الدرس الخامس
فضيلة الشيخ/
د. محمد بن عبد الرحمن السبيهينشرح متن الآجروميةاولاً : المحاضرة صوتية
أضغط بسم الله
أضغط بسم الله
ثانيا ً : المحاضرة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم، كنا قد وجهنا سؤالين في الحلقة الماضية عن الدرس الماضي أستأذنك - فضيلة الشيخ- في تلقي إجابات هذه الأسئلة. يقول: بسم الله الرحمن الرحيم, إجابة السؤال الأول:«لم» حرف نفي وجزم وقلب, كقولنا: لم يهمل الطالب درسه, لقد نفت «لم» الإهمال وجزمت الفعل بالسكون وقلبت زمن الفعل المضارع إلى الماضي.
الجواب الثاني: الأصل: ما اختص بالأسماء يعمل عمل الأسماء كحروف الجر ومثل العمل الخاص بالأسماء الخفض. وما اختص بالعمل في الأفعال يعمل العمل الخاص بالأفعال كالجوازم ومثل العمل الخاص بالأفعال الجزم. والحرف إذا كان مشتركاً لا يعمل مثل هل وما ولا النافية ومن المشترك من يعمل مثل «لا» النافية للجنس وهناك من علامات الأسماء من لا يعمل مثل أل وقد والسين وسوف والنواسخ خاصة بالأسماء وكذلك أل وحروف الجر والمشترك بينهما هل وما ولا النافية فهذه غير مختصة.
بسم الله الرحمن الرحيم, السؤال الأول: لم حرف نفي وجزم وقلب كقلنا لم يهمل الطالب معنى قولنا حرف نفي أنها نفت الإهمال عن الطالب أما كونها جازمة بأن الفعل المضارع الأصل فيه الرفع إذا لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فهي هنا جزمت الفعل المضارع بالسكون وعلامته الأصلية الرفع بالضمة أما معنى قوله: القلب فإنه زمن المضارع بالحال أو الاستقبال وهي هنا قد قلبت زمن الفعل المضارع من زمنه الحال أو الاستقبال إلى الماضي
الثاني: الحروف التي تختص بالدخول على الأسماء تعمل العمل الخاص بالأسماء كالخفض والحروف التي تختص بالدخول على الأفعال تعمل العمل الخاص بالأفعال, مثال الحروف التي تختص بالدخول على الأسماء مثل «مِنْ» تعمل الجر, ومثال الحروف التي تختص بالدخول على الأفعال مثل «لم» تعمل الجزم الخاص بالأفعال وهناك حروف لا تختص بالدخول لا على الأسماء ولا على الأفعال مثل «هل» وغيرها فهذه لا تعمل, ليس لها عمل فيما بعدها.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أحب أن أبين أنه في هذه اللقاءات المباركة -إن شاء الله تعالى- سيكون فيها إجابة لما يعن للإخوة المشاهدين من أسئلة أو فتاوى لغوية - إن صح التعبير- بقدر بحيث لا يكون مجاوزاً لما نحن بصدده من شرح هذا الكتاب.
الإجابتان صحيحتان ولكن أضيف بالنسبة للجواب الثاني أن ما ذكره الأخ الكريم هنا في الموقع في رسالته أكثر دقة لأنه الأصل فيما كان من الحروف مختصاً بالأفعال أن يعمل العمل الخاص بالأفعال وهو الجزم والأصل فيما كان مختصاً من الحروف بالأسماء أن يعمل العمل الخاص بالأسماء وهو الجر والأصل فيما كان مشتركاً بين الأسماء والأفعال ألا يعمل وقد يخالف هذا الأصل ولكل المخالفة دائما تكون أقل من الأصل فقد يوجد الحرف المشترك ويعمل وقد يوجد الحرف المختص ولا يعمل ولهذا أمثلته التي مرت من قبل.
باب الإعــــراب:
يقول المصنف -رحمه الله تعالى-
(باب الإعراب: الإعراب هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً وأقسامه أربعة: رفع ونصب وخفض وجزم)المصنف هنا بدأ ببيان أنواع الإعراب وذكر هذه الأنواع الأربعة وقد سبق الإلماح إلى شيء منها, وأنه إذا كانت الكلمة معربة وهذا طبعاً يخرج الحروف لأن الحروف دائما مبنية ويخرج نوعين من الأفعال وهي الأفعال الماضية والأمر لأنها أيضاً مبنية فإذن ليس من الأفعال معرب إلا المضارع في معظم أحواله إذا لم تتصل به نون التوكيد ولا نون النسوة وكذلك أكثر أحول الأسماء أن تكون معربة ففي أكثر أحوال الأسماء وبعض أحوال الأفعال تكون معربة وهذا الإعراب ذكر المصنف أنواعه بأنها أربعة: رفع ونصب وجزم وخفض وعبر بالخفض كما سبق ذكر ذلك مراراً سيراً على ما نهج عليه الكوفيون من تسمية الجر بالخفض ولا إشكال فالخفض والجر كلاهما يدلان على الاستفال وهي حركة تخفض لها الشفة السفلى عند نطق الحرف وأيضا توضع لها علامة تحت آخر حرف في الكلمة أيضاً فيدل على الاستفال بالنسبة للكلمة فلا إشكال في استعمال هذا وهذا لكن كما قلنا من قبل إنه قد استدل على أن المصنف ينهج نهج الكوفيين في اختياره لمصطلحاته.
هذه الأنواع الأربعة أعني: الرفع والنصب والجر والجزم هي من حيث دخولها على الأسماء وعلى الأفعال منها ما هو مشترك بين الأسماء والأفعال وذلك الرفع والنصب فإن الأسماء والأفعال كل واحد منها يأتي مرفوعاً ويأتي منصوباً تقول: إن محمداً لن يقومَ فمحمد هنا منصوب ويقوم منصوب، أتى الاسم والفعل منصوبين وتقول: الرجلُ يكرمُ ضيفه فالرجل مرفوع ويكرم مرفوع فجاء الاسم والفعل مرفوعين.
النوع الثاني: ما يختص بالأسماء وهو الجر كما سبق الإلماح إليه من قبل وهذا خاص بالأسماء فلا تجر الأفعال.
والنوع الثالث: ما يختص بالأفعال فلا تجزم الأسماء، والمصنف سيشرع بعد ذلك في بيان علامات كل نوع من هذه الأنواع وسيبدأ بتفصيل علامات الرفع الأصلية والفرعية, ثم علامات النصب الأصلية والفرعية, ثم علامات الجزم الأصلية والفرعية, ثم الجر كذلك الأصلية والفرعية ثم علامات الجزم الأصلية والفرعية ويبين أنواع الأسماء والأفعال التي تدخل عليها هذه العلامات.
نبدأ في باب معرفة علامات الإعراب؟
قال المصنف -رحمه الله تعالى-
(باب معرفة علامات الإعراب: للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون. ).الآن هو ذكر هذه الأنواع أنه لا تخرج الكلمات المرفوعة سواء كانت أسماءً أو أفعالاً لا تخرج من هذه علامة من هذه العلامات الأربعة، بدأ بالضم لأن العلامة الأصلية للرفع هي الضم ما هي العلامة الأصلية؟ يعني أكثر ما تأتي عليه الكلمات معربة مرفوعة أن تكون مضمومة الآخر, وقد تخرج عن هذا الأصل إلى ما ذكره من علامات أخرى وهي الواو والألف والنون وهذا في أبواب محددة سيسردها بعد ذلك وسيبينها وهو في كل نوع من هذه الأنواع عندما يبين علاماته يبدأ بالعلامات الأصلية, ثم بعد ذلك يثني بالعلامات الفرعية ولذلك سيأتي بعد ذلك فيقول (فأما الضمة) ثم يبدأ بالتفصيل فيها.
يقول:
(فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.)بدأ بالضمة لأنها الأصل قوله:
(الضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع الأول الاسم المفرد) يقصد بالاسم المفرد هنا ما ليس مثنى ولا مجموعاً, فالمثنى والمجموع لا يرفعان بالضمة كما سيأتي.
فإذن قسيم التثنية والجمع الإفراد هو المقصود بأنه يرفع بالضمة, عندما نقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –:
(المسلم أخو المسلم ) المسلم مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو اسم مفرد وجاءت الضمة علامة للرفع لأنها الأصل ولذلك كثير سيأتي الآن أن أكثر أنواع الأسماء يرفع بهذه العلامة الأصلية وهي الضمة.
جمع التكسير هذا ليس مفرداً فهو يدل على أكثر من اثنين لكن حتى نخرج الجموع السالمة قالوا: هو ما دل على أكثر من اثنين ولم يسلم فيه لفظ المفرد, دل على أكثر من اثنين حتى يخرج المفرد والمثنى ويتمحض بالجمعية, وتغير فيه لفظ المفرد ولم يسلم مفرده من التغيير لأن جمع المؤنث السالم وجمع المذكر السالم مفردهما سالم من التغيير لا يتغير بينما جمع التكسير يتكسر فيه المفرد ويتغير ولذلك هذا الذي يحصل فيه.
أولاً: نبين علامة الإعراب وكيف كان جمع تكسير عندما يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة النور
﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ ﴿36﴾رِجَالٌ ﴾ [النور: 36: 37] رجال فاعل ويسبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو جمع تكسير فقد رفع لكونه فاعلاً وعلامة رفعه الضمة وهو جمع تكسير, كيف كان جمع تكسير, مفرده رجل بفتح الراء وضم الجيم، جئنا للجمع رجال فكسرنا الراء التي كانت مفتوحة في المفرد وفتحنا الجيم التي كانت مفتوحة في المفرد وأضفنا ألفاً في جمع التكسير بين الجيم واللام صارت رجال إذن تكسر المفرد, ما سلم, ما بقي على أصله وهذا هو معنى جمع التكسير في حين أنه سيأتي عندما يقال: جمع سالم سواء كان مذكراً أو مؤنثاً أن المفرد لا يتغير فتقول مثلاً في محمد: محمدون تذكر محمد وتضيف واواً ونوناً أو ياءً ونوناً في جمع المؤنث السالم تقول مثلاً في مسلمة أو فاطمة تقول: مسلمات بنفس الحركات والحروف فقط تاء التأنيث هذه تذهب بها وتأتي بالألف والتاء في جمع المؤنث السالم فحينئذ لا يتغير لفظ المفرد ويسلم فيقال: إنه جمع سالم بينما الذي معنا الآن هو جمع تكسير.
الثالث: قال: (وجمع المؤنث السالم) هذا هو النوع الثالث مما يرفع بالضمة, أولاً جمع المؤنث السالم بعضهم يسميه الجمع بألف وتاء مزيدتين ولا إشكال, بعض النحويين يقول: جمع المؤنث السالم ويعني بذلك أن مفرده يسلم ومنهم من يقول: هو الجمع بألف وتاء مزيدتين يعني أنه يزاد على المفرد ألف وتاء وهذان التعريفان أو هذان الإيضاحان في هذا النوع من الجموع كلاهما صحيح فعندما نقول مثلاً في زينب زينبات فإنا قد جمعنا هذا الجمع بألف وتاء زدناها على زينب فهو مجموع بألف وتاء مزيدتين وأيضاً هو جمع مؤنث سالم لأنه جمع به لفظ المؤنث وسلم فيه زينب وما تغيرت في الجمع وكلاهما صحيح لكن لو قيل: أيهما أولى أن يقال: جمع المؤنث السالم أم الجمع بألف وتاء مزيدتين؟
طبعاً كلاهما صحيح, ولكن الأولى أن يقال: ما جمع بألف وتاء مزيدتين لماذا؟ جمع المؤنث السالم يشترط أن يكون المجموع مؤنثاً وأن يسلم ونحن نجد من هذا النوع ما يأتي بقلة لا مجموع ولم يسلم ولم يؤنث أيضاً فمثلاً عندما نقول في جمع اصطبل اصطبلات فاصطبل هذا ليس مؤنثاً.
سرادق سرادقات, سرادق ليس مؤنثاً مثلاً حمزة حمزات هذه تجمع كما ترون وهي مذكرات حمزة قد يكون لأنه جاء بتاء التأنيث لكن ما ذكرناه منذ قليل من أسماء غير العاقلة اصطبل وحمام وسرادق اصطبلات, حمامات, سرادقات تجمع بألف وتاء وهي ليست مؤنثة فإذن من هذا الجمع ما هو غير مؤنث فتسميته جمع مؤنث فيه نظر أيضاً «السالم» لما نجمع بعض الألفاظ نجمع حبلى مثلاً فإن الألف المقصورة نقلبها ياء في الجمع نقول: حبليات فما سلم المفرد فإذن في بعض الألفاظ بقلة المفرد لا يكون مؤنثاً وفي بعضها أيضاً لا يسلم فإذن إطلاق جمع المؤنث السالم ليس على إطلاقه, صحيح أن الأكثر أن يكون مؤنثاً ويسلم, هذا هو الأكثر لكن قد يأتي مذكراً وغير سالم ولذلك صار التعبير بالجمع بألف وتاء مزيدتين أولى من التعبير بجمع المؤنث السالم فإن قال قائل: لماذا إذن يقولون: جمع المؤنث السالم؟ والمصنف هنا قالها قال: (وجمع المؤنث السالم) لماذا يقول هذا؟ هذا لأن الأكثر فيما يجمع على هذا الجمع أن يكون مؤنثاً وأن يكون سالماً هذا الأكثر وما خالفه قليل فلا معول عليه ولا يلام من سماه جمع مؤنث سالم لأن هذا هو الأكثر في هذا الاستعمال.