رَمَضَانُ وَ الْصَّلاةُ
رَمَضَانُ وَ الْصَّلاةُ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد ،،،
الصلاة
ركن الإسلام الثاني فأنت أيها الصائم في رمضان حريص على أدائها ومجتهد في
استكمال أركانها والإتيان بخشوعها ، وأنت وإخوانك الصائمون في رمضان
تخِفُّون إليها مع الأذان ، بل كثيراً ما تتزاحمون في المساجد قبل الأذان ،
ومع حرصكم على الفرائض في الجوامع مع الجماعات فأغلبكم يحرص على أداء
الرواتب من السنن القبْلية والبعديّة وربما حافظتم عليها مثل محافظتكم على
الفرائض سواء بسواء ، بل أرى - وترون معي - كثيراً من المسلمين وهم
يواظبون على صلاة التراويح ويأخذون حظهم اليوم من قيام الليل ، وفي آخر
الشهر يزيدون في صلاة الليل فيصَلون في أوله وفي آخره .
إنك -
أخي المسلم - تؤدي الصلاة في رمضان بصورة أتم وأكمل من أدائك لها في غير
شهر رمضان ، فأنت في رمضان قائم بأمر الله تعالى ( حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى ) ومتحقق بمضمون قوله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين
كتباً موقوتاً ) وأنت في رمضان من الموصوفين بقول المولى عز وجل ( الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
ولعلك
تحظى بأعظم سهم من أثر الصلاة في رمضان وفقاً لقول ربنا الرحمن ( إنّ
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ولعلك أيضاً أن تكون أقرب ما تكون من
الفلاح الذي جُعل لأهل الإيمان في قوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون * الذين
هم في صلاتهم خاشعون ) وأنت بما توفق له من المواظبة على النوافل تتعرض
لفضل
الله العظيم الذي ذكره الرسول e في قوله ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى
في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بني له بيت في الجنة ) .
هذا
الإقبال والالتزام والاستزادة إنما هي من أثر تخصيص رمضان بالفضل كما ورد
في حديث سلمان رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ( من
تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ) الترغيب والترهيب
(2/94،95) .. فرمضان والصوم إذن دورة عملية للمحافظة على الصلوات ،
والتزام أدائها في الجماعات ، والحرص على تمام الأركان والواجبات ،
والمواظبة على التطوعات وكثير من المسلمين يؤدون الفرائض والرواتب
ويزيدون صلاة التراويح عشراً أو عشرين ، ويجمعون معها في الأواخر صلاة
التهجد مع ما يحرصون عليه من صلاة الضحى ، وصلاة الوتر فأي أداء للصلاة
أفضل وأي مواظبة عليها أكمل من هذه الحال للصائم في رمضان .
فانظر - رعاك الله - كيف ترتقي في شهر الصوم في أداء واستكمال ركن الصلاة .
والحمد لله رب العالمين ،،،