن العظيم بصفة الرحمة لله عز وجل ليدلك أن الإسلام كله رحمة .
قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء

الرحمن الرحيم


الاسمان مشتقان من الرحمة , الرحمة التامة وهي إفاضة الخير على العباد.
والرحمة العامة تعم جميع الخلائق , فإن رحمة الله تامة عامة
ومن رحمة تعالى أن أنعم علينا بالإيجاد ثم بالهداية للإيمان
ثم بأسباب السعادة في الدنيا ثم السعادة في الأخرة
قال رسول الله :
إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ، فهو مكتوب عنده فوق العرش .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7554
خلاصة الدرجة: صحيح

وقال رسول الله :
إن لله مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام . فبها يتعاطفون . وبها يتراحمون . وبها تعطف الوحش على ولدها . وأخر الله تسعا وتسعين رحمة . يرحم بها عباده يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2752
خلاصة الدرجة: صحيح


وقال رسول الله :
الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 127
خلاصة الدرجة: صحيح
فيجب أن نتخلق بهذا الخلق ألا وهو الرحمة , فالراحمون يرحمهم الرحمن .

*****
خلق الاستقامة

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

ندرك من الآية مدى قيمة الاستقامة على طريق الحق , فالطريق المستقيم هو أقرب الطرق الى الهدف أما الطرق المعوجة فلا تؤدي إلى شئ إلا الهلاك - والطريق المستقيم هو طريق المؤمنين الذين أنعم الله عليهم في الدنيا والاخرة

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ.

*****

ومع أنوار سورة البقرة نلاحظ فضيلة التقوى من أولها , وكيف تؤدي التقوى بصاحبها إلى الفلاح في الدنيا والجنات في الاخرة , فالتقوى هي خوف من الله تعالى في القلب ينعكس على كل جوارح الإنسان فيكون عبدا ربانيا , لايعصي الله ولا يعصي رسول الله
قال تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم -1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ -2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ -3 وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ -4 أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ-5

أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة, المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم, والحق المبين.
والهدى: ما تحصل به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.
والتقوى اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه, بامتثال أوامره, واجتناب النواهي, فاهتدوا به, وانتفعوا غاية الانتفاع.
والهداية نوعان: هداية البيان, وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان,

فإقامة الصلاة, إقامتها ظاهرا, بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها. وإقامتها باطنا بإقامة روحها, وهو حضور القلب فيها, وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ – 45 العنكبوت
وكثيرا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق،
فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول, فلا يفرقون بين أحد منهم.
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وحصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم,

وفي نهاية الربع الأول بشرى للمؤمنين الذين يعملون الصالحات , بكل ما تعنيه كلمة الإصلاح , سواء للدنيا أو للآخرة.
قال تعالى:
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 25

****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


كاتب الموضوعرسالة
حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#51مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:55 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم


مع الجزء السادس عشر

(3)


[b]كانت اللقاءات السابقة في كيفية تعامل القائد مع الرعية ؟[/b]

[b]وكيفية تعامل الأبن المؤمن مع أبيه غير المؤمن ؟[/b]

[b]وإن شاء الله تعالى نعيش اليوم مع كيفية تعامل الآباء تجاه الآبناء والآهل بصفة عامة...[/b]


[b]وفي الحديث, خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي ....[/b]

[b]الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1616[/b]


[b]والخيريه تقتضي الخوف عليهم من عذاب الأخرة.[/b]

[b]قال تعالى في سورة التحريم:[/b]

[b]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ -6[/b]



[b]أي: يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه.[/b]

[b]فـ ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد ، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزروجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.[/b]

*******

[b]سورة مريم[/b]


[b]نلاحظ في الأيات التالية كيف كان " رسول الله إسماعيل عليه السلام " يأمر أهله بالصلاة والزكاة , متخلقا بصدق الوعد ...[/b]

[b]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا – 54[/b]
[b]وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا – 55[/b]

[b]أي: واذكر في القرآن الكريم، هذا النبي العظيم، الذي خرج منه الشعب العربي، أفضل الشعوب وأجلها، الذي منهم سيد ولد آدم.[/b]

[b]﴿إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ﴾ أي: لا يعد وعدا إلا وفى به. وهذا شامل للوعد الذي يعقده مع الله أو مع العباد، ولهذا لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه له وقال: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ وفى بذلك ومكن أباه من الذبح، الذي هو أكبر مصيبة تصيب الإنسان، ثم وصفه بالرسالة والنبوة، التي هي أكبر منن الله على عبده، وأهلها من الطبقة العليا من الخلق.[/b]

[b]﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ﴾ أي: كان مقيما لأمر الله على أهله، فيأمرهم بالصلاة المتضمنة للإخلاص للمعبود، وبالزكاة المتضمنة للإحسان إلى العبيد، فكمل نفسه، وكمل غيره، وخصوصا أخص الناس عنده وهم أهله ، لأنهم أحق بدعوته من غيرهم. ﴿ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ وذلك بسبب اجتهاده فيما يرضيه، ارتضاه الله وجعله من خواص عباده وأوليائه المقربين.[/b]


[b]*****[/b]

[b]والأمر بالصلاة يوفر الجهد في تربية الأبناء , فالوالد يطمئن على ابنه طالما حافظ على الصلاة وأنه لن ينحرف في المعاصي والمنكرات[/b]

[b]إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.[/b]

[b]******[/b]

[b]والصلاة التي هي الصلة بيننا بين خالقنا وساحة القرب من رب العالمين , قال تعالى :... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ – 19 العلق[/b]

[b]هي مفتاح لكل خير وبركة ,[/b]

[b]قال تعالى في سورة العنكبوت: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ 45[/b]


[b]يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله، وهو هذا الكتاب العظيم، ومعنى تلاوته اتباعه، بامتثال ما يأمر به، واجتناب ما ينهى عنه، والاهتداء بهداه، وتصديق أخباره، وتدبر معانيه، وتلاوة ألفاظه، فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه، وإذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب، علم أن إقامة الدين كله، داخلة في تلاوة الكتاب. فيكون قوله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ﴾من باب عطف الخاص على العام، لفضل الصلاة وشرفها، وآثارها الجميلة، وهي ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[/b]


[b]والفحشاء: كل ما استعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس.[/b]


[b]والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطر.[/b]


[b]ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها. وثَمَّ في الصلاة مقصود أعظم من هذا وأكبر، وهو ما اشتملت عليه من ذكر اللّه، بالقلب واللسان والبدن. فإن اللّه تعالى، إنما خلق الخلق لعبادته، وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة، وفيها من عبوديات الجوارح كلها، ما ليس في غيرها، ولهذا قال: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾[/b]


[b]قال تعالى في سورة الأعلى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى - 14 وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى - 15[/b]




[b]﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ من خير وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.[/b]


[b]******[/b]

[b]وحين يلتزم الأهل بالصلاة تعم الرحمة والبركة , ويطمئن الجميع , حيث أنهم في صلة دائمة مع الله تعالى,[/b]


[b]﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ طه 132[/b]


[b]أي: حث أهلك على الصلاة، وأزعجهم إليها من فرض ونفل. والأمر بالشيء، أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمرا بتعليمهم، ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها.[/b]


[b]﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ أي: على الصلاة بإقامتها، بحدودها وأركانها وآدابها وخشوعها، والصبر معها دائما، فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به، كان لما سواها من دينه أحفظ وأقوم، وإذا ضيعها كان لما سواها أضيع،[/b]


[b]﴿نَحْنُ نَرْزُقُكَ﴾ أي: رزقك علينا قد تكفلنا به، كما تكفلنا بأرزاق الخلائق كلهم، فكيف بمن قام بأمرنا، واشتغل بذكرنا؟! ورزق الله عام للمتقي وغيره، فينبغي الاهتمام بما يجلب السعادة الأبدية، وهو: التقوى، ولهذا قال: ﴿ وَالْعَاقِبَةُ ﴾ في الدنيا والآخرة ﴿ لِلتَّقْوَى ﴾ التي هي فعل المأمور وترك المنهي، فمن قام بها، كان له العاقبة، كما قال تعالى ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ 83 القصص[/b]


[b]******[/b]

[b]ولم تسقط الصلاة حتى في حالة الحرب,[/b]


[b]وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا - 101 وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا - 102[/b]


[b]فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا - 103 النساء[/b]


[b]أي: فإذا فرغتم من صلاتكم، صلاة الخوف وغيرها، فاذكروا الله في جميع أحوالكم وهيئاتكم، ولكن خصت صلاة الخوف بذلك لفوائد. منها: أن القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة إلى الله تعالى في المحبة وامتلاء القلب من ذكره والثناء عليه.[/b]


[b]وأعظم ما يحصل به هذا المقصود الصلاة، التي حقيقتها أنها صلة بين العبد وبين ربه.[/b]


[b]ومنها: أن فيها من حقائق الإيمان ومعارف الإيقان ما أوجب أن يفرضها الله على عباده كل يوم وليلة.[/b]


[b]ومنها: أن الخوف يوجب من قلق القلب وخوفه ما هو مظنة لضعفه، وإذا ضعف القلب ضعف البدن عن مقاومة العدو، والذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب.[/b]


[b]*******[/b]

[b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/b]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#52مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:56 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس عشر
(4)
كانت اللقاءات السابقة في كيفية تعامل القائد مع الرعية ؟
وكيفية تعامل الأبن المؤمن مع أبيه غير المؤمن ؟
وكيفية تعامل الآباء تجاه الآبناء والآهل بصفة عامة..؟
وإن شاء الله تعالى نعيش اليوم مع كيفية تعامل الداعية إلى الله تعالى مع الزعماء والملوك.

سورة طه

أخلاق الدعاة

وإجابة على السؤال الأخير وهو كيفية التعامل مع الملوك والزعماء, نجد الأمر من الله تعالى الى رسوله " موسى عليه السلام " بالذهاب إلى فرعون وكيفية التعامل معه بالقول اللين الطيب ؟
قال تعالى:
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي – 42 اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى - 43
فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى - 44
قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى – 45 قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى - 46

لما امتن الله على موسى بما امتن به، من النعم الدينية والدنيوية قال له: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ ﴾ هارون ﴿ بِآيَاتِي ﴾ أي: الدلائل والبراهين على صدقه كاليد، والعصا ونحوها، في تسع آيات إلى فرعون وملئه، ﴿ وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ أي: لا تفترا، ولا تكسلا، عن مداومة ذكري بل استمرَّا عليه، فإن ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور، يسهلها، ويخفف حملها.
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ أي: جاوز الحد، في كفره وطغيانه، وظلمه وعدوانه.
﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا ﴾ أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، ﴿ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ ﴾ ما ينفعه فيأتيه، ﴿ أَوْ يَخْشَى ﴾ ما يضره فيتركه،
فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله في سورة النازعات: ﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى -18 وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى -19 فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل، فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك، الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " تزكى " أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها

﴿ قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا ﴾ أي: يبادرنا بالعقوبة والإيقاع بنا، قبل أن تبلغه رسالاتك، ونقيم عليه الحجة ﴿ أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾ أي: يتمرد عن الحق، ويطغى بملكه وسلطانه وجنده وأعوانه.
﴿ قَالَ لا تَخَافَا ﴾ أن يفرط عليكما ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ أي: أنتما بحفظي ورعايتي، أسمع أقوالكما، وأرى جميع أحوالكما، فلا تخافا منه، فزال الخوف عنهما، واطمأنت قلوبهما بوعد ربهما.

*****
إن صلاح الحكام فيه خير كثير للرعية ولذلك أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائل إلى ملوك وزعماء العالم يدعوهم إلى الإسلام الذي هو دين الحق , لخيرهم وخير شعوبهم .

فرسالات الله تعالى للجميع , وعلى الدعاة أن يتحلوا بالأداب الرفيعة والأخلاق العالية , وليكن سلوكهم داعي إلى الله قبل قولهم.
قال تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ – 33 فصلت
ولا يخشى الداعية من إلتزام الحق والصدق مخافة المفسدين.
قال تعالى:
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا – 39 الأحزاب
ولتكن الحكمة وسيلته في الدعوة إلى الله تعالى مع العلم والفهم.
قال تعالى:
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ – 125 النحل
أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح ﴿بِالْحِكْمَةِ﴾ أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن حدث جدال , فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.
وقوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها.
﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.

******

وبهذه الأخلاق تتكامل حلقات التعامل بين البشر.
أخلاق فاضلة من القادة ,عدل ودفاع وتنمية , كما فعل ذو القرنين .
أخلاق فاضلة من الأبناء تجاه الأباء .. ولو كانوا مخالفين لهم في الدين ,كما فعل نبي الله " إبراهيم عليه السلام"

أخلاق فاضلة من الأباء تجاه الأهل والأبناء , كما فعل نبي الله إسماعيل عليه السلام.

أخلاق فاضلة من الدعاة تجاه الحكام والزعماء.., كما فعل "نبي الله موسى عليه السلام"
وقد جسد كل هذه الأداب والأخلاق رسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

*****
وفي ظل هذه الأخلقيات والآداب المتكاملة الحلقات , نجد الأمر من الله تبارك وتعالى لنبيه " سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " ومن باب أولى موجه إلينا , بطلب الزياده في العلم ..., فالتعليم هو أساس النهوض بالأمم,

والعلم والأخلاق لا يفترقان فإذا غابت الأخلاق فإن العلم وحده قد يدمر صاحبه.

وكذلك الأخلاق والآداب لابد لها من مرجعيه إيمانيه تستند إليه على علم , حتى لاتحكم بالعادات والأعراف الفاسدة.

وخير ضابط للعلم والآخلاق هو القرأن العظيم , رسالة الله تعالى للعالمين .

(..وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )114

*******

وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#53مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:56 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السابع عاشر
( 1 )
بعض أيات من سورة الأنبياء

مبدأ اليقظة والوعي لما يدور من حولنا.
وعدم الغفلة والإستغراق في اللهو واللعب.


اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ – 1 مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ – 2 لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ - 3 قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ - 4

هذا تعجب من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأنهم قد قرب حسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة ، والحال أنهم في غفلة معرضون ، أي: غفلة عما خلقوا له ، وإعراض عما زجروا به.
كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا، فالدنيا مرحلة نمر بها كما ممرنا بمراحل قبل نزولنا إليها ...
وأن الله تعالى لا يزال يجدد لهم التذكير والوعظ، ولا يزالون في غفلتهم وإعراضهم، ولهذا قال: ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ﴾ يذكرهم ما ينفعهم ويحثهم عليه وما يضرهم، ويرهبهم منه ﴿ إِلا اسْتَمَعُوهُ ﴾ سماعا، تقوم عليهم به الحجة، ﴿ وَهُمْ يَلْعَبُونَ – 2 لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ أي: قلوبهم غافلة معرضة لاهية بمطالبها الدنيوية ، فترى إنسان لديه مال كثير ولديه شركات ومصانع ويعمل لديه مئات العمال , ومع ذلك لا يعطي لنفسه وقتا ليتقرب فيه إلى الله تعالى , هموم الدنيا تلاحقه , فلا ينام إلا بواسطة منوم , ولا يستيقظ إلا بمنبه , هذا في جانب الإشتغال بإمور مهمهة وهي العمل , فما بالنا بمن منهمك بنفس الطريقة ولكن في اللعب , أو اللهو المحرم ..
إن العمل الجاد مطلب شرعي وكذلك القيام ببعض الترفيه مطلوب والرياضة مطلوبة ولكن على الإنسان أن يدرك أن العمل جزء من حياته وليس كل حياته وكذلك الترفيه جزء من الحياة وليس كل الحياة وكذلك الرياضة جزء من الحياة وليس كل الحياة ..
إذا حدث توازن لحياة الإنسان أقبل بقلبه على أمر الله ونهيه، وفقه المراد منه، وتسعى جوارحه، في عبادة ربه، التي خلقوا لأجلها، ويجعل القيامة والحساب والجزاء في وعيه دائما ، فبذلك يتم للإنسانية أمرهم، وتستقيم أحوالهم،
وفي معنى قوله: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ﴾ قولان: أحدهما أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الأمم، لقوله صلى الله عليه وسلم " بعثت أنا والساعة كهاتين " وقرن بين إصبعيه، السبابة والتي تليها.
والقول الثاني: أن المراد بقرب الحساب الموت، وأن من مات، قامت قيامته، ودخل في دار الجزاء على الأعمال، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لا يدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء، فهذه حالة الناس كلهم، إلا من أدركته العناية الربانية، فاستعد للموت وما بعده.
ثم ذكر ما يتناجى به الكافرون الظالمون على وجه العناد، ومقابلة الحق بالباطل، وأنهم تناجوا، وتواطأوا فيما بينهم، أن يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه بشر مثلكم، فما الذي فضله عليكم، وخصه من بينكم، وقولوا: ﴿ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ هذا وهم يعلمون أنه رسول الله حقا بما شاهدوا من الآيات الباهرة ما لم يشاهد غيرهم، ولكن حملهم على ذلك الشقاء والظلم والعناد، والله تعالى قد أحاط علما بما تناجوا به، وسيجازيهم عليه، ولهذا قال: ﴿ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ ﴾ أي: الخفي والجلي ﴿ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ ﴾ أي: في جميع ما احتوت عليه أقطارهما ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ ﴾ لسائر الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بما في الضمائر، وأكنته السرائر.

*******
ونمضي مع سورة الأنبياء وثمرة الإصلاح

فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ – 94
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ ﴾ أي: الأعمال التي تفيد البشر في كل مجالات حياتهم ﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ بالله وبرسله وشريعته ، وما جاءوا به ﴿ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ﴾ أي: لا نضيع سعيه ولا نبطله، بل نضاعفه له أضعافا كثيرة.
﴿ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ أي: مثبتون له في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي مع الحفظة. أي: ومن لم يعمل من الصالحات، أو عملها وهو ليس بمؤمن، فإنه محروم، خاسر في دينه، ودنياه.

فالإصلاح في الارض يؤدي إلى التمكين عليها والسيادة في الدنيا..
ويؤدي إلى ميراث الأرض في الآخرة ..
وهذا قانون وسنن الله تعالى.. جاءت في جميع الرسالات..
قال تعالى:
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ -105
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ - 106
والعبادة هنا بمعناها الشامل , فإن أفعال الإنسان كلها تصبح عبادة إذا ابتغي به مرضات الله تعالى ...
, فالطبيب في عيادته عابدا لله , والعامل في مصنعه عابدا لله , والمهندس في مكتبه أو موقعه عابدا لله , والمحامي مدافعا عن المظلوم عابدا لله , والتاجر في متجره عابدا لله , وتأتي الفرائض التي فرضها الله علينا لتدعم الصله بين العبد وربه مباشرة , فالمؤمن يقف بين يدي الله تعالى خمس مرات يوميا يجدد العهد بالالتزام بما أمر الله والنهي عن المحرمات , " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " , وهكذا بقية الفرائض... وبهذا يتحقق الوعي المطلوب والفهم لرسالة الإسلام.

إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ - 106

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#54مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:57 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السابع عاشر
( 2 )
بعض أيات من سورة الأنبياء

مبدأ الرحمة

وقد تأكد هذا المبدأ كثيرا في القرآن العظيم والأحاديث الصحيحة.
فالمقصد لرسالة الإسلام هي الرحمة للعالمين.
قال تعالى:

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ -107

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة للعالمين، فالمؤمنون به، قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وقاموا بها، وغيرهم كفرها، وبدلوا نعمة الله كفرا، وأبوا رحمة الله ونعمته .
وفي الحديث الشريف, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة .
الراوي: أبو صالح المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 490
خلاصة حكم المحدث: حسن أو صحيح

وقال تعالى في سورة ال عمران:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ - 159

أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.
﴿ ولو كنت فظا ﴾ أي: سيئ الخلق ﴿ غليظ القلب ﴾ أي: قاسيه، ﴿ لانفضوا من حولك ﴾ لأن هذا ينفرهم.
فالأخلاق الحسنة تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص ، والأخلاق السيئة تنفر الناس عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص.
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به ، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله ؟.
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان.
﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ أي: الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره:
منها: أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله.
ومنها: أن فيها تسميحا لخواطرهم، وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث، فإن من له الأمر على الناس - إذا جمع أهل الرأي: والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث - اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم ، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع ، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته ، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة.
ومنها: أن في الاستشارة تنور الأفكار، بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول.
ومنها: ما تنتجه الاستشارة من الرأي: المصيب، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله ، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم،
فإذا كان الله تعالى يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الناس عقلا، وأغزرهم علما، وأفضلهم رأيا-: ﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ فكيف بغيره؟!
ثم قال تعالى: ﴿ فإذا عزمت ﴾ أي: على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه، إن كان يحتاج إلى استشارة ﴿ فتوكل على الله ﴾ أي: اعتمد على حول الله وقوته ، متبرئا من حولك وقوتك ، ﴿ إن الله يحب المتوكلين ﴾ عليه، اللاجئين إليه.

******
ومن مظاهر الرحمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أنه حريص على هديهم يحب لهم الخير.

قال تعالى في سورة التوبة:
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ – 128 فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ – 129

يمتن الله تعالى على عباده بما بعث فيهم رسوله صلى الله عليه وسلم الذي من أنفسهم، يعرفون حاله، ويتمكنون من الأخذ عنه، ولا يأنفون عن الانقياد له، وهو صلى الله عليه وسلم في غاية النصح لهم، والسعي في مصالحهم.
﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ أي: يشق عليه الأمر الذي يشق عليكم ويعنتكم.
﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾ فيحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر. ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم.
أين هذه الرحمة وما يشاع اليوم من أن الإسلام دين عنف ؟ وماذا نفعل لإناس صموا أذانهم عن سماع الحق واكتفوا بما تردده شياطين الإنس عن دين الإسلام .
فإن حقيقة الإسلام تأخذ من مصادره وليس ممن يحاولون تشويهه بتصرفاتهم المنافية للإسلام..
فالإسلام جاء بالرحمة لجميع البشر...

ورد في الحديث الشريف:
إن لله مائة رحمة . فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم . وتسعة وتسعون ليوم القيامة .
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2753
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من لم يرحم الناس لا يرحمه الله
الراوي: جرير بن عبدالله البجلي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1922
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

وروى البخاري واقعة تدل على مدى الرحمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5998
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة " .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2599
خلاصة حكم المحدث: صحيح

******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#55مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:57 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء السابع عاشر
( 3 )


بعض أيات من سورة الحج



مبادئ الحفاظ على التمكين في الأرض.


كلنا يعلم أن العرب قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة يدور بينهم صراعات على أتفه الأسباب , و كانت أغلب صراعاتهم لصالح الرومان والفرس , ولكن بعد أن أنعم الله عليهم بالإسلام , أصبحوا خير أمة أخرجت للناس ومكن لهم الله في الأرض وانتصروا على الفرس والروم وسادوا الأرض في زمن قياسي استمر أكثر من عشرة قرون بلا منازع... الدولة العظمى الأولى في العالم المتفوقة علميا وصناعيا ودفاعيا .
وقد وضع لنا الله تعالى مبادئ لإستمرار ذلك التمكين في الأرض.

قال تعالى:


الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ - 41



﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ ﴾ أي: ملكناهم إياها، وجعلناهم المتسلطين عليها ، من غير منازع ينازعهم ، ولا معارض ، ﴿ أَقَامُوا الصَّلاةَ ﴾ في أوقاتها، وحدودها ، وأركانها، وشروطها، في الجمعة والجماعات.


وقد قال تعالى فيمن ضيعوا الصلاة : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا – 59 مريم


فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال، وأفضل الخصال، كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك، أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإراداتها فصارت هممهم منصرفة إليها.


والعودة إلى إقامة الصلاة هي الضمانة الأولى للتمكين في الأرض.


فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا - 59 إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا – 60 مريم


﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ التي عليهم خصوصا، وعلى رعيتهم عموما، آتوها أهلها , شريعة وقانونا .


وهناك فرق بأن يخرج الناس زكاة أموالهم فيما بينهم أو وضعها الجمعيات الخيرية وفي هذه الحالة تسقط الفريضة ولا شئ في ذلك , وبين أن تقوم جهات معنية بذلك وفق القانون بجمع الزكاة التي هي فريضة وتوزيعها على الفقراء ومصارف الزكاة الأخرى , وخير مثال لذلك في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز حيث جمع أموال الزكاة التي كانت كثيرة فأغنى الفقراء وزوج الشباب وتبقى من أموال الزكاة الكثير .


وهكذا تصبح دولة الإسلام من اغنى دول العالم..



﴿ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ﴾ وهذا يشمل كل معروف حسنه شرعا وعقلا ، من حقوق الله ، وحقوق الآدميين ، ﴿ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ كل منكر شرعا وعقلا .


ومن هنا ندرك أهمية الدور المنوط بالمسلمين كأفراد ودول,

قال تعالى في سورة ال عمران :


وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - 104


الدعوة إلى الخير, بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانى , الخير للبشر فيما يصلح دنياهم وآخرتهم

ثم تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , كل من موقعه .

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2558

خلاصة الدرجة: صحيح


وفي واقع الأمر إننا جميعا على سفينة واحدة ألا وهي كوكب الأرض, فإن صلحت عم الخير على الجميع , وإن فسدت لحق الدمار بالجميع ...


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2493

خلاصة الدرجة: صحيح


هل أدركنا أهمية ذلك المبدأ الخطير؟


وتعالوا نستمع إلى كلام ربنا , وكيف كان مصير من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - 78


كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ - 79 المائدة



******

ومن الوظائف التي إستحدثتها الشريعة الإسلامية – وظيفة المحتسب- وهذه الوظيفة قائمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ويتم أختيار المحتسب من علية القوم ويساعده معاونوه في مراقبة الأسواق من الفساد والغش والإحتكار ... فينحصر الفساد إلى أدنى مستوى, ويعم الرخاء والإستقرار في مجتمعاتنا...


الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ .



*********


وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#56مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:58 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 1 )
وبعض أيات من سورة المؤمنون

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ – 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ - 2 وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ -3 وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ -4
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ -5 إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ -6
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ -7
وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ -8
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ - 9
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ – 10 الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 11

هذا تنويه من الله، بذكر عباده المؤمنين، وذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي: شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك، الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها. فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات، يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان، زيادة ونقصا، كثرة وقلة، فقوله ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا، وأدركوا كل ما يرام المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم ﴿ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾
والخشوع في الصلاة: هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه، مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب، وإن كانت مجزئة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها.
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ ﴾ وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة ، ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾ رغبة عنه ، وتنزيها لأنفسهم ، وترفعا عنه ، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه - إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ أي مؤدون لزكاة أموالهم، على اختلاف أجناس الأموال، مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفس بتركها وتجنبها، فأحسنوا في عبادة الخالق، في الخشوع في الصلاة، وأحسنوا إلى خلقه بأداء الزكاة.
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ عن الزنا ، ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك ، كالنظر واللمس ونحوهما. ﴿ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾.
﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾ غير الزوجة ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه، المتجرئون على محارم الله.
وقد تم القضاء على عصر العبيد بفضل الله على البشرية برسالة الإسلام - فقد أغلق الإسلام مصادرالرق من جذورها.
إذ أن مصدر الرق كان الأسر في الحروب , وقد أغلق هذا الباب.
قال تعالى في سورة محمد : حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً .
وبذلك أغلق باب الإسترقاق. وجعل من التقرب إلى الله عتق العبيد المستبقين من النظم السابقة..سواء هبة أو مكاتبة كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في سورة النور.
وتتحرر المملوكة إذا أنجبت لسيدها , وبهذا النهج تم القضاء على نظام العبيد تماما . ومن يدعي الأن أنه يوجد من يتاجرون في البشر وخاصة في الدول الإفريقية الفقيرة , فإنها تعتبر مخالفة لكل قوانين الأرض اليوم ولا دليل على شرعيتها ولا تعامل معاملة العبيد .
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ أي: مراعون لها، ضابطون، حافظون، حريصون على القيام بها وتنفيذها، وهذا عام في جميع الأمانات التي هي حق لله، والتي هي حق للعباد، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ ﴾ 72 الأحزاب فجميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها، وكذلك يدخل في ذلك أمانات الآدميين، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما، فعلى العبد مراعاة الأمرين، وأداء الأمانتين ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ 58 النساء
وكذلك العهد، يشمل العهد الذي بينهم وبين ربهم والذي بينهم وبين العباد، وهي الالتزامات والعقود، التي يعقدها العبد، فعليه مراعاتها والوفاء بها، ويحرم عليه التفريط فيها وإهمالها ،
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها، لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين.
﴿ أُولَئِكَ هم الْوَارِثُونَ - 10 الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ﴾ الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها، لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها، أو المراد بذلك جميع الجنة، ليدخل بذلك عموم المؤمنين، على درجاتهم و مراتبهم كل بحسب حاله، ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ لا يبغون عنها حولا لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه، من غير مكدر ولا منغص.

وبهذه الأخلاق والأداب تتكون المجتمعات الفاضلة .. التي يتطلع إليها الإنسان الحر العاقل.
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#57مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:58 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 2 )
وبعض أيات من سورة المؤمنون

هذه دعوة لتجلية حقيقة جميع رسالات الله تعالى إلى أهل الأرض وعالمية الرسالة. فكثيرا ما نسمع اليوم عن مؤتمرات حوار الأديان , وقد دعى الإسلام إلى ذلك منذ 15 قرن . وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ - 51 وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ - 52 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ - 53 فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ - 54 أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ - 55 نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ - 56

إن الرسل كلهم صلوات ربي وسلامه عليهم، متفقون على إباحة الطيبات من المآكل، وتحريم الخبائث منها، وأنهم متفقون على كل عمل صالح وإن تنوعت بعض أجناس المأمورات، واختلفت بها الشرائع، فإنها كلها عمل صالح، ولكن تتفاوت بتفاوت الأزمنة.
ولهذا قال تعالى للرسل: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ أي: جماعتكم - يا معشر الرسل- جماعة واحدة متفقة على دين واحد، وربكم واحد.
﴿ فَاتَّقُونِ ﴾ بامتثال أوامري، واجتناب زواجري. وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، لأنهم بهم يقتدون، وخلفهم يسلكون، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾172 البقرة . فالواجب من كل المنتسبين إلى الأنبياء وغيرهم، أن يمتثلوا هذا، ويعملوا به،

وقد تأكد هذا المعنى في مواضع عديدة قال تعالى في سورة الأنبياء: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ – 92 الأنبياء
وقال تعالى في سورة ال عمران :
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ - 64
أي: هلموا نجتمع على الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ﴿ ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ﴾ فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا ﴿ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله﴾ بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله، فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق.
*******
معاير الإيمان
فإن القلوب تظهر على حقيقتها أمام هذه المعاير التي لا ينكرها أحد من البشر..
فعلى كل إنسان عرض نفسه أمام هذه الآيات . ثم يقرر بعد ذلك حقيقة ماهو عليه...

إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ - 57 وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ - 58 وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ - 59 وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ - 60 أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ – 61 وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ - 62

﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾ أي: وجلون، مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم، خوفا أن يضع عليهم عدله، فلا يبقى لهم حسنة، وسوء ظن بأنفسهم، أن لا يكونوا قد قاموا بحق الله تعالى، وخوفا على إيمانهم من الزوال، ومعرفة منهم بربهم، وما يستحقه من الإجلال والإكرام.
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي : الإيمان بالقرآن العظيم بأنه كلام الله أنزله على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. والذي بشرت به الرسالات السابقة .
و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها.
ويتفكرون أيضا في الآيات الأفقية، كما في قوله: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ﴾ 190 ال عمران
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ ﴾ أي: لا شركا جليا، كاتخاذ غير الله معبودا، يدعوه ويرجوه ولا شركا خفيا، كالرياء ونحوه، بل هم مخلصون لله، في أقوالهم وأعمالهم وسائر أحوالهم.
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ﴾ أي: يعطون من أنفسهم مما أمروا به، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وغير ذلك ، ﴿ وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ أي: خائفة ﴿ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ أي: خائفة عند عرض أعمالها عليه، والوقوف بين يديه، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله، لعلمهم بربهم، وما يستحقه من أصناف العبادات.
﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ أي: في ميدان التسارع في أفعال الخير، همهم ما يقربهم إلى الله تعالى.
ومع هذا، قد سبقت لهم من الله سابقة السعادة، أنهم سابقون.
﴿ وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ أي: بقدر ما تسعه النفس البشرية , رحمة من الله وحكمة، لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه. ﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ ﴾ وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء، وهو يطابق كل واقع يكون. ﴿ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾

على هذه المعاير النورانية يستطيع أي إنسان أن يرى نفسه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإيمان والإخلاص.

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#58مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:58 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 3 )
وبعض أيات من سورة المؤمنون

وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 73 وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ – 74

هل يدرك العالم اليوم مدى حاجتهم إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ,
إن البشرية تتخبط بين الإلحاد والإنغماس في الشهوات , والغرور ببعض الإنجازات والصناعات التي هي في الحقيقة نعمة من الله تعالى على بعض العقول البشرية سخرها لهم لتعينهم على مصاعب الحياة وتجعلها ميسرة حتى يتسنى لهم القيام بفعل الخيرات , ويدركوا عظيم قدرة الله تعالى في الأنفس والأفاق.
إن ميزان العدل الذي يتطلع إليه العالم يوجد في رسالة ربهم , التي تهديهم إلى الصراط المستقيم.
وذلك بتدبر كلام الله تعالى , والتعرف على رسول الرحمة والهداية محمد صلى الله عليه وسلم، وكمال صدقه وأمانته، وأنه لا يسألهم عليه أجرا، وإنما سعيه لنفعهم ومصلحتهم، وأن الذي يدعوهم إليه صراط مستقيم، سهل على العاملين لاستقامته، موصل إلى المقصود، سماحة في عقيدة التوحيد، سماحة في المعاملات والأخلاق والأداب ، دعوة تشهد لها العقول والفطر بحسنها ، وموافقتها للمصالح ، فأين يذهبون إن لم يتابعوك ؟ فإنهم ليس عندهم ما يغنيهم ويكفيهم عن متابعتك، لأنهم ﴿ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾ متجنبون منحرفون، عن الطريق الموصل إلى الله، وإلى دار كرامته، ليس في أيديهم إلا ضلالات وجهالات.
وهكذا كل من خالف الحق، لا بد أن يكون منحرفا في جميع أموره، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ...﴾ 50 القصص

وعلى الصراط المستقيم نسير بقوة الأخلاق الحسنة في دفع السيئات والإستعاذه بالله تعالى من الشياطين .

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ - 96 وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ – 97 وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ - 98

هذا من مكارم الأخلاق، التي أمر الله رسوله بها فقال: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ﴾ أي: إذا أساء إليك أعداؤك، بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإساءة، مع أنه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإن ذلك فضل منك على المسيء، ومن نتائج ذلك، أنه تخف الإساءة عنك، في الحال، وفي المستقبل، وأنه أدعى لجلب المسيء إلى الحق، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتوبة عما فعل، وليتصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوه الشيطان، وليستوجب الثواب من الرب، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾40 الشورى.. وقال تعالى: ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ -34 وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ - 35 فصلت
وقوله: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ أي: بما يقولون من الأقوال المتضمنة للكفر والتكذيب بالحق.
﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ ﴾ أي اعتصم بحولك وقوتك متبرئا من حولي وقوتي ﴿ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ – 97 وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ أي: أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم، وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير.

*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#59مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:58 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 4 )
وبعض أيات من سورة النور

سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 1

هذه سورة النور.. يذكر فيها النور بلفظه متصلاً بذات الله : الله نور السماوات والأرض - ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ؛ ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة. وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية، تنير القلب، وتنير الحياة؛ ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح، وإشراق في القلوب، وشفافية في الضمائر، مستمدة كلها من ذلك النور الكبير...

وتمتلئ سورة النور بالأنوار , وتوضح أسبابه من معاملات وآداب وأخلاق, وتضع الحدود المانعة للرذيلة وأشاعة الفاحشة في المجتمع الإيماني الذي يراقب الله في السر والعلانية..

*****

وهي تبدأ بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف، ومن آداب وأخلاق : ( سورة أنزلناها وفرضناها. وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون ).. فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة؛ ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية، وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية..

والمحور الذي تدور عليه السورة كلها هو محور التربية التي تشتد في وسائلها إلى درجة الحدود.
وترق إلى درجة اللمسات الوجدانية الرفيقة، التي تصل القلب بنور الله وبآياته المبثوثة في الكون وثنايا الحياة. والهدف واحد في الشدة واللين. هو تربية الضمائر, ورفع المقاييس الأخلاقية للحياة، حتى تتصل بنور الله تعالى .
وتتداخل الآداب النفسية الفردية ، وآداب البيت والأسرة، وآداب المجمتع والقيادة.. بوصفها نابعة كلها من معين واحد هو العقيدة في الله ، متصلة كلها بنور واحد هو نور الله تعالى الذي أشرقت به الظلمات في السماوات والأرض ، والقلوب والضمائر، والنفوس والأرواح.

*******


ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ:

المبدأ الأول يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به؛ ويليه بيان حد الزنا، وتفظيع هذه الفعلة، وتقطيع ما بين الزناة والمجتمع المسلم ، فلا هي منهم ولا هم منها.
ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه ؛ واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة.
ثم حديث الإفك وقصته.. ويختم بتقرير مشاكلة الخبيثين للخبيثات، ومشاكلة الطيبين للطيبات. وبالعلاقة التي تربط بين هؤلاء وهؤلاء.

******
المبدأ الثاني يتناول وسائل الوقاية من الجرائم الأخلاقية ، وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية... فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها، والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم.. والحض على تزويج الأيامى وتحريرهم بالمكاتبة وغيرها.. والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء.. وكلها أسباب وقائية لضمانة الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور، ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية ، وترهق أعصاب المؤمنين المتطهرين، وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية.

******

المبدأ الثالث يتوسط مجموعة الآداب التي تتضمنها السورة، فيربطها بنور الله تعالى . ويتحدث عن أطهر البيوت التي يعمرها هذا النور , وهي بيوت الله تعالى ( المساجد ).
وفي الجانب المقابل الذين كفروا وأعمالهم كسراب من اللمعان الكاذب؛ أو كظلمات بعضها فوق بعض.
ثم يكشف عن فيوض من نور الله في الآفاق : في تسبيح الخلائق كلها لله. وفي إزجاء السحاب. وفي تقليب الليل والنهار. وفي خلق كل دابة من ماء، ثم اختلاف أشكالها ووظائفها وأنواعها وأجناسها، مما هو معروض في صفحة الكون للبصائر والأبصار..

*******

المبدأ الرابع يصور أدب المؤمنين الخالص وطاعتهم. ويعدهم، على هذا، الاستخلاف في الأرض والتمكين في الدين، والنصر على الكافرين.
ويفضح المنافقين الرافضين للأدب الواجب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الطاعة والتحاكم.

********

المبدأ الخامس يقرر آداب الاستئذان والضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء. وإلى آداب المجمتع المسلم كله كأسرة واحدة، مع نبيها ومربيها ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتتم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض، وعلمه بواقع الناس، وما تنطوي عليه قلوبهم، ورجعتهم إليه، وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم. وهو بكل شيء عليم.

وإن شاء الله تعالى نتناول بالتفصيل تلكم المبادئ والأخلاق في اللقاءت المقبلة..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#60مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:59 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 5 )
وبعض أيات من سورة النور

يجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ:

المبدأ الأول

يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به,

سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 1
ففريضة الآداب والأخلاق فيها كفريضة الحدود والعقوبات. هذه الآداب والأخلاق المركوزة في الفطرة، والتي ينساها الناس تحت تأثير المغريات والانحرافات، فتذكرهم بها تلك الآيات البينات، وتردهم إلى منطق الفطرة الواضح المبين.

ويليه بيان حد الزنا، وتفظيع هذه الفعلة،

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - 2

هذا الحكم في الزاني والزانية البكرين ، أنهما يجلد كل منهما مائة جلدة، وأما الثيب، فقد دلت السنة الصحيحة المشهورة ، أن حده الرجم.
ونهانا تعالى أن تأخذنا رأفة بهما في دين الله تعالى، تمنعنا من إقامة الحد عليهم ، سواء رأفة طبيعية، أو لأجل قرابة أو صداقة أو غير ذلك، وأن الإيمان موجب لانتفاء هذه الرأفة المانعة من إقامة أمر الله تعالى.
فالرحمة الحقيقية هي حفظ المجتمعات من الرذيلة .
وأمر تعالى أن يكون تطبيق الحد علنيا ليكون ردعا لمن تسول له نفسه انتهاك حرمات الله تعالى في المجتمع الإسلامي الطاهر النظيف.

*******

عدم مخالطة الزناة في المجتمع الأسري الإسلامي.

الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - 3

وهذا دليل صريح على تحريم زواج الزانية حتى تتوب، وكذلك تزويج الزاني حتى يتوب، فإن مقارنة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها، أشد الاقترانات والازدواجات, فحرم الله ذلك، لما فيه من الشر العظيم، وفيه من قلة الغيرة، وإلحاق الأولاد بغير آباءهم..
وفي هذا دليل أن الزاني ليس مؤمنا حين ارتكابه ذلك الجرم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " فهو وإن لم يكن مشركا، فلا يطلق عليه اسم المدح، الذي هو الإيمان المطلق.

******

ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه؛

ليس من السهل وليس من حسن الظن بالمؤمن أن يقذفه إنسان لمجرد وهم أو مكر لإشاعة الفاحشة في الذين أمنوا وهم الأطهار الحرصين كل الحرص على نظافة قلوبهم قبل أجسادهم..
ولذلك جاء بيان حد القذف وعلة التشديد فيه؛
وهذا دليل على أن القذف من كبائر الذنوب.

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ – 4 إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - 5

*****
واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة.

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ – 6 وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ – 7 وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ – 8 وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ – 9 وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ - 10

وإنما كانت شهادات الزوج على زوجته، دارئة عنه الحد، لأن الغالب، أن الزوج لا يقدم على رمي زوجته، التي يدنسه ما يدنسها إلا إذا كان هناك أمر خطير قد شاهده وإلا لتعرض للعنة والطرد من رحمة الله إن كان كاذبا .
فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ بأن يقول: " أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميتها به ".
﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ أي: يزيد في الخامسة مع الشهادة المذكورة، مؤكدا تلك الشهادات، بأن يدعو على نفسه، باللعنة إن كان كاذبا، فإذا تم لعانه، سقط عنه حد القذف. وبقية عليه اللعنة إن كان كاذبا...

ونلاحظ هنا تربية الضمير في المرقبة لله تعالى على ما نقول وأن العقاب واقع لا محال إن كان الكذب والأنتقام هو الدافع على الملاعنة , وإنه لأمر خطير أن يتعرض الإنسان للعنة التي هي الطرد من رحمة الله تعالى بسبب الكذب.

﴿ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ - وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ ) وتزيد في الخامسة، مؤكدة لذلك، أن تدعو على نفسها بالغضب، فإذا تم اللعان بينهما، فرق بينهما القاضي إلى الأبد، وانتفى الولد الملاعن عليه.
وإنه لأمر خطير أن يتعرض الإنسان لغضب الله تعالى بسبب الخيانة ..
وبهذه المبادئ التربوية للضمير المؤمن تنعدم فيه تلك الجرائم. المخلة بالآداب في ظل التراحم الأسري الذي أرسى دعائمة الإسلام.

فالعلاقة الأسرية في الإسلام مبنية على المودة والرحمة, في ظل عقيدة تفرض على كلا الزوجين مراقبة الله تعالى في السر والعلانية,
ولكن قد تطرأ حالات شاذة سواء من قبل الرجل أو المرأة, لذا وضع لها الإسلام حلولا عملية لمنع الوقوع في تلك الجرائم الأخلاقية.

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#61مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:59 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 6 )
وبعض أيات من سورة النور

إن شاء الله نستكمل الحديث عن المبدأ الأول وحديث الإفك وقصته التي توضح خطورة الشائعات التي يبثها أعداء الإسلام ويرددها العامة من المسلمين دون فهم ولا تدبر حيث لا يدركون خطورة الكلمة .

وقد ثبت في الصحاح والسنن والمسانيد حادثة الإفك.
كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم في تلك الغزوة بالسيدة عائشة معه, أقرع بين نسائه فخرج سهمها وفي تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها .
الراوي: محمد بن إسحاق - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/145
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات.

وحاصلها أن النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته، ومعه زوجته السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق، فانقطع عقدها فانحبست في طلبه, ورحلوا جملها وهودجها، فلم يفقدوها ولم ينتبه حملة الهودج لعدم وجودها، ثم استقل الجيش راحلا، وجاءت مكانهم، وعلمت أنهم إذا فقدوها، رجعوا إليها فاستمروا في مسيرهم، وكان صفوان بن المعطل السلمي، من أفاضل الصحابة رضي الله عنه، في أخريات القوم وذلك للنظر في الموقع للتأكد أن الجيش لم يترك شئ , فرأى أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها فعرفها، فأناخ راحلته، فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه، ثم جاء يقود بها بعد ما نزل الجيش في الظهيرة أي في وضح النهار، سبحان الله أمر جلي واضح ..ولكنه الإبتلاء للمجتمع الإيماني بأن يحسن الظن بأخلاق المؤمنين وأن الإيمان يفرض رقابة ذاتية على المؤمن لعلمه أن الله تعالى يراه وأن الله تعالى كاشفا لرسوله صلى الله عليه وسلم كل أمر يسوءه..كما حدث في وقائع كثيرة الكل يعلمها علم اليقين..
ولكن المنافقين وهم أشد كرها للإسلام ورسوله نسوا أن الله تعالى سميع عليم..


فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، في ذلك السفر مجيء صفوان بها في هذه الحال، أشاع ما أشاع، ووشى الحديث، وتلقفته الألسن، حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين، وصاروا يتناقلون هذا الكلام، وتناسى المتكلمون أن الله تعالى مطلع يسمع ويرى وليس من المعقول أن يخبر نبيه بجميع الأخطار التي تحاك به من أعداءه ولا يخبره بشأن خطير كالذي يقولونه ظلما وعدونا ودون علم..
بأبي أنت وأمي يارسول الله كم تحملت من الآلام من أجلنا..

وانحبس الوحي مدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وبلغ الخبر عائشة بعد ذلك بمدة حيث كانت لا تتصور أن يتحدث الناس بمثل هذا الكلام عن المؤمن أو المؤمنة,
ولو وضع أي مؤمن نفسه مكان الصحابي الجليل صفوان هل سيخطر بباله أن ينظر نظرة سوء لأمه السيدة عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ؟؟... فحزنت حزنا شديدا،
فتغش رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه من الوحي ثم سري عنه فمسح وجهه بيده ثم قال أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك فقالت عائشة والله ما كنت أظن أن ينزل القرآن في أمري ولكني كنت أرجو لما يعلم الله من براءتي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أمري رؤيا فيبرئني الله بها عند نبيه صلى الله عليه وسلم.

فأنزل الله تعالى براءتها في هذه الآيات، ووعظ الله المؤمنين، وأعظم ذلك، ووصاهم بالوصايا النافعة. فقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ ﴾ أي: الكذب الشنيع، وهو رمي أم المؤمنين ﴿ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين، منهم المؤمن الصادق في إيمانه ولكنه اغتر بترويج المنافقين ومنهم المنافق.

﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ لما تضمن ذلك تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها، والتنويه بذكرها، حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد، التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة، فكل هذا خير عظيم،

لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك، وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا، ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم، وأخبر أن قدح بعضهم ببعض كقدح في أنفسهم،
ففيه أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، واجتماعهم على مصالحهم، كالجسد الواحد.
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه، فليكره من كل أحد، أن يقدح في أخيه المؤمن، الذي بمنزلة نفسه، وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة، فإنه من نقص إيمانه وعدم فهمه لحقيقة العقيدة.

﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ ﴾ وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك، وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك.
﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ ﴾ أي: معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث، عبد الله بن أبي بن سلول - لعنه الله - ﴿ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار.
ثم أرشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال: ﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ أي: ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم، يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل، ﴿ وَقَالُوا ﴾ بسبب ذلك الظن ﴿ سُبْحَانَكَ ﴾ أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة، ﴿ هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ أي: كذب وبهت، من أعظم الأشياء، وأبينها. فهذا من الظن الواجب، حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن، مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه، ويكذب القائل لذلك.
﴿ لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ﴾ أي: هلا جاء الرامون على ما رموا به، بأربعة شهداء أي: عدول مرضيين. ﴿ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ وإن كانوا في أنفسهم قد تيقنوا ذلك، فإنهم كاذبون في حكم الله، لأن الله حرم عليهم التكلم بذلك، من دون أربعة شهود.
﴿ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
ولكن من فضل الله عليكم ورحمته، أن شرع لكم التوبة، وجعل العقوبة مطهرة للذنوب.

******

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ أي: العفائف عن الفجور التي لم يخطر ذلك بقلوبهن, الذين يرمونهم ﴿ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ واللعنة لا تكون إلا على ذنب كبير.
وأكد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ وهذا زيادة على اللعنة، أبعدهم عن رحمته، وأحل بهم شدة نقمته.
وذلك العذاب يوم القيامة ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ فكل جارحة تشهد عليهم بما عملته، ينطقها الذي أنطق كل شيء، فلا يمكنه الإنكار، ولقد عدل في العباد، من جعل شهودهم من أنفسهم،
﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ﴾ أي: جزاءهم على أعمالهم، الجزاء الحق، الذي بالعدل والقسط، فأوصافه العظيمة حق، وأفعاله هي الحق، وعبادته هي الحق، ولقاؤه حق، ووعده ووعيده، وحكمه الديني والجزائي حق، ورسله حق.

*******

﴿ ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
أي: كل خبيث من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له،
وكل طيب من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، فهذه كلمة عامة وحصر، لا يخرج منه شيء، من أعظم مفرداته، أن الأنبياء -خصوصا أولي العزم منهم، خصوصا سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق لا يناسبهم إلا كل طيب من النساء، فالقدح في أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المقصود بهذا الإفك، من قصد المنافقين، فمجرد كونها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، يعلم أنها لا تكون إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح.
فكيف وهي هي؟" صديقة النساء وأفضلهن وأعلمهن وأطيبهن، حبيبة رسول رب العالمين، التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها، ثم صرح بذلك، بحيث لا يبقى لمبطل مقالا، ولا لشك وشبهة مجالا، فالله تعالى كاشفا لرسوله كل مؤامرات البشر ضده , وكاشفا له طهارة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وسائر ال البيت الكرام,
فقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ﴾ والإشارة إلى أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها أصلا، وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعا ﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾ تستغرق الذنوب ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ في الجنة صادر من الرب الكريم.

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 _
#62مُساهمةموضوع: رد: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة   مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة - صفحة 3 Subscr10الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 11:59 pm

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثامن عشر
( 7 )
وبعض أيات من سورة النور

ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ: تحدثنا في اللقاءات السابقة عن المبدأ الأول.

وإن شاء الله تعالى نتناول اليوم الحديث عن المبدأ الثاني.

حيث يتناول وسائل الوقاية من الجرائم الأخلاقية، وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية. فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها، والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم....والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء.. وكلها أسباب وقائية لضمان الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور، ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية، وترهق أعصاب المؤمنين المتطهرين، وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية.


ومع أخلاقيات الإستئذان وحرمات المنازل تطالعنا الأيات التالية:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ -27
فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ -28

يرشد الباري عباده المؤمنين، أن لا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم بغير استئذان، فإن في ذلك عدة مفاسد: منها ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال " إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " فبسبب الإخلال به ، يقع البصر على العورات التي داخل البيوت ، فإن البيت للإنسان في ستر عورة ما وراءه، بمنزلة الثوب في ستر عورة الجسد.
ومنها: أن ذلك يوجب الريبة من الداخل بدون إذن، لأن الدخول خفية، يدل على الشر، ومنع الله المؤمنين من دخول غير بيوتهم حَتَّى يَسْتَأْنِسُوا أي: يستأذنوا .. سمي الاستئذان استئناسا، لأن به يحصل الاستئناس، وبعدمه تحصل الوحشة, ﴿ وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴾ وصفة ذلك، ما جاء في الحديث: " السلام عليكم، أأدخل "؟
﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ لاشتماله على عدة مصالح، وهو من مكارم الأخلاق الواجبة، فإن أذن، دخل المستأذن.
﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ﴾ أي: فلا تمتنعوا من الرجوع، ولا تغضبوا منه،
﴿ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾ أي: أشد لتطهيركم من السيئات، وتنميتكم الحسنات. ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم ﴾
وبهذا الأدب الرفيع المستوى والحساسية المرهفة للشخصية المؤمنة نهض المسلمون الأوائل بفتح القلوب ونشر الإسلام بتلك الأخلاق التي لا تجد لها نظيرا بين أخلاقيات الأمم .

*******

لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ -29

مثل الفنادق وبيوت الضيافة ومساكن العاملين إن كانت خالية وليس فيها ساكن، فأسقط الحرج في الدخول إليها، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ من أحوالكم الظاهرة والخفية، وعلم مصالحكم، فلذلك شرع لكم ما تحتاجون إليه وتضطرون، من الأحكام الشرعية.

*******

ومن الأخلاق الرفيعة التي تضع حائل ضد الرذائل تلك الأخلاق التي تناولتها الأيات التالية .

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ -30


﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى كل ما يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور...
﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن في هذا الحفظ، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه،
فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ .
، ويجوز النظر في بعض الأحوال لحاجة، كنظر الشاهد والطبيب والخاطب، ونحو ذلك.
ثم ذكرهم الله تعالى بعلمه بأعمالهم، ليجتهدوا في حفظ أنفسهم من المحرمات.

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ
أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ
أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ
أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ -31

﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ أي: الثياب الظاهرة، التي جرت العادة بلبسها إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ وهذا لكمال الاستتار، ويدل ذلك على أن الزينة التي يحرم إبداؤها، يدخل فيها جميع البدن،
ثم كرر النهي عن إبداء زينتهن، ليستثني منه قوله: ﴿ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾ أي: أزواجهن ﴿ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ﴾ يشمل الأب بنفسه، والجد وإن علا، ﴿ أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن ﴾ ويدخل فيه الأبناء وأبناء البعولة مهما نزلوا ﴿ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ ﴾ أشقاء، أو لأب، أو لأم. ﴿ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾ والإضافة تقتضي الجنسية، أي: النساء المسلمات، اللاتي من جنسكم، ففيه دليل لمن قال: إن المسلمة لا يجوز أن تنظر إليها الذمية...
﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ﴾ أي: أو الذين يتبعونكم، ويتعلقون بكم، من الرجال الذين لا إربة لهم في هذه الشهوة، ..
﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك، بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك، ولا وجدت فيهم الشهوة بعد ودل هذا، أن المميز تستتر منه المرأة، لأنه يظهر على عورات النساء.
﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن لإفتعال جلب النظر، فتعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة.
ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال تعالى:

وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ


*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع ذات صلة


الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك


(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتديات اور إسلام |  :: •₪• القرآن الكريم •₪• :: منتدى تفسير القرآن الكريم-
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة , مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة , مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة ,مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة ,مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة , مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم 1- سلسلة متجددة ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

PageRank
مواقيت الصلاة: