دع شريك حياتك ينطلق على سجيته
دع شريك حياتك ينطلق على سجيته
ماجد رمضان
هل تشعرين أنك وزوجك تتباعدان شيئا فشيئا بعد مرور سنوات على زواجكما؟
هل تفتقدين شعورك بالقرب منه؟ هل فكرت يوما إنك قد تكونين السبب في ابتعاد زوجك عنك؟
لا تتعجبي: فقد تسهم
الزوجة دون قصد منها في نفور زوجها منها لأنها لا تعرف طباعه جيدا وتستقى
معلوماتها عن الرجال بشكل عام من مصادر شتى وليس من زوجها نفسه، وقد تكون
هذه المصادر مفيدة وعلمية، ولكنها لن تكون أدق مما يبوح به الزوج عن
أفكاره ومشاعره، فهذا فقط هو ما يساعدها على أن تفي باحتياجاته وتتجنب
الأشياء التي تبدل مشاعره نحوها.
روى ابن حبان في صحيحه عن
عطاء قال: دخلت أنا وعبيد الله بن عمير على عائشة - رضي الله عنها -،
فقال عبيد الله بن عمير: حدثينا بأعجب شيء رايته من رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي- تعنى يصلى - فقال: ((يا
عائشة، ذريني أتعبد لربي))، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك،
تمعني في هذه الكلمات الطيبة: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، وهذه
العبارة الغزلية ترسم لنا علاقة المرأة بزوجها، وكيفية معرفة كل من
الزوجين نفسية صاحبه، فالنبي يستأذن وهى تجيبه بحب وغرام، وتأذن له بفعل
ما يجلب له السعادة والسرور.
تروى أم المؤمنين عائشة -
رضي الله عنها - فتقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني
لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت على غضبى)) فقلت: من أين تعرف ذلك؟
فقال: ((إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت على غضبى
قلت: لا و رب إبراهيم)).
وهذه إحدى الأمور التي لا
تجد من الكثير من الأزواج عناية مع أن دوام العشرة وهناءة العيش لا تتحقق
على أتم وجوهها إلا عندما يدرك كل منهما نفسية صاحبه ومزاجه وما يحبه
ويكرهه، وما يرضيه ويسخطه، وما يقبله ويرفضه.
فهذا شريح القاضي، لما
تزوج بامرأة من تميم يقول: لما دخلت عليها قمت أتوضأ فتوضأت معي، وصليت
فصلت معي، فلما انتهيت من الصلاة دعوت بأن تكون ناصيتها مباركة، وأن
يعطيني الله من خيرها ويكفيني شرها، قال: فحمدت الله وأثنت عليه، ثم قالت:
إني امرأة غريبة عليك، فماذا يعجبك فآتيه وماذا تتركه فاجتنبه؟، ثم يقول
شريح: مكثت مع زوجتي عشرين عاما لم أغضب منها إلا مرة واحدة، وكنت لها
ظالما.
وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - لامرأته: إذا رأيتني غضبت فأرضيني، وإذا رأيتك غضبى أرضيتك، وإلا لم نصطحب، ثم قال:
خذي العفو منى تستديمي محبتي *** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مرة *** فإنك لا تدرين كيف المغيب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبا
لذا فمعرفة كل من الزوجين لنفسية صاحبه قضية لها أثرها في الحياة الزوجية، وذلك حتى لا يكون أحدهم حجر عثرة في طريق سعادة الآخر.
فأول ما ينبغي أن نتعلمه في فن الحياة الزوجية هو ألا يعترض أحد الزوجين طريق الآخر الذي يستمد منها السعادة.
يؤكد الباحثون أن الرجال
لا يمانعون أبداً الحديث عن مشاكلهم إذا ما توفرت الظروف المناسبة لذلك،
ويأتي رفضهم للحديث للأسباب التالية:
1) الرجال يخشون الرفض:
معظم الرجال لا يتكلمون بانفتاح لا نهم يخشون من أن يتم انتقادهم بشكل
لاذع، الأمر الذي يجعلهم يفضلون الصمت على الكلام.
كذاك الخوف من السخرية والشعور بالمذلة عادة ما يمنع الرجال من الكلام بصراحة.
ولأن الرجال أكثر حساسية
من النساء عندما يتعلق الموضوع بكبريائه، فإن على المرأة أن لا تبدي أي
نوع من السخرية و إلا فإن الرجل لن يقوم بإخبارها أياً من أسراره.
لذلك حاولي الاستماع لما يحاول أن يخبرك به من غير أن تكوني متسرعة في إجابتك أو في إبداء رأيك حول موضوع الحديث.
لكن هذا لا يعني أن
تمتنعي عن إبداء رأيك في الموضوع لكن قومي بطرح رأيك بأسلوب لا يدفعه
للاعتقاد أنك تسخرين منه أو تفرضين عليه رأيك.
2) اكشفي له عن مكنونات
نفسك: يجب أن تكون المكاشفة متبادلة بين الطرفين، لذلك لا تترددي في
الحديث عن مشاكلك الخاصة أمامه لان ذلك يشعره بالطمأنينة ويدفعه للانفتاح
أكثر أمامك ومصارحتك بمشاكله.
فبمجرد كشفك لبعض أسرارك
أمامه فإن ذلك يعطيه الشعور بأنك تثقين به مما يدفعه إلى الثقة بك أكثر.
دعيه يشعر انك تقفين إلى جانبه وأنك لا تريدين منه الحديث حتى تقومي بتصيد
أخطاءه.
3) انسي الماضي: عندما يشعر الرجل انك سوف تستخدمين كلامه ضده أو سوف تسيئين تفسير كلماته فإنه لن يقوم بالحديث.
والطريقة الوحيدة لتخطي هذه الأخطاء السابقة هو أن تتذكري أنك كنت طرفاً في هذه النزاعات السابقة.
كذلك يجب أن تدركي أنه ليس هناك شخص مخطئ دائما كما أن العكس صحيح.
4) حاولي أن تكوني مستمعة
جيدة: الحقيقة التي يجب أن ندركها هي أننا لا نكون صادقين تماما في
علاقتنا مع الأزواج، والسبب الذي يقف وراء ذلك هو النتيجة الوخيمة التي قد
تترتب على قول الحقيقة.
حيث يميل معظم الرجال إلى تجنب قول الحقيقة لاعتقادهم أن المرأة لا تستطيع تحمل الحقيقة.
البعض الآخر من الرجال يتجنب قول الحقيقة حتى لا يزعج زوجته، بل في الحقيقة أن معظم النساء تستخدمن هذه المشاعر للسيطرة على الرجال.
فهن يظهرن الإحساس بالحزن إذا لم يقم الرجل بعمل ما يردن، الأمر الذي يجعل الرجل غير مستعد للكلام.
5) كوني صادقه مع نفسك:
هنا يطرح السؤال التقليدي كيف يمكن أن نكون صادقين مع الآخرين إذا لم نكن
صادقين مع أنفسنا؟ قومي بإضفاء جو حقيقي مليء بالود على النقاش بحيث يشعر
زوجك أنه يستطيع الكلام بحرية.
حاولي تطبيق هذه الأمور الخمسة على نفسك وإذا شعرت بأنك تتقبلينها، عند ذلك فقط ستكونين مستعدة لأن تستمعي إلى زوجك بنفسية بناءة.
فإذا أردت أن يزدهر الحب بينكما: دع شريك حياتك ينطلق على سجيته.