أهلا وسهلا بك إلى | منتديات اور إسلام | .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مواضيع مماثلة
 
» استايل تومبيلات ستايل ترايد ويب العربية الذي اشتاق إليه الجميع الان مجاني للجميع الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الإثنين سبتمبر 10, 2018 1:10 am من طرف الأخ تامر مسعد» ممكن كتابه اسم المنتدى على هذه الواجههالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأحد مايو 06, 2018 1:04 pm من طرف حفيد الصحابه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأحد مايو 06, 2018 12:19 pm من طرف حفيد الصحابه»  تحميل برنامج Moysar for Computer 2013 المصحف الالكتروني للكمبيوتر اخر اصدار مجانا الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:09 am من طرف ام بسمة» تحميل برنامج الآذان للكمبيوتر 2015 مجانا الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:07 am من طرف ام بسمة» المصحف المعلم لدار الوسيلة للشيخين المنشاوي والحذيفي + نسخة محمولةالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:01 am من طرف ام بسمة» تلاوة من سورة الإعراف : وسورة إبراهيم بصوت الشيخ رضا سلمانالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 4:02 am من طرف الأخ تامر مسعد» قرار جديد من ادارة المنتدى لجميع الاعضاء والمسؤلين بالموقعالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 3:41 am من طرف الأخ تامر مسعد» نبضُ الاسرة الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأربعاء فبراير 28, 2018 6:18 pm من طرف ali0» كتاب ام المؤمنين ام القاسم كتاب مسموع وما لا تعرفه عنهاالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى» شركة تسليك مجاري شمال الرياضالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى»  شيبة بن عثمان ابن أبي طلحةالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:33 am من طرف شموخى» من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:25 am من طرف شموخى» ممكن ترحيب وشكراالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الإثنين يناير 08, 2018 8:30 pm من طرف jassim1» متلازمة ستكلرالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:15 pm من طرف عبير الورد»  التاتاه عند الاطفالالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:14 pm من طرف عبير الورد»  نصائح للتعامل مع المكفوفينالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:13 pm من طرف عبير الورد» علامات التوحد الخفيف الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:12 pm من طرف عبير الورد» التسامح والصبر في الحياة الزوجيةالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:10 pm من طرف عبير الورد» مكافحة النمل الابيض قبل البناءالدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:07 pm من طرف عبير الورد
 

أضف إهدائك

الأخ تامر مسعد قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمعة مارس 09, 2018 3:46 am ...
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله قال منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم
الجمعة مارس 28, 2014 7:31 pm ...
: منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكمشعاري قرآني قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحدة لا شريك لله له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
الأربعاء مايو 01, 2013 1:28 pm ...
:
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله
نور 13 قال اللهم اشفي اختي في الله ( امة الله )
الجمعة أبريل 12, 2013 11:36 pm ...
: الهم رب الناس اذهب البأس عن أخاتنا امة الله واشفها يا رب العالمين شفاءا لا يغادر سقماأبومحمد قال أسالُكم الدعاء لى بالشفاء ولجميع المسلمين
الأحد أبريل 14, 2013 1:00 pm ...
:
الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي 349967

أسالُ الله تبارك وتعالى أن يحفظكم جميعاً من كل سوء

أسالك الدعاء لى بالشفاء حيث أجريت عمليه لاستخراج حصوه أنا وجميع مرضى المسلمين
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر


شاطر|

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي 46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي _
#1مُساهمةموضوع: الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي   الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:27 pm

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي
الدرس الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد أرسله الله - تعالى- بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً - صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين- أما بعد فمرحباً بكم، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يهب لنا من أمرنا رشداً ، تقدم في الدرس الماضي الكلام فيما تيسر عن الإخلاص ومن باب الاستذكار وربط السابق باللاحق نأخذ سؤالين من الأسئلة التي نود أن نراجعها مع الإخوة الطلاب الدارسين معنا في الاستديو، فأقول للإخوة: ذكرنا في الدرس السابق بعض الأحاديث النبوية الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل الإخلاص، فمن يذكرنا بحديث من الأحاديث الواردة في فضل الإخلاص؟
عن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ).
أحسنت، شكر الله لك. وفعلاً هذ الحديث هو الحديث الذي يبدأ به أهل العلم مصنفاتهم ويستهلون به كتبهم؛ للدلالة على أهمية الإخلاص وتجريد النية لله -جل وعلا-.
أيضاً سبق في الدرس الماضي الكلام عن الوسائل المعينة على الإخلاص، فمن يذكرنا من الإخوة بأهم الوسائل في الإخلاص؟
ذكرنا الأسباب وذكرنا منها:
الأول: مجاهدة النفس.
والثاني: ملازمة التقوى .
الثالث: استحضار عظمة الله واطلاعه على العبد وبها يتوصل العبد إلى مرتبة الإحسان وعبادة الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الرابع: كثرة الدعاء والإلحاح على الله في الدعاء.
الخامس: التعود على عبادات الخفاء التي لا يطلع عليها إلا الله مثل الصدقة والصلاة وغيرها .

هذه أبرزالوسائل التي يستعين بها العبد بتوفيق الله - تعالى- في أن تعينه على الإخلاص ليكون من المخلصين.
أيضاً طرحنا سؤالين على المسجلين في موقع الأكاديمية، للطلاب الدارسين والأخوات الدارسات، نعيد الأسئلة من باب التواصل، حتى تأتي الأجوبة:
السؤال الأول: اذكر دليلاً من كتاب الله - تعالى- أثنى الله فيه على أحد الأنبياء بالإخلاص.
السؤال الثاني: من القائل من السلف -رحمهم الله تعالى- «ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي إنها تتفلت علي » وذكرت ثلاثة خيارات:
الأول: الإمام الشافعي والثاني: وكيع والثالث: سفيان الثوري.
فلعلنا ننتظر الأجوبة وإن لم تأت نجيب عنها في آخر الحلقة بإذن الله - تعالى-.
وصلتنا إجابات، محبة الوحيين من السعودية تقول: السلام عليكم ورحمة الله الجواب سفيان الثوري -رحمه الله تعالى- والآية قوله - تعالى- ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ (51) [مريم: 51] الإجابة الصحيحة فعلاً كما ذكرت، أنا لي ملحوظة أود أن أنبه لها الإخوة جميعاً من المشاهدين والمشاهدات والدارسين والدارسات: هذه الألقاب التي يستعملها البعض محبة الوحيين وعاشقة الجنة في بعض العبارات أولاً: فيها تزكية والله - تعالى- يقول: ﴿ فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [النجم: 32]، والشيء الثاني: فيها بعض الصفات التي نتمنى حقيقة أن تكون أنسب مما ذكر ولا شك أن كلنا نحب الكتاب والسنة، لكن لن يجعل ذلك صفة لأحد دون أحد والسلف -رحمهم الله تعالى- كانوا يتحاشون في الأسماء وفي الألقاب مثل هذا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءت إحدى أمهات المؤمنين ومعها جارية سميت برة فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن في ذلك تزكية فغير اسمها فأرى -والله أعلم- ألا نحرص على هذه الألقاب ومع الأسف هذه ترد كثيراً في المنتديات ويصف البعض نفسه بمثل هذه الأوصاف بأنه مثلاً خادم السنة وبأنه كذا وعاشق الجنة ونحو ذلك حبذا أن تكون أوصافنا مطابقة لأفعالنا - نسأل الله أن يوفق الجميع - ولا شك أني أعتذر بأن القصد التنبيه وأني أعرف الإخوة ما تسموا بهذه الأسماء إلا من باب الحرص والرغبة في التفاؤل بالخير- بإذن الله تعالى-.
كذلك يا شيخ أخت ذكرت نفس الجواب سفيان الثوري والآية ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ (51) .
أيضاً أخرى تقول: سفيان الثوري. نعم وقال - تعالى- في يوسف - عليه السلام-﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ (24) [يوسف: 24].
وأخرى: الجواب سفيان الثوري والآية القرآنية ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى ﴾.
وكذلك ابن النبلاء من السعودية: الجواب سفيان الثوري وكذلك الآية ﴿ سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي العَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِينَ (81) ﴾.
كذلك أنبه على ابن النبلاء حبذا يتسمى باسم آخر أفضل من هذا ولا يصف نفسه ولا أهله بهذه الصفة التي كان السلف يعتبرونها لا يوصف بها إلا كبار العلماء، بل إن الذهبي سمى كتابه: سير أعلام النبلاء الفضلاء الأخيار.
تقول: الجواب سفيان الثوري، ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ (51) .
لدينا سؤال ورد في الحلقة الماضية يسأل: ما الفرق بين المخلِصين والمخلَصين؟.
نعم تلقيت هذا السؤال عبر المنتدى أيضاً والإخوة أكثروا السؤال حوله، الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن سعد -رحمه الله تعالى- فرق بينهما: طبعاً بادئ ذي بدء أن المخلِصين اسم فاعل والمخلَصين اسم مفعول على أساس يتضح المعنى ابتداء ويقول الشيخ- حسب ما ذكر في التفسير بتصرف واختصار - المخلِصين لله في عبادتهم والمخلَصين الذين أخلصهم الله - تعالى- واختارهم واختصهم لنفسه وصرف عنهم المكاره فكانوا خيار خلقه يعني المخلَصين صفة أعلى لأن الله - عز وجل- اختارهم واصطفاهم واختصهم لنفسه فصرف عنهم المكاره فكانوا خيار خلقه ولذلك وصف الله - عز وجل- نبيه موسى ويوسف -عليهما السلام- بهذه الصفات، والإنسان يسعى أن يكون من المخلِصين ليكون بعد ذلك من المخلَصين.
بالمناسبة في الدرس الماضي أيضاً ورد سؤال عبر الهاتف من أحد الإخوة يسأل عن حديث (إن من شرار الناس من اتقي لفحشه) وبالبحث عن هذا الحديث تبين لي أنه رواه الإمام أحمد والبخاري في التاريخ الكبير بسند حسن وهذا الحديث له رواية أخرى عن عائشة -رضي الله عنها- (إن من شرار الناس من اتقاه الناس مخافة شره) قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم عليه عيينة بن حصن الفزاري ولما خرج قال:( بئس أخو العشير) وهذا قالوا: إنه من باب المداراة ليأمن من شره - وفق الله الجميع لما فيه الخير.
نبدأ الآن -على بركة الله- درسنا الجديد في هذا اللقاء المبارك وهو بعنوان آداب مجلس العلم، نترك المجال لشيخنا أحسن الله إليك يا شيخنا تفضل
آداب مجلس العلم
لا شك- أيها الإخوة- من الطلاب والطالبات أنكم تعلمون أن العلم يتلقى في مجلس العلم والوسيلة الأولى التي يتحصل بها على العلم الشرعي الذهاب إلى مجالس العلم، والمقصود بمجلس العلم هو كل مكان يتلقى فيه العلم، كل مكان يتلقى فيه العلم فيسمى مجلساً من مجالس العلم وهذا مفهوم واسع وشامل نريد أن نعممه لئلا نضيق واسعاً فكل مكان يتلقى فيه العلم فهو مجلس من مجالس العلم وأشرف مكان طبعاً هو بيت الله - عز وجل- إذا كان العلم يتلقى في بيت الله - تعالى- سواء في حلقات تحفيظ القرآن أو في الدروس العلمية التي يجثوا فيها الطلاب على ركبهم بين يدي شيوخهم فيقرؤون عليهم متوناً في العقيدة وفي الحديث وفي الفقه أو يقرؤون عليهم كتباً في التفسير و نحو ذلك فكل هذه تعد من مجالس العلم، أيضاً القاعات الدرسية قاعات المحاضرات في الجامعات، والفصول الدراسية في المدارس كل هذه تعد من مجالس العلم، أيضاً لو أن أحداً خصص مكاناً في بيته لاستقبال الطلاب فيعد مجلساً من مجالس العلم فكل مكان تلقى فيه العلم فإنه يعد من مجالس العلم، والقصد من ذلك بيان أن مفهوم مجلس العلم مفهوم واسع وليس عندنا مكان مخصص للعلم ونقول: لا يتلقى العلم إلا في هذا المكان؟ لا.. كل مكان يتلقى فيه العلم فهو مجلس من مجالس العلم، والعلماء -رحمهم الله - في كتب آداب التعلم كانوا يخصصون هذا الموضوع بالأهمية ويبدؤون به لأن مجلس العلم هو المكان الأول الذي يبدأ به الطالب قبل أن يتلقى العلم يجلس في هذا المكان ويتعلم الآداب التي ينبغي عليه أن يتخلق بها، فلذا رأيت أن يكون هو الموضوع الثالث بعد موضوع الإخلاص وبعد موضوع المقدمة عن الآداب الشرعية، وكان العلماء قديماً يحترمون مجلس العلم ويجلونه وكان السلف -رحمهم الله تعالى- من الطلاب والدارسين يحرصون على احترام مجلس العلم وتوقيره ولعلى أبدأ بقصة ذكرت في تراجم بعض المالكية لكي يتبين منها أهمية مجلس العلم:
ذكروا عن الإمام مالك بن أنس - إمام دار الهجرة صاحب الموطأ -رحمه الله تعالى- أنه كان يدرس للطلاب في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، فدخل المدينة فيل لأول مرة يدخل المدينة في ذلك القرن، أول مرة يدخل فيل في ذلك القرن دخل ذلك اليوم وتعرفون الفيل بطبعه من بين الحيوانات متميز وشكله غريب ويلفت النظر فقام الطلاب لينظروا إلى هذا الفيل الذي مر بجوار المسجد فقاموا جميعاً إلا طالب واحد كان جالساً في آخر حلقة الإمام مالك في آخر المجلس لم يقم، فالإمام مالك نادى هذا الطالب وقال له: لمَ لم تقم لتر الفيل؟ قال هذا الطالب: جئت من الأندلس لأراك لا لأرى الفيل. فأعجب الإمام مالك بهذه العبارة وقال له: من أنت؟ قال: أنا يحيى بن يحيى الليثي، فسر به الإمام مالك وقال: أنت عاقل الأندلس. يحيى بن يحيى الليثي وصفه الإمام مالك بقوله: أنت عاقل الأندلس وخصه الإمام مالك برواية من رويات الموطأ هي الرواية التي الآن بين أيدينا والرواية المشهورة التي اشتهر بها الموط وهي التي شرحت وهي التي فهرست في المعجم المفهرس وهي التي طبعها واعتنى بها الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي في أوائل طبعات الموطأ.
فقصة الفيل حفظت لنا هذا الموقف وحفظت لنا رواية من روايات الموطأ وصارت سبباً لتوفيق الله - تعالى- في أن انتشر هذا الكتاب تعرفون أن الموطأ روي بروايات كثيرة أشهرها وأصحها رواية يحيى بن يحيى الليثي، وهو من تلاميذ الإمام مالك من نجباء تلاميذه توفي سنة مائتين وأربعة وثلاثين وطبعاً اشتهر في الأندلس؛ لأنه كان من محدثي المالكية في بلاد الأندلس معروف ترجمته هناك. أقول أيها الإخوة: إن هذا الطالب استطاع أن يمسك بأهوائه ولم تسول له نفسه كما يفعل بعض الطلاب من حب الاستطلاع فالطالب أمسك نفسه وجلس في مجلس العلم بين يدي شيخه الإمام مالك في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يقم ليرى الفيل مع أن الفيل ليس بأرض قومه وأول مرة يأتي، لكنه قصر نفسه على حب العلم فجلس بين يدي الإمام مالك. أيضاً الإمام مالك- كعادة العلماء في تقدير الطلاب- أثنى على هذا الطالب فقال: أنت عاقل الأندلس وخصه برواية من روايات الموطأ؛ بارك الله في هذا الكتاب وانتشر عن طريق هذا الطالب في هذا الموقف، فأحببت أن أنبه إلى هذا: مجلس العلم -أيها الإخوة- لا يخفى عليكم أن له مكانة وأهمية بحيث إنه ينبغي احترامه والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) [أخرجه مسلم] أعيد الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما اجتمع قوم يذكرون الله)
أولاً: (إلاحفتهم الملائكة) هذه أول منقبة.
ثانياً: (وغشيتهم الرحمة ).
ثالثاً: (تنزلت عليهم السكينة ).
رابعاً: (ذكرهم الله فيمن عنده).
إذن: هناك أربع خصال أكرم الله - عز وجل- بها طلاب العلم والذاكرين الله - عز وجل- في أي مكان يذكر فيه اسم الله - تعالى- ويطلب فيه العلم بأنه خصهم بهذه الخصال الأربع في هذا الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
وروى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعو) قالوا: وما رياض الجنة؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (مجالس العلم) وفي رواية: (حلق الذكر ) وهذه هي الرواية المشهورة، لكن أتيت برواية الترمذي التي تدل على أن المراد برياض الجنة التي يرتع فيها قال - عليه الصلاة والسلام- (مجالس العلم) فلنحرص على توقير مجالس العلم واحترامها ومعرفة فضائلها- نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير.
نجد أن بعض الدروس قد لا تبتدأ بالحمد أو بالبسملة أو بالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل هذا له أصل شرعي أن يبتدأ بالحمد أو بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الأصل في العبادات خاصة في الدروس العلمية أن يحرص الشيخ على أن يبدأ درسه بالبسملة وبحمد الله - تعالى- وبالثناء على النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان بعض المحدثين يضعف حديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أقطع) وفي رواية (فهو أبتر) وفي رواية (فهو أجذم) وبعضهم يرى تقوية رواية( الحمد لله) وبسط هذا الشيخ الألباني في أول تخريجه لمنار السبيل في كتاب إرواء الغليل وفي أول حديث أطال النفس فيه فنقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- المشهور عنه من فعله- عليه الصلاة والسلام- أنه يبدأ بالحمدلة إذا خطب، وبالبسملة إذا كتب، هذا هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في خطبة الجمعة أو في خطب الحج يبدأ بالحمد وإذا كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- رسائل للملوك في زمانه والولاة يدعوهم إلى دين الإسلام يبدأ بالبسملة وهذا هو الضابط عندما: نكتب نبدأ بالبسملة نكتب بسم الله الرحمن الرحيم كما جاء في قصة سليمان ﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) [النمل: 30]، فيبدأ بالبسملة وأما الخطابة وإلقاء الدروس يبدأ بالحمدلة فنحرص على هذا. أيضاً اشتهر عن السلف -رحمهم الله - تعالى- في دروسهم العلمية أنهم يبدؤون بحمد الله - عز وجل- والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والإكثار من ذكر الله - عز وجل- وما يكون في الدرس من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب أن الله -عز وجل- أمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وما فيها من أجر عظيم وثواب جزيل والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه (ما اجتمع قوم في مجلس ولم يصلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا كان عليهم ترة) والترة معناها النقص فينبغي أن نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- لا سيما في مجالس العلم- في أول المجلس وفي آخره- ليكون مجلساً مباركاً والله - عز وجل- يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) [الأحزاب: 56] وكان السلف -رحمهم الله تعالى- يكثرون في مجلس العلم من الأذكار، من ذكر الله - عز وجل- وهم يدرسون الطلاب، ومن باب الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله لعبد الله بن بسر المزني -رضي الله عنه- (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) وكانوا يكثرون الأذكار فقد ذكر الإمام الخطيب البغدادي في كتابه: الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع: أن الحسن البصري كان كثيراً ما يقول في مجلسه: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وكان سعيد بن المسيب كثيراً ما يسمع عنه في المجلس أنه يقول: «اللهم سلم، اللهم سلم » وكانوا يجمعونها فيقولون: اللهم سلم سلم وابن سيرين من أئمة التابعين كان يقول: «اللهم لك الحمد اللهم لك الشكر » والضحاك كان يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» وكانوا يكثرون الاستغفار وممن عرف عنهم من علمائنا المعاصرين كثرة الذكر في مجلس العلم سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- فإنه كان كثير الذكر لله - عز وجل- وخاصة في مجلسه فتجده وهو يُقرأ عليه يُسمع عنه التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ويسمع عنه الاستغفار كثيراً، ولذلك إذا كانت الناقضة قريبة من سماحة الشيخ -رحمه الله تعالى- تجد أنك تسمع لسانه يلهج بذكر الله - عز وجل- فينبغي علينا أن نحرص دائما في دروسنا وفي مجالسنا أن نكثر من ذكر - الله عز جل-.
وردنا سؤال يا شيخ عبر الموقع بخصوص الأسماء تقول الأخت راجية رضوان الله: أنتم تطرقتم –حفظكم الله- إلى الأسماء فإنني أريد أن أعرف هل في اسمي تزكية؟ لأنه يصبح مكرراً إذا كتبته مفرداً في الدرس بسبب تشابه الأسماء، وجزاكم الله خيراً.
على كلٍ اسمها راجية رضوان الله يعني تسأل الله - عز وجل- أن تكون ممن تحصل على الرضوان، مثل هذا أخف وأيسر من غيره والإنسان لا شك أنه يسأل الله - عز وجل- الرضا والعفو والمرحمة، لكن نحن نريد أن ننبه على ألا يكون في الأسماء مبالغة ولا يكون فيها تزكية ولا أريد أن أطيل في هذا؛ لأنه ليس هو موضوع الدرس.
هل يوجد أسئلة من قِبَل الحضور؟
سؤالي بالنسبة للبسملة، الرسائل تكتب على جميع المكاتبات والخطابات سواء الشرعية أو حتى المكاتبات الخاصة فهل فيه حرج كتابتها على الأوراق مع ملاحظة أنها قد تكون مصيرها إلى الحاويات؟
في الأصل كتابة البسملة هذا هو الأصل أنها تكتب البسملة في كل كتابة وأيضاً ينبغي علينا أن نحرص على المحافظة على الأوراق، الأوراق التي فيها ذكر الله - عز وجل- تحفظ وتصان من أن تلقى - كما تفضلتم- في أماكن لا تليق بها إنما تجمع في أماكن ولله الحمد توفرت الأماكن المخصصة للأوراق التي تحوي ذكر الله وينبغي علينا جميعاً سواء الآباء أو الأمهات والمعلمين والمعلمات أن يحافظوا على الأوراق التي فيها ذكر الله - عز وجل- يخصصوا أماكن في بيوتهم وصناديق أو حاويات في مدارسهم وتجمع فيها هذه الأوراق ويتعذر البعض بهذا يقول: لا أكتب بسم الله الرحمن الرحيم لأني أخشى أن تلقى. لا.. لا تحرم نفسك من الأجر ومن الدعاء ومن البدء بالبسملة أيضاً الحمد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن قرأها يكون له أجر وكذا من كتبها وتحرص على أن تصان وتحفظ لكن الذي نؤكد عليه عدم إهانتها أو إهمالها.
تفضلتم يا شيخ بقولك: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستعمل الحمدلة في الخطب وكان يستعمل البسملة في الرسائل، فهل هذه القاعدة مطردة ؟ هذه واحدة.
الثانية: هل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أرسل رسائله إلى كسرى مثلاً استعمل البسملة؟

القاعدة والمسألة ليست مطردة إنما الغالب من فعله - عليه الصلاة والسلام- والمشهور هو كذلك ولا سيما في خطب الجمعة.
والأمر الثاني: في بعض الرسائل قد لا يكون ذلك؛ بسبب عدم نقل الرواة إلينا وإلا الرسائل التي وصلت إلينا مكتوبة كلها تبدأ بالبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى فلان بن فلان أدعوك بدعاية الإسلام وهكذ) فالغالب من فعله - عليه الصلاة والسلام- الالتزام بهذا أما في مسألة قصة كسرى الذي وصلنا من قصة كسرى أنها كانت رسالة موجزة أرسلها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عظيم البحرين ثم عظيم البحرين دفعها إلى كسرى فمزقها فدعى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمزقوا كل ممزق، وقد استجيبت دعوته -صلى الله عليه وسلم- وسقطت دولة فارس.
نمضي يا شيخنا في بقية المحاور
المحور الآخر: البدء بالسلام والاستئذان عند الدخول وتقديم الأكبر عند الدخول .
عندما يأتي الطلاب والطالبات إلى مكان العلم سواء كان في مسجد أو في مصلى خاص بالنساء أو في المدارس أو الكليات ينبغي أن يحرصوا على الالتزام بآداب الدخول وأول أدب من آداب الدخول هو:

الاستئذان ثم السلام: وينبغي علينا أن نحر ص على أن نعود أبناءنا وبناتنا وطلابنا على أهمية الاستئذان وعدم الدخول هكذا بلا إذن

لأن هذا حقيقة:
أولاً: فيه حسن التأدب مع مجلس العلم ومع الشيخ ومع الطلاب.
ثانياً: فيه أنه لو كان الدرس قد بدأ ففيه حسن الدخول؛ لئلا يكون في ذلك قطع على الشيخ وتشويش على الطلاب الذين بدؤوا في الدرس ولذا يقول الخطيب البغدادي في آداب الدخول على المحدث: لا يجوز الدخول على المحدث من غير استئذان، فمن فعل ذلك أمر بالخروج وأن يستأذن ليكون تأديباً له في المستقبل. أيضاً النبي -صلى الله عليه وسلم- طبق هذا عملياً النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح مكة كان جالساً في أعلى مكة فجاءه صفوان ابن أمية -رضي الله عنه- وكان حديث عهد بإسلام بلبن فدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يستئذن ولم يسلم فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:( ارجع فقل السلام عليكم أأدخل؟) (ارجع فقل السلام عليكم) فيبدأ بالسلام ثم الاستئذان (أأدخل؟) [رواه أحمد وأبو داود]
أيضاً روى عبد الرزاق في المصنف عن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يبدأ بالسلام فلا تأذنوا له ) فينبغي أن يبدأ كل مسلم ومسلمة بالسلام عند الدخول وعند الاستئذان ولذا كان أبو هريرة -رضي الله عنه- إذا استئذن عليه رجل ولم يسلم قال: «لا تدخل حتى تأتي بالمفتاح وهو السلام» [أخرجه الخطيب في جامعه] فجعل مفتاح الدخول هو السلام، فينبغي علينا أن نحرص دائماً أول ما نصل إلى مجلس العلم أن نستأذن ونسلم ونعود أبناءنا وبناتنا على السلام وعلى تحية الإسلام، مع الأسف الآن يربى الطلاب والطالبات على كلمة: صباح الخير ونحن لا نقول: إنها كلمة منهي شرعاً وليس فيها أي محذور شرعي نقول: لا مانع من ذلك ولا بأس، لكن لا نقول: إنها هي المفضلة المقدمة بل ينبغي أن يعودوا على تحية الإسلام تحية أهل الجنة والنبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه في الأحاديث الصحيحة أن( تحية الإسلام هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فيعودوا على السلام عند الدخول وعند الخروج وعند التحدث بالهاتف، سواء في البيوت أو في الدخول عند الأقارب أو في قاعات الدراسة أو نحو ذلك والله - تعالى- يقول: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء: 86]، والأحاديث الواردة في فضل إفشاء السلام كثيرة ولذلك عبد الله بن سلام سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلو الجنة بسلام ) فجعل السلام سبباً من الأسباب الأربعة في دخول الجنة، فينبغي علينا أن نحرص على الالتزام بهدي الإسلام في السلام وفي إفشائه وتعويد الأبناء عليه وأيضاً أنبه يا إخوة أنه لا مانع، لا ينبغي أن نضيق واسعاً لا مانع أن نستعمل بعض العبارات الترحيبية مثل أن نقول: أهلاً وسهلاً مرحباً ، حياكم الله، ما فيه مانع، لكن تكون بعد السلام والدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استئذنت عليه أم هانيء فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (مرحباً بأم هانيء) فالنبي -صلى الله عليه وسلم- رحب بها وبوب على هذا البخاري قال: باب قول مرحباً أو باب جواز أن يقال مرحباً أنه يجوز أن يقول مرحباً، وقال أهل العلم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل وكره أن يأتي بلفظ السلام في مكان الاغتسال فلذلك استعمل عبارة أخرى ولذلك من سلم عليه في مكان مثل دورات المياه - أكرمكم الله- خاصة ليس المقصود الخلاء من الداخل إنما الدورة التي تكون عند بعض المساجد يتوضأ منها فلا ينبغي أن يأتي بلفظ السلام لأنه في مكان ليس المكان المناسب أن ياتي فيه بلفظ الجلالة والتسليم إنما يأتي بعبارات مرحبا أهلا وسهلا حياكم الله فإذا خرج فليسلم هذا من الآداب التي إن شاء الله سنشير إليها في حلقة مستقلة بإذن الله - تعالى- في مستقبل هذا البرنامج فأؤكد على هذا الأمر وهو الحرص على الالتزام بالسلام عند الدخول كذلك إذا أراد أن ينصرف فيقول: السلام عليكم أستودعكم الله وهذا أرشدنا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إذا أتى أحدكم المجلس فليسلم فإن قام والقوم جلوس فليسلم فإن الأولى ليست بأحق من الآخرة) [رواه أحمد وأبو داود].
فلذلك ينبغي علينا أن نسلم دخولاً وخروجاً- نسأل الله أن يوفق الجميع للالتزام بآداب الإسلام وصالح الأعمال.
إذن بعد أن عرفنا الاستئذان في المجلس وكذلك السلام كيف تكون صفة الجلوس في المجالس؟ وأيضاً بالنسبة للصوت كيف يكون الإنسان صوته داخل المجلس؟
أولا أيها الإخوة عندما نأتي إلى مجلس العلم خاصة في القاعات الدراسية وأنا أؤكد على هذا والفصول المدرسية ينبغي أن نقرع الباب عند الاستئذان ويكون القرع خفيفاً، لا يكون مزعجاً لا للشيخ ولا للطلاب ويدل على هذا ما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانت أبواب النبي -صلى الله عليه وسلم- تقرع بالأظافير) الأظافير يعني طرف الأصبع وهذا مبالغة في حسن الأدب والتأدب وعدم إزعاج النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الدخول والنبي صلى لله هو معلم البشرية وهادي الإنسانية ولنا فيه مع أصحابه قدوة حسنة فينبغي علينا عند الدخول على مشايخن وأساتذتنا في كافة الدروس والمحاضرات أن نستأذن أو نطرق الباب طرقاً خفيفاً لا يكون مؤذياً ولا مزعجاً وكذلك نستفيد من ذلك في بيوتنا إذا طرقنا على أحد يعني سواء طرقنا الباب أو الجرس لا ينبغي أن نعلق الجرس وأن نزعج؛ لأن هذا -لا شك- أن يكون مدعاة للفزع قد يكون هناك طفل نائم أو شيخ كبير في السن نائم أو مريض أو متعب وقت راحة فلا نخيف الناس أو نزعجهم، فإن هذا يسبب الإزعاج والقلق إنما نطرق الباب طرقاً خفيفاً أو نضغط الجرس ضغطة واحدة ونعلم أن الاستئذان ثلاث مرات فإن أذن لنا وإلا رجعنا.
تقديم الأكبر والأيمن:
أيضاً عند الدخول لو اجتمع مجموعة يريدون أن يدخلوا مسجداً أو يدخلوا القاعة الدراسية مكان الدرس نقدم الأكبر ونقدم الأيمن، يعني نحرص على تقديم الأكبر؛ لأن الأكبر ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث (كبر كبر ) وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (البركة مع أكابركم ) وإن كانوا سواء فنقدم من كان على اليمين وهذا هو الأولى في ذلك وهذا فيه تقدير لزملائنا وإخواننا وغرس للمودة والمحبة فيما بيننا.
الجلوس بأدب ووقار:
أيضاً إذا جاء الطالب إلى مجلس العلم ينبغي أن يجلس بأدب ووقار إذا كان مثلاً مجلس العلم في المسجد بحيث يجلس الطالب متربعاً فيجلس جلسة احترام ووقار ولا يكثر من التنحنح ولا يكثر من الحركة ولا يكثر من الالتفات ولا يكثر من العبث، بعض الطلاب من حين يجلس يكثر العبث سواء بيديه أو بوجهه أو بشماسه أو بلباسه وهذا –حقيقة- يشوشه ويشغله عن مجلس العلم وعن الاستفادة، ويشغل من بجانبه؛ فلا يكثر التلفت أو نحو ذلك.
أن يكون مقابلاً للشيخ:
أيضاً ينبغي أن يكون مقابلاً للشيخ في الجلوس ويستدل على هذا بحديث جبريل لما جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- في السؤال عن الإسلام والإيمان جلس مقابلاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- (فوضع يديه على ركبتيه) فقالوا: يستحب للطالب أن يكون مقابلاً للشيخ سواء كان مقابلاً مباشرة أو في الجهة التي يراه فيها لا سيما إذا كثر العدد ولذلك استحب في خطبة الجمعة كما روي عن الإمام مالك وغيره أن يكون الجالس مصغياً ومشاهداً للخطيب؛ لأنهم قالوا: هذا أبلغ في الاستماع. طبعاً قد يكون في هذا كلفة وتعب لو طلبنا من شخص أن يكون طوال خطبة الجمعة رافعاً رأسه قد يكون في هذا تعب عليه، لكن القصد من هذا وهو الإنصات والاستماع واستدل طبعاً بعموم حديث جبريل.
وليعلم أنه يجب عليه أن يحرص كل الحرص على أن يكون جلوسه بوقار وأدب واحترام للشيخ فلا يكثر التنحنح ولا يكثر البصق ولا يكثر التثاؤب بحضرة الشيخ، لو عطس أحد فليشمته بعدم رفع صوته وغير ذلك، كل ذلك من الآداب التي نحرص عليها.
الحضور قبل الشيخ:
أيضاً حبذا أن نحرص على الحضور قبل الأستاذ وقبل الشيخ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (بورك لأمتي في بكوره) وكثيراً ما يروي لنا الصحابة أخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:( دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن جلوس في المسجد) فكان الصحابة يحضرون إلى مجلس العلم قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكونوا متهيئين مستعدين للسماع أيضاً.
الحرص على القرب من الشيخ:
حبذا عند الجلوس أن نحرص على القرب من الشيخ؛ لكي نسمع صوته ونستفيد منه إذا كانت المقاعد مرقمة أو مرتبة فنلتزم بالنظام في هذا؛ لئلا يكون هناك إخلال بالترتيب في مسألة أخذ الغياب ونحو ذلك.
الجلوس حيث انتهى المجلس:
أيضاً من جاء متأخراً فليجلس حيث انتهى به المجلس لا ينبغي لأحد أن يزاحم غيره في الجلوس ولا ينبغي لأحد أن يقيم أحداً ويجلس مكانه، فمن آداب الجلوس التي أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها: أن يجلس أحدنا حيث ينتهي به المجلس كما رواه أبو داود وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يقيمن الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ) [رواه البخاري] لا يجوز لأحد أن يقيم زميلاً له من مجلسه ثم يجلس فيه، وكذلك من مقعده إذا كان على كرسيّ من كراسي الفصل يقول: قم وأنا أجلس مكانك. لا.. ليس هذا من الأدب ولا من الاحترام لكن إذا كانت المقاعد غير مرقمة فالأولى لمن سبق طبعاً في هذا أيض
عدم الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما:
لا ينبغي الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما، هذه من آداب الجلوس لا ينبغي الجلوس بين اثنين إذا كان اثنان من الطلاب جالسين بجانب بعض لا ينبغي أن أفرق بينهما وأجلس بينهما كما جاء النهي في سنن أبي داود:( نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجلس الرجل بين اثنين إلا بإذنهم) لأن في هذا تضييقاً بينهما وقد يكون بينهما محبة ومودة ويريد أن يستفيد بعضهما من بعض في الكتابة أو المساءلة، ونحو ذلك.


من فسح له في المجلس أن يجلس فيه:
لإن تلك كرامة ومودة قال الخطيب البغدادي: «من فسح له اثنان ليجلس بينهما فليفعل ذلك لأنها كرامة لا ينبغي أن يردها» واستدل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إذا أخذ القوم مجالسهم فإن دعا رجل أخاه فأوسع له في مجلسه فليأته فإنما هي كرامة أكرمه بها فليجلس فيه) [رواه الطبراني وقال الهيثمي: إسناده حسن].
أيضاً ينبغي على من جلس بين اثنين أن يشكر لهما إفساحهما يقول: جزاكم الله خيراً لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (من صنع لكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فقولوا: جزاك الله خيراً فمن قال لأخيه: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء).
أيضاً من جلس بين اثنين ألا يجلس متربعاً فيضيق عليهما إنما يجلس جلسة الملتم بحيث لا يضيق عليهما حتى يرى فسحة في المكان قال أحد الحكماء: «اثنان ظالمان: رجل أهديت له نصيحة فاتخذها ذنباً ورجل وسع له في المكان فقعد متربعاً» رجل أهديت له نصيحة فاتخذها ذنباً يعني قال: إنك ما نصحتني إلا لتعاقبني أو لتعتب علي أو تزجرني بعض الناس لا يتسع صدره لسماع مثل هذا و(المؤمن مرآة أخيه ) كما جاء الحديث في ذلك عند أحمد وأبو داود أيضاً من وسع له في المكان لا ينبغي له أن يجلس جلسة المتربع لئلا يضيق عليهما إنما يجلس جلسة على ركبتيه كما يقولون جلسة المستوفز يعني جلسة لا يكون فيها تربع ولا تضييق على غيره حتى يتأكد من خلو المكان في ذلك.
عدم التناجي في مجلس العلم:
أيضاً لا ينبغي التناجي في مجلس العلم لأن الأصل في الطلاب الإنصات والاستماع لا ينبغي التناجي والأصل في النهي عن التناجي:( لا يتناجى اثنان دون الثالث).
عدم الكلام ورفع الصوت:
ولا ينبغي الكلام ورفع الصوت بحضور الشيخ والأستاذ كما قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- (كنا جلوساً في المسجد إذ خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم أحد منا ) [رواه البخاري] هذا حقيقة في أهمية الإنصات والهدوء في المجلس، مما يلاحظ مع الأسف في بعض الفصول الدراسية كثرة الإزعاج وكثرة اللغط وكثرة الكلام، هذا لا ينبغي ويقاس على هذا إغلاق الهواتف الجوالة، ينبغي أن تغلق في مجالس العلم وفي المساجد؛ لأنها تشوش- حقيقة- على المصلين، تشوش على الدارسين وتشغل الطالب إذا جاءتك رسالة أو جاءك اتصال يشوش عليك ويشغل ذهنك، من هذا الذي اتصل؟ ماذا يريد هل أرد عليه؟ ويشغلك وينبغي الإنسان إذا كان في مجلس علم لا سيما في بيت من بيوت الله - عز وجل- أن يتفرغ لبيوت الله - عز وجل- للعبادة وللصلاة ولما جاء رجل ينشد ضالة في المسجد نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن ذلك وقال: (لا ردها الله عليك) وقال:( إن المساجد لم تبن لهذا إنما هي للصلاة ولإقامة ذكر الله ولتلاوة القرآن) فنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نشدان الضالة وعن إقامة الحدود في المساجد فكذلك من باب أولى النهي عن هذه الهواتف الجوالة وإشغال المصلين بها، و قول أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- (كأن على رؤوسنا الطير) مبالغة في الهدوء والإنصات يشبه ذلك فيمن كان في الحرم إذا نزل على رأسه طائر تجد أنه يصغي ولا يتحرك من باب ألا يفزع طائر الحرم أو قيل: إن هذا لو كان في غيره من الطيور فإن الإنسان يستكين ليظن الطائر أنه وقع على جدار، أو على جسم ثابت يريد أن يمسك بهذه الطائر وهذه عبارات يستعملونها في المبالغة والإنصات. أيضاً روي عن كثير من السلف -رحمهم الله - تعالى- في مجالسهم أنه كان لا يبرى فيه قلم ولا يضحك فيه. يعني الضحك الذي يكون فيه استهزاء أو سخرية ولكن لا بأس إذا كان هناك أمر طريف أو شيء من هذا أيضاً روي عن بعضهم أنه كان يوصي طلابه بعدم الإتيان بالعبارات التي لا تكون مناسبة في مجلس العلم؛ لأنهم يعرفون أنهم في مجلس تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة- نسأل الله أن يوفق الجميع للالتزام بهذه الآداب.
شيخنا المبارك - بارك الله فيكم - بالنسبة لاحترام المعلم وتقديره في مجلس العلم كيف يكون ذلك؟
لا شك أن المعلمين عليهم مسؤولية كبيرة والعلماء والمشايخ الذين يقومون بالتدريس احتملوا واطلعوا بمهمة عظمية في نقل العلم للناس وهم يقومون بتبليغ كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هؤلاء الدارسين وكذلك الأخوات المعلمات يقمن بهذه الرسالة نحو طالباتهن فهم - حقيقة بتوفيق الله تعالى- ينقلون الناس من الجهل إلى العلم وكم من طالب دخل المدرسة جاهلاً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا يعرف شيئاً من القرآن- بتوفيق الله تعالى ، ثم ما بذله هؤلاء المعلمون من جهود- انتقل هذا الطالب إلى معرفة القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من كتاب الله - تعالى- فينبغي علينا معرفة حق هؤلاء العلماء من الأساتذة الفضلاء والمشايخ الأجلاء، والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه ولمن تعلمونه) [رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله] أيضاً [رواه الترمذي] من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس منا من لمن يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) والشاهد عندنا في قوله:( ويعرف لعالمنا حقه)، وفي هذا توقير للعلماء ومعرفة حقوقهم واحترامهم وهذا –حقيقة- واجب على الجميع من الطلاب والطالبات، والدارسين والدارسات معرفة حقوق العلماء ومكانتهم في الأمة والحرص كل الحرص على توقيرهم والعلم ومعرفة أنهم هم أمناء هذا العلم ونقلة الشريعة فينبغي احترامهم وتوقيرهم ولذلك يقول سلم بن جنادة: «جالست وكيعاً سبع سنين ما رأيته مس حصاة ولا تحرك من مجلسه ولا رأيته إلا وهو مستقبل القبلة» ويقول الإمام أحمد عن الإمام الشافعي: «إنه كان كالعافية للأبدان وكالشمس للدنيا » ويقول أبو يوسف عن أبي حنيفة: «ما صليت إلا دعوت لأبي حنيفة مع والدي »ولذلك روي عن شعبة بن الحجاج - أمير المؤمنين في الحديث- أنه قال: «من علمني حرفاً كنت له عبداً » وهذه طبعاً مبالغة ليس المقصود العبودية المشهورة إنما المبالغة وهذا رواه عنه الخطيب في الجامع أنني أخدمه وأجله وأعتبر نفسي كأنني مملوكاً عنده وهذا -كما قلت لكم- مما اشتهر عندهم ولذلك ينبغي لكل منا أن يعرف حقوق أساتذته ومعلميه وشيوخه، وروي في الحديث (معلم الخير تستغفر له الحيتان في البحر) وروي في حديث آخر(معلم الخير ومتعلمه في الأجر سواء) فينبغي علينا أن نعرف لعلمائنا وأستاذتنا منزلتهم وأن نحرص أن ندعوا لهم وأن نوقرهم وأن نحترمهم، وقصة ابن عباس -حبر هذه الأمة- مع الشيخ زيد بن ثابت فيها- الحقيقة- قدوة ومنقبة لنا جميعاً فإنه كان يخرج لسؤال زيد بن ثابت فيقف عند بيته فيقول: فتسفني الريح ولا يطرق عليه الباب احتراماً له فإذا خرج زيد بن ثابت يسلم عليه ابن عباس ويمسك بركاب دابته حتى يركب ويقول: هلا أمرتني يا ابن عم رسول الله أن آتيك؟ فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. ولذا أمر الخليفة هارون الرشيد أحد أولاده بأن يذهب للأصمعي وأن يتأدب وأن يستفيد منه ولما جاء الأصمعي أمره بتقبيل رأسه ومعرفة قدره ومكانته، ومرة هارون الرشيد قال لأحد أبنائه: إنما بعثتك لتتعلم العلم فصب على الأصمعي الماء وقدم له وضوءه للصلاة .
وهذا –حقيقة- يدل على مكانة العلماء وكما قال الأول:
قوم هم زينة الدنيا وبهجتــها*** وهم لها عمد ممدودة الطنب
تحيا بهم كل أرض ينزلون بـها*** كأنهم لبقاع الأرض أمــطار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي 46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي _
#2مُساهمةموضوع: رد: الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي   الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:28 pm

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي
فينبغي علينا –حقيقة- أن نحرص على معرفة حقوق علمائنا وأساتذتنا وأن ندعو لهم وأن نحرص على التماس الأعذار لهم إن حصل منهم سهو أو تقصير أو خطأ وأن نحرص أيضاً على عدم التشهير فيما يحصل من بعضهم سواء كان في خطأ أو زلل أو نحو ذلك فالإنسان بشر لا يسلم- نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد.
قال قائل العلم صيد والكتابة قيده ، قيد صيودك بالحبال الواثقة.
الكتابة يا شيخ كتابة الدروس كيف تكون؟

من المهم جداً على كل طالب علم أن يحرص على تدوين العلم وكما روي في الحديث قيد العلم بالكتابة والنبي -صلى الله عليه وسلم- امتن الله عليه في قوله - عز وجل- ﴿[color=#000080] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التائبة
عضو متألق

التائبة


المهنة : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Collec10
الجنس : انثى
علم الدوله : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي 46496510
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي _
#3مُساهمةموضوع: رد: الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي   الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الجمعة نوفمبر 19, 2010 1:30 pm

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي
[العلق آية: (3)]الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)

﴾ [العلق: 3: 4]، فالله – عز وجل- وصف نفسه أنه علم بالقلم وأقسم الله به فقال: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) ﴾ [القلم: 1]، والقلم وسيلة الكتابة الأولى والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان ينزل عليه القرآن كان يأمر من كان عنده من كتاب الوحي أن يكتبوا وهذا يدل على أهمية الكتابة مخافة أن ينسى حتى نزل قول الله - عز وجل- للنبي -صلى الله عليه وسلم- في مسألة أنه يحفظ فلا ينسى ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى (6) ﴾ [الأعلى: 6]، فإن الله - عز وجل- وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا ينسى شيئاً من كتاب الله - عز وجل- وكان الصحابة يكتبون خطب النبي -صلى الله عليه وسلم-وكلماته ولذلك استأذن عبد الله بن عمرو بن العاص النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتابة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق) وطلب أبو شاة من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكتبوا له في حجة الوداع فقال: (اكتبوا لأبي شاه) فدل هذا على أهمية الكتابة وأنه تجوز كتابة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما كان الصحابة يكتبون كتاب الله - عز وجل-.



آداب الكتابة:

1- كتابة الدرس كاملاً:

أيضاً ينبغي علينا أن نحرص عند كتابة الدروس أن نكتب الدرس كاملاً؛ لئلا يكون فيه نقص، أن نكتب الدرس من أوله إلى آخره خاصة: التعريف وأهمية الموضوع وشروطه أو أركانه أو واجباته؛ لأن الدرس يكون متسلسلاً .

2- الكتابة بخط واضح مقروء:

أيضاً نحرص كل الحرص على أن نكتب بخط واضح مقروء، بعض الطلاب وهو يكتب يستعجل فإذا ذهب إلى البيت وأراد أن يبيض ما كتب لا يعرف ماذا كتب؛ فلذلك كان الإمام أحمد يوصى طلابه بالكتابة فرأى ابن أخيه حنبل بن إسحاق يكتب خطاً دقيقاً فقال الإمام أحمد: لا تفعل فإنه أحوج ما تكون إليه يخونك. يعني: تكتب الآن خطاً صغيراً وتظن أنك فاهم لما تكتب ولكن بعد ذلك تراجع وتريد أن تعرف لأن الإنسان بطبعه ينسى ما كتب إذا مضى عليه زمان، فينبغي عليه أن تكون الكتابة بخط واضح.



3- أن تكون الكتابة مفصلة:

وأيضاً أن تكون الكتابة مفصلة لا يجمع الكتابة مع بعض يجعل كل موضوع أو كل عنصر في سطر مستقل بحيث لا تختلط عليه الكلمات وقديماً قال الشاعر:

العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة

فينبغي أن نحرص على الكتابة، بل إن عطاء بن أبي رباح روي عنه أنه قال لطلابه: يا غلمان اكتبوا فمن كان منكم لا يحسن كتبنا له ومن لم يكن معه قرطاس أعطيناه من عندنا. فهذا يدل على أن عطاء بن أبي رباح- وكان يقال: «لا يفتى وعطاء في الحرم» مما يدل على مكانته- كان يعتبر نفسه كالأب الحاني الرفيق مع طلابه فيأمرهم بالكتابة ويقول: من لا يعرف يكتب كتبنا له ومن ليس عنده قرطاس أعطيناه. وهذا مما ينبغي علينا أن نحرص عليه في أهمية الكتابة وحث الطلاب عليها.

4- مراجعة الأساتذة لما كتبه الطلاب:

أيضاً على الأساتذة أن يراجعوا ما كتب الطلاب وحبذا أن يكلفوهم ببعض الواجبات الكتابية في المنزل ويقول: اكتب عن كذا عن فضل كذا ثم يطلب منهم المراجعة، وأن ينضد ما كتبوه، أيضاً لو كلفهم ببحث والفائدة من هذا أن يصحح أولاً كتابتهم قد يكون فيها أخطاء لغوية، أخطاء إملائية، أخطاء نحوية، قد يكون الطالب يكتب شيئاً والأستاذ يقول شيئاً بسبب بعد المسافة أو بسبب وجود بعض الأصوات فلا ينبغي أن يكتب إلا ما قاله الأستاذ وأيضاً لا يجوز للطالب أن يزيد شيئاً عما أملاه الأستاذ ولذلك كان السلف يؤكدون على أهمية الالتزام بأن تكتب ما تسمع ولا تزد لأن هذا- حقيقة- من التقول على الشيخ ما لم يقل فينبغي أن يحرص كل الحرص على ذلك ولذلك الإمام الزهري عتب على الكذابين الوضاعين قال: «يخرج الحديث من المدينة شبراً فيعود من الوضاعين ذراعاً» الذين يضعون تلك الأحاديث يزيدون في الحديث وهو كان شبراً عبارة عن خمس كلمات لكن أولئك الوضاعون يزيدون فيه كلمات وجملاً وعبارات لم ترد فيتزيدون ولا ينبغي لنا أن نتقول على أحد، والنهي عن الكذب -ولا سيماعلى لله وعلى رسوله - من المعلوم المتقرر عند الجميع- نسأل الله أن يوفق الجميع.

5-احترام الدفاتر والأوراق:

أيضاً ينبغي الحرص على احترام الكتابة واحترام الدفاتر والأوراق التي يكتب فيها العلم أصبحت الآن أوراق فيها ذكر الله - عز وجل- بعض الطلاب -هداه الله- يرمي بالدفتر أو يجعله مثلاً في سيارته عرضة للشمس أو يلقي به في أماكن لا تليق ينبغي أن نحافظ عليه وأن نجعله في المكان المخصص في المكتبة وأن نستفيد منه عند الاختبار وعند المراجعة وإذا تخرجت احتفظ بهذا يكن لك مرجعاً تستفيد منه وترجع إليه أما ما يحصل من بعض الطلاب من التساهل وإلقاء الأوراق إذا انتهت الامتحانات. هذا- حقيقة- ليس من توقير العلم وليس من المحافظة عليه بل ينبغي أن نحافظ عليها أيضاً لا ينبغي إهانة الدفاتر بعض الطلاب مثلاً يأتي للدفتر فتجد أنه مثلاً يثنيه هكذا أو يجعله نصفين ويجعله في جيبه ولذلك قال السلف «لا تجعل كتابك بوقاً ولا صندوقاً» لا تجعل كتابك - يعني الدفتر الذي عندك- بوقاً إنك تحوله إلى بوق تنادي عن طريقه كان مثل بعض الدفاتر يفعلها البعض ولاتجعله صندوقا تملأه بالأوراق والأشياء الأخرى التي تحتاجها. بعض الطلاب إذا جئت لدفتره تجد أنه تحول صار كبيراً انتفخ بسبب أنه يجعل فيه أقلاماً وأدوات هندسة وآلة حاسبة فقد ينكسر الدفتر وقد تتفكك الأوراق ويضيق بعضها ويضيع بعضها ،لا ينبغي. ينبغي المحافظة عليه والعناية به، بل كان البعض من طلاب العلم يجلد دفاتره ويصونها ويستفيد منها لأنها –حقيقة- تذكرك بما كنت عليه من أيام الطلب وتعود إليها وتستفيد منها- نسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.

شيخنا الفاضل بقي محور أخير عدم إطالة الدرس وأيضاً كفارة المجلس تكون خاتمة الدرس.

عدم إطالة الدرس:

ينبغي على المعلمين والمعلمات ألا يطيلوا الشرح والبسط في المعلومات، معلوم أن الدروس والمحاضرات محددة طبعاً بخمس وأربعين دقيقة، في الجامعات مثلاً بساعة أو بخمسين دقيقة الوقت المخصص نلتزم به لكن الوقت الذي يكون فيه الشرح الفعلي ينبغي ألا أطيل لأنه ذكروا تربوياً أن الطالب يستوعب بمقدار أربعة عشر دقيقة فقط، ملكة الاستيعاب الكلية الدقيقة عند الطالب في الدرس يعني في حدود تقريباً أربعة عشرة دقيقة - كما يقولون- هي التي يتفتح فيها ورد المعرفة ويشد فيها ذهن الطالب، إذن ماذا أفعل في الباقي؟ أنا لا أقول للمدرس: أنه ينبغي أن يكتفي بهذا. لا.. لكن يسبق الدرس بمراجعة أولية ثم مراجعة في الآخر ، إجابة على الأسئلة، حل الواجبات، الكلام في بعض التفصيلات، سؤال الطلاب، إذا كان لديهم استفسارات فلا ينبغي أن يكون الدرس كله شرحاً لماذا؟ لأنه إذا طال مجلس العلم كما قال الزهري كان للشيطان فيه نصيب يبدأ الطالب يتململ ويشعر بالملل يشعر بثقل الدرس لا ينبغي عليه أن يطيل، والنبي - عليه الصلاة والسلام- لو نتأمل أحاديثه وفي عباراته نجد أنه كان يتكلم بجوامع الكلم، والدليل على هذا أن أحد التابعين اسمه عبيد بن عمير المكي كان من الوعاظ الذين يعظون في المسجد الحرام وكان يحضر مجلسه ابن عباس وابن عمر وكان ابن عمر يبكي من حديثه من شدة الرقائق والمواعظ التي تؤثر في الناس وحضرت عائشة -رضي الله عنها- مجلس عبيد بن عمير فوجدت أنه يطيل الوعظ في مجلسه فوقفت عليه عائشة وقالت له: يا عبيد «إذا وعظت فأوجز فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثنا بحديث لو عده العاد لأحصاه» ولذلك فعلاً كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- كله من جوامع الكلم وتأمل في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (الدين النصيحة) (لا ضرر ولا ضرار) (البر حسن الخلق) (يا أبا عمير ما فعل النغير) كلمات موجزة لكنها تحوي معاني عظيمة كثيرة، ليس معنى هذا كل كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لا.. هناك للنبي -صلى الله عليه وسلم- خطب وله مواعظ وأحاديث كثيرة فيها طول لكن الغالب من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم ومن أشهر من اعتنى بجمع هذه الكلمات والأحاديث الموجزة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الإمام السيوطي في كتاب: الجامع الصغير لو يراجع أحد منكم كتاب الجامع الصغير للسيوطي فيه أربعة عشر ألف حديث ذكر فيها جوامع كلم النبي -صلى الله عليه وسلم- والأحاديث التي تعد من قصار الأحاديث. أيضاً- أيها الإخوة- يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) فينبغي لكل منا خاصة خطباء المساجد ألا يطيلوا الخطب، والخطبة إذا طالت يشعر الناس بالملل وينسى بعضهم بعضاً مالم يقتضي- طبعاً - المجال فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أطال في إحدى المرات كما في حديث حذيفة (خطب من بعد صلاة الفجر إلى المغرب) مرة واحدة حادثة عين فقط وكما قال جابر بن سمرة في الحديث «كانت خطبته قصداً وصلاته قصداً» فينبغى على الخطباء العلماء أن تحوي الأدلة من كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن يختار موضوعاً واحداً يتكلم عن أهميته وفضله وما يأتي من مزيد يجعله في الخطبة القادمة وهكذا وبحمد الله -عز وجل- أن الخطب تأتي كل أسبوع ويأتي كل عام أكثر من خمسين خطبة فلا ينبغي الإطالة وإملال الناس ولذا كان عبد الله بن مسعود لا يحدث إلا كل خميس ويقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا بالموعظة مخافة السأم» وينبغي علينا حقيقة ألا نطيل كثيراً كما قال الزهري: إذا طال مجلس القوم كان للشيطان فيه نصيباً. ويقول ابن مسعود: «حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم فإذا رأيتهم تثاءبوا واتكأ بعضهم على بعض فقد انصرفت قلوبهم فلا تحدثهم » والعلامة الآن إذا رأيت الناس تنظر في الساعات اعرف أنهم قد استثقلوا الكلام وإذا رأيت الناس تتثاءب أو ينظر بعضهم إلى بعض فلا ينبغي أن نحرص على الإطالة وكما قيل: «قليل الموعظة مع نشاط الموعوظ خير من إطالة الموعظة » وينبغي عليننا أن نحرص كل الحرص على اختيار جوامع الكلام والاستدلال بالآيات والأحاديث الواردة في ذلك فإن ذلك لا شك أن القلوب إذا سمعت كلام الله وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- تشرئب وتنشرح صدورها.

بقي علينا أن نشير إلى نقطة أخيرة إلى أنه ينبغي أن نختم مجالسنا بكفارة المجلس لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كانت له كفار لما كان في مجلسه ذلك ) [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] فينبغي أن نحرص على كفارة المجلس وأن نحفظها أولادنا وطلابنا وأن نكتبها لا بأس أن تكتب في الفصول لكي يكونوا على استحضار منها وأن تكتب في البيوت ويحفظها الطلاب ومن أراد القيام من المجلس فليقل: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك،هذا ما أختم به نسأل الله للجميع التوفيق.

السلام عليكم ورحمة الله: بالنسبة لطلب سؤال عن الدرس الماضي عن الإخلاص: أنا طالبة علم، أحياناً أشعر بهمة وبحرص، وأحياناً أخرى يأتيني فتور لدرجة أني أريد أن أترك هذا المجال وعندما أقول الدعاء وكذا وكذا أستمر ولكن- سبحان الله- سرعان ما يأتيني الفتور وتقل الهمة فهل فتورى هذا وقلة همتي يدلان على قلة إخلاصي في طلب العلم ؟ السؤال الثاني: أنا بطيئة جداً في الكتابة لا أستطيع عندما يلقى الدرس أن أكتب، وإذا كتبت ما أفهم فأترك الكتابة من أجل أن أستوعب الدرس وأفهمه فهل هذا عيب في طلب العلم؟ أو ما تنصحني وترشدني إليه في الطريقة الصحيحة؟

السلام عليكم ورحمة الله: أريد أن أسأل الشيخ عن الفرق بين مجالس العلم وحلق الذكر، وردت أحاديث كثيرة في فضل حلق الذكر منها: في رياض الصالحين والأحاديث القدسية ومنها في كتاب تحفة الذاكرين للشوكاني وبعض الإخوة طبعاً يتجمعون في كل يوم بعد صلاة العصر يتجمعون ويرددون في صوت واحد: لا إله إلا الله واستغفرالله والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويستدلون بهذه الأحاديث فهل هذه هي حلق الذكر ونطلب من فضيلتكم أن تشرح لنا حلق الذكر الحقيقية وهل هذه هي حلق الذكر أم كيف هي؟.

جزى الله الأخت على طلب العلم نسأل الله -عز وجل- أن يوفقها وأخواتها من الداعيات العالمات الصالحات ما تذكره من الفتور هذا لا ينافي الإخلاص والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كما في حديث حنظلة (لو أنكم تدومون كما أنتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة) وهذا يدل على أن الإنسان ما يستطيع أن يكون على حال واحدة دائماً في العلم أو في العبادة أو في الصيام أو في الجد، إنما يكون ساعة في طلب العلم وساعة في قضاء حاجة لأهله وساعة للنوم والراحة وهكذا وكل منها يكون عوناً له بتوفيق الله له على الطلب، أيضاً تكثر من الدعاء وتكثر أيضاً من صحبة الصالحات وحضور الدروس لأن هذا يكون عوناً لها - بتوفيق الله تعالى- أما إذا كانت وحدها قد تفتر.

ما تذكره من أنها إذا كتبت يصعب عليها، الوسيلة بالنسبة لها التسجيل لو استعملت مسجلاً أو استعملت بعض أجهزة الجوال الآن التي فيها أداة تسجيل ثم إذا ذهبت إلى البيت إما أن تفرغه كتابياً أو تسمعه مرة أو مرتين لتستوعبه، وإن كان الدرس ينقل عن طريق منتدى أو الموقع مثل بعض الدروس العلمية التي تكتب وتفرغ فهذا أيضاً يمكن الاستفادة منه.

ما ذكره الأخ في مسألة الفرق بين مجالس العلم وحلق الذكر لا شك بينهما فرق وينبغي التنبه: الحلق يعني تكون حلقة لذكر الله - عز وجل- والذي ورد النهي عنه ما يسمى عنه بالذكر الجماعي يعني أنهم يجتمعون للتسبيح أو للتهليل ذكراً جماعياً لا.. لا ينبغي إنما الكل يذكر الله - عز وجل- ويعد مجلساً من مجالس الرحمة التي تغشاه والإنسان يذكر الله وحده ولا داعي أن يكون بهذا الترديد الجماعي أو أن شخصاً يقول ويرددون خلفه. نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير.

السلام عليكم ورحمة الله: سؤالي هو بالنسبة من فضل الله علينا أننا نتابع البرامج الدينية في قناة المجد العلمية أو عن طريق مثلاً إذاعة المملكة العريبة السعودية إذاعة القرآن سؤالي: هل تعتبر متابعتي لهذه البرامج من مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة ويذكرنا الله فيمن عنده ويقال لنا: قوموا مغفوراً لكم؟

السلام عليكم ورحمة الله: إذا سمعت من المعلمة خطأً في مجلس العلم في المادة العلمية وأنا أعلم الصواب فهل من آداب طالب العلم أن أنبه على هذا الخطأ أمام الطالبات؟

السؤال الثاني: بعض الناس يزيدون بقراءة سورة العصر بعد دعاء كفارة المجلس فهل هذا له أصل شرعي؟



بالنسبة لما ذكرت الأخت في استماعها لإذاعة القرآن وقناة المجد الفضائية- جزاها الله خيراً وإن شاء الله- فضل الله واسع ويعد ذلك -إن شاء الله- من طلب العلم والشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- كان دائماً ما يحث الطلاب على الاستماع لإذاعة القرآن والاستماع إلى:

" نور على الدرب" ويعد ذلك من وسائل طلب العلم وسبيلاً لذكر الله - عز وجل- فواصلي على ذلك واستمري وأسأل الله أن يثيبك بسماعك لهذه الإذاعة مادامت النية خالصة لله - عز وجل- وتؤجرين على الوقت الذي تسمعينه.

السؤال الثاني: تقول: إذا سمعت خطأ أنكر أمام الطالبات؟ أقول: لا ينبغي لأن الإنسان بطبعه لا يحب أن يواجه بخطئه أمام الناس ولكن بعد الخروج من المحاضرة وانتهاء الدرس تخرجين معها وتقولين الصواب كذا وتثبتين لها بالدليل أو بإحضار كتاب وهي بإذن الله - تعالى- في المحاضرة القادمة ستعلن تراجعها وبيان الصواب في هذا محافظة على مكانة المعلمة ورعاية هيبتها وعدم إحراجها أمام الطالبات - وبإذن الله تعالى- في المحاضرة القادمة تتراجع عن هذا الخطأ وتبين هذا لطالباتها.

أما ما ذكرته في السؤال الثاني مسألة قراء سورة العصر أنا لا أعرف أن سورة العصر تكون من كفارة المجلس، أنا لا أعرف شيئاً في هذا إنما أعرف الحديث الوارد في كفارة المجلس وهو الذي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا.

نأخذ بعض الأسئلة من الموقع

يسأل: السلام عليكم ورحمة الله الحديث (إذا مررتم برياض الجنة فارتعو) مامعنى فارتعوا؟

الحديث فيه تشبيه بلاغي يعني يستعير معنى رياض الجنة تشبيه كأن هذا المجلس الذي نحن فيه كأننا في رياض أيام الربيع حينما نخرج إلى البر في منتزه أخضر فنرتع فيه يعني كما ترتع البهائم والداوب من الاستمتاع بهذه الأعشاب الخضراء فكذلك الإنسان يستمتع بهذا الذكر وينهل من روائه، هذا الذي يظهر لي. والله أعلم.

سألتني أخت عن حكم شرعي فقلت لها: الشيخ الفلاني قال كذا فقالت لي: إن هذا الشيخ قال قبل ذلك: إن هذا الحديث ضعيف فكأنهم يقولون لا تأخذي فتوى من هذا الشيخ فما رأيكم يا شيخ في ذلك؟

السلام عليكم ورحمة الله أنا أدرس مواد تربوية فكيف أستحضر إخلاص النية في هذه المواد؟

بالنسبة لسؤالها في قضية الاستفتاء هذا موضوع واسع جدا في أدب الفتوى المهم نختصر الكلام أنها تختار من تثق بعلمه ودينه من العلماء المحققين الذين نصبهم ولاة الأمر لأن يكونوا من المفتين وعلم الناس عنهم سلامة المعتقد فهي تحرص أن تختار هذا الشيخ وتسأله وينبغي عليناً جميعاً أوصي الإخوة بعدم التنقل والتلاعب في الفتوى بين المشايخ تجد البعض الآن السؤال الواحد يسأل عنه خمسة أو ستة ويختار الإجابة التي ترضي هوى نفسه هذا ما ينبغي والدليل الواقعي أنك إذا كنت مريضاً لاتذهب إلى خمسة أطباء تذهب إلى طبيب واحد يصف لك العلاج وتلتزم به ولو تذهب إلى طبيب ثانٍ لأفسدت على نفسك وجمعت بين علاجين قد يكونا متضادين، فدواء القلوب أحق من دواء الأجسام فينبغي للإنسان أن يتقي الله - عز وجل- ولا يتلاعب بالفتوى، وقديماً كانوا يقولون: من تتبع الرخص تزندق. ونحن لا نتهم الإخوة بتتبع الرخص إنما نشفق على مشايخنا وعلمائنا من كثرة الاتصالات والأسئلة التي تكون مكررة من البعض وكله بحثاً عن الرخص وأنت إذا سمعت فتوى من أحد المشايخ المعتبرين الذين هم من هيئة كبار العلماء أو من اللجنة الدائمة للإفتاء فعليك الإلتزام والقبول بهذا لا سيما إذا كنت مقلداً.

تقول: إنها تدرس تربية وكيف تخلص النية؟ بالعكس المجالات التربوية من أنفع المجالات لأنها في الحقيقة تربط الطالبات بالمجالات النافعة في حياتهن، العلمية والعملية فتحرص على أن تغرس هذه المجالات والجوانب التربوية في نفوس الطالبات، وأنا أؤكد على الإخوة المعلمين والمعلمات على أهمية أن يربطوا دروسهم بالجوانب التربوية وأنا أعتب كثيراً على إخواني المعلمين عندما يشرح للطلاب كتاب الجنائز ولا يتناول الجانب التربوي في مسألة تذكير الطلاب بالموت والاستعداد له، أيضاً لو أخذنا مسألة الزكاة في أهمية الشفقة على الأيتام والفقراء والمساكين لا بد أن أغرس الجانب التربوي وأن أشعل جذوة الرحمة في قلوب الطلاب والطالبات وهذا الحقيقة وسيلة مناسبة جداً وفعالة- نسأل الله للجميع التوفيق.

لدينا سؤال بخصوص التحية لغير المسلمين: يقول: كيف نحيي غير المسلمين في كتبنا لهم أو عند لقائنا معهم؟

بالنسبة من كان غير مسلم فلا يسلم عليه بتحية الإسلام إنما يحيى بعبارات التحية المعتادة بمرحباً وأهلاً ولكن لا يدعو له بما كان موجوداً معروفاً متداولاً مشهوراً بين المسلمين وسنأخذ - بإذن الله تعالى- في آداب إفشاء السلام ما يتعلق بكيفية مخاطبة هؤلاء وتحيتهم، وإن سلموا علينا كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أننا ما نرد عليهم التحية بمثلها إنما نقول: وعليكم وهذا معروف كما في الحديث الصحيح.

السلام عليكم ورحمة الله بالنسبة للحديث قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن من مئنة فقه الرجل أن يقصر الخطبة ويطيل القراءة )الآن في بعض المساجد الآن الإمام إذا أطال في الخطبة والمصلون عندما يجلسون في المسجد، الخطبة إذا كانت مدتها قصيرة لا يستطيع الإنسان أن يبلغ في هذا الزمان في هذا لوقت في أيامنا هذا، على سبيل المثال لا الحصر في مسألة الميراث مثلاً قطيعة الرحم صلة الأرحام الظلم مثلا ً- فبارك الله فيكم- سؤالي الإمام الخطيب إذا وقف على المنبر مدة نصف ساعة فهل هو مطيل للخطبة ؟

سؤالي: أنا معلمة وعندما آتي للفصل وأسلم عليهم تقوم الطالبات فهل في ذلك شيء؟

الأخ الذي يسأل - باختصار لا أطيل في هذه المسألة- نصف ساعة أنا أرى أنها طويلة -والله أعلم- ما لم يكون هناك حادثة عين أو هناك مسألة نازلة تتطلب توسعاً وإفاضة،

وأنا لا أرى أن خطبة الجمعة لا ينبغي أن تزيد عن ربع ساعة خاصة الخطبة الأولى لئلا يطال على الناس وخطبة الجمعة تتكرر كل أسبوع ليس الناس يأتون مرة واحدة ثم لا يأتون كل أسبوع سيأتون وقوله: إنه يتحدث عن صلة الرحم أو الميراث: من المعلوم أن في خلال عشرة دقائق أقرأ ثلاث صفحات كاملة على المصلين أحسبها أنت بطريقة حسابية تجد أنك تقرأ خمس صفحات ست صفحات فيها بركة وفيها غنية والناس يكفيهم قليل موعظة والآن -ولله الحمد- في هذا العصر تنوعت وسائل المعرفة ليست مقصورة على خطبة الجمعة وهي أهمها وأفضلها بلا شك أصبحت -والحمد لله- إذاعات القرآن وأصبحت الآن القنوات الإسلامية والكتب والأشرطة والدروس العلمية هناك وسائل كثيرة للناس، قديماً كان الناس ل يعرفون هذه الدروس أو هذه المواعظ إلا عن طريق خطبة الجمعة والباقي انشغلوا في الزرع وفي الحرث والرعي ونحو ذلك فتيسر ذلك ونريد أن نؤلف قلوب الناس ونرغبهم في هذا والواقع - مع الأسف وأكون واضحاً وصريحاً - أن الذين يطيلون في الخطبة يكون سبباً في تنفير الناس وتأخيرهم تجد البعض ما يأتي لهذا المسجد إلا متأخراً يقول: الخطيب الفلاني يتأخر وسيجلس نصف ساعة فلا يأتي مبكراً بسبب التطويل ولو أنه بكر وحظي بما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الساعات الخمس التي من بكر للصلاة فيها وقرأ سورة الكهف لا شك أنها أفضل وينبغي لخطباء المساجد أن يحببوا الناس وأن يرغبوهم في ذلك- نسأل الله للجميع التوفيق.

سؤال تقول: الطالبات يقمن لي. لا ينبغي هذا وفرق العلماء بين القيام للشخص والقيام إليه والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رضي أن يقوم له الناس إجلالاً فليتبوأ مقعده من النار) هذه مسألة القيام للشخص نفسه وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا من عادات ملوك الروم وفارس يقومون لما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جالساً والصحابة خلفه قيام قال: (لا تفعلوا كما تفعل ملوك العجم يقومون على ملوكهم ) فينبغي حقيقة أن المعلمة تعود الطالبات على التسليم بدون القيام، لكن القيام إليه يعني أن يذهب إلى استقبال الشخص إذا قدم لنا ضيف عالم جليل مسئول كبير لا مانع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قوموا إلى سيدكم) لما جاء سعد بن معاذ سيد الخزرج لا مانع أن أمشى إليه خطوات ما في ذلك بأس.

يقول: كيف الجمع بين التركيز والكتابة؟

وآخر: كيف يستطيع طالب العلم استحضار كل ما يتلقاه في مجلس العلم إذا كان حفظه لا يسعفه دائماً؟



نبدأ بالسؤال الأخير تستعين بالكتابة؛ لأن هذا السبب قيدوا العلم بالكتابة، الكتابة هي التي تعين بتوفيق الله - تعالى- على الاستذكار.

السؤال الأخر: يقول كيف أجمع بين التركيز والكتابة؟ هذه ملكة وزعها الله بين عباده بعض الناس عنده قدرة على أن يكتب ويركز على الفهم إذا كان ما يستطيع فيقدم الفهم أولاً ثم يجعل رؤوس أقلام يكتبها أو يسجل الدرس تسجيلاً والناس يختلفون في هذا، ذكر الإمام الذهبي في معرفة القراء الكبار: أنه وجد من القراء من يستطيع أن يسمع لثلاثة طلاب في وقت واحد. وهذه ملكات والإمام الدارقطني كان يقرأ عليه أكثر من طالب الأحاديث ويصوب لهم، فبعض الناس عنده قدرة على أن يسمع اثنين أو ثلاثة، هذه ملكات يوزعها الله - عز وجل- بين عباده، وأن يحرص الإنسان على أن يسأل الله دائماً التوفيق والله - عز وجل- كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين).

بعض المرات أثناء المحاضرة يوزع الشاي في المسجد فيشتت أفكار الناس فهل هذا جائر؟

توزيع الشاي ما فيه مانع، لكن لا ينبغي في وقت الدرس إنما يكون في وقت استراحة مثلاً يكون بين الدرس وبين الأسئلة خمس دقائق من أراد أن يجدد وضوءه أو يرتاح، وإحضار الطعام للمسجد له ضوابط ألا يجعل في المكان المخصص للصلاة؛ لئلا يلوث المكان أو تنسكب بعض الأطعمة لكن تناول الطعام في المسجد جائز، لأن أصحاب الصفة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يصلون إلى مائة صحابي منهم أبو هريرة -رضي الله عنه- كانوا يأكلون ويشربون وينامون في المسجد كان مضطراً للسكن والأكل فيه كذلك الصوام والقوام والمعتكفون كلهم يأكلون ما في ذلك مانع، لكن يخصص لهم مكان في آخر المسجد أو إحدى الحجرات الملحقة بالمسجد فهذا أولى من الأكل في المكان المخصص للصلاة وما ذكره حبذا أن يخصص له وقت يعني يكون بين الدرس وبين الأسئلة أو في آخر الدرس هذا أولى من أن يقطع على الشيخ حديثه.

ما حكم ذهاب المرأة لمجالس العلم وللمراكز والمحاضرات وخاصة في بعض المحاضرات يوجد الرجال في نفس المكان ولكن منفصلون؟

على كلٍّ ما دام مصلى النساء منفصلاً على الرجال ولا تختلط بهم هذا أمر طيب وأنا أحث الآباء والأمهات على تشجيع بناتهم على الذهاب للدروس لأن كونهن يذهبن ويستفدن بأنفسهن ويسمعن الدروس هذا أمر طيب والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما حث الصحابيات على أن يشهدن صلاة العيد أمر بإخراج العواتق والحيض قال: (ليشهدن الخير ودعوة المسلمين) حتى التي لم يكن عندها جلباب تعطيها أختها من جلبابها تقص لها من مرطها وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على إخراج النساء حتى الصغيرات منهن اللائي لم يحضن ليشهدن الخير ويسمعن ويحظين بدعوة المسلمين وهذا فيه أجر ويحظون بحضور مجلس العلم وفي بيت من بيوت الله تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة وهذا خير من ذهابهم إلى متنزهات أو إلى أماكن لا فائدة منها، لكن مراعاة الضوابط الشرعية في مسألة عدم الخروج وحدها والحشمة والحجاب والحياء ونحو ذلك من الأمور المعروفة للجميع .

هل لكم- رعاكم الله- أن تتكلموا عن حكم تناول الأطعمة التي ينبعث منها روائح كريهة مثل البصل والثوم ونحوهما وحضور مجالس العلم وتأذي الطلاب وحتى أماكن العمل والأماكن العامة؟

أحسنت تنبيه مهم جداً أنا أشكرك عليه هذا من المخالفات التي يقع فهي بعض الناس-هداهم الله- أنه يتناول بعض الأطعمة مثل البصل والكرات والثوم كذلك- نسأل الله العافية- من ابتلي بشرب الدخان ونحو ذلك أو من كان يعمل في عمل له روائح سيئة ينبغي للإنسان أن يحرص كل الحرص خاصة إذا قدم إلى بيت الله أن يكون متنظفاً ذا رائحة حسنة والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أكل من هذه الخضرات شيئاً فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما تتأذى منه بنو آدم ) فالحذر الحذر من ذلك وليستعمل- الحمد لله الآن في هذا الزمن- وجدت وسائل كثيرة سواء الصابون والمعجون وجدت أيضاً بعض الأدوية والعلاجات التي يأخذها تطيب رائحة الفم فهذا معين- بتوفيق الله - عز وجل- على ذلك وجزاك الله خيراً على هذا التنبيه المهم.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾[فاطر: 28]،ما معنى هذ الآية؟

يعني جعل الله العلماء هم أهل خشيته، هم أكثر الناس خشية لله - عز وجل- فالذين يخافون الله ويخشونه هم العلماء والصادقون الذين يخافون الله - عز وجل- ويتقونه ويراقبونه لأنهم ائتمنوا على تبليغ هذا الوحي وتبليغ دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس (والعلماء ورثة الأنبياء)

من الصعب جداً على أكثر طلاب العلم أن يكتبوا الدرس أو ما يقوله الشيخ بالنص، بلا زيادة ولا نقصان فيعمدون إلى الكتابة بالمعنى أو تلخيصهم الدرس بأسلوبهم فهل هذا يعد مخالفاً للأمانة العلمية؟

لا مانع من ذلك بشرطين أولاً: استئذان الشيخ في هذا. والشرط الثاني: عرض هذا الكلام على الشيخ والتأكد؛ لئلا يكون فيه بعض العبارات المخالفة لأنك أنت أحياناً بأسلوبك قد تكتب معنى غير المعنى الذي يريده الشيخ قد تتحد بعض الكلمات، لكن تختلف العبارات، فينبغي للشخص أن يكون فطناً عارفاً بمدلول الألفاظ في مثل هذا، وما فيه شك أنه يصعب على الإنسان طبعاً الإنسان ليس آلة تسجيل يستطيع أن يكتب كل ما يقال حتى أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أجاز العلماء أن تروى بالمعنى بأربعة شروط معروفة مشهورة عندهم وكان بعض السلف يقول: «لو حدثناكم بالحديث كما سمعناه ما حدثنا بحديث واحد» ولذلك الزبير بن العوم -رضي الله عنه- تعرفونه من أقل الصحابة حديثاً فأحاديثه قليلة جداً فسئل عن ذلك قال: إني أخشى أن أقلب الواو فاء . يعني من شدة حرصه على تحري سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخوفه من أن يُقوِّل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل قال إني أخشى أن أعدل أو أغير كلمة الواو إلى الفاء فلذلك كان -رضي الله عنه- يتورع من الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن الذي عليه جمهور الأمة من الصحابة وغيرهم تجويز ذلك وبيان كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو بأسلوبهم ويقول في آخره: أو كما قال -صلى الله عليه وسلم- بما معناه محافظين على أصل الموضوع ومعناه وبصياغة ذلك بألفاظهم.

نترك المجال لتختيم الدرس وذكر السؤالين القادمين كذلك عنوان الدرس القادم

بإذن الله - تعالى- الدرس القادم سنتناول فيه أدب الصدق وقدمت الصدق طبعاً لأهميته وما سيأتي -بإذن الله تعالى- في فضائله.

أختم بسؤالين أود من الإخوة لا سيما المسجلين في موقع الأكاديمية أن يجيبوا عنهما في المحاضرة القادمة -بتوفيق الله تعالى :

الأول: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: ما رياض الجنة ؟ ......)أكمل الحديث، وما هي رياض الجنة ؟ أريد الرواية التي نص عليها الترمذي عن ابن عباس في هذا الحديث.

السؤال الثاني: من هو الطالب الذي قال له الإمام مالك: "أنت عاقل الأندلس" ؟ أسأل الله للجميع التوفيق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدُالله
المدير العام
عبدُالله


المهنة : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Accoun10
الجنس : ذكر
علم الدوله : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي 46496510
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي _
#4مُساهمةموضوع: رد: الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي   الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:34 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Wessam
عضو مشارك

Wessam


المهنة : الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Collec10
الجنس : انثى
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
عدد المساهمات : 640

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي _
#5مُساهمةموضوع: رد: الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي   الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي Subscr10الأحد أبريل 17, 2011 6:51 pm

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

أسْع‘ـدَ الله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَ دَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلى الطَرِحْ
المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
تَقَبِلْى تَوآإجِدِي ..

دُمتَى بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..}
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع ذات صلة


الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك


(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتديات اور إسلام |  :: °•° سلة مهملات المنتدى °•° :: ركن المواضيع المخالفه والمكرره-
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي , الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي , الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي ,الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي ,الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي , الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الدرس (3) آداب مجلس العلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

PageRank
مواقيت الصلاة: